سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 02:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2006, 02:02 AM

د. عبدالله جلاّب


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب

    رسائل من امريكا

    سودانيون من عالمين

    د. عبدالله جلاّب
    جامعة ولاية أريزونا
    [email protected]

    ستحل أسرتنا الصغيرة: د. سعاد تاج السرعلي الشيخ وعزة وشيراز عبدالله جلاب مدينة كولومبس في ولاية أوهايو اللأمريكية هذا الإسبوع إن شاء الله إحتفالاً بتخريج إبنهم الأوّل أحمد عبدالله جلاب من جامعة ولاية أوهايو بدرجة البكالريوس في علم الإتصال والكومبيوتر. وسيشاركهم الإحتفال من لاية أوهايو عدد كبير من الأصدقاء والصديقات والأبناء والبنات من الأسر السودانية والأمريكية في منطقة شمال شرق ولاية أوهايو من مدن كليفلاند وآكرون وكينت وكولمبس ومدن أخرى مثل ديتون وسينسيناتي وتوليدو. لقد عشنا بينهم سنيناً عامرة بالإلفة والمودة الصادقة هناك قبل أن ننتقل إلى ولايه يوتا ومن ثم إلى أريزونا. فقد كتب علينا الترحال وتلك نعمة نحمد الله عليها كثيراً. فبفضل ذلك أصبح لنا في كل بلد أصحاب نعتز بعلاقتهم.

    أحمد ليس أول من يتخرج ولن يكون بالطبع آخر من يتخرج من جامعة أميريكية. فقد ظلت الجماعات السودانية في المنافي المختلفة—من شرق اليابان إلى غرب الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بالمواليد الجدد وبالمتخرجين من الأبناء والبنات في جميع المراحل وتقيم ليالي زواج الأبن والبنت على مدار السنة. بل لقد أخذ البعض يستمتع بالأحتفاء بالأحفاد. وبين هذا وذاك تتزايد أعداد السودانيين في المهجر أو المنفى—سمه ما شئت—القادمين من مدن السودان وقراه من جنوبه وشماله, غربه وشرقه ووسطه. ومن واقع تفاعلهم مع واقعهم الجديد تنمو مدن جديدة بعضها حقيقي حيث يشارك أبناء وبنات السودان فيها أخوة وأخوات لهم المكان والتجارب بأفراحها وتحدياتها وأتراحها. مدن لها فنانيها ومدارسها ومطاعمها ووسائل ترفيهيها وحلقات قرآنها. كما تنمو في ذات الوقت مدن إسفيرية خيالية عمادها الشبكات الإسفيرية مثل سودانيز أون لاين وسودنايل وسودان لست ونادوس نت وسودان للجميع وغيرها من المواقع المنتشرة على عرض وطول هذا الفضاء الممتد. هنا يلتقي السودانيون مواددة وعراكاً إتفاقاً وإختلافاً حول كل صغيرة وكبيرة. يتبادلون بالدقيقة والثانية أخبار البلد وأخبار مجتمعاتهم الصغيرة. ويطربون للشعر وللأغاني غثها وثمينها ومن المدائح قديمها وجديدها. ومن فيض كل ذلك يتعارف, يصادق, يناكف ويتزوج بعضهم البعض. وبين هذا وذاك تجد الصحيفة السودانية والعربية والعالمية المنقولة عبر الإنترنت والتلفزيون المنقول عبر الأقمار الصناعية والكتاب وجود أي وكل منها إمتداداتها في هذا الوجود المترامي الأطراف. وبمثل ما تذخر المائدة الرمضانية بالحلو مر واللقمة والفطائر السودانية, تعبق البيوت برائحة البخور ويتخضب البنان بحنة التاج الممتازة. في هذه المدن يحاول البعض بعث بعض جوانب الحياة السودانية في عوالمهم الجديدة تلك. ومن واقع ومداخل تجاربهم ومناطق وأسباب نزوحهم تأخذ تلك المدن أشكالها البالغة التعقيد. لذلك نجد من واقع تجارب بعض السودانيين في المنافي تلك تتوهج نماذج وحالات عديدة تعكس أجمل ما أعطت التجربة السودانية في الخارج. رغماً عن ذلك فالخارج لم يكن ولن يكن هو الفردوس للسودانيين. إذ ليست كل هجرة هي المفتاح لإستشراف الشرف الجديدة كما يقول محمد المكي إبراهيم وإن كان هنالك من لا يزال يحلم بمثل ذلك. وليس كل من هاجر إنتفخت جيوبه أو جيوبها بالدولارات أو الريالات. وليس كل من ترك البلاد قد آثر بيوت المجالس على شظف العيش في السودان كما كان يقول شيخ حسن إبان سكرته بالسلطه وقبل أن يتفرق بعض مريديه أيدي سبأ في المهاجر. لعل بعضهم الآن يستمرأ بيوت المجالس على ظلم إخوه الأمس أعداء اليوم. ويظل لكل إمرئ ماهاجر إليه. وتظل هناك العديد من المآسي والمشاكل والتحديات الصعبة على مستوى الجماعات والافراد والأسر. ولعل أحداث القاهرة الدامية مطلع في الثلاثين من ديسمبر العام الماضي في ميدان مصطفى محمود تمثل قمة المأساة و درجة عالية من هوان طالب اللجوء السوداني على الناس. سواء كان أولئك الناس هم الأخت الكبرى مصر أو المنظمة الدولية أو البلد التي فر منها أولئك الرجال والنساء والاطفال طلباً للأمن والأمان. هذا وتتداخل مسائل متعددة منها ما هو خاص ومنها ما هو عام ببعض ظروف المكان أو الزمان فتقعد بالبعض وتحبط من أعمالهم وحولت البعض إلى ما لم يخطط له. وبين دوائر النجاح والفشل ومرارت التجربة يعيش مثل أولئك السودانيين عالمين. عالم داخلي يتجدد فيه السودان صوراً قديمة تتجدد في الوجدان وعالم خارجي يلقي بكلكله تحدياً بعد الآخر في كل لحظة وكل حين. ويظل الكل تتجاذبه دوامات تلك العوالم المتألفه بعض الوقت والمتناقضة كل الوقت. ومن جدليه تلك العلاقة تنمو بعض تلك المدن و تضمر أو تموت أخرى.

    لا أحد يعرف كم من السودانيين يعيش خارج البلاد. فالجهة الموكول لها إحصاؤهم لا تهتم بذلك أو بهم. بل لقد سعت تلك الجهة عن وعي كامل إلى طردهم من البلاد بكل السبل. فحملات التطهير التي قامت بها الإنقاذ من أيامها الأولى قد فاقت في عنفها كل ما سبقها منذ أن عرفت البلاد جهاز الدولة. ولم تكتف الإنقاذ بحملات التطهير فقط, بل ضايقت وضيقت على العديد من رجال الأعمال في القطاعين العام والخاص ذلك لتمكين أهل الولاء أو من أسمتهم السخرية السودانية بالهبرو ملو. لم تضق البلاد بأهلها ذات يوم وإنما ضاقت بهم وضاقوا هم بسياسة شمولية ضيقة الأفق أنكرت على الناس حقوق المواطنة وحقرت إنسانيتهم وبدلتهما بإمتيازات الولاء للنظام صادقاً كان ذلك الولاء أو متملقاً. وقد تمخض عن تلك الشمولية إعلان النظام أشكالاً من الجهاد المعلن وغير المعلن ضد المواطنين والعباد لم يسلم منه حتى الذين شهدوا بأن لا إله إلا الله. فتحولت البلاد إلى حقول موت لم تستثني منطقة بعينها ولذلك تصاعدت وتائر الهجرات الى خارج البلاد هرباً من ذلك الجو الخانق. هذا ومن جهة أخرى فقد تحولت سفارات السودان في الخارج في ظل الإنقاذ إلى سفارات للنظام. والوضع كذلك فقد حاصرها السودانيون في الخارج إجتماعياً وحاصر أفراد تلك السفارات أنفسهم سيكلوجيا فلم يستطيعوا الخروج من قلاعهم إلى خارجها ليتعرفوا على ما حولهم. أما بالنسبة للقطاع العام من السودانيين في الخارج فإن السفارة وطاقمها قد تحولا إلى جهاز لا هم له تحت ظل نظام الإنقاذ غير كتابة التقاريرعن نشاطهم المناهض للنظام. والحال كذلك فقد أسقطهم السودانيون في الخارج كلية من مجالات وجودهم كما أسقطوا هم السودانيين كمواطنين ترعى وتهتم السفارة بشئونهم من مجال عملهم.

    لم يكن الذين أخرجوا من ديارهم في الغالب الأعم من الفاشلين, لذلك فقد خسرت البلاد ثلاث مرات. المرة الأولى حين طردتهم الإنقاذ من وطائفهم والمرة الثانية عندما إستبدلتهم بمن هم أقل كفاءة وأقل مهنية والمرة الثالثة إذ أن البلاد قد دفعت الكثير من أجل تأهيلهم من قبل. ومن الصعب حصر أصحاب المؤهلات العالية خارج البلاد من أساتذة جامعات وأطباء وبياطرة وصيادلة ومهندسين وقانونيين وصحافيين ودبلوماسيين وعسكريين سابقين وغيرهم من مهنيين ورجال أعمال, فهم بالآلاف. ولعل من المسائل الهامة جداً أن أعداداً كبيره من هؤلاء هم في مرحله من العمر دخل فيها أبناءهم وبناتهم طور التأهيل الأول. إذ أن فيهم من هو قد تخرج من الجامعة ليبدأ دراسة عليا أو إنتظم في وظيفة ما. أو في هو في مرحلة من مراحل الجامعة أو في مرحلة الدراسة الثانوية. ومن الصعب أن تجد أسرة تخلو من واحد من تلك الحالات الثلاث على أقل تقدير. يضاف إلى أولئك أعداد أخرى من السودانيين الآخرين الذين يعملون في أعمال حرة فيها الصغيره والمتوسطة والكبيرة. تتفاوت تلك الأعمال في دراجات نجاحها. تضاف إلى أولئك آخرين ظلو يمتهنون بعض المهن المؤقتة وهناك الذين يجاهدون ليل نهار من أجل أن يوفروا لأسرهم لقمة العيش ومن أجل أن يجد الأولاد والبنات فرص أفضل في سلك التعليم. وهناك تلك الأعداد المتصاعدة من الشباب الذين جاءوا ليبداوا من أول السلم. كل من هؤلاء وأولئك, كبارهم وصغارهم, نساءهم ورجالهم, ينافسون ليجدوا لانفسهم مساحة ما في عالم مختلف عن العالم يعرفون, ولغات غير لغاتهم وثقافات غير ثقافتهم. ولأنهم من الجماعات المتأخرة في سياق الهجرة, فلن تجد لهم مثلاً أعلى يقدم لهم بعض التجارب التي يمكن أن تنير لهم الطريق أوالمؤسسات المحلية التي يمكن أن تساعدهم في تجاوز أو الخروج من العثرات. رغماً عن ذلك يكتسب بعضهم مهارات لا يستهان بها ويتعرفون بأشكال متفاوتة على أساليب متقدمة تساعد على دراسة الأشياء والعوالم المحيطة بهم. وفق هذا الإطار تتحاور الثقافات حواراً قد لا يكون متكافئاً. وفي الإطار تلك المدن ومن خارجها قد يفقد كل جيل جديد البعض من ذاتيته للثقافة الأقوى. وقد يستزيد البعض بما يجعل منه هجيناً متميزاً وقد ينكفئ البعض على ذاته فيتشرنق إلى ما شاء له عمر التجربه.

    لم يكن الذين أخرجوا من ديارهم ليودوا أن تطول إقامتهم في تلك المهاجر. ولكن طالت الرحلة وطالت الإقامة ليصبحوا مواطنين لعالمين. وفي ظل العولمة قد يكون في مثل ذينك العالمين جسر إتصال فعال يمكن أن يفّعل وتائرعلائق إنسانية جديدة تفوق فائدتها الأفراد إلى ما هو أكبر. ولكن في ظل نظام كنظام الإنقاذ القائم والذي لا يحفل لا بمواطنة أوإنسانية أهل السودان يظل مثل ذلك الجسر مغلقاً حتي إخطار آخر. بلى. هنالك بشارة. أن دوام الحال من المحال. وسنرجع يوماً إلى أرضنا.

    نشر في جريدة الخرطوم في عددها الصادر يوم الأحد 11/يونيو/2006
    http://www.khartoumnewspaper.com/2006/6/11/page5.pdf
                  

العنوان الكاتب Date
سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب د. عبدالله جلاّب 06-12-06, 02:02 AM
  Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب malamih06-14-06, 10:28 PM
  Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب Adil Osman06-15-06, 09:22 AM
  Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب نصار06-15-06, 09:25 AM
    Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب jini06-15-06, 02:55 PM
      Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب bashir kurdufan06-16-06, 03:21 AM
  Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب عبدالله الشقليني06-17-06, 10:28 AM
    Re: سودانيون من عالمين/د. عبدالله جلاّب عبدالله الشقليني06-20-06, 06:35 AM
      التحية لكل من يقرأ د. عبدالله جلاّب 06-22-06, 05:23 AM
        Re: التحية لكل من يقرأ bashir kurdufan06-24-06, 03:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de