نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 04:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-07-2006, 06:49 AM

ABU QUSAI
<aABU QUSAI
تاريخ التسجيل: 08-31-2003
مجموع المشاركات: 1863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام (Re: أبو الحسين)

    تعود أن يترك محفظته بالسيارة عندما يكون داخل أي من الحرمين الشريفين ، ولكن هذا العام أخذها معه ليشتري بعض التمر يفطر به قبل صلاة العيد عملا بالسنة النبوية . وبدلا من أن يفطر من التمر الذي يوزعه المحسنون في الحرم قبل الصلاة ، كما كان يفعل دائما ، قال في نفسه ( يا ولد ليه ما تشتري تمر وتتصدق أنت أيضا على الناس ؟ ) وفعلا أخذ محفظته وبعد صلاة الفجر ذهب إلى المحلات المقابلة للحرم واشترى بعض التمر ثم عاد إلى مكانه في انتظار صلاة العيد . وما أن قضيت الصلاة والخطبة حتى توجه إلى باب السلام في لهفة وهو يردد في داخله أبيات حاج الماحي :

    نوصل في مدينتو النايرة أم بيبان وأدونا الإذن ندخل على السلطان
    نلقى الخير موجد والنعيم كيمان سيد الدار ضمن قال يا عبيدي أمان
    يا نعمة الجلوس في روضتو أم أركان ويا نعمة البوالي ويسمع الأذان
    يا نعمة اليجاور جنبو بالحيلان ويا نعمة اليموت يرقد بقيع عثمان

    عندما وصل بالقرب من باب السلام أو الباب المؤقت الذي صنعه الحراس من ألواح خشبية لتنظيم الدخول لاحظ أن هناك تزاحما لا معنى له فتراجع قليلا عن الزحام ، ولكن ما أن فتح الباب إلا ووجد نفسه قد حمل من المتدافعين خلفه إلى قلب الزحام ، وحينها شعر بأن يدا تعبث في جيبه ، فتذكر محفظته . كيف لا ؟ وهو في بلدٍ ، دفتر الإقامة فيه أغلى ما يملكه الأجنبي ، والناس فيها يقسمون بكفلائهم ، وهم في جوار الحرمين ، حيث تجد الواحد منهم عندما يحلف يقول لك ( أعدم كفيلي !!) . تنبه إلى أنه عندما أخرج محفظته لشراء التمر لم يعدها إلى جيب العراقي وإنما وضعها في جيب الجلابية ، فأدخل يده يتحسس وهو محمول على أكتاف خلقٍ، ظن أنهم يتدافعون شوقا لزيارة المصطفى والصلاة في روضته الشريفة ، ولكن للأسف وجد يدا داخل جيبه فأيقن أنها يد نشال !. فصار في ذلك الزحام يتجاذب هو والنشال المحفظة وهو يصيح فيه إلى أن جذبه أحد العسكر إلى الداخل من الباب من يده اليسرى الممسكة بالمحفظة وهو يصرخ في وجهه : أفتح الطريق كدا حتموت يا زول ! فصرخ منبها العسكري أن محفظته قد نشلت ، فرد عليه العسكري : الله يعوّضك روح من الطريق .

    تلفت بين الجمع فلم يجد من ظن أنه النشال . أسودت الدنيا في وجهه فلم يواصل الزيارة بل بقي خارج الحرم يتلفت عله يكون مخطئا ويجدها على الأرض ، وهو في مقام يؤمن أنه لا يصله شقي ، وهل هناك أشقى ممن يسرق في حضرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام؟

    بعد أن تشهد واستغفر، دخل من باب السلام وهو يتلفت بين الجموع عله يرى غريمه ولكن لا فائدة حتى وصل أمام الحجرة وسلم على المصطفى " السلام عليك يا رسول الله " وهو يتلفت حوله باحثا في وجوه الخلق ، " السلام عليك يا خير خلق الله " وهو يتلفت يمنة ويسرة ، " أشهد انك أديت الأمانة وبلغت الرسالة " وهو يتلفت ثم انتقل إلى صاحبي رسول الله والناس يدفعونه دفعا ، وهو يسير ببطي عله يجد من سرق محفظته ، " السلام عليك يا أبا بكر الصديق " وهو يتلفت يمنية ويسرة ، " السلام عليك يا عمر بن الخطاب " وهو يتلفت باحثا عن ضالته . وخرج من باب البقيع وهو يتفحص في وجوه الناس ، ثم أعاد الكرة مرة أخرى فرجع إلى باب السلام وكرر الزيارة من جديد عل نفسه تهدأ ويزور المصطفى وهو في وضع يعي فيه ما يقول ، ولكن تكرر الشيء نفسه إذ هو يسلم ويتلفت ويتفحص في وجوه المارة ، فخرج من باب البقيع ووقف في الخارج . ثم عاد وقد هدأت نفسه قليلا فكرر زيارة المصطفى وصاحبيه وصلى ركعتين بالروضة . بعد الصلاة أراد أن يدعو على النشال لكنه تذكر بأن هذا الموضع لا يصله شقي فكيف يدعو عليه وهو في حضرة خير الخلق كلهم ، تمتم في سره اللهم رب الضالة أردد علي ضالتي .
    بعد الزيارة الثالثة هداه تفكيره إلى أن يبلغ الشرطة ، فتوجه إلى أحد العسكر وبلّغه الأمر، فوجهه إلى مكتب شرطة الحرم في الباب رقم 34 . وهنا بدأ مسلسل " الجري والبهدلة ".. طلب منه أن يصعد إلى مكتب المفقودات في الطابق العلوي وهناك وجد عددا من الناس أمامه من مختلف الجنسيات يبحثون عن أغراضهم المفقودة فطلب منهم الشرطي أن يحضروا بعد صلاة الظهر لان النشالين عادة يستولون على ما بداخل المحفظة من مال ويتخلصون منها في أي مكان . وقد يجدها عمال النظافة أو الزوار ويسلمونها لمكتب المفقودات . وهنا تمتم صاحبنا في سره " اللهم إن كان غريبا قد انقطع في هذا المكان وهو محتاج للمال فأخذ ما بالمحفظة من نقود وأعاد ما بها من وثائق وأغراض فقد عفوت عنه لوجهك الكريم " . وحينها تذكر بأن أغلى ما في محفظته ليس دفتر الإقامة ، بل صورة قديمة لوالده - عليه رحمة الله - ظل محتفظا بها في محفظته منذ أكثر من عشر سنوات ، كانت هي أعز ما لديه في تلك المحفظة.
    استفاق صاحبنا فسأل الشرطي ، هل من سبيل لفتح بلاغ تحسبا لأيّ شيء ؟ فقال له في هذه الحالة عليك أن تذهب إلى مركز الشرطة ، وبالفعل دله على الشارع وكيفية الذهاب . فتوجه إلى المركز برفقة أحد الأخوة السودانيين ، من الذين فقدوا محفظاتهم أيضا ، وعندما وصلا إلى المركز ارتفع عدد المنشولين إلى تسعة أشخاص من مختلف الجنسيات ، لكن الشرطي الذي كان يجلس في المركز رفض فتح بلاغات لهم بحجة انه لا يستطيع التثبت من شخصياتهم!. فقال له صاحبنا : يا أخي أنا جئت أبلغ عند فقدان هويتي واسمي فلان بن فلان فقال له : من يضمن لي أنك فلان بن فلان ؟ وأن الهوية فعلا تخصك أنت وليست لشخص آخر؟ فسألوه عن الحل ، فقال يجب أن تذهبوا إلى إدارة جوازات المدينة المنورة لكي يعطوكم ما يثبت هوياتكم "إن كنتم صادقين" ! .. وعندما عجزوا عن إقناعه ، ذهبوا جميعا في حافلة واحدة إلى إدارة الجوازات ، وهناك قوبلوا في البدء بنفس الطريقة التي قابلهم بها الأول. وأمام إلحاحهم سمح لهم بالانتظار إلى حين حضور الضابط المناوب ، فجلسوا أمام إدارة الجوازات إلى أن جاء الضابط . وكان الحل أن يُعطي كل شخص يحمل صورة من إقامته أو يحفظ رقمها خطابا ساري المفعول لمدة أربعة وعشرين ساعة يعود به إلى كفيله لتبدأ الإجراءات من هناك ، أي بعد أن يحضر كل واحد خطابا من كفيله يشهد بأنه فلان بن فلان صاحب الإقامة الضائعة ، وهذا بعد أن طلب من كل واحد منهم إحضار صورة شمسية لتثبيتها على الخطاب .
    طيب أين يجدون استديو يعمل والدنيا عيد ؟ جاءت الإجابة : الله يعينكم دوروا !!...
    وفعلا أعانهم الله بعد جولة في المدينة المنورة استمرت قرابة ساعتين وجدوا مصورا التقط صورهم وعادوا إلى الجوازات .. استخرجت لهم الخطابات عقب صلاة الظهر... ومن لم تكن معه صورة لإقامته ، أو لا يحفظ رقمها فقد تم صرفه .
    عاد صاحبنا مرة أخرى إلى الحرم وذهب إلى مكتب المفقودات فذكروا له أنهم لم يتسلموا أي أوراق سودانية ، وإنما أربعة هويات تخص باكستانيين . فعزم أمره وتوجه إلى سيارته وهو يردد في نفسه اللهم رب الضالة أردد علي ضالتي ...

    في جدة التي عاد إليها ، وبعد أسبوعين من الانتظار ووسط غمرة الجري لاستكمال إجراءات استخراج أوراق بديله ، وعند العاشرة ليلا ، رن جرس الهاتف ، فوجد المتحدث من الطرف الآخر أحد أصدقائه وزملائه في العمل .

    - الصديق : أسمع يا أخي انت عندك إقامتك ورخصتك حقت السواقة ضايعات منك ؟
    - صاحبنا : ( أجاب بلهفة ) أيوة يا أخي .
    - الصديق : أوراقك دي لقيناها في سوق الحرامية في الكرنتينة معروضة للبيع!
    - صاحبنا : الله أكبر !
    - الصديق : عموما نحن اتفقنا مع الجماعة ديل بواسطة واحد معرفة أنهم ما يتصرفوا في دفتر الإقامة ورخصة السواقة إلى أن نتصل بيك ، بس الجماعة ديل طالبين فلوس وعايزين يتفاوضوا معاك !

    بكل ما في النفس من إحباط وأسى وفرح ودهشة رد صاحبنا : لا مانع !

    بعد مفاوضات مضنية وأخذ ورد ، وحكي عما فقد بالمحفظة من مال ، تمخضت المفاوضات عن اتفاق يدفع بموجبه صاحبنا مبلغ 1100 ريال لكي يتسلم إقامته ، ورخصة القيادة ، ولا يسأل عن باقي الأشياء ، لأنها لم تصل من المدينة المنورة . فقال صاحبنا بكل توسل : طيب يا أخوانا ممكن تساعدوني عشان ألقى صورة أبوي وشقيقي عليهما رحمة الله ، فردوا عليه : يكون الأخوان جدعوها مع باقي الأشياء التي بالمحفظة !
    فطنطن صاحبنا وقال حسبي الله ونعم الوكيل !، ثم قفل عائدا إلى سيارته وهو يردد : اللهم رب الضالة أردد علي ضالتي ... يا جامع يا رقيب .....


    والحمد لله رب العالمين !!!

    أبو قصي

    (عدل بواسطة ABU QUSAI on 11-07-2006, 07:39 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-06-06, 10:33 AM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-07-06, 00:34 AM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام sharnobi11-07-06, 01:05 AM
    Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام القلب النابض11-07-06, 01:28 AM
      Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-07-06, 04:20 AM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أبو الحسين11-07-06, 04:38 AM
    Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-07-06, 06:49 AM
      Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-07-06, 03:49 PM
        Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام سيف النصر محي الدين محمد أحمد11-07-06, 05:12 PM
          Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-08-06, 06:59 AM
            Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام دورنقاس11-08-06, 07:47 AM
              Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أبوشيبة11-08-06, 02:51 PM
                Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-09-06, 06:35 PM
                  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-11-06, 01:11 AM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام yasiko11-11-06, 04:08 AM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أبو الحسين11-11-06, 04:28 AM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام عزالدين محمد عثمان11-11-06, 11:26 AM
    Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-13-06, 02:08 AM
      Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-13-06, 12:19 PM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام yasiko11-14-06, 04:33 AM
    Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-14-06, 12:47 PM
  Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام عزالدين محمد عثمان11-14-06, 09:29 PM
    Re: نشالون في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ABU QUSAI11-15-06, 01:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de