|
Re: الإسلام السياسي والدولة.. السودان نموذجا (Re: خالد عويس)
|
لك التحيه الحبيب خالد عويس علي هذا المقال ساعقب علي جزئيه ذكرتها في مقالك وتعد من ركائز المشروع الفكري للاسلاميين في دفوعاتهم وتبريرهم لدولتهم الدينيه وهي(الحاكميه لله).... هذا الشعار الذي يعد من المشتركات الفكريه لجماعات الاسلام السياسي واذا تناولنا الشعار في اطاره التاريخي نجده قد اطلقه ابو الاعلي المودودي في القرن الماضي.... فهذا الشعار له مشروعيه تاريخيه عبر فيها عن احباط الاسلاميين عند انهيار الدولة العثمانيه ولقد ارتبط الشعار بظروف اجتماعيه وسياسيه في منطقه القبايل بين باكستان وافغانستان .... فحاول الاسلاميين تاصيله وربطه بالقرأن الكريم استغلالا للدين واستخداما له في الصراع السياسي لمقاومه المد الشيوعي والعروبي العلماني في تلك الفتره واستخدموا تفسيرهم لايات سوره المائده قال تعالي (ومن لم يحكم بما انزل الله فؤلئك هم الكافرون فؤلئك هم الظالمون هم الفاسقون) صدق الله العظيم الايات 43 44 45 من سوره المائده...ففسروا الايات بأن الحكم المقصود فيها هو الحكم السلطوي مع ان المقصود هنا الحكم القضائي وليس السياسي.... ولذلك الشعار (الحاكميه لله) شعار مشروعيته تاريخيه وليس مسلم للمسلمين لانه اجتهاد خاص بجماعات الاخوان المسلمين مما يسقط دعاويهم في مشروعيته الدينيه القرأنيه.... فجماعات الاسلام السياسي ادمنت استغلال الدين والزج به في اتون الصراع السياسي استغلالا للعاطفه الدينيه الفطريه للمسلمين فكلما فشلوا سياسيا لجؤا للايات لاستخدامها... فأين كان المشروع الديني عنما وقعوا علي اعلان مباديء ايقاد في 1994 اين كانت الحاكميه لله في نيفاشا..... فالحركه الاسلاميه في السودان استخدمت الدين في ابشع صور الاستغلال فطرحت شعارات دينيه مختلفه فلكل مرحله شعار يتناسب مع المرحله.... اسقطوا الشوري لصالح الديمقراطيه اسقطوا اهل الذمه لصالح المواطنه اسقطوا المشروع الاممي لصالح المشروع الوطني فهذا التحول في الخطاب السياسي من الغلو والتطرف نحو الاعتدال لم يكن تراجعا في المشروع الديني بل استنادا الي ميكافيليه تمارسها جماعات الاسلام السياسي عبر تاريخها الطويل ونخلص الي ان المشروع الايدولوجي للحركه الاسلاميه في السودان هو مشروع سلطوي يتخذ الدين لبوس ومطيه لبلوغ غايات سلطويه.... مع تحياتي للجميع
|
|
|
|
|
|
|
|
|