|
Re: الإنقسامات السياسية في السودان: الأسباب والنتائج وآفاق المستقبل ... (Re: Gafar Bashir)
|
حزب الأمة:
أرجع السيد الصادق المهدي سبب انقسام حزب الأمة عام 1965م الى خلافات حول صلاحية الامام. كما أشار الي دور سلطة الانقاذ في الاختراق واحداث الانقسامات.
وهذا بدوره يجعلنا نتساءل حول مسألة الامامة في اطار الحزب السياسي والذي لا نفترض انه مؤسسة ديمقراطية فقط بل ويقع علي عاتقه تجذير مفهوم الديموقراطية في بلد نامي وهذا بالتالي يقودنا الي التركيبة الداخلية للأحزاب السودانية الطائفية ومدي تأثير هذه البنية علي وحدة الأحزاب او انقساماتها ...
ونحن الان في العام 2006 اي بعد واحد واربعون عاما نشهد انشاق آخر بحزب الأمة وهو انشقاق السيد مبارك الفاضل وبرغم ان ما يبدو علي السطح هو الخلاف الذي دار داخل حزب الأمة حول المشاركة السياسية والتعامل مع النظام القائم لحكومة الجبهة الاسلامية الا انه عاد ليطرح اسئلة اكثر عمقا تجاه حزب الأمة مابين الانشقاقين ومسيرة 41 عاما من العمل السياسي ... تدور حول التركيبة الاجتماعية التقليدية للمجتمع السوداني التي يطغي فيها الولاء للقبيلة والطريقة الصوفية والزعماء الدينيين أكثر من المؤسسات والهياكل الديموقراطية ... والأسس الايدولوجية التي ارتكزت عليها احزابنا في تشكيلها الداخلي... مدركين في ذات الوقت للفترات الديموقراطية القصيرة مقارنة بالفترات العسكرية اضافة الي علاقة هذه الاحزاب نفسها بالاجهزة العسكرية ... التي تعاقبت علي حكم السودان ... اذ انها كانت شريكة بصورة او بأخري ... ثم لنتساءل لماذا لم تكن هذه الاعوام كافية لتطوير الحزب بحيث يمكنه احتواء كل الاراء من خلال مؤسساته في اطار الوحدة وهل يختلف التيار الذي قاده مبارك الفاضل في تركيبته ومؤسساته عن الحزب ...
الأحزاب الجنوبية:
ويرجع معظم المراقبين ظاهرة الانقسامات السياسية في جنوب السودان إلى التناحر التاريخي بين مختلف القبائل حول المراعي. كل ذلك أثر على نحو واضح في شكل الممارسة السياسية في الجنوب وعلاقته بالقوى السياسية في الشمال، وهي علاقة مشوبة بالتوترات والخلافات بل الصدامات.
وقد بدأت معظم قيادات النخبة الجنوبية المثقفة حياتها السياسية داخل الأحزاب السودانية كأحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي والشيوعي السوداني، وبعدما اصطدمت بعقبات تضاربت مع طموحاتها داخل تلك الأحزاب اندفعت إلى تكوين كيانات سياسية خاصة بالجنوبيين. وانطلقت مسيرة الأحزاب الجنوبية من حزب واحد )حزب الجنوب) الذي شارك في انتخابات 1953، وتطورت إلى ثمانية أحزاب عام 1968، وارتفع عددها إلى أكثر من عشرة أحزاب في آخر انتخابات نيابية عام 1986. ويلاحظ أنه لم يتكرر حزب من هذه الأحزاب مرتين طوال الانتخابات النيابية الستة التي جرت بين الأعوام 1953-1986، ما يعني أن الأحزاب الجنوبية كانت كالكثبان الصحراوية في تشكل وتنقل مستمرين، وفقا لظروف ومتطلبات المرحلة. ادي مرورالوقت والأحداث إلى اندثار العديد من الأحزاب السياسية، وما تبقى منها على قيد التسجيل الرسمي غير فعال، وتعود أسباب ذلك إلى عدة عوامل أهمها: • انضمام معظم قادتها للحركة الشعبية لتحرير السودان ومعظمهم من حزب سانو. • أو بفعل الانشقاقات والخلافات بين قادتها. • وأحيانا بموت مؤسسيها حيث ينتهي الكيان السياسي بانتهاء مراسم دفن المؤسسين، وتلك معطية قوية تؤشر إلى أن الكيانات قائمة أصلا على الكارزمية الشخصية لمؤسسيها. هذا الاستعراض المختصر لمحمد شرف الدين يجعلنا نضع طبيعة التكوينات القبلية والصراعات الموجودة بجنوب السودان في تكوين البنية الداخلية للاحزاب السياسية الجنوبية ... ووفق الاحداث الحالية نتساءل الي اي مدي استطاعت الحركة الشعبية ان توحد الاحزاب السياسية والفصائل العسكرية وما هو مدي ما استطاعت بناءه من مؤسسات تتجاوز به الاشكالات في الاحزاب السياسية بحيث تقود تنمية العملية الديموقراطية كحزب يمثل اغلبية الجنوبيين.. ويتجاوز في ذات الوقت المسألة القبلية الجنوبية والكاريزما التي كانت تحكم فترة الحرب باعتبارها ضرورة للشرعية الثورية ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|