القصيدة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2006, 03:23 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القصيدة

    القصــــيدة

    كانت الطريق تمتد في التواءاتها أمامه ... يمضي وهو ينظر للأرض دون أن يرفع رأسه ... سماؤه كلها تحت قدميه ... النجوم ... والغيوم المتناثرة ... والقمر لا نهائي البعد ... والشمس بكبريائها المستحيلة ... كلها كانت تتناهى في البعد تحت قدميه ... يمشي ساهما في الفضاء المترامي تحته ... يغني بدندنة فائقة ... والنجوم تتراقص مع التواءات الطريق وتبرق بين رجليه وحذائه الثقيل ... العرق يترك خيطا من ملح تحت أذنيه ... ولكن نسيما خاصا كان يغسل ضحكته وهو غارق في دندته تلك ... تتزاحمه الأحلام والأوهام ... يدخل يديه في جيوبه يحرك مفتاحين يرقدان على قلق عظيم ... وعملة معدنية لم تكف لتذكرة الباص ولم تسد رمق الجيب المسكين ولكنها تحدث بداخله أملا ما ...
    الأشجار على جانبي الطريق تحادثه بأطيارها وتساقط عليه ما تيسر من ورق ... تعتمل كل الألوان في جدران المنازل والأبواب من غير أن تترك تفصيلة واحدة في ذهنه ...
    باهتا يمر الكون تحت قدميه ...
    - يا ابو الشباب
    ينتبه على صوت بالقرب منه ... سيارة تتوقف بينه وبين دندته ... يطل من السيارة وجه تشغل نصفه نظارة شمسية ... تبدو نظراته ناعمة نوعا ما من وراء إطار النظارة الجميل ... تنام على وجهه ابتسامة هادئة ... متآلفة تماما معه ... وفي صوته رقة إلف ما
    - بللاهي بسأل من عيادة د. خالد الخير
    - دا بتاع النساء والولادة ؟ خير إن شاء الله ... يطالع بعين نصف زائغة داخل السيارة
    - لا خير .. خير
    - د. خالد الخير دا - يغمض عينه ويمط شفته حتى لتكاد تعزف – تمشي في اتجاهك دا ذاتو ... الشارع الرابع من هنا ... بتلاقيك صينية صغيرة كدا ... هي ما صينية صينية يعني لكن بتتعرف ... في الناصية اليمينك بعد الصينية طوالي في صيدلية المودة ... تخليها يمينك وتخش ... تمشي طوااااااالي ... في بوتيك صغير قافل الشارع ... تلف على إيدك الشمال قدامك في فرن ظاهر ... مبنى أخضر كبير ... قدامو نيم كتيييييير ... بس بعد الفرن دا بالضبط في مجمع عيادات ... زي تلاتة طوابق كدا ... خالد الخير دا في الطابق التالت ... أعتقد شقة 36
    - لا تمام ... تمام
    - أسمع لو كتر عليك الوصف أنا ممكن أركب معاك أوصلك.. أنا ما عندي أي حاجة
    - لا واضح جدا ... شكرا يا أبو الشباب
    - لا بس خلاص شفت أهو دييييك الصينية ... تفوتا وتاخد يمينك طوالي
    تعود السماء لمهوى نظراته وأقدامه ... ويعود لأغنيته الباهتة ... الرديئة ...
    الأغنيات الجميلة دائما ما يغنيها القلب ...
    تظل تحفر في اعصابه فتزيد دقاته ...
    القلب الغارق في أغنياته الجميلة دائما ما يضخ دما أكثر لخلايا الحس ...
    يبرق وتتساقط أمطاره ...
    تنبت الأشجار على ضفاف شرايينه فيأخذ الدم لون العشب ويستحيل الجسد غابة من النور ...
    الشفاه تعبث فقط بالأغنيات الرديئة ...
    ربما تحاول أن تبعثرها على طول الطريق حتى يتخلص الكون من لحن فاسد ...
    وربما لتشركه معها في ألمها الممض ...
    وربما لتلقي بها من نافذة الفم على أرضية قطارالحياة المتسخة لتبادلها رداءة برداءة .
    الصمت حوله رغم أبواق السيارات وضجة الظهيرة ... تمر الأشياء دونما انتباهة واحدة ... العرق يغسل خيوط ملحه بخيوط جديدة ... والحذاء يعتقل أصابعه في ضيق احترافي ... يسرح في يومه الباهظ ... تكلفه المدينة جدا ... كلها تمر على خاطره في لحظة واحدة وتمضي دون أن تترك أثرا ما ... تعيد ترتيب ما أفسدته بالأمس لتفسده غدا ... يحس وكأنه حليق الرأس تماما ... يخرج يده من جيبه في حذر مهمل ويمررها على رأسه ... الشعر غارق في كثبانه ... جافا يتلمس طعما ما يلوح بين خيوط الهواء وألسنة الشمس الحارقة ... يحس للحظة كأن دما ينزف من رأسه وتسيل الدماء حارة على شعره ... وتنزل على كتفه ... قميصة يصرخ ... ويلتصق بظهره على صمغ الدم ... رائحة الدم تزعجه جدا ... وسيله يتواصل من الرأس للقميص ... يده في حذرها القاتل تتحسس اللاشئ ... المنازل تتقاطع أمام أوهامه تلك , في أبوابها متسخة جدا , وتطفئها الكتابات الفاسدة ... حضرنا ...
    أي حضور هذا الذي تغيب معه نصاعة الأبواب ؟
    أي حضور هذا الذي لا يلتئم إلا بالكتابات الفاسدة هذي ؟
    أي حضور هذا والغياب يسكن معه في خطوط الفحم الداكنة ؟
    حضرنا ولم نجدكم ...
    لم يترك الفحم للمدينة من أثر ... يغرقها في دكنته فتمضي ... المنازل تتشابه في مضيها ناصع الغياب ... يعيد يده إلى جيبه فتتعثر بالقطعة المعدنية ... يقرب ما بين حاجبيه ... يتلمسها ... يمرر يده عليها مرتين ... يشرب من نخب استغرابه المعتق ويخرجها ... شاهدا آخرا على مسيره راجلا فوق سماء من نجوم وغيوم ... القطعة التي لم يرض الباص بقبولها فمضى وترك ابتسامة حارقة قذف بها الكمساري ... قطعة النقد المعدنية التي لم ترض الباص ولم تسد رمق الجيب ويلوح منها أمل منطفئ... ترتسم رغما عنه ابتسامة من حريق
    - يا أستاذ فندق الشرق وين عليك الله ؟
    يلتفت تجاه الصوت ... فتاة تسير على قدميها يبدو أنها اجتهدت جدا في اللحاق به لسؤاله ... نفسها كان يفضح محاولتها كي تبدو عادية ... ولكن كان فيه شيئ من طيب ...
    - انت جاية جارية واللا شنو ؟ شكلك فترانة كدا
    - لا والله بس قت أخب شوية احصلك عشان أسالك عن الفندق
    التفت وراءه كانت الطريق غاصة بالناس ...
    - كلهم مافيهم زول عرفو ... أجابت وكأنها سمعت سؤاله الصامت
    - ما عندك مشكلة لكن انت فتيهو ... شايفة التقاطع الورا داك ... مريتي بيهو صاح ؟ ... منو تمشي شرق زي تلاتة شوارع ... تلقي الفندق ... واضح جدا قبلو في حلاق عندو يافطة كبييييييرة ... ظاهرة ... بعدو الفندق طوالي ... هو ذاتو لو سألتي بيقول ليك
    - بعيد من هنا ؟
    - لالا بعيد شنو ... تعالي
    ومضى يجرجر أغنيته معها ... أوصلها الفندق ... ومر على الحلاق ... قطع شك تخيلات النزيف السائل من رأسه بيقين الحلاقة
    - نمرة واحد يا ابو الشباب
    - نمرة واحد ليه ياخي ؟ أنا بظبطو ليك تظبيطة تمام
    - لالا ما تظبطو بس نمرة واحد
    قفزت القطعة المعدنية ذات الأمل المنطفئ أمامه فجأة فنهض واقفا
    - واللا أقول ليك خليهو ذاتو
    يهز رأسه ... لم تقدر القطعة المعدنية على الإيفاء بشروط الكمساري ولا أوقفت النزيف المتوهم ... ولكنه ظل سائرا دون أي احساس بألم ما سوى وخز الحذاء على أصابعه ... يمشي والسماء تحته تمشي في اتجاه آخر ...
    - عليك الله كدي شوف لي العنوان دا وين ؟
    يمسك بالورقة ... السوق المحلي – شرق الموقف – مرطبات الانترنت
    - عرفتو ياحاجة ... عندك شنو هناك
    - والله يا ولدي ولدي ليهو تلاتة سنة ما جانا قت اجي اشوف خبرو شنو ... شغال في المحل دا
    - المحل دا ملخبط مابتعرف بسهولة بعدين زحمة شديد ... خلاص أنا بوصلك ... ما بعيد من هنا ...
    لم يكن قريبا ولكن كان جيبه بعيدا بما يكفي ليراه قريبا ...
    كانت القطعة المعدنية تغمز له ...
    وكانت أمه أمامه وهو يسير والحذاء سادر في ألمه المحترف ... قالت له قبل رحيلها بيومين إنها كانت تتمنى أن ترى أولاده ... وضحكت في أسف بليغ ... الدمعة التي ظلت تكبر وتكبر في عينيها إلى أن أنفجرت سائلة على خدها ما زالت تحفر في أعصابه ... ابتسامتها الآسفة فورت الدم في رأسه وما زال يسيل فيبلل قميص خواطره ... سعالها المتثاقل وهي تبدو متماسكة وتحكي عن شقاوة طفولته ما كانت لتزحزح جبلا من سفر قاتل يربض على صدره ...
    - عارف يا يوسف كت لمان تجي المغرب شايل فردة من سفنجتك وتقول لي التانية ما لقيتا ... كت بضحك في سري وأنا بشاكل فيك وأقول ما دام من أسي كل يوم بتودر سفنجة معناها حظك لي قدام بيبقى تمام ... وتضحك ... كان يعرف أنها تضحك لمواساته ... فهو لا زال يضيع فردة السفنجة ويبحث عنها ... هو أصلا لم تعد له سفنجة يضيعها
    - عارف ... ليك يوم والله السفنجات محل توديهن ما تعرف
    - السفنجات يمة ؟ السفنجات ؟
    - يعني مابتكون محتاج يا ولدي ... السفنجات دي مثل ساكت
    يعرف الآن وهو يستعيد استفهامه الساخر حينها أنه حتى السفنجات لم يطلها ...
    فقط ينغز الحذاء قلب أصابعه
    طال سعالها ذلك اليوم ... وشعر بنزيفها في رأسه ... يعطن قميصه ... وقلبه ... كانت تبتسم بصعوبة بالغة وهي تعدل الوسادات العالية تحت رأسها وتقص عليه حكايا لا تنقطع عن إخيه الراحل ...
    - أخوك مات وأنا قاعدة أرضع فيهو
    ترك لها وخزا ناعما في ثديها ما زالت تحسه ... وكان ينظر لعينيها وهي تصرخ ... أطفأ في ثديها الحليب وانطفأ ... ما زالت تذكره وكأنه عاش مائة عام ... كانت تحكي عنه أكثر ما تحكي عن يوسف ذي الأربعين عاما ...
    - عارف هو أصلو ما كان ولد حياة ... والله اللبن الكت برضعو ليهو دا تقول كت برضعو أنا ... أول من ينوم أحس اني شبعااااااانة ودايرة انوم أنا كمان ... عمرو ما رضعتو وقمت عملت لي عمل ... بس هو ينوم وأنا أنوم
    - يمة خليك في صحتك
    - يا ولدي صحتي مالا ؟ وتسعل ... كانت ترتعش تحت غطائها وهي تبتسم
    - بكرة أشيل ولادك وأرضعن ليك
    تحلق أمامه ... في جناحين من دمع وحن ... وهي تتمنى أن ترى أولاده
    المفتاحين يتحدثان في جيبه بلغة لا يفهمها ...
    غارق في سهوم الطريق ...
    تحته السماء
    هذي عشرة سنوات مرت منذ أن أطفأ الموت قلبها ...
    ومازال قلبه مضيئا بأحلامها

    عاد للمنزل ... نادى عليها ... ونادى ... وبكى ... بكى بكاءا مرا قبل أن يفتح باب غرفتها ... كانت تبتسم للفراغ ... وماعادت تسعل ... لم تسعل مطلقا من يومها ... جاء الناس على صوت نحيبه المرتفع ... حملوه من الغرفة وهو يرى أطفاله الذين تمنتهم أمه يسبحون تحت أقدامه في نهر المستحيل ... نهر من سماء بنجومها وأفلاكها وغيومها ترقد تحت رجليه ... الغرفة التي فقد أمه وحلمه بأولاده فيها ما عاد يدخلها ... ولكن زاد ولعه بنهر المستحيل المدلوق تحت أقدامه

    ***
    عاد لأغنيته ... وعادت السماء تحت قدميه , النجوم تراشق حذاءه , بحث عن لحن فاسد ليبعثره على الطريق الترابية , وكانت كثبان شعره تفجر النزيف تلو النزيف , وصمغ الدم يلصق القميص بصدره , والطريق في تعرجاتها تقرأ عليه خطواته واحدة واحدة , العرق يرسم خرطا من ملح تحت أذنيه ويعيد طمسها ورسمها من جديد , خطواته تضيق شيئا فشيئا , فيبدو كتائه عظيم
    السماء انسحبت من تحته وأغدقت على المكان ظلمة لا نهائية ...
    هدأت الضجة كثيرا ...
    غرقت المدينة في ظلامها ...
    وغرق هو في ظلامه , يتفل أغنيته باستمرار وكأنه يبحث عن تائه ليدله , أرغمه الحذاء على الجلوس , كل لسع الظهيرة تقطع على ظهر أصابعه , جلس وتبرأ من حذائه وأصبح يحرك أصابعه وهو غارق في النظر إليها , يعتذر لها , وتعتذر له ... يتلفت في المكان حوله ... لم يكن يفهم على وجه الدقة أين هو الآن ... ولكنه منشغل عن ذلك بتحسس نزيف رأسه ... مرت الساعات بطيئة وهو يطالع قدميه التي هرب السماء من تحتها وأبدلها ظلمة حالكة ... وكأن حجرا ما صدّع زاوية من رأسه , يترنح في سهومه
    - يوسف ؟
    - منو ؟ عادل أزيك
    - مالك راقد كدا يازول ؟
    - هي دي وين الحتة دي ؟ وانت الجابك هنا شنو ؟ يطالعه عادل بنصف يقين
    - وين كيف يعني ؟
    - على اليمين أنا مافاهم أي حاجة ... نحن بيتنا بي وين ؟ يبتسم ابتسامة معتذرة
    - انت يازول جنيت ؟ انت ما قاعد قدام بيتكم
    التفت صوب المنزل ... ابتسم فقط ...
    نفس الباب الذي لم يواسه يوما في فقده ...
    ونفس النفس الحار الذي يبخه في وجهه كل صباح ...
    قذف بحذائه من فوق الجدار ... وعاد لرقدته على الارض ... تنهد تنهيدة طويلة قبل أن يبدأ في الغناء من جديد
    أوصلته العادة ...
    وتوهه النزيف المتوهم ...
    كالقصيدة تماما ...
    ترسم خريطة للحياة بأدق تفصيلة في أزقتها المظلمة وتنفخ الروح في عالمها فيمشي بين عينيك بأحاسيسه كلها , ولكن شاعرها يتوه فيها ...
    القصيدة القصيدة من يتوه شاعرها فيها ...
    من يحس نزيفا سائلا على قميصه وهو يتحسسها ...
    من يتلمس رأسها المحلوق فيجد الشَعَر يرفل في زيت أبياتها وتتهاتف عرقا حتى تحس فيها بنسيم خرافي الونس ...
    القصيدة هي الحس المتمرد وهي التمرد الداجن ...
    تسكن في التناقض وتآلفه ...
    تكف عن الممكن فيسقيها المستحيل أنهاره ...
    القصيدة , شاي الحياة وقهوتها ...
    خمر تسكن في جلدة الرأس حكتها اللذيذة ...
    وفي الروح نمل من شقشقة ...
    هي الداء الذي يفتك بأوردة القلم والأصابع فيتعافيان ...
    جلس ثانية ... نفض يديه ... أخرج القطعة المعدنية وقذف بها بعيدا في السماء التي صعدت وتركته لظلمة حاقدة ... ظل لهنيهة ينتظر ارتطامها بالأرض ... لم يسمعه ولكنها ظلت ترتطم بخياله دائما ... كأنه تخلص من وزر توهانه ... كأنه اغتسل من عمره الماضي بلحظة الارتطام تلك لكنه مازال يرتطم بعمره الماضي ... وكأن غفوة طارت به ... جناحاه يهفهفان السماء بأناشيد من سحر ... يحرك بأرجله أنفاس الفضاء ... يطل على الكون في بياض الأجنحة ويرسل أحلامه لرؤوس الأشجار
    - يا ابو الشباب عليك الله بسأل من بيت الأستاذ عبدالرحيم الحاج ؟ هو .....
    - بس الشارع القدامك دا شايفو ؟ أول بيت على إيدك اليمين ... قدامو سبيل كدا وبابو لبني .... وهو يعبث بكومة من رمل أمامه ويركز نظراته عليها
    - - وبعدين قول لي عمر ولدو يجيني مارق عليك الله ... بس قول ليهو يوسف
    الرجل ابتلع بقية كلماته التي ادخرها للوصف ...( هو في المعاش اسي .... كان في وزارة التربية ... اولادو يس وعمر... بعدين بيقولو ليهو عبدالرحيم كهربا لانو كان مرة العمود القدام بيتو ........................................................................... )
    ابتلعها جميعا وهي تتفلت للخروج ... كانت تعرف أنها ستخرج الآن مثلما ما خرجت لكثيرين فتيقظت وقفزت لطرف لسانه لكن يوسف ألحدها رده القاطع ... ابتلعها الرجل ومضى نحو السبيل والباب اللبني ... تعلق على جانبي شاربه المهمل ابتسامة حائرة
    انتهى يوسف من وصفه وعاد لتوهانه ... لم يحفل بوقفة الرجل المندهشة ... ولا بذهابه المأخوذ
    أسقطت أشجار النيم المتراصة أمام منزله بعض أوراقها على رأسه ... فتحسس النزيف بحذر ودخل .
    كانت الظلمة تغسل وجهها بالسواد وتتمدد في المكان ...
    يرسل يوسف من وراء باب منزله ألحانا فاسدة ... تتشربها الظلمة وتنثرها على زوايا المدينة .


    أسامة معاوية الطيب
    طهران 09/11/2006م







                  

العنوان الكاتب Date
القصيدة أسامة معاوية الطيب11-16-06, 03:23 AM
  Re: القصيدة محمد عبدالرحمن11-16-06, 03:35 AM
    Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-16-06, 03:47 AM
  Re: القصيدة أبو الحسين11-16-06, 03:38 AM
    Re: القصيدة hatim11-16-06, 03:49 AM
      Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-16-06, 05:19 AM
    Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-16-06, 04:53 AM
      Re: القصيدة احمد العربي11-16-06, 05:13 AM
        Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-16-06, 10:43 AM
  Re: القصيدة خضر حسين خليل11-16-06, 08:46 AM
    Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-17-06, 02:30 AM
      Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-17-06, 03:37 PM
  Re: القصيدة فيصل عباس11-18-06, 02:42 AM
    Re: القصيدة محمد عبدالرحمن11-18-06, 03:45 AM
    Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب11-18-06, 08:44 AM
    Re: القصيدة أسامة معاوية الطيب12-20-06, 06:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de