|
مِن فضة الموت.. محمود درويش
|
(من فضة الموت الذي لا موت فيه) تعتبر من أجمل القـصائد التي كتبها محمود درويش، وهي منشورة في ديوانه (هي أغنيه .. هي أغنيه). وسوف أقوم بإنزالها هنا في أجزاء نسبة لطولها، وأتمنى أن أكون قد وفقت في الاختيار.
نسيانُ أمرٍ مّا صعودٌ نحو باب الهاويهْ هذا أنا أنسى نهاياتي وأصعدُ ثم أهبطُ. أين يُمتحنُ الصوابْ ؟ هل في الطريق، أم الوصولِ إلى نهاياتِ الطريق المفرحهْ ؟ وإذا وصلتُ فكيفَ أمشي؟ كيفَ أرفعُ فكرةً أو أغنيهْ ضيَقتُ هاويتي لتكبرَ خطوتي فيها، وأجلستُ السماء على الحصى وعليَّ أن أنسى لأنفضَ عن يديّ سلاسلَ الطرق الكثيرهْ وعليّ أن أنسى هزائميَ الأخيرةَ كي أرى أفقَ البدايهْ وعليّ أن أنسى البدايةَ كي أسيرَ إلى البدايةِ واثقاً منّي ومنها ولأنّني ما زلتُ أسألُ، لا أرى شكلاً لصوتي غيرَ قبوي. هل كان معيارُ الحقيقةِ دائماً سيفاً لاُخفي فكرتي مذ طار سيفي؟ مَنْْ يستطيعُ البحثً عن سفحٍ لصوتٍ خرَّ في الوادي السحيقْ؟ مَنْ يستطيعُ البحثَ عن أُممٍ أتانا صمتُها عبر الخيولِ الفاتحهْ وتزوّجتْ لغةَ الغدوِّ. تعلّمتْ أديانَهُ واستسلمت لغيابها ماذا أرى مما جرى؟ هل أستطيعُ البحثَ عن مترٍ مُربّع لأُحيلَ أُغنيتي إليهِ، خلفَ هندسةِ الخرابِ الصارمهْ ولخطوتي الأولى، ألمْ أعرف تماماً شكل موتي وحجارة القمر المبعثرِ، عندما أهديتُ موتي لسلام أطفالٍ سينجبهم عدوّي من نسائي هل هكذا التاريخ لا يروي سوى سيرَ الملوك الناجحين؟ دافعتُ عما لا أراهُ، ولن أراهُ، ولن أراهُ، وعن سرير العاشقهْ دافعتُ عن شجرٍ سيشنقني إذا ما عدتُ من لغتي إليهْ دافعتُ عما كان لي، ويفرُّ مني حين توقظهُ يدايْ دافعتُ عما ليس لي، وسأستطيعُ إذا استطعتُ سأستطيع أن أُرجعَ الماضي إلى ماضيهِ ، أن استلّ موعظة الجبلْ ممّن رآني سائراً متسائلاً بين الضحايا والشهودْ ضيّقتُ هاويتي لأُوضحَ خطوتي، وسأستطيعُ سأستطيعْ أنْ أملأَ الكلماتِ معناها وأن أحيا كما شاءت مشيئةُ رغبتي هذا أنا أنسى نهاياتي وأصعدُ ثم أصعدُ نحو باب الهاويهْ أهناك ما يكفي من الأفكارِ كي أختارَ خطوتيَ الأخيرهْ؟ أهناك ما يكفي من البلدانِ كي أضعَ الكلامَ على الرصيفِ.. وأنصرفْ أهناك ما يكفي من الكلماتِ كي أبني نوافذَ لا تطلُّ على المذابحْ؟ أهناك ما يكفي من التاريخِ كي أجد ابتهالاتِ الشعوب السابقهْ؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-14-06, 08:47 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | أبوذر بابكر | 06-14-06, 09:22 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-14-06, 11:49 PM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | النسر | 06-14-06, 09:48 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | أيزابيلا | 06-14-06, 11:57 PM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-15-06, 03:09 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-15-06, 02:25 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-15-06, 04:54 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | DKEEN | 06-15-06, 05:01 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-17-06, 05:46 AM |
Re: مِن فضة الموت.. محمود درويش | Nasruddin Al Basheer | 06-17-06, 07:05 AM |
|
|
|