الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-20-2006, 06:31 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! (Re: Asskouri)

    وهذه إشاره أخري للمعاييرالقبليه التي تتحكم في التدرج داخل القوي السياسيه السودانيه

    Quote: التنظيم والقبيلة.... وأشياء أخرى
    د. التجاني عبدالقادر الصحافه 20/08/06
    تمهيد: أود فى هذه المقالة أن أقدم للقراء «والشباب منهم خاصة» لونا من الكتابة، أجمع فيه شيئا من التاريخ والسياسة والفكر، وهى وان بدت فى ظاهرها ذكريات شخصية وانطباعات عابرة، الا أننى أظنها ستكشف الستار عن خلفيات مهمة تساعد القارىء فى التعرف على المناخ الذى تولدت فيه العديد من الأفكار، وصنعت فيه العديد من القيادات، وهى الأفكار والقيادات التى صار لها تأثير قوى فى واقع السياسة السودانية الراهنة، ثم ان هذه المقالات وان تركزت فى مجملها حول لقاءات وحوارات جرت مع بعض الشخصيات ذات التأثير فى الحياة العامة، الا أنها تشتمل أيضا على لقاءات وحوارات مع الذات، اذ ما هى الفائدة فى لقاء الآخرين والحديث معهم ونقدهم أن لم يتحول ذلك الى حديث مع النفس ونقد لها ومراجعة لمسيرتها.
    تعود المرة الأولى التى التقى فيها لقاءً عاماً وعابراً مع الدكتور حسن الترابى الى أوائل عام 1965م، في أعقاب ثورة أكتوبر الشعبية التى أطيح فيها بنظام الفريق عبود «1958-1964م»، كان اللقاء في حوش حسن علام بمدينة أم روابة في شمال شرق كردفان. الحشد الجماهيرى كان هائلا، اذ ظلت الدعوة اليه تتردد مرارا من مكبرات صوت وضعت على سيارة مكشوفة ظلت تطوف شوارع المدينة الصغيرة تنادى الجميع للخروج والاستماع للرجل الذى «أطلق» شرارة أكتوبر، وكان الذى ينادى من السيارة هو الشاب آنذاك ميرغنى عبد الرحمن، وقد كان ميرغنى هذا مثقفا ذا التزام اسلامى، ورجل أعمال موسر «يعمل هو وأسرته في مجال صناعة الزيوت»، وقد سبب له التزامه ذاك مضايقات داخل أسرته، حيث كان والده وعمه من أقطاب وممولى الحزب الاتحادى. استمعنا في تلك الليلة للدكتور الترابى، الذى لم يكن يتجاوز الثلاثين الا بقليل، واستمتعنا بخطبته النارية، فقد كنا صغارا في مراحل الدراسة الوسطى، وقد كانت الكلمات تخرج من فمه بطلاقة ويسر وسرعة لم نكن نعهدها فيمن كانوا يعلموننا اللغة العربية أو يخطبون على المنابر في الجمع. ثم أنشئت فى صبيحة اليوم التالى دار لجبهة الميثاق الإسلامى «وأظن أن ذلك كان هو الغرض الأساس للزيارة والمحاضرة». افتتحت الدار في دكان صغير كان مطلا على الشارع الرئيسى، ثم ترشح ميرغنى عبد الرحمن في الانتخابات العامة ممثلا لجبهة الميثاق منافسا لأبيه الذى كان يمثل الاتحاديين، وكان الموقف عصيبا، وبالطبع لم يفز ميرغنى في تلك الانتخابات، أو لعله تنازل في اللحظات الأخيرة «الجدير بالذكر أن ميرغنى هذا قد تخلى لاحقا عن تنظيم الإخوان المسلمين الذى صار يعرف بالجبهة الإسلامية، وعاد الى حزب أبيه وعمه، فصار عندئذٍ وزيرا للتجارة، ثم انضم الى المعارضة حينما استولى أخوانه الإسلاميون على السلطة في عام 1989م، وقيل أنه قد أصابه بلاء فى سجونهم».
    لم التق مع الدكتور الترابى مرة ثانية الا في عام 1974م، بعد عشر سنوات من اللقاء الأول، وذلك في أعقاب ثورة شعبان الطلابية ضد نظام النميرى. كانت مياه كثيرة قد جرت في النهر، قرأت فيها كثيرا وسمعت كثيرا وصرت يومها طالبا بكلية الآداب في جامعة الخرطوم التى تزعمت انتفاضة شعبان الطلابية، كما صرت عضوا في المكتب التنفيذى للاتجاه الإسلامى، وذهبت اليه بصفتى تلك شاكيا من تدخلات مسؤول مكتب الطلاب الذى كنا نراه متعسفا في الإشراف ومبالغا في المحاسبة والمراقبة «وقد صار هذا الأخ فيما بعد اداريا ناجحا، ولكنه مع ذلك لم يأخذ الوضع الذى يستحق بين قيادة الحركة الإسلامية». كان الترابى قد خرج من السجن لتوه بعد ان قضى فيه نحوا من أربع سنوات تقريبا 1969-1973م، ولكنه مع ذلك كان يفرض عليه نظام الإقامة الجبرية، ولما لم يكن له منزل خاص فقد كان يقيم في منزل بمدينة المنشية بالخرطوم يخص أخيه الأكبر الدكتور دفع الله الترابى الذى كان آنذاك مغتربا بالسعودية على ما أظن. كانت تلك هى المرة الأولى التى أذهب فيها الى المنشية، وقد أعلمت سلفا أنه لا توجد بصات أو مواصلات عامة اليها، فأخذت بص الجريف الى آخر محطاته ثم انطلقت راجلا. كان الطريق موحشا، لم أشاهد أحدا من رجال الأمن أو غيرهم، وكنت أعجب ممن يسكن في ذلك المكان القصى. وجدت الترابى يفترش أمامه قاموسا عربيا عتيقا «لعله القاموس المحيط» وكانت تلك المرة الأولى التى التقى معه في مكان واحد وجها لوجه. لم يسألنى عن اسمى ولم أذكره له، ولم يسألنى عن الوسيلة التى وصلت بها الى المنشية، أو عن الكلية التى أدرس بها، كما لم يسألنى بالطبع عن الأسرة او القبيلة التى أنتمى اليها، كان ينظر ويستمع فقط دون أية حركة أو ايماءة تدل على اهتمام أو على عدمه بما أقول، وهذا غير مألوف عند كثير من السودانيين الذين يكثرون من هز رؤوسهم ويحدثون طقطقة بألسنتهم تشير الى حسن الاستماع والاهتمام بالمتحدث، وعندما فرغت قال لى: سأتحدث مع «فلان» حتى لا يتدخل في شؤونكم فيحدث لكم (frustration) قال ذلك بالإنجليزية برغم وجود الفيروزبادى بين يديه، وانتهت المقابلة.
    لم أخرج من ذلك اللقاء بانطباع حسن، شعرت كأننى كنت في مقابلة مع مدير لأحدى الشركات. الحديث المقتضب، والإجابات القصيرة القاطعة، وسد كل نافذة تقود الى الثرثرة في الأمور الشخصية والهموم الإنسانية الجانبية. أدركت فيما بعد حينما توغلت فى دراسة النظم الاجتماعية، أن ذلك نمط من أنماط القيادة «الرشيدة» التى تقود المؤسسات «العقلانية» الحديثة، والتى يوصى بها أصحاب نظرية الحداثة، حيث لا ينظر المدير أو صاحب العمل الى الإنسان كله، وانما ينظر فقط الى جزئه الذى يدخل في العملية الانتاجية. ويعتقد البعض أن هذا النمط من الحداثة والمؤسسية هو «السر» الذى استمد منه الترابى قوته، اذ استطاع بهذا اللون من الحيادية الباردة، والصرامة الإدارية أن يوجد ثقافة تنظيمية جديدة تقضى على ثقافة التسكع والثرثرة، وان يبنى في فترة وجيزة تنظيما محكما يتجاوز به التنظيمات اليسارية والحزبية التقليدية، أما خصومه فيرون أن مثل هذا الجفاف الإدارى هو الذى يقضى على روح الأخوة، وأن تحويل التنظيم الإسلامى الى ما يشبه الشركة يشكل انحرافا عن المنهج الذى وضعه حسن البنا «وقد ورد مثل هذا الانتقاد في بعض المنشورات التى وزعتها جماعة صادق عبد الماجد في آواخر السبعينيات».
    الغريب في الأمر أننى حينما صرت بعد سنوات قليلة مسؤولا عن بعض القطاعات الطلابية صرت اتصرف في بعض الأحيان بنفس طريقة الترابى تلك، يأتى الى منزلى طالب من جامعة القاهرة أو الجزيرة، فاستمع الى تقريره أو شكواه ثم أصرفه، كأننى مدير شركة. كان أبى الذى جاوز التسعين يومذاك يسألنى كلما دخل داخل أو خرج خارج: من هذا، فأقول له أنه أخونا فلان، ومن أى بلد هو، فأقول: والله لا أدرى، ومن هم أهله؟ فأقول: والله لا أدرى؟ فيسألنى متعجبا: وكيف تجالس شخصا وتسارره وأنت لا تعرف أهله ولا بلده؟ أى نوع من الأخوة هذا؟ لم أعرف الفرق بين النموذج «التقليدى» الذى كان عليه أبى، والآخر «الحداثى» الذى كنت وكان عليه الترابى الا أخيرا، حينما صار من كنا نسميهم «أخواننا» مسؤولين في الأجهزة العليا للأمن والسياسة والاقتصاد. يلقاك أحدهم بوجه عبوس، ثم يصرف لك التعليمات كأنما هو نابليون، ولكن الدكتور الترابى قد بدأ- على ما اعتقد- يلاحظ هشاشة النموذج الحداثى ويتخلى عنه بصورة غير معلنة، حيث صار «بعد عقود من السودنة» يتقبل لقب «الشيخ» هاشا باشا، واذا قدر لك أن تراه بالملفحة والمركوب الفاشرى وهو يستقبل زعماء الرزيقات والمسيرية والزغاوة والبرنو ويأخذ منهم «البيعة» لرأيت الحداثة وما قبلها يجتمعان في المنشية.
    أما متى بدأ مثل هذا التحول الاستراتيجى من التنظيم الحديث الى القبيلة وهل كان مقصودا ومخططا، فلا أستطيع أن أقطع فيه بشىء، ولكنى أتذكر أن الدكتور الترابى سألنى ذات مرة ان كنت انحدر من شخص زعيم، شيخ أو عمدة أو نحو ذلك من الزعامات. لم أفهم حينها مغزى السؤال، كما غابت عن ذاكرتى سيرة جدى الأعلى رحمة ود منوفل الذى قاد عربان الجوامعة وأسقط حامية بارا، مما يسر على المهدى اسقاط مدينة الأبيض فى أواخر القرن التاسع عشر، ويسر على أبناء رحمة من بعد أن يكونوا شيوخا وعمدا «ولرحمة هذا قبر يُزار فى حمد النيل بأم درمان». غاب عنى هذا التراث لأنى كنت أعتقد أن تلك أمة قد خلت، وأن الدخول فى التنظيم الإسلامى يجُب ما قبله من القبيلة والعشيرة، ثم أخذت ألاحظ لاحقا من خلال العديد من الاشارات والتلميحات أن «الدكتوراة» التى حصلت عليها فى السياسة قد اتخذها البعض وسيلة لابعادى تماما عن السياسة وتحويلى الى «مفكراتى»، وهذا مصطلح يستخدمه الترابى ثم يردده عدد من الأمناء الدائمين فى مكتبه التنفيذى وفى صالونه، اشارة تهكمية الى كل من ليس له تجذر فى النسيج القبلى، أو القطاع الاقتصادى، أو الأمنى، فقد كانت المرحلة كما اعتقد مرحلة تحالف استراتيجى بين دوائر ثلاث متداخلة: القبيلة، والتجارة والأمن، فمن لم يكن منضويا تحت واحدة أو أكثر من هذه الدوائر فهو اما «مفكراتى» فارغ، أو مغفل نافع بحسب اصطلاحات الشيوعيين.
    ولم يمر عام آخر الا وقد قام العقيد حسن حسين بانقلابه المشهور ضد نظام النميرى فى عام 1975م، فشل الانقلاب كما هو معلوم، وسيق العسكريون والسياسيون من الإخوان المسلمين وحزب الأمة والاتحاديين الى المعتقلات والمحاكم، فأعدم من أعدم، «ومن بينهم حسن حسين وعباس برشم، رحمهما الله» وأحيل الآخرون الى سجن كوبر، ولما كان رئيس اتحادنا الأخ داؤود بولاد «رحمه الله» قد اعتقل ضمن عدد آخر من الطلاب، فقد تم اختيارى على عجل رئيسا للاتحاد بدلا عنه، فكان على أن أقود الاتحاد ولكن من تحت الأرض، اذ كانت أجهزة الأمن تلاحقنا بشراسة. لم تطل فترة اختفائى اذ سرعان ما ألقى القبض على وأودعت سجن كوبر العمومى، فالتقيت بالترابى للمرة الثالثة في ظروف أسوا كثيرا من سابقتيها. كنت في قسم الشرقيات وكان الترابى في قسم آخر «يسمى المديرية» يشاركه فيه العميد سعد بحر والأستاذ الحسين اسماعيل وشخصان آخران، وكان اذا اقبل المساء وانصرف الحراس أقبل بعضنا على البناية التى بها الترابى يتحدثون معه من خلال نافذة صغيرة على الحائط الذى يفصل بيننا، ولما كنت أصغر المجموعة سنا، ولم تكن بينى وبين الترابى ذكريات مشتركة أو علاقة خاصة، فقد كنت لا أجد فرصة واسعة للحديث معه كما كان يجد الآخرون، وأذكر منهم يس عمر ومحمد صادق الكارورى وابراهيم أحمد عمر والطيب عابدين وأحمد عثمان مكى وسليمان سعيد، فكان هؤلاء يستحوذون على جل وقته واهتمامه، ولكنه نادانى ذات مرة «لا أدرى لماذا» وطلب منى أن أكتب تصورا لمستقبل النشاط الطلابى في جامعة الخرطوم، لم تكن سلطات السجن تسمح بتداول الأوراق والأقلام، ولذلك كنا نعمد الى أكياس الاسمنت فنبللها ونمسحها بالصابون حتى تزول خشونتها، وقد كان الصابون ذاته لا يقل خشونة عنها، وهو صابون من النوع الردىء الذى يصنع خصيصا للمسجونين كجزء من العقوبة على ما أعتقد، ثم نتركها تجف قليلا ونضغط عليها بالمكواة حتى تصير ورقا مصقولا، وقد توفر لدى دفتر من هذا النوع لخصت فيه شيئا كثيرا من فلسفة رينه ديكارت وديفيد هيوم وكتاب «قصة الإيمان» لنديم الجسر وجزءا من كتاب «تأريخ الفلسفة» لبرتراند رسل، وقد كنت مولعا بعض الشىء بالفلسفة، وقد استعرت هذا الكتاب من الدكتور الترابى نفسه اذ كان يسمح له باحضار كتبه، وعلمت أنه قد قرأ ذلك الكتاب قراءة متأنية، لأنى كنت ألاحظ ذلك من العلامات التى يضعها على بعض المواقع «ويستخدم عادة أسهما صغيرة ليشير الى الموضع الذى يريد» ومن تلك المواقع التى أشر عليها فقرة عن الجدل بين دعاة «الكليات» من أتباع أفلاطون، وأنصار «الجزئيات» من أصحاب أرسطو، وأظن أن اهتمام الترابى بهذه المسألة يعود الى اهتمامه بمسائل أصول الفقه ولاتصال هذه بتلك، وأرجعت اليه الكتاب وتناقشنا قليلا حوله، ثم طلبت منه في نهاية اللقاء أن يعيرنى كتاب «مقالات الإسلاميين» للأشعرى، فقال لى: وماذا فيه؟ كأنه كرهه. وكانت هناك مساجلات تجرى بينه وبين الدكتور ابراهيم أحمد عمر في مسائل المنطق وأصول الفقه، وقد كان الترابى بحكم خلفيته الدستورية يتخذ موقفا معارضا لمن يقول من الأصوليين «الشافعى مثلا» بأن السنة قاضية على الكتاب، فالسنة عند الترابى تحتل مرتبة تالية للكتاب «كما يقول بهذا عدد آخر من الأصوليين»، فلا يمكن لسنة أن تنسخ قرآنا أو تأتى بحكم مغاير لما جاء به القرآن. وقد تعمق الترابى في فهم هذه المسألة وفى صياغتها والاحتجاج لها، حتى صارت فيما بعد تمثل القاعدة الأساسية التى تتفرع منها معظم اجتهاداته وآرائه في الفقه والسياسة والاقتصاد وغيرها. أما بقية الأخوان في المجموعة المشار اليها فلم يكن لدى العديد منهم اهتمام بمسائل المنهجية والأصول ولم يولوها اهتماما خاصا كما كان يفعل الترابى، وقد كانت تلك الفترة التى نضجت فيها آراء الترابى، وبدأت تتميز فيها ملامحه الفكرية، ولكن لم تكن هناك فجوة فكرية كبيرة بينه وبين زملائه في تلك المجموعة، ولم يكن أحد منهم يشير اليه بأى لقب علمى أو قيادى، وانما كان الجميع ينادونه بـ «الأخ حسن» مما يدل على أن لقب «الشيخ» الذى يطلق عليه الآن قد ظهر في فترة متأخرة عن هذا التأريخ. هذا ولو كنت استمعت لجدالهم كما استمعت، وخبرت أنماط تفكيرهم كما خبرتها، لأدركت أن الكارورى وابراهيم والطيب سيسيرون في طريق غير الذى سيسير فيه الترابى وأحمد عثمان.
    وقد كان بعض الأخوان يتهامسون حول غرابة الفكر الذى يطرحه الترابى، ولكن ذلك الهمس لم يبرح مكانه ولم يتجاوز أصحابه، ثم انصرف الترابى من شؤون الفكر والمنهجية الى شؤون السياسة السودانية، فوضع مسألة جنوب السودان على بساط البحث، ودار جدل واسع بين مجموعتنا حول الوضع المتصور لجنوب السودان في داخل دولة اسلامية «أقول مجموعتنا لأن الورقة التى كتبتها عن السياسة الطلابية ساعدتنى في اكتساب وضع لا بأس به، وأهلتنى لتلقى بعض المعلومات عن الوضع في خارج السجن وللمشاركة في الحوار الداخلى». كان رأى الأكثرية منا أن السودان سيظل برغم حدوده الجغرافية الراهنة، وبمجموعاته السكانية المتنوعة، وثقافاته المختلفة، سيظل قطرا واحدا تحت نظام اسلامى حديث، على اختلاف في درجة الحداثة ونوعها، وتبنى أفراد من المجموعة «على رأسهم ود المكى» الرأى المخالف، ولعلهم كانوا يريدون بذلك اذكاء روح الجدل، أما الترابى فقد كان يدافع بشدة عن السودان الواحد في ظل دولة اسلامية حديثة، وكان يشير الى تجربة دولة المدينة، والى تجارب الأقليات غير المسلمة في داخل الإطار الإسلامى على مدى القرون. «الجدير بالذكر أن هذا النقاش تبلور أخيرا وتمخضت عنه ورقة ميثاق السودان التى تبنتها الجبهة الاسلامية ثم حكومة الإنقاذ من بعد».
    كان الى جانب مجموعتنا في المعتقل عدد من الشيوعيين، وعدد من أبناء غرب السودان. لم يدر بيننا وبين الشيوعيين حوار فكرى جاد، ولا أذكر أحدا كان يخالطهم أو يمازحهم سوى الطيب زين العابدين ذي الشخصية المستقلة ويسن عمر الإمام، ذي الخلفية الشيوعية الباكرة والشخصية السودانية المتسامحة، أما مجموعة أبناء الغرب فكان أكثرهم من الجنود وصف الضباط الذين شاركوا في انقلابات عسكرية سابقة وأفلتوا من الإعدامات، ولذلك فقد كانوا يبالغون فى الكتمان، ويتشككون في كل المجموعات السياسية المعتقلة معهم، ولعلهم كانوا مصيبين في ذلك، فقد كان العهد من أسوأ عهودنا السياسية على جبهتى الحكومة والمعارضة معاً. كانت بعض أجهزة الحكومة تبالغ في القتل والتنكيل، وكانت بعض عناصر المعارضة تتسابق في اتجاه الخيانة، وافشاء الأسرار، والمتاجرة برفقاء السلاح وزملاء النضال «وتلك هى المرة الأولى التى سمعت فيها بشخص يوصف بـ «شاهد الملك»، والعياذ بالله».
    علمت أن تلك المجموعة من أبناء الغرب قد كانت تنتمى الى تنظيم سرى أطلقوا عليه اسم «الكفن الأخضر»، لم أتحقق من ذلك، غير أن بعضهم اتصل بى باعتبارى من أبناء كردفان، ولكنهم لم يبوحوا لى بأسرارهم ولم يصروا على ضمى لتنظيمهم، ولعل انشغالى «بسلاح» الفلسفة والفكر الإسلامى، وانشغالهم «بسلاح» المظلات والمدفعية، مما عذر التفاهم بيننا، ولكن نقاشا حادا اندلع بين الطيب زين العابدين من مجموعتنا والعقيد يعقوب اسماعيل زعيم تلك المجوعمة، وكان يعقوب ضابطا على قدر من المهنية والثقافة والسياسة، يقال إنه كان من المناصرين الأوائل لانقلاب النميرى، ولكن النميرى تخوف من طموحه الزائد كما تخوف من انتمائه لأهل الغرب فأبعده عن القوات المسلحة. كان الطيب يقول للعقيد يعقوب-ان لم تخنى الذاكرة- أنه لا توجد فواصل بين أبناء الغرب والحركة الإسلامية، بل ان أبناء الغرب يمثلون قطاعا مهماً في داخلها، مشيراً الى عدد من الشخصيات الطلابية التى رفعها الإسلاميون الى مواقع القيادة «مثل بشير آدم والتجانى سراج وبولاد وغيرهم ممن ظهر في تلك الفترة»، لم يكن العقيد يعقوب يقبل مثل هذا المنطق، وكان يقول للطيب: انكم تستخدمونهم في أزمنة الشدة والمواجهة، أما اذا نضجت الثمار قطفها غيرهم.
    تذكرت هذا الحوار وقد مضى عليه نحو من ربع قرن من الزمان، فذكرنى بحوار مماثل جرى قديما بين عثمان بن عفان وعمرو بن العاص، رضى الله عنهما.أراد عثمان بعد جلاء الروم من مصر أن يكون عمرو بن العاص على «الحرب»، وعبد الله بن سعد بن أبى السرح «أخوه من الرضاعة» على «الخراج»، فقال عمرو-وكان من دهاة العرب- «أكون اذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها». وهذا هو المعنى الذى قصده العقيد يعقوب، وهو لم يكن فى تقديرى يعبر عن خواطر فردية بقدر ما كان يعبر عن أحاسيس من حوله من أبناء الغرب. فقد كانت تلك هى الأحاسيس ذاتها التى يتحرك بها عباس برشم وأحيمر ومحمد نور سعد «فى داخل الجبهة الوطنية»، وداؤد يحيى بولاد وآخرون «فى داخل الحركة الإسلامية»، فقد كان كل من هؤلاء يتصور بطريقته الخاصة أنه «ممسك بقرنى بقرة وآخرون يحلبون». و «قرون البقرة» كانت يومذاك تشير الى المواجهات العنيفة ضد نظام مايو وما تبع ذلك من اعدامات واعتقالات وتشريد، أما «الحليب» فقد كانت فيه اشارة الى المؤسسات الاقتصادية «الإسلامية» الجديدة التى تمنح القروض الميسرة لمن تحب، وتمول الصفقات التجارية، فتجعل بعض المعدمين والمعدمات مليونيرات بين عشية وضحاها، على مسمع ومرأى وربما مباركة من قيادة التنظيم. لقد كان السؤال الذى يؤرق بولاد، اذا صحت قراءتى لأفكاره «وقد كنت قريبا منه»: لماذا يوضع هو فى نيالا ليقوم «ببناء» التنظيم، وليتكبد فى سبيل ذلك الخسائر المادية والمعنوية، بينما يوضع آخرون أقل منه كفاءة وبلاءً فى بنك فيصل والتضامن والشمال ليقوموا «ببناء» أنفسهم وأسرهم، ثم اذا جاءهم مستنجدا وقد أثقلت كاهله الديون مدوا اليه ألسنتهم. أن هذا النوع من الأسئلة «المخنوقة» والقضايا «الحساسة» لم يطرح بصورة صريحة في داخل المعتقل أو في داخل الحركة الإسلامية، أما وقد طرحت الآن بشكل مأساوى في دارفور، وسفك فيها دم كثير، فالأمانة والحكمة تقضيان أن نسلط عليها الضوء، وأن نواجهها بشجاعة، وذلك قبل ان تنفجر المرة القادمة فى وزارة الطاقة «وأظن أن المعنى واضح».[/
    QUOTE]
                      

العنوان الكاتب Date
الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-12-06, 06:59 AM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Abureesh08-12-06, 08:14 AM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Biraima M Adam08-12-06, 08:50 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Abureesh08-12-06, 09:55 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Biraima M Adam08-12-06, 11:11 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-12-06, 11:15 AM
          Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Abureesh08-12-06, 11:25 AM
            Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-12-06, 11:37 AM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Biraima M Adam08-12-06, 12:14 PM
            Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! على محمد على بشير08-12-06, 11:47 AM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-12-06, 12:01 PM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Tragie Mustafa08-12-06, 12:03 PM
                Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! على محمد على بشير08-12-06, 12:43 PM
                  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-12-06, 12:59 PM
                    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Abureesh08-12-06, 01:11 PM
                  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Biraima M Adam08-12-06, 01:11 PM
                    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-12-06, 02:06 PM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! adil amin08-13-06, 03:38 AM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-13-06, 04:14 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Tragie Mustafa08-13-06, 04:33 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-13-06, 06:45 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! adil amin08-14-06, 03:04 AM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Omer5408-13-06, 07:10 AM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-13-06, 12:19 PM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Omer5408-14-06, 02:36 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! على محمد على بشير08-14-06, 03:07 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! adil amin08-14-06, 03:28 AM
          Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-14-06, 04:02 AM
            Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-14-06, 01:07 PM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-15-06, 05:01 AM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-15-06, 12:46 PM
                Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Al Sunda08-16-06, 01:36 AM
                  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-17-06, 12:35 PM
                    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-18-06, 07:15 AM
                      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-18-06, 07:27 AM
                        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-18-06, 07:54 AM
                          Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-18-06, 12:22 PM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! الأمين عثمان صديق محمد08-18-06, 05:43 PM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-19-06, 09:32 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! عبد الواحد أبراهيم08-19-06, 11:54 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-19-06, 02:06 PM
          Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-20-06, 06:31 AM
            Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-20-06, 07:39 PM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-20-06, 07:46 PM
                Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Tragie Mustafa08-20-06, 10:49 PM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! adil amin08-21-06, 05:36 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! الأمين عثمان صديق محمد08-22-06, 06:25 AM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Bashasha08-21-06, 00:04 AM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! adil amin08-21-06, 05:43 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-21-06, 06:39 AM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-21-06, 11:03 AM
          Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Tragie Mustafa08-21-06, 02:53 PM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! عبد المنعم عبدالله08-21-06, 07:13 PM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-22-06, 05:04 AM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! suliman ibrahim08-22-06, 00:13 AM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-22-06, 09:19 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-22-06, 12:00 PM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! عبد الواحد أبراهيم08-22-06, 01:47 PM
  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! suliman ibrahim08-22-06, 11:42 PM
    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-23-06, 08:46 AM
      Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-24-06, 03:07 PM
        Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-26-06, 05:20 AM
          Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-26-06, 08:42 AM
            Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-26-06, 07:44 PM
              Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! عبد الواحد أبراهيم08-27-06, 07:14 AM
                Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri08-27-06, 11:30 AM
                  Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri09-07-06, 08:13 AM
                    Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! Asskouri10-03-06, 12:22 PM
                Re: الصراع القـبلي في الشمال النـيـلي ... الصراع الخفي للسيطره علي الموارد! عبد الواحد أبراهيم10-07-06, 11:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de