ماذا كتب البعض عن سلام الشرق

Quote: "اتفاق الشرق إنجاز لا ينكره إلا مكابر" المقال الرائع الذى كتبته الدكتورة مريم نور محمد حاج فى سودانايل تحت عنوان : (السلام الأتى من أسمرا ...) يحوى الكثير من الموضوعية والواقعية ، حيث خلصت فى مقالها بأن جبهة الشرق وضعت نفسها أمام فرصة تاريخية تؤهلها لقيادة أهل الشرق إذا أحسنت إستغلالها بالصورة المطلوبة . إمتدادا لهذه الرؤية رأيت أن أضيف بعض النقاط التى أراها هامة. بالطبع التوصل إلى إتفاق بين جبهة الشرق وحكومة الوحدة الوطنية أمر يستحق الكثير من التفاؤل رغم تحفظ الكثيرين عن ماتم الإتفاق عليه فى هذه المباحثات . لابد فى البداية من الإشارة بأن هنالك ثلاث مراحل هامة مرت بها جبهة الشرق جديرة بتعزيز رصيدها السياسى فى المستقبل، خاصة على مستوى أقاليم شرق السودان: أولاً: رفضها للعمل تحت عباءة التجمع الوطنى (اليمقراطى) وتكوين كيان سياسى يرفع شعار وحدة أهل الشرق تحت مسمى جبهة الشرق ، بعيداً عن القبلية أو المسميات القومية الزائفة وذلك لتوحيد الإرادة السياسية لأهل الشرق وبما يخدم مصالحهم وليس مصالح أحزاب لا ترتبط بهموم أهل الشرق كما هو الحال فى السابق. ثانياً: إنتزاع إعتراف سياسى لأهل الشرق للتفاوض مع الحكومة المركزية بشأن مطالبهم ، الأمر الذى لم يتحقق طيلة الفترات الماضية منذ إستغلال (وليس إستقلال) السودان. ثالثاً: التوصل إلى إتفاق سياسى مع الحكومة المركزية فى شأن تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية على النحو الذى تم الإتفاق عليه فى مباحثات أسمرا. إذا نظرنا إلى جبهة الشرق من خلال مراحل تطورها السياسى المذكورة أعلاه يمكن القول بأن الجبهة وضعت نفسها أمام فرصة تاريخية كبيرة لقيادة الأقاليم الشرقية بل والسودان قاطبة إذا تم إستغلال هذه الفرصة بالصورة المطلوبة. فى رأى ينبغى للجبهة أن تهتم بالنقاط المحورية التالية إذا أرادت أن تعزز من وضعها السياسى فى السودان وفى الشرق خاصة: الإهتمام بأليات تنفيذ ما تم الإتفاق عليه فى مفاوضات أسمرا والحرص على تنزيله على أرض الواقع. وجود رؤية واضحة فى كيفية معالجة مشاكل أهل الشرق ، ليكون ذلك خطابها السياسى فى الإنتخابات القادمة. إستقطاب الكوادر المستنيرة من أهل الشرق خاصة وأهل السودان عامة الذين يتفقون مع رؤياها وممن تتوفر فيهم خدمة أهدافها. محاربة الفساد الإدارى وعدم مهادنته مهما كانت الظروف والحرص التام على معايير إختيار تمثيلها السياسى فى الحكومة الإقليمية وفى رئاسة الجمهورية وفقاً لمعايير قوة الفكرة والرؤية والأمانة على مصالحها السياسية. لا بد أن يكون فى الحسبان بأن خصمها السياسى (الحكومة المركزية) سوف تتهين الفرص لنسف مستقبل الجبهة السياسى ، إن إستطاعت ، من خلال إفساد قياداتها السياسية ، وإبعادهم عن أهدافهم الأساسية ، ولذلك لا بد من الحرص التام من الإنتهازيين و مرتزقة السياسة ، وما أكثر هؤلاء فى شرق السودان