|
صلاح عووضة: هل كان جيش السودان نقمة وليس نعمة؟
|
كل عيد جيش ونحن الـ(مدنيين) بخير..!!
صلاح الدين عووضه [email protected]
*أتيت إلى مكتبي بالصحيفة أمس وفي رأسي تصطخب مواضيع عدة كل واحد منها يلح علي أن يكون دوره التالي لأنه ما عاد يحتمل التأجيل.. فهناك موضوع طلاب الدبلومات الذين صاروا - بحسب اللائحة الجديدة - في منزلة بين المنزلتين.. وهناك موضوع الشاب الإنقاذي الذي (كفر!!) بالإنقاذ حين عاد من اغترابه ورأى الواقع عن قرب.. وهناك موضوع الأخ الكتيابي الذي داخ الدوخات السبع بين أروقة ودهاليز العدالة لينتزع حقه من بين براثن بعض منسوبي الإنقاذ.. وهناك موضوع المداخلات التي ناء بحملها بريدي الإلكتروني حول قضية علاقتنا كسودانيين بالعرب على خلفية الأزمة اللبنانية.. *كل المواضيع هذه كانت تصطخب في رأسي حين دخل عليّ سكرتير التحرير الشاب المهذب الخلوق عطاف ليذكرني بمناسبة (عيد الجيش) حتى أكتب - إن أردت - عنها.. قلت بيني وبين نفسي: (ومالو)؟!.. لأكتب عنها باعتبارها موضوعاً لا يحتمل التأجيل أيضاً لارتباطه بتاريخ محدد... وأول ما خطر في ذهني وأنا اتفكر في ما سأكتبه كلمات الدكتور أبو عكر - عليه الرحمة- حين ذهبت إليه قبل نحو سنوات تسع لإجراء حوار معه بمناسبة حلول ذكرى أعياد الاستقلال.. فقد قال في الوضع السياسي السوداني ما لم يقله هو نفسه في الاستعمار... *قال العم أبو عكر - وقد كان رئيساً مناوباً للجنة سودنة الجيش - قال بالحرف الواحد: (لو كنت أعلم أن حالنا سيصير الى ما هو عليه بسبب الجيش الذي سودنّا وظائفه لفضلت أن يظل السودان مستعمراً)... قالها هكذا بحرقة وألم شديدين وتم نشر الحوار كاملاً دون حذف بصحيفة (الرأي الآخر).. *قال إن ما آلت إليه أحوالنا هو بسبب (نفر) في الجيش نحوا (منحىً!!!) - عقب الاستقلال - يختلف كلياً عن ذلك الذي كانوا عليه إبان الاستعمار.. بل وحتى إبان إجراءات السودنة... وحين أشرت أمامه إلى كتابات بعض العسكريين - آنذاك - عن الأدوار التي لعبها الجيش في سبيل الاستقلال انتفض الرجل الـ(تسعيني) وقال بغضب شديد: (اتحدى أي واحد منهم أن يقول مثل هذا الكلام أمامي)... ثم أردف وهو يضغط على حروف حديثه بتؤدة وقد سكت عنه بعض الغضب: (أنا يا ابني شاهد على العصر.. (ذاك).. وما تزال ذاكرتي - بحمد الله - تحتفظ بأدق التفاصيل).. *أما أكثر ما قاله الراحل أبو عكر ألماً وحسرة عبارته التي كان يشير فيها إلى وضع بـ(عينه): (ليتي لم أعش حتى أرى ما أراه الآن)... *ما الذي نريد أن نخلص إليه من حديثنا هذا ؟!.. هل نريد أن نقول أن جيش السودان كان نقمة - عقب الاستقلال - ولم يكن نعمة ؟!... *لا.. لا نريد أن نقول ذلك - وإن كان أبو عكر قد قالها - وإنما الذي نريد أن نقوله أن معظم (بلاوي) السودان السياسية كانت بسبب (مغامرات) نفر من منسوبي الجيش هذا حباً في السلطة... فلولا (شهوة!!) السلطة هذه المغروسة (اكتساباً!!) في دواخل نفر من العسكريين لما أمكن لأي قوى سياسية أن (تستميل) مجموعة منهم لاستلام السلطة باسمها... ولولا (توهط) قيادة الجيش العليا، وثكناته، ودباباته، وأفرعه في (قلب) العاصمة لما أمكن لأي انقلاب أن ينجح... ولولا الإحساس بالـ(تميز) الذي (يُنمّى) قصداً داخل كل فرد في الجيش منذ لحظة دخوله الكلية الحربية لما تجرأ مثل (بلدياتنا!!) ذاك وقال خلال حفل (تخريجه!!!): (استنونا بس نركب الدبورة التالتة وشوفوا البلد دي لو ما حكمناها)... *هذا ما أردنا أن نقوله و(كل عيد جيش ونحنا الـ(مدنيين!!) والبلد بخير!!!!!). www.alsudani.info
|
|
|
|
|
|
|
|
|