|
شهداء الرأي عبر التاريخ: ولكنها تدور! طبعا!!
|
سقراط: (اعرف نفسك)
يُعد الفيلسوف الإغريقي سقراط (القرن الخامس قبل الميلاد)، بإجماع المؤرخين، أول شهداء الرأي في التاريخ. كان سقراط يتجول في شوارع أثينا وساحاتها، يستوقف الناس، وخصوصاً الشبان، ويطرح عليهم الاسئلة في السياسة، والأخلاق، والماورائيات، ويستمع الى أجوبتهم، ثم يعمد الى الإدلاء برأيه في الموضوعات المطروحة، ومن خلال أسئلته، وسخريته، وضحكاته، يطلق كلماته وآراءه الفلسفية، وهي الآراء والكلمات، التي خلَّدت صاحبها وجعلت منه واحداً من أكبر فلاسفة العالم، قديماً وحديثاً، وقد آثار هذا النهج الفكري حفيظة حكام أثينا فوجهوا الى الفيلسوف الكبير تهمة الاستهانة بآلهة المدينة، وإفساد عقول الشبان وصرفهم عن القيام بواجب المشاركة في الحرب الدائرة بين مدينة أثينا ومدينة اسبارطة، يومذاك، وعقوبة هذه الجرائم الإعدام. ولما كان القانون المعمول به في اثينا يقضي بأن يختار المحكوم بالإعدام وسيلة اعدامه، اختار سقراط السمَّ، رافضاً ان يسترحم جلاديه، أو أن يهرب من السجن عندما أتيح له ذلك.
جاليليو: ( ولكنها تدور! طبعا!! )
جاليليو جاليلي عالم فلكي مشهور وفيلسوف وفيزيائي، ولد في بيزا في إيطاليا في 15 فبراير 1564 ومات في 8 يونيو 1642 وفي عام 1611 ميلادية اخترع التلسكوب ونشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية و التي تقول إن الشمس هي مركز الكون، والأرض تدور حولها. و كانت الكنيسة قد أصدرت فتوى في ذلك العام جعلت نظرية كوبرنكس نظرية إلحادية لأنها تقول بعكس التعاليم الإلهية التي جعلت الأرض مركز الكون وجعلت الشمس تجري حولها
وبعد إحدى محاكماته الأولى أقر أنه مخطئ في فهمه،فلما خرج من محكمة الأب المتشدد لورني، قال بمجرد خروجه قولا أصبح مشهورا في تاريخ الثقافة العلمية. ( ولكنها تدور! طبعا!! ) جُرم جاليليو بعد ذلك وحُرق
عبد الله بن المقفع (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)
عاش عبد الله بن المقفع 25 عامًا في ظل الدولة الأموية، و16 عامًا في ظل الدولة العباسية وقد كانت لابن المقفع آثار أدبية كثيرة ومن كتب ابن المقفع الشهيرة كتاب "الأدب الكبير" وكتاب "الأدب الصغير" وهما يحويان الكثير من الحِكَم المستمدة من الثقافات الإسلامية واليونانية والفارسية. ومن حكمه المشهورة: "المصيبة العظمى الرزية في الدين" – "أربعة أشياء لا يُستقل منها القليل: النار، المرض، العدو، الدَّيْن". أما أهم وأشهر كتب ابن المقفع على الإطلاق فهو كتاب "كليلة ودمنة"، وهو مجموعة من الحكايات تدور على ألسنة الحيوانات يحكيها الفيلسوف بيدبا للملك دبشليم، ويبث من خلالها ابن المقفع آراءه السياسية في المنهج القويم للحُكْم، والمشهور أن ابن المقفع ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وأنها هندية الأصل، لكن أبحاثًا كثيرة حديثة تؤكد أن كليلة ودمنة من تأليف ابن المقفع وليست مجرد ترجمة، كما أن بعض هذه الأبحاث يعتقد أن الآراء التي أوردها ابن المقفع في كليلة ودمنة كانت أحد الأسباب المباشرة لنهايته الأليمة. وتلقف المنصور تهمة كانت شائعة في تلك الأيام وهي تهمة الزندقة، رمى بها البعض عبد الله بن المقفع، فأمر والي البصرة "سفيان بن معاوية" بقتله، فقطع جسده قطعًا قطعًا ورماه في التنور، وكانت آخر كلماته: والله إنك لتقتلني؛ فتقتل بقتلي ألف نفس، ولو قُتِل مائة مثلك لما وفُّوا بواحد.
الحلاج: (وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه ... وفِى الأرضِ إِلَه.. تَجَلَّى كَمَا تَشَاء )
أبو المغيث الحسين بن منصور الحلاج ولد عام 244هجرية. أمَرَ الخليفة المقتدر بتسليمه إلى حامد بن العباس، وأمَرَه أن يكشفه بحضرة القضاة والعلماء ويجمع بينه وبين أصحابه. فأمر بقتله وإحراقه بالنار. فضُرِبَ بالسياط نحوًا من ألف سوط، ثم قُطِعَتْ يداه ورجلاه، ثم ضُرِبَتْ عنقُه، وأُحْرِقَتْ جثتُه بالنار، ونُصِبَ رأسُه للناس على سور الجسر الجديد، وعُلِّقَتْ يداه ورجلاه!
|
|
|
|
|
|
|
|
|