أخي محمد عبدالجليل..

Quote: حامد .. عسكري في الجيش السوداني .. كان يستأجر غرفة واحدة في مرزوق (الثورة أمدرمان) ويسكن فيها بنفسه (عزابي) وبجواره كانت أمراة وبنتيها يستأجرن غرفة مجاورة. كان زوج هذه المرأة قليلاً ما يظهر .. يتغيب عن أسرته لأسابيع .. وأحياناً لشهور .. كان حامد يتعاطف مع جارته وبناتها لغياب والدهم وضعف حالهم .. بعد أن أقام حامد لبعض الوقت بمنطقة مرزوق حجز لنفسه قطعة من الأرض وبنى عليها غرفة وقام بتسجيلها لدى (عمدة الحي العشوائي) كحيازة ليتم تسجيلها عندما تأتي التسجيلات .. وكان يعلق بعض ملابسة العسكرية على جدران الغرفة حفظاً لها من الاعتداء وتأكيد أن لديها مالك .. بعد فترة جاء صاحب الغرفتين التي يسكن فيها حامد والأخرى التي تسكنها جارته وبنتيها، وطلب منهم صاحب الغرف إخلائها فوراً .. ذهب حامد وأستأجر غرفة أخرى في المنطقة وسكن فيها .. وبعد أيام طردت المرأة وبنتيها وأستأجرت كارو رفعت عليها العفش وركبت ومعها بنتيها وذهبت للغرفة التي أستأجرها حامد وعندما خرج عليها ورأى عفشها على الكارو سألها فقالت له أن صاحب المنزل جاء وطردها مرة أخرى وأنها حاولت أن تطلب منه أن يصبر حتى يأتي زوجها فرفض .. طلبت من حامد أن يترك لها العفش في غرفته إلى أن تجد حلاً .. فقال لها حامد أنتظري شوية وأغلق غرفته وذهب معها وبنتيها بالكارو إلى حيث غرفته التي يمتلكها وأنزل عفشها بالغرفة وقال لها والله تسكني هنا ودي غرفتي أنا (ما مؤجرة من زول عشان يجيء يشيلها منك) وذهب حامد وحضر في اليوم التالي ومعه عدد من زملائه العساكر ومعهم حصير وبرميلين ماء أدخلوا لها الماء في الغرفة .. وأقاموا الحصير في شكل سور للغرفة. بعد عدة أسابيع جاءت إليه المرأة وهي تحمل بعض النقود وقالت له يا حامد شيل القروش ديل عشان الإيجار ما يكتر عليّ .. تأثر حامد وقال لها تعالي معاي وذهب لمسجل السكن العشوائي (العمدة) وقال له: الغرفة بتاعتي أنا بعتها للمرة دي .. سجلها بإسمها ولما يجيء التسجيل سجلوها ليها .. وبعد فترة سافر حامد إلى السعودية وقضى سنوات طويلة لم يعود فيها للسودان .. وعندما رجع للسودان وأثناء ركوبه في إحدى الحافلات العامة (خط) وعندما أراد أن يدفع للكمساري قال له الكمساري دفعت ليك البت ديك، نظر إليها حامد ولم يعرفاها سلم عليها: حامد: أنا ما عرفتك؟ البنت: يا عمي حامد أنا بت (زينب) جارتك زمان في مرزوق نسيتني؟. حامد: متأثراً، وكيف إنتو هسع . البنت: كويسين أنا هسع في الجامعة وأختي ممتحة السنة دي وأمي كويسة وأبوي أتوفى قبل سنتين (الله يرحمه) .. والبيت جاهو التسجيل وسلمونا القطعة وبنيناها .. وهسع لازم تمشي معاي البيت عشان تشوفو وتلاقي أمي وأختي .. دايماً بيذكروك ويقولوا وين حامد إن شاء الله نلاقيهو .. وفعلاً ذهب معها حامد للقاء أمها وأختها .. وأثناء الحديث والذكريات والتعازي في وفاة الوالد وسرد الذكريات المفرحة والأليمة دخلت جارتهم التي عرفت بوصول حامد وكانت قد عرفته من خلال حكاوي هذه الأسرة .. حضرت الجارة وبيدها خروف حلفت أن يذبح إكراماً لهذا الرجل الذي ظلت تمني نفسها برؤيته. حامد لا زال يعمل بالسعودية .. وزينب وبناتها في المنزل الذي تم تسجيله لهم .. وتبقى المعاني معاني