|
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! (Re: منوت)
|
أيها المطرُ القادمُ من نواحي الروح الصديق، يا روحي الشقيق، سلام عليك ..
* لِحاء :
" ... للقرى ، أن تشتهي حالَ المدائن ، للمدائنِ كي تُعادلَ ما تُجنُّ به القرى ، أن تستحي من زيفِ لهجتها ، و تعيدَ مفردةَ العفافِ إلى قبيحِ لغاتها .. و لنا ، مثارةُ النمالِ ، تماسك الأرضِ ، و تاريخُ الرياح ... " ( الشاعر : د. محمد عبد القادر محمد خير ). _________________
* قصبة :
" … ليسَ مِن حقِّ العصافيرِ الغناءُ على سريرِ النائمين … " ( الشاعر الفلسطيني : محمود درويش ) _________________
* زانة :
" … حانَ الوقتُ لإيجادِ عولمةٍ جديدة تُقلّل من خدمةِ مصالح الأغنياء ، و تعملُ باطِّرادٍ لخدمةِ الأكثرِ فقراً من البشر . حان الوقتُ – بالنسبةِ لنا – للتأكّدِ من أنّ التنميةَ الشاملةَ قد دخلتْ مفاهيمُها قلبَ أجندةِ العالمِ كهدفٍ مبدئي … "
( د. مهاتير محمد ، رئيس وزراء ماليزيا السابق ).
______________
* مُطرق :
الحلمُ ما زال يتمدد مُطمْئِناً – في سكونٍ مهيب و رهيب – حُرّاسَ مخبئِه و مخبرهِ الضارب الإيغال في أغوار أعماقهم القصية ، راقداً على سريرٍ عولميٍّ معموريٍّ ذي أُفقٍ ينداحُ ( تجدُّعاً ) على لحافٍ ( وهيط ) ، يرفدُ – دالقاً - منتظريه بالوعد و الثمرِ اليجيء . بينما عصافيرُ الصباح تُدندنُ مغرّدةً بالنشيدِ الصحوِ على آذان مَن نامَ ، أو تناومَ ، أو نُوِّمَ على أنغام ( الرَّاب ، و الطّبقِ الفضائيِّ المثير ) ، أو تثاءب واهناً – جائعاً عطشاً – يتناول ( الماك ) ، شارباً يتمتعُ ( بالكوكا ) ، متماهياً مع أيقوناتِ أحصنةِ طروادةِ ( الدنيا الجديدة ) ذاتِ الحوافر و الأظافرِ القواتلِ ، و مغاراتِ الدواخلِ المخبأةِ مدسوسةً – علناً و الحالُ يا حبيبَنا ( ص ) في خَدَرٍ مخمليٍّ مهلكٍ لذيذ !! . و ها هو القلمُ في حياده ( السودا - إيجابي ) مازال يقطرُ - نازّاً – بوحاً يفتتُ كي يُمنطقَ راهنَ الوهنِ - آني الحضور - المعفّرِ بالفاني المفارقِ للدروب الواسعاتِ ( السمحة ) في أصالة و ازدهارِ مسلكها العاتي البهي ، وهجاً يبدد بل يُشتتُ ما استقرَّ تحكُّراً و تمكُّناً – ظلامةً أضحتْ ، أو غمامةً علُقت – على أجنحةِ ( الوزِّين ، و الغرنوق ، و الحباري و السمبر و ود ابرك و طير الجنة و الكحّالي و جداد الوادي و القمري و البلوم و الهدهد حتى ريش النعام ) ، و كامل ذواتِ المناقير سليلةِ العصافير السابحةِ – محلِّقةً - في فضاءٍ يسع مليون ميلٍ من آمالِ و هواجسِ أسرابِ الطيور – صابرها و طافشها - و أكثر ، و هي تحلم بهذا الغصن المآلي الوارف الظليل ( الوطن ) الذي كان ماضيه أشتر !! ، و قادمُ أيامه أخضر !! ، مداداً من الدفقِ الحميم يمهرُ وريقاتِ الذاكرةِ ( الزولية ) الأولى في نقائها المشيمي الآسر ، ببعض نزيفه الحارِّ المضني العتي والمنعش – في الآن ذاته - للدواخلِ العامرةِ بالحقِ ، و قطراتِ مُزنِ الفضاءِ الإنساني الصراح ، ومقولات فصيح الكلام في تمفصلها القارّ ببصيلات الأنفس الفياضة بالرواء ، و غائب الفعل الموالي لتواريخ الأتقياء ، أملاً و توقاً للذي يأتي هميماً واضحَ القسماتِ مثلما يتسرب – في رويَّة - فرحٌ يوشيه السعدُ و تدثره القناعة ، و توازنه معادلةُ ما يجب أن يسود عالمنا ( المُجَابَدِ ) بين أن يقول ، أو لا يحكي ما لفظته أرحامُ سودانيتنا – وهي تقاوم في استحياءٍ تيارَ النيلِ ( زوليِ الملامح ) في سريانه الأبدي - .
___________
* هيكل الراكوبه :
و ها الآن يخرج ( العباد و البلاد ) على أرضِ الفصح المقاوم للسكوت ، معلنين أن ما بين الناس أقوى من الذي بين القبائل و أشباهها ! و لكن ؛ هل آن للقبيلة القيامُ بدورها الأساس في بلورةِ الحسِّ التعايشي المسالم والمعولم سودنةً بهيةً كما كانت قُبيل تواترِ الفعل و القصدِ ( المُشاتِرِ ) و المفارق لأقوال حزمةِ الأنقياءِ و مقاصدِ مُجملِ الأنبياء ؟ . ترى من أين يبدأ الحكوُ بعد هذا الانقطاع ( الأبستيمو – عاطفي ) !! ؟ . و هل مازالت نافورةُ الأحزان تضخُ حِممَ الرصاصِ ناظمةً ( نيالا ) عروسَ الجنوبِ الدارفوري بخيوط ( واو ) فاتنةِ نهر الجورِ في تدفقه البهي ، واصلةً ( الفاشر ) أبا زكريا بعصب ( جوبا ) وهي تتحلى بزينتها الإستوائية ؟ أم أنّ ( كسلا ) و نهرها المتمرد شموخاً في إباءِ توتيل يتحرّك في أحشائها جنينُ ( مروي) بأهراماتها التي تحكي تواريخ الأزوال ؟ ، و ما ( بورتسودان ) و جارتها – ثغرياً – على سواحل الأحمر ( سواكن ) سوى وليدٍ شرعي لأحلام ( دنقلا ) العجوز ؟. و هل المدينةُ ( سنارُ ) مرجعيةُ اِلتفافنا حول كبرياتِ الموائل المشتهاة مازالت تتوسط ( كوستي ) مدينةَ تجسير الشروق بالغروب و مُشْرَع أحلام شريانِ الجنوب بالشمال ، و ( ود مدني ) فاتنةَ الذهب الأبيض ، حاضنةً في مراقدها و أطرافها الريفية ( ود حبوبه ) و سيدي الشيخ ( فرح ود تكتوك ) ، و جموع الصالحين ، و هي تنازعُ في صبرها ( الأيوبي ) المثير مناطحةً – شكلاً و عمقاً و بعض أحلامٍ – حاضرةَ البلاد ذات البطن الخرافي الحاوي لثلثِ سكان أرض المليون ميل ، هذي ( الخرطوم التي كانت مثلثة ) ! ؟ إنها مدنٌ تحلمُ بانقطاع سيولِ نزيف التمزّقِ و الانشطارِ و التشرزم الذي بدأ دخانُ أعماقه يظلل ( زولية ) الإنسانِ في وطنٍ يتعولم متخصخصاً على المستوياتِ جميعها ، حتى القبيلة و البطن و الفخذ و العائلة و الأسرة و الفرد !!. وإذا كان ذلك كذلك حادثاً ينتظمُ المدن و قاطنيها ؛ فما مصيرُ القرى ، و البوادي ، و الفرقان و معدميها !!؟ . السؤال الحق هو بُؤرةُ التساؤل الذي لا يبحث فقط عن إجابات، بل يطمح في حلٍّ جذري يُبقي وجه الوطن متماوجاً – في تناغم – بين ألوان سحنته الزولية السودانوية الجامعة لأطيافِ مسبحته المليونية !! .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | منوت | 07-14-06, 02:44 PM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | مطر قادم | 07-14-06, 04:45 PM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | منوت | 07-16-06, 11:30 AM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | مطر قادم | 07-17-06, 04:20 AM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | willeim andrea | 07-17-06, 06:17 AM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | Sidig Rahama Elnour | 07-17-06, 06:28 AM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | سلمى الشيخ سلامة | 07-17-06, 09:41 AM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | حبيب نورة | 07-17-06, 11:43 AM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | مطر قادم | 07-17-06, 03:20 PM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | منوت | 07-18-06, 01:35 PM |
Re: قصبةٌ ، فزانةٌ ، ثمّ مُطرقٌ على عريشةِ ( راكوبة ) غيابِ المنوت !!! | الجندرية | 07-18-06, 02:06 PM |
|
|
|