بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2006, 00:06 AM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض

    الصحافة08 17 2006
    بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك
    قرشي عوض
    نحن الشرقيون موصومون باللا عقلانية في كل ما يصدر عنا، ولهذا حقت علينا الوصاية.. على هذه الوسادة الاخلاقية يرتاح ضمير المخططين الاستراتيجيين لحروب الابادة وهم يمسحون العرق عن جباههم المجهدة، قبل أن تصيب الشظايا امرأة في شهرها الثامن في غارة عجلى على المساكن، او يهرع الاطفال الناجون صوب المجهول حين تقبل المقاتلات المسرعة، توزع الموت مثلما جرائد الصباح أو الحليب على الاحياء الشعبية، هكذا ببساطة .. يطل قادتهم بدم بارد ليعلنوا لنا بهدوء وهم يبتسمون امام الكاميرات ان اشتعال اطفالنا وشيخونا ونسائنا نحن دون خلق الله، لا يمكن ان يسمى بالمسميات «الجديدة» مثل الابادة الجماعية وجرائم الحرب، انه مخاض ميلاد الشرق الاوسط الجديد، ونحن لجهلنا او لاننا لا نجيد التحدث بلغة العصر، اعتبرنا ما يجري انتهاكا للقانون الدولي والشرعية الدولية كم نحن اغبياء، وكيف فات علينا ان هذه المفاهيم وضعت ليستخدمها ساسة العالم المتمدن لا الارهابيين امثال حسن نصر الله.. ونحن لاننا نعيش في العصور الوسطي نعتقد ان المجتمع الدولي يعيش حالة من التناقض، لاننا ننظر الى الامور ببساطة ولم نعتد بعد على التفكير المعقد والمركب الذي هو من سمات المجتمعات الحديثة التي لا تتعامل مع الطبيعة مباشرة، بل عبر توسط الآلة، الشئ الذي تنتج عنه علاقات غير مباشرة بين الاشياء ... الم نقل لكم اننا نفكر بطريقة غير التي تفكرون بها، وان طريقتنا هي الصحيحة، لاننا اكثر معرفة منكم بالحياة، ولانكم لا تجهدون اذهانكم بالنظر الى بواطن الامور، وتلجأون الى الاجابات الجاهزة والمقارنات السهلة، تشابه عليكم غزو العراق للكويت وضرب اسرائيل للجنوب اللبناني بالاستناد الى مفهوم انتهاك السيادة الوطنية، ونسيتم لجهلكم ان هذه «المفاهيم» ترجع الى سباق حضاري وثقافي ليس لكم فيه ناقة ولا جمل، ولعدم حضوركم في قلب العصر غابت عن ناظريكم بديهيات الحياة، وهي انه لا يحق لكم ان تنصبوا انفسكم عرابين لثقافة لم تنتجها حياتكم البدوية الخاملة واهلها احياء، فنحن وحدنا الذين نقرر متى يكون دخول قوة عسكرية اجنبية داخل حدود دولة اخرى انتهاكاً للسيادة الوطنية، او حرباً على الارهاب، او ضربا لمحاور الشر، او مخاضاً لميلاد الشرق الاوسط الجديد.. هكذا نحن نعمل بتعدد الخيارات العقلانية، لاننا نتاج ثقافة تعلى العقل على العاطفة، ولانكم على الضد من ذلك، تتمسكون بشعار السيادة الوطنية وتملأن الارض ضجيجا، ولمشاكل تخص انظمتكم المجتمعية، لا تستطيعون ان تكونوا مبدعين في التعامل مع ثقافتنا، بل مقلدين لنا، وغاية ما تستطيعون فعله هو «لوك» الشعارات التي نستخدمها نحن في غير زمانها وفي غير مكانها، ففي الوقت الذي يرى فيه قادة العالم المتمدن ان ما يحدث في الجنوب اللبناني هو حرب بين الخير الذي تمثله اسرائيل والشر الذي يمثله حزب الله، ذهبتم انتم الى الحديث بلغة زمان غابر عن تحرير التراب اللبناني، في حين أن الصراع اصلا بين قيم العصر المتمثلة في الحرية وحقوق الانسان منقوصة حق الحياة، رغم انه منصوص عليه في الميثاق العالمي لحقوق الانسان وبين قيم العصور الوسطي.
    لكن يبدو اننا نحن الغربيين قد ساهمنا في جعلكم تستخدمون مفاهيم حضارتنا التي لم تتحملوا معنا عبء انتاجها، فرحتم تعبثون بها وتفسرونها بما يخدم مفاهيم وقيم حضارتكم المتخلفة، حيث لا يعقل ان تظل حقوق الانسان بهذه العمومية وذلك الاطلاق لتشمل كل من «هب ودب»، لان الرجل الابيض لن يستطيع تأدية مهمته الحضارية في تلك المفازات المعرفية والجغرافية دون كلفة انسانية. وينبغي ألا ينفتح الباب على مصراعيه لمناقشة تلك الكلفة، بقدر ما يجب أن تكونوا متحضرين وتصرفوا اذهانكم للجدال عما اذا كانت ضرورية ام لا ، واذا ازلتم عن اعنيكم غشاوة الافكار الغابرة منذ الزمان الذي كانت فيه قراكم وفرقانكم بلا مدارس، ستكتشفون كم نضحي من اجلكم بجعلكم تسلكون سلوكاً متحضراً، اذاً يجب ان تكونوا مثلنا، وذلك لن يتأتي لكم بغير ان تركلوا انساقكم القيمية والحضارية، وتتركوا هذا التشبث غير العقلاني بالارض، فالارض مجرد مجال لاشتغال الطاقة البشرية، واذا ابتعدنا عن الشاعرية التي تساوي بين الصخر والتفاح، وترى ان الفارق بين المادتين فارق لفظي، بمعني انتماء عنصر التفاح وعنصر الصخر الى ارض «الوطن»، ولو نظرتم نظرة عقلانية للخيرات المادية التي تختبئ داخل اراضيكم، لاكتشفتم انها اكبر من مقدراتكم الذهنية علي ادارتها، فهل يعقل ان تترك هذه الامكانيات غير المستغلة لكم لكي تستخدموها موضوعا للشعر والتغني الكسول ؟؟ في حين ان تلك الطاقات تمثل الدم الذي يسرى في شرايين الحضارة الغربية..و يمكنكم ان تجدوا اشياء اخرى للهو، او دعونا ننتج هذه الاشياء ونبيعها لكم مقابل النفط كخيار من الخيارات التي سنضع عن طريقها ايادينا على ثرواتكم ، ويجب عليكم ان تعذرونا لاننا نعرف ما يدور في الدنيا افضل منكم ، في هذا الكوكب هنالك اشياء معقدة وصراعات مصالح بين الكبار لا نريدكم ان تشغلوا انفسكم بها، لانها لا تصلح مادة للشعر، وهي بالتالي لا تعنيكم، لكن دخولكم ضمن هذا التنافس ليس بيدكم وانما بايدينا نحن، ومن جانبنا لن نتدخل في اساطيركم واديانكم طالما انها لن تخلق لديكم ارادات حرة ومستقلة عن مشيئتنا، وهذا ليس شرطاً كونياً لادارة الصراع بيننا وبينكم، فنحن لن نتخلي عن اساطيرنا وادياننا في فرض ارادتنا علي العالم، ويجب ان يمتثل الجميع لذلك، لاننا لسنا على استعداد للتوقف عند لا منطقية ما ننادي به، لان المنطق نفسه نحن الذين نشكل مرجعيته، ولانكم جبلتم على الغفلة اعتبرتم ان موافقتنا لاوباش مثلكم يتحدثون بلغاتنا ويستخدمون ثقافتنا من فرط تسامحنا، في حين ان ذلك بحساباتنا العملية الباردة يجئ من باب مقتضيات الحرب الباردة، لذا لا تلومون سوى انفسكم اذا نمتم في العراء معتمدين على الله وعلى انسانيتنا ونسيتم بغبائكم «الجيني» ان انسانيتنا انسانية علمية نسبغها على من دخلوا معنا في الازمنة الحديثة، ونجعلها حين نشاء تنحرف عن ضفة الاطلسي الغربية او تتجاوزها ببضعة كيلو مترات داخل مياهنا الاقليمية، اذا لا تحملونا مسؤولية تعاملكم مع الاشياء بلا حسابات منطقية، فلن نضيع فرصنا التاريخية رحمةً بكم يا من فشلتم هذا الفشل الذريع.
    واذا كنتم لا تريدون ان تفهموا انكم وثرواتكم قد تحولتم الى حسابات جارية في بنوكنا لتبقي البورصة حاشدة والسوق تقام فهذا شأنكم، ان عجزكم الآن عندنا مطروح للاكتتاب.
    وبعد كل هذا تريدون منا ان نصدقكم بأن الله يخاطب اغبياءً مثلكم ويأتمنهم على إعمار الارض ويترك الاذكياء من امثالنا، ففرق المقدرات وحده لا يجعل اساطيرنا مثل اساطيركم، واذا كان لابد من مرجعية لمحاكمة الغيبيات فهي قطعاً لا توجد عندكم، فحين جاء شعب اسرائيل الى ارضكم يبحث عن هيكل داؤود وارض الميعاد التي جاءت في التوراة وقاموا بطرد اهل فلسطين من ارضهم، فإنهم لم يمارسوا اى نوع من الاعتداء، لانهم يطالبون بحقهم في التميز الرمزي والثقافي كحق من حقوق الانسان الذي يقع ضمن الجيل الخامس من سلالات حقوق الانسان، بل ان الغريب في الامر صراع الفلسطينيين من اجل تحرير ارضهم، لانه يعني حرمان اليهود من حقهم الطبيعي، في حين ان الامر يختلف تماما حينما تروجون عن انفسكم بانكم خير أمة اخرجت للناس. فهذا الإدعاء على ما فيه من مفارقة يشهد عليها واقع حياتكم، فإنه يعتبر وثيقة ادانة تكفي لوضعكم تحت وصايتنا، باعتبار انه تصدير للارهاب الذي هو من الاشياء التي جعلتنا ننظر في آلية حفظ السلام الدولية، وجعلها تشمل نشاطات من صميم مهام الدولة الوطنية، كأحدى نتائج غفلة اسلافنا التي لا تغتفر. ومن اجل ألا تتكرر مرة اخرى، فقد امتلكنا الاجواء والبحار والجمنا حتى الخيول العربية، وعما قريب سنجز اللحى والشوارب، ونجعل منكم قوماً طيبين لا يثيرون قشعريرتنا حين نلتقيكم، ليس حباً فيكم، ولكن لاننا مجبرون على العيش معكم في هذا الكوكب، ومصالحنا مرتبطة بكم، ولادارتها تلزم ارادة واحدة، وحين تصبحون متحضرين بما يكفي، ستكتشفون بانفسكم ان العالم كي يصير اجمل، لابد ان يحكم بارادتنا نحن، لاننا الاعقل والاجمل. وهذه الحقيقة رغم بداهتها لكنها تغيب عن معظمكم لسيطرة نظرية المؤامرة على فضاءات عقولكم، ولانكم بدلاً من أن تستمتعوا بالاكتشافات التي تتعب انفسنا بتوفيرها لكم، تشغلون انفسكم باكتشافها بانفسكم، مع انه لا داعي لذلك البتة سوى انكم تتوهمون المساواة في الحقوق والواجبات معنا نحن الذين اختصنا الله بميزات متطورة عليكم.. اتركوا لنا القيادة واستمتعوا انتم بالرحلة، ودعكم من هذا العناد والمزايدة. ويجب ان يزيد هذا من ايمانكم بالإله الذي كان ذكيا بما يكفي حينما ائتمننا عليكم، ووسعكم برحمته يجعلكم تحت وصايتنا.. وعليكم ألا تسعوا لتغيير هذه الوضعية، لاننا نراقب حتى غرف نومكم، ولتعلموا اننا لم نعتل المنصة وتوجيه الحديث اليكم صدفة، لكن لا بأس من ان تخرجوا الهواء الساخن من صدوركم، وتوجه الينا بعض الاسئلة، حتى نكمل رسالتنا ونغسلكم بالماء والثلج والبرد، فهل من سؤال ؟!
    عفوا سيدي بوش.. عذراً سيدتي رايس.. لقد جاء في حديثكم انكم الجمتم كل الجياد العربية، وحولتم خطوط الطول والعرض الى اسطبلات، ومسحتم الارض بمناظيركم السحرية، فلم تجدوا وديانا او سهولا ليست تحت سيطرتكم، او تعدون العدة لجعلها كذلك بخبرتكم التاريخية في افساد الحكام، لكن مهلاً انظروا الى ذاك الفرس الاشهب جاء يشق الضباب، بعد ان توضأ بالسيف قبيل الفجر، لقد خبأته الجبال بمعاطفها واسبغت عليه بركات بيت النبوة عنياتها، فهيا اهرعوا الى اجهزتكم العجيبة واعلموا ان صحراء شنفت اذانها صيحات التهليل والتكبير في «كربلاء» لعصية «جيادها» على زرد الحديد وفي آخر المطاف «الحديد وحده الذي ينهار حين تصكه عزائم الرجال ويكسب الإصرار جولته الالف مع الحديد». ترجلوا يا سادتي فها هي صواريخ الكاتيوشا تضع اصابع ثورية في عين عنجهيتكم.. وها هو ساعد المقاومة اللبنانية يشتد في ليل الحصار، ممرغاً كبرياءكم في الوحل رغم الجثث المتفحمة واسراب الحمام التي تعود ناقصة لتخبر الاهل والاحباب، بأن ثمة رجالاً مضوا ليفتحوا باب التاريخ على مصراعيه كي يمر الوطن، ولتبقى جبال لبنان شامخة وتصبح في مخيلتنا مثل «عنقاء تحرق ريشها لتظل الحقيقة أبهى» .. بعد أن سمَّر التاريخ جلاديها على خشبة العار التي لن تخلصهم منها كل الصلوات التي يرددها كهنتهم في المعابد، في حين يحتوي اطفالها قلب الانسانية العريض، اما شهداء المقاومة اللبنانية من مجاهدي حزب الله، فلم يعد من الممكن أن يقهروا بعد اعطوا حياتهم مقابل الحقيقة.. في عالم استبد فيه الزيف واخذت وسائط الاعلام في ترديد الكذب بلا سأم.. وارتدى فيه العهر السياسي أفخم الثياب.
    إذن فلنغنِ جميعا للبنان الخارج من هول الفجيعة، متدثرا بالعز والفخار وعزائم الرجال وصمود النساء والاطفال.. لكن ها كم بعد المحنة ما أبيضها.
                  

العنوان الكاتب Date
بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض ثروت سوار الدهب08-20-06, 00:06 AM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض Bashasha08-20-06, 01:09 AM
    Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض HAYDER GASIM08-20-06, 01:13 PM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض Bashasha08-20-06, 01:44 PM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض عبد الله عقيد08-20-06, 02:12 PM
    Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض khaleel08-20-06, 02:23 PM
  Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض Bashasha08-20-06, 02:43 PM
    Re: بيروت تفاحة ...والقلب لا يضحك: مقال للأستاذ قرشي عوض عبد الله عقيد08-26-06, 02:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de