|
Re: أفكار شيطانية .. أود الكتابة عنها (Re: MaxaB)
|
الفكرة .. الرابعة
الشمس التي تشرق على الناس .. كل الناس .. واحدة .. و القمر الذي يضيء لهم الظلام واحد .. السماء التي تظلهم واحدة .. و الأرض التي تقلهم واحدة .. الفضاء الذي يحويهم واحد و النجوم التي تهديهم في السرى هي هي النجوم .. الإله الذي خلقهم واحد .. و النفس التي خلق منها كل الناس أبيضهم و أسودهم و أحمرهم و أصفرهم واحدة .. اليهودية و النصرانية والإسلام جميعها رسالات سماوية أوحاها الله جل و علا الى رسله ليبلغوها الى الناس فمصدرها واحد و جوهرها واحد .. و الرسل لا نفرق بين أحد منهم .. فجميعهم رسل الله .. و الأنبياء سواء الذين كانوا في بني اسرائيل أو الذين نزلوا في جزيرة العرب أو عاشوا في مصر هم أنبياء الله .. و لنأخذ هذه الفكرة و نحللها قليلا ..
التسلسل الزمني للرسالات السماوية هي كالتالي .. اليهودية و هي الديانة الأقدم بعث بها الله سيدنا موسى - عليه الصلاة و السلام - الى بني اسرائيل و أنزل عليه التوراة - و في نسختها هدى - و قصة سيدنا موسى عليه السلام معروفة بكاملها .. ثم النصرانية بعث الله بها سيدنا عيسى - عليه الصلاة و السلام - أيضا الى بني اسرائيل .. و أنزل عليه الإنجيل بعد أن علمه التوراة قال تعالى " و يعلمه الكتاب و الحكمة و التوراة و الإنجيل " و الإعجاز الذي في قصة سيدنا عيسى أيضا معروف بالكامل .. ثم الإسلام الرسالة السماوية الثالثة و الخاتمة بعث بها الله جل و علا سيدنا محمد - صلى الله عليه و سلم - الى الناس كافة " و ما أرسلناك الا كافة للناس " .. و انزل عليه القرآن الكريم مصدقا للتوراة و الإنجيل قال تعالى " و لما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم .. ".
التسلسل المنطقي الذي كانت لتسير عليه الرسالات السماوية لو لم تطالها يد التحريف و التغيير .. كان ليكون كالتالي .. اليهودية كل بني اسرائيل يهود يدينون بشريعة التوراة .. يتحول بنى اسرائيل جميعهم من اليهودية الى النصرانية على يد رسول الله سيدنا عيسى - عليه الصلاة و السلام - و يدينون جميعا بشريعة الإنجيل .. تختفي اليهودية تماما من على الأرض كديانة سماوية بعد أن حجبتها الرسالة السماوية الثانية - النصرانية -التى صدقتها و أضافت عليها.. يتحول بني اسرائيل جميعا من النصرانية الى الإسلام- الرسالة السماوية الخاتمة - التي بعث بها الله جل و علا - رب اليهودية و النصرانية - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة القرآن و يسلم كذلك الناس جميعا من كان منهم على الإبراهيمية الحنيفية او ما سواها .. تختفي النصرانية من الوجود بعد أن بشرت بالإسلام .. و تبقى رسالة سماوية واحدة و دين سماوي واحد على الأرض هو الإسلام .. يعود كل الناس مسلمين يحتكمون لشرع الله ..
الذي حدث أن بني أسرائيل الذين كانوا من المفترض أن يكونوا هم نصارى و مسيحيو اليوم إذ أن الإنجيل ما أنزل الا عليهم .. و سيدنا عيسى هو رسولهم .. حرفوا التوراة و غيروا اليهودية - دين الله - فلم يقبلوا رسالة سيدنا عيسى - عليه السلام - الا قليلا منهم " الحواريون " .. و حاربوه و سعوا الى قتله و ما قتلوه و لكن شبه لهم و رفع الله سيدنا عيسى اليه .. سعى اليهود الى تحريف الإنجيل - و بالتالي تحريف النصرانية - و نجحوا في ذلك .. اعتنق الإمبراطور البيزنطي الروماني - النصرانية - و دخلت معه شعوب أوروبا فيها و انتشرت المسيحية كديانة سماوية محرفة بجانب اليهودية .. يتواصل تحريف اليهودية و النصرانية حتى يومنا هذا ..
الخلاصة و الفائدة التي نخلص اليها من هذه المقدمة هي حقائق عدة :
أولا .. كل الأخلاق و الفضائل و القيم النبيلة التي نراها على الأرض اليوم .. حتى تلك التي جعلت البعض مبهورين بالحضارة الغربية و الغربيين مثل قيم حقوق الإنسان و قيم العمل و الإنتاج و قيم الزمن و النظام و الإنضباط مصدرها أساسا هذه الديانات السماوية الربانية اليهودية و المسيحية و الإسلام .. و منبعها في الأساس واحد هو شرع الله .. و هي هي نفس القيم الموجودة لدينا في الدين الإسلامي ، بل ما لدينا أرقى و أنبل و أفضل باعتبار أن الإسلام هي الرسالة الخاتمة التي تعهد الله بحفظها فلم تطالها يد التحريف .. و مايزال نبعها رائق صاف الى يوم القيامة.
ثانيا .. كل الشرور التي نجدها في العالم اليوم و كل الرزائل و القيم الفاسدة و الإنحلال الأخلاقي و الخلقي هي نتاج تحريف البشر للكتب و الرسالات السماوية.. و لبعد الناس عن شرع الله و منهاجه القويم الذي أراده لهم.
ثالثا .. الأيدي البشرية التي نجحت في تحريف التوراة و الديانة اليهودية .. و الأيدي البشرية التي نجحت في تحريف الانجيل و الديانة النصرانية .. هي هي الأيدي البشرية التي تمتد منذ فجر الإسلام لمحاولة تحريفه و تحريف القرآن و تشويه صورته .. و عملت على إثارة الفتن العظيمة مثل فتنة مقتل سيدنا عثمان - رضى الله عنه - و فتنة وقعة الجمل .. و هي التي حرفت التاريخ الإسلامي .. و أثارت الشبهات و دست الأحاديث الموضوعة .. و تحاول جاهدة اليوم تغيير مناهج المسلمين و الغاء تدريس سور القرآن .. و اشاعة قيم الإنحلال و الفساد الخلقي و الأخلافي في العالم الإسلامي .. و في أمة الإسلام .. و هي التي وضعت و تضع غلالة كثيفة من الأكاذيب و التلفيقات على أعين الناس حتى لا يبصروا ذاك المعين العذب النقي الصافي الموجود في الكتاب و السنة و في الديانة الإسلامية.
رابعا .. الذين لم ينجحوا في تحريف الإسلام " ان الدين عند الله الإسلام " و القضاء عليه .. دخلوا عليه من مدخل آخر و انخدع بدعواهم الكثيرون .. فقالوا " ما لقيصر لقيصر و مالله لله " يريدون فصل الدين عن حياة الناس .. و تحجيمه في دور العبادة .. و في أزمان و أوقات قصيرة محددة " أوقات الفراغ " .. و هؤلاء هم " اللادينيون أو العلمانيون " .. العلمانية الفكرة التي نبعت أيضا كنتاج لتحريف الديانة النصرانية الذي أدى الى دخول عقائد وثنية دخيلة عليها .. كثقافة المذبح و الرهبنة .. و أدت الى طغيان الكنيسة في القرون الوسطى و حربها الشعواء ضد العلم والعلماء الذين نادوا بأفكار اكتسبوها من اختلاطهم بالعلماء المسلمين و الحضارة الإسلامية في الأندلس و غيرها من البلدان الإسلامية.
اقرأ عن العلمانية و عن تحريف الدين النصراني بالأدلة و البراهين المقنعة في البحث التالي
اضغط الوصلة التالية لتحميل البحث
http://www.saaid.net/Warathah/safar/sf17.zip
رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات
مكسب
|
|
|
|
|
|
|
|
|