ماذا كتب البعض عن سلام الشرق

Quote: وقع متمردون من شرق السودان اتفاق سلام مع الحكومة يوم السبت ينهي عقدا من التمرد في شرق البلاد الغني بالموارد الطبيعية الا انه محاصر بالفقر. ووقع الاتفاق في العاصمة الاريترية اسمرة مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني وموسى محمد احمد رئيس وفد جبهة الشرق المتمردة. ووصف اسماعيل الاتفاق بانه "فجر جديد" و"خارطة طريق للاستقرار والتنمية في الشرق". وقال موسى محمد احمد "ستكون اولوياتنا هي اعادة بناء الشرق بشفافية كاملة." وهذا هو ثالث اتفاق سلام تتفاوض عليه الخرطوم في أقل من عامين. وسيؤدي في حالة تطبيقه الى استقرار احد أشد مناطق السودان اهمية من الناحية الاقتصادية. ويضم شرق السودان أكبر منجم ذهب في البلاد ومصادر الالماس والميناء الوحيد في البلاد وهو بور سودان حيث انابيب النفط الرئيسية تغذي الصادرات الى العالم الخارجي. لكنه ايضا منطقة فقيرة جدا. وقال ياسر عرمان من الحركة الشعبية لتحرير السودان السابقة التي ابرمت اتفاق سلام مع الحكومة في يناير كانون الثاني عام 2005 ان "شرق السودان هو أكثر المناطق تهميشا في السودان وتوقيع هذه الاتفاقية هو اقرار واعتراف بهذه الحقيقة." وتعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي قاد وفدا رفيع المستوى الى اريتريا التي توسطت في الاتفاق بأن تدعم حكومته السلام في الشرق. وقال في مراسم افتتاحية قبل توقيع الاتفاق ان الحكومة السودانية ملتزمة بشكل كامل بتنفيذ هذا الاتفاق بنصه وروحه. ويتألف متمردو الجبهة الشرقية من قبائل البجا غير العربية والرشيدية العربية. وقد حملوا السلاح لشكواهم من أن الخرطوم تستغل مواردهم الطبيعية دون تطوير المنطقة. وأثناء صراع دام عقدا من الزمان تحالف متمردو الشرق مع متمردي الجنوب ودارفور. لكن بعد ان وقع مسلحون في اماكن اخرى من البلاد اتفاقات سلام للانضمام الى الحكومة المركزية وجد متمردو الشرق انفسهم في وضع تفاوضي أضعف. ومهدت الحكومة الائتلافية التي شكلت في العام الماضي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان الطريق للمحادثات مع الشرق بعد عدة بدايات غير ناجحة. وقالت امنة ضرار الامين العام للحزب السياسي الرئيسي في الشرق وهو مؤتمر البجا ان الاتفاق الذي وقع يوم السبت يشمل مناصب في الحكومة. واضافت ضرار ان اتفاق تقاسم السلطة يعطي جبهة الشرق منصب وزير دولة في الخرطوم ومساعد للرئيس ومستشار للرئيس. كما تحصل الجبهة على ثمانية مقاعد في البرلمان في الخرطوم وعشرة مقاعد في كل من الولايات الشرقية الثلاث ومناصب اخرى. وقال عرمان انه أيا كان ما ترقى اليه الاتفاقية فان الاعمال التي ستتلو ذلك هي التي ستحدد نجاحها وقال "والامر الاكثر اهمية هو تنفيذ الاتفاقية وليس مجرد توقيعها." ويجري تنفيذ الاتفاق بين الشمال والجنوب ببطء. وفشل اتفاق السلام الذي وقع في مايو ايار لاقليم دارفور في غرب السودان في انهاء القتال حتى الان. وقال أحمد حامد بركي رئيس قبيلة الرشيدية ان الناس في الشرق يتوقعون انفاق الاموال التي كانت تنفق على الحرب في التنمية وقال "الشيء الاول باذن الله الذي سيفعلونه هو رفع حالة الطواريء وفتح الحدود مع اريتريا للتجارة." ومن المرجح ان يؤدي الاتفاق الى تقوية العلاقات بين السودان واريتريا التي شابها التوتر لسنوات طويلة. واستضافت اسمرة متمردين من جنوب السودان ودارفور وساسة سودانيين معارضين. كما اتهم السودان اسمرة بتسليح وتدريب متمردين سودانيين وهو ما تنفيه اريتريا.