إنقـلاب 30 يونيو..رسـالة لعصام ميرغـني طـه..

Quote: علي كـل مـن مـد يـده ليصـالح النظـام ان يفعل مايريد! فقـط.. الأشـراف يصـنعون المواقف الواضـحـة والثابتة...فقط الأشـراف يسـتغنون عـن المراكز التي تلطخ الوصـول لهـا بالدماء.. بمواصـلة الرفض للمشـاركة في نظـام شـمولي ايدولوجـيته تكفير وابعاد الآخـر واسـتراتيجيته التشـبث للأبد بكـرسـي السلطـة مهمـا كلف ذلك مـن ابادة جماعيـة وقـتل وتعـذيب لكـل مـن يعارض... المصـالحـة...مـن يصـالح مـن? اذا كـانت المصـالحـة تعـني القوي السـياسية دون شـعـوبها مجتمـعة..فهي ليست مصـالحة بل هي تقريب للمصـالح بينهـم 'هـم' فقط ..وفي ذلك هي فرصـة لهم للرجـع ليس مـن أجـل مـواصـلة النضـال..اذ كـيف يمكن لمن يشـارك في السـلطة ان يقاومهـا? المصـالحة والقبول بمبدأها يتطـلب اولا الإعتـذار عـن الأفعال الشـريرةالتي قام بها النظام تجـاه الشـعب السـوداني ونحـن مـن بينهـم..وهـذا لم يحـدث! واول شـئ في الإعتـذار.. ان يكشف لنا عـن مكان المقبرة الجماعية لأبناءنا..وهـذا لم يحـدث! وثاتيا..أن يكشف رسـميا عـن تفاصيل المحاكمة التي تم بموجبها ذبح اباءنا وابناءنا وأشقائنا وأزواجنا..ماهي جـريمتهم? مـن الذي حـاكمهم? ان خـلق لجـنة تقصـي الحقائق Truth Commission (ان حـدث وتشكلت حسب المعايير المطلوبة) وهي احـدي وسـائل المصالحة بمعني ال reconciliation ..يسـتوجب الإعـتراف اولا بهـذه الجـريمة وبتفاصـيلها.. تبقي قضـية التعويضـات قضـية مهمـة في جـوهـرهـا..أرواح ابنـاءنا اعظـم مـن كـل أموال الدنيا..وحـتي ان ضـعفت نفوسـنا وقبلنا بإقـتراح التعويضـات المالية كـإحـدي الوسـائل لقبول المصـالحـة..فهـل يكون مـن حقنا الأخـلاقي ان نخـبر ابناءنا بأن ارواحهم الغالية التي قد ضـحوا بهـا من اجـل الوطـن قـد سـاوت عنـدتا بعض الأمـوال? وهـل مـن حقنا ان نصـالح نيابة عـن آباءنا وامهاتنا الذين ماتوا بالحسـرة علي أبتاءهم? اونيابة عـن أطفالنا الذين حـرموا في طـفولتهم ومراهقتهم مـن نعمـة الأب ..وقاسوا من الفقر ومن التعذيب لهم ولأمهاتهم? بأي حـق نقرر لهـم جميعا القبول بمـا يسـمي بالمصـالحة? وكيف نستحـق ان نكون أهـلا لأبناءنا الذين ضـحـوا بأرواحهم مـن أجـل ارسـاء مبادئ الانسـانية الجميلة مـن ديموقراطية وعـدالة? انشـد سيف وانشـدنا معـه في 1991 في القاهـرة... أعلنت العفـو العام..اعلنا الرفض التام وأرواح الشـهدا تتادي لا رجـعـة ولا اسـتسلام.. نـواصـل.. مـني