|
Re: نيال دينق عائد للفاع عن نفسه ...ايها الفاسدون انتظروه (Re: الكيك)
|
الصحافة 9/8/2006 الطاهر ساتي [email protected]
* « عض الكلب الرجل » لم يكن خبرا خطيرا ولا مثيرا عندما كانت الصحافة السودانية بخير وعافية ، و لكن لان كل شئ أختل صار ذاك الخبر الاعتيادي خبرا مثيرا و خطيرا في صحفنا ، خاصة إذا دعمت الخبر بصورة الرجل والكلب تتوسطهما وثيقة خطيرة عبارة عن « روشتة لدواء داء السعر » ...!! ** و لكي لا نغضب خبراء الإعلام و أساتذة الصحافة و طلابها بنظريتنا الجديدة التي حطمت نظريتهم القديمة « عض الرجل الكلب » نضع بين أيديهم نموذجا لخبر لم يكن يحسب سابقا ضمن الأخبار التى تستحق التلوين و الصفحة الأولى ، ولكنه - بقدرة قادر - تحول إلي خبر مثير بجانبه « روشتة علاج السعر » ....!! ** قالت الأنباء ان الراحل جون قرنق بعد التوقيع على نيفاشا ، أي بعد أن صار نائبا أول لرئيس الجمهورية و رئيسا لحكومة الجنوب صدق بمبلغ مالي قدره « 2 مليون دولار » للسيد نيال دينق لتصريف شؤون وفد المقدمة من مأكل و مشرب ومسكن لحين وصول سيادته ، ثم الاحتفال بالسلام سويا ...!! ** ذاك هو الخبر .. فأين الإثارة .. وأين مكمن الخطر .. وفق المفهوم العلمي للصحافة المهنية يجب الا يتخطى مكانه - في زمان حدوثه - مساحة ربع بوصة في الصفحة الثانية ، بشرط أن تكون هناك أزمة أخبار بالصحيفة و البلد .. للأسباب الآتية .. الدكتور قرنق كان رئيسا لحكومة الجنوب و زعيما للحركة الشعبية و السيد نيال دينق كان رئيسا لوفد مقدمة الحركة بالشمال و زعيما من زعماء الحركة بمرتبة رئيس وفد المفاوضات الأولى بمجاكوس عندما كان الدكتور غازي صلاح الدين رئيسا للوفد الحكومي ...!! ** و السبب الثاني الذي يجعل الخبر بلا قيمة - صحفية أو سياسية - هو أن الدكتور قرنق و السيد نيال حددا أوجه الصرف و بنوده في الوثيقة - المسماة بالخطيرة - وهى « منصرفات و فد المقدمة .. إقامة ، إعاشة ، ترحيل ، لقاءات و...و...» .. إذا المبلغ - باعتراف الوثيقة - لم يكن خاصا لنيال دينق ، إنما خصص للصرف على وفد المقدمة ، مثلما خصصت وزارة ماليتنا مبلغا نثريا لأعضاء الوفد الحكومي المفاوض بنيفاشا و ابوجا و اسمرا .. و الفرق بين هذه المبالغ أن مبلغا قيمته معروفة « 2 مليون دولار » . والأخريات غير معروفة وهنا « تكمن الخطورة » .....!! ** لو ضل بند الصرف طريقه الذي حدده «نيال » و امن عليه « قرنق » لصار خبرا مثيرا و خطيرا ، وفسادا مبينا ، ولكن لم يضل بند الصرف طريقه ، و لو ضل - بالوثائق و الاعترافات - لهاجمنا الراحل و لطالبنا بمحاكمة الحي الذي يرزق بيننا « نيال » و لأشدنا بالأخبار و رواتها . كما فعلنا مع طريق الإنقاذ الغربي و أبطاله وبند « خلوها مستورة »... ولان كل هذا لم يحدث نتجاوز الحدث و الخبر .. ونكتب كلاما مفيدا ...!! ** علمتنا التجربة بان ضرب الأحزاب لم يثمر الا توالد القبائل و تكاثر القبلية في بطونها ، و اليوم إذا قلنا بان هناك « قوى شر » تحيط بالبلد و قوميته و وحدته و تماسك شعبه ، تأكد تماما بأننا نعني « القبلية » و « والجهوية » و « العرقية » التي حلت - بأفعالها العسكرية - محل الأحزاب وحيلها المدنية.. و إن كانت تلك هي نتائج ضربنا و تقسيمنا لأحزاب سياسية و مدنية ، فماذا سيحدث في حال تمزيق و ضرب حركات أسلحتها النارية أكثر من عضويتها ..؟؟ ** لو نريد لهذا البلد مستقبلا امنا و سالما وخاليا من الحروب و الصراعات الدموية، على الإعلام - قبل الحكومة - مراعاة الحالة التي تعيشها الحركات المسلحة و مساعدتها بالنقد البناء و النصح القويم و الإشادة إذا وجبت ، حتى تتحول لقوى سياسية قادرة على استيعاب « لعبة السياسة القذرة » ...و لكن إذا يتمني البعض للبلد المزيد من التشرذم و التمزق و الاحتراب فليمزق الحركات المسلحة بضرب قياداتها ببعضها البعض ... و ما كنا نرغب الحديث بهذا الوضوح ولكن ماذا نفعل ... فالبعض لم يفهم الدرس جيدا ....!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|