لحـظـة مـن فضـلك!

Quote: العزيزة أم اية ( بالمناسبة أنا بنتي أيضا أية) لم أجد ما أشارك به في لحظتك الرائعة هذه سوي رسالة عميقة المعاني ,, حلوة التعبير ,, سامية المقصد ,, قمت بنشرها في مهيرة قبل عدة سنوات ,, بقلم اللأخت الفاضلة اللأستاذة منال عوض خوجلي ,, لم أكن طوال إحدى عشر سنة ومنذ اقدام النظام في وطننا السودان علي مذبحة 28 رمضان.. علي مثل هذه الدرجة من الحزن المصحوب بحالة من الإحباط سببها إحساس عميق بأن دم أولئك الشهداء يوشك أن يصبح محل مساومة لدي البعض .. وكاد أن يقترب من درجة النسيان لدي البعض الآخر. أقول دلك وأرجو بداية أن نفرّق بين حزن خاص وإحباط خاص وبينهما وضع يلامس قضية وطن بأكمله مع قضايا ومبادئ مثل الحرية والديمقراطية التي يقدّم شعبنا من أجلها التضحيات تلو التضحيات. علي صعيد الحزن الخاص , فلأنه من حقي أن أحزن ما شئت علي فقدان شقيقي الشهيد نقيب طيار مصطفي عوض خوجلي الذي حمل رأسه بين يديه واقدم علي تضحية لتخليص شعبنا السوداني من نظام عرف مع – رفاقه الشهداء – أنه سيذيق الشعب الذل والهوان. وفقدان الشقيق بالصورة التي تمت بها الاعدامات يسير في اتجاهين , اتجاه البطولة الذي يخفف من نيران الأحزان, واتجاه الفقد الذي يلزم الشرفاء بالتمسك بالأهداف التي ضحي من اجلها أولئك الرواد من اجل تخليص شعبنا من الارتداد إلى عصور الظلام. ولعله بسبب ذلك التداخل يصعب إيجاد الفرق ما بين الخاص والعام من تلك المشاعر. نعود إلى أسباب الحزن والإحباط لنتساءل ؟ هل أوفت قياداتنا السياسية بعهدها تجاه تلك التضحيات , وهي تخوض معارك النضال ضد هذا النظام حواراً ومعارك ؟ هل يمكن أن يضيع دم أولئك الشهداء وتهدر مسؤوليات القصاص لهم بين المهرولين للسلطة والمصالحة مع النظام؟ ما العمل إن قدّر لهذا السيناريو أن يمضي ويوضع موضع التنفيذ؟ لقد آلمني ضعف صوت المطالبين بالقصاص لشعبنا السوداني من المهووسين الذين داسوا علي القيم والمبادئ . ومانراه أن المهرولين بمنطق عصفور في اليد خير من عشرة علي الشجرة فانهم سيحصدون الألم والندم , وذلك أن حركة الشعوب وتاريخها يقول أن التضحيات من اجل المبادئ لا تقبل بيعها في سوق الحاضر , وانما تجني ثمار التضحيات حركة الأجيال التي تفرز بسلاح الوعي الجبار ما بين نضال الشرفاء وتجار الشنطة . فالمعركة مع النظام ضرورة ودم الشهداء لن يضيع هدراً . منال خوجلي لقد أقسمنا أن دم الشهداء لن يضيع هدراً .