|
|
 Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ (Re: نزار باشري ابراهيم)
|
الاخ نزار باشري
تحية طيبة الحقيقة انا تناولت الجزء الأول من الموضوع لمعرفتي به من تجارب نشأت من غربة مزمنة، ولقاءات لاناس مزدوجي اللغات و المشارب، و لمست ما فيهم من تحرر عقلي على كل المستويات.
بالنسبة للتطور الاقتصادي و عن أثر السودانيين في دول الاغتراب و عدم تأثيرهم على بلدهم، فالاسباب كثيرة و متنوعة و لاركز لك على جانب و انا واثق بان العقل الجمعي لمتابعي هذا البوست سيقوم بالبقية الباقية:
*السودانيون عند رحيلهم من السودان يكونون في حل من ارتباطات عديدة اسرية و ذهنية و يدخلون في حيز منافسة حقيقية في العمل مما يدفعهم الى الاجتهاد و التحصيل العلمي حتى يحافظون على المستوى المعيشي الذي وصلوا اليه.
*ضعف العائد المادي في السودان يجعلهم غير مهتمين بأداء العمل و ضعف الرقابة ايضا تدفعهم الى التسيب.
* هناك عامل غريب متأصل في الذهنية السودانية و هو الاجتهاد عندما يكون مدير العمل اجنبي أو العمل في دولة اجنبية لا استطيع تفسير ذلك، و ايضا الامر مرتبط بالتعامل الغريب مع كل ما هو اجنبي بأنه جيد، و في السودان اليوم لو فتحت محل فيه و شغلت فيه اجانب تجد زباينك في تزايد مستمر.
* عدم الاستقرار السياسي في السودان غض النظر عن الحكومات التي على سدة الحكم يجعل اموال كثيرة تتهرب من السودان ببساطة لان حتى الحكام اليوم قد يدخلو السجون في الغد و لذا تجدهم في تخوف دائم من غد مظلم يدفعهم الى الاستثمار و الادخار في بنوك خارجية، و خذ على سبيل المثال استثمارات الكيزان في ماليزيا، ومدخرات السودانيين في مصر حيث بلغت في وقت من الاوقات اكثر من 20 مليار دولار أي ما يعادل ديون السودان الحالية.
* تعامل الدولة السودانية ديكتاتورية او ديمقراطية بغباء تام مع قضايا المغتربين و النظام العقيم المتبع في ابتزازهم مما يحجمهم من الاستثمار في السودان و يجعل ذوي الخبرة منهم في سعي دائب للمخارجة منه و محاولة عدم الارتباط به اقتصاديا بأي حال من الاحوال. و اذا وقفت يوما واحدا في صفوف المغتربين لفهمت ما اعني تماما. و لنأخذ على سبيل المقارنة دولة مثل المغرب، تتعامل مع الكادر البشري لها في الاغتراب كثروة قومية لها اولوية قصوى، حيث تقوم بتحديث العبّارات البحرية (بنطونات) و نقاط التفتيش عبر جبل طارق سنويا و تقيم الطرق لتسهيل عودة المغتربين من اوروبا و تقوية ارتباطهم بالمغرب، و على لسان مسئول شئون الهجرة المغربي ان مغتربي المغرب وردوا في منتصف التسعينات حوالي 2.2 مليار دولار، و تضاعف هذا المبلغ ليصل الى 4.5 مليار يورو العام الماضي، و تقوم الدولة هناك بتسهيل اجراءات دخولهم مجانا حتى و لو كانو يحملون جوازات اجنبية ويسافر مئات الالاف المغاربة سنويامن اوروبا بالسيارات الى المغرب، و يسمح لهم بادخال الكثير من الحاجيات مجانا خاصة المستخدمة و العفش و ما شابه، و اذا قارنت ذلك بعدد السودانيين المسافرين عبر جدة الى بورتسودان و الاجراءات العقيمة في السودان لتبينت حجم الفرق الهائل في سياسة الدولة السودانيةو المغربية تجاه مواطنيها.
* السودانيون سريعوا الاقتناع بما يقومون به في السودان، فتجدهم حالما يعملون مستشفى يسارعون الى القول هذا افضل مستشفى في الشرق الاوسط و افريقيا...الخ من هذا الاجترار المضر و الذي لا يكوّن عقلية نقدية، و على سبيل المثال اسطورة ان شبكة موبيل تل هي افضل شبكة في العالم، و ان كانت هذه المقولة صحيحة نسبياو مؤقتة فهي خاطئة كليا و الدليل اكتظاظ الشبكة الان في الخرطوم حيث من الصعوبة الاتصال باي شخص حوالي الساعة 12 ظهرا، لان شبكات العالم المتحضر تغطي نسب عالية من السكان بينما وصل عدد مشتركي موبيتل الى المليون فقط في بلد سكانه 35 مليون نسمة تقريبا و يسكن عاصمته حوالي 10 مليون نسمة،
* حكام السودان بمختلف انواعهم قلما يستفيدون من الخبراء الاجانب في ادارة شئون السودان، و ذلك لقناعة متجذرة بانهم هم الاقدر على ذلك، و في اعتقادي لو كنت مسئولا او رئيسا للوزراء مثلا لكونت مجالس استشارية فيها خبراء من مختلف المشارب و خاصة دول لها وضعيات مماثلة من تعددات سكانية كالهند مثلا للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
و تبقى الديمقراطية يا عزيزي و شكل الحكم هو الاشكال الحقيقي و عظم الظهر في كل ما قلت اعلاه فبدونها لا تتوفر شفافية و لا توجد السلطة الرابعة و هي الصحافة الحرة التي تفضح الفساد، و لا يوجد القضاء العادل و المستقل الذي يراقب اداء و اموال الدولة، و بدونها لا توجد الحرية اللازمة للابداع الفكري و العلمي الذي يمثل ثورة حقيقية في عالم اليوم، اذا اخذنا بالاعتبار ان مايكل جاكسون يمثل اقتصاديا ما يقارب من الـ 30 مليار دولار لامريكا (غناو رقيص بس)، و مايكل جوردان حقق ايضا ارقام مماثلة من شهرته اللامحدودة في كرة السلة، حتى اصبحت ملايين الاحذية الرياضية في العالم تباع فقط لان اسمه عليها. و عندما نقارن ذلك بلاعب السلة السوداني مانود الذي لم يقابله اي مسئول رسمي او شعبي عند عودته للسودان فلنا ان نستغرب
اسف على الاطالة
اخوك امجد
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-14-05, 02:09 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | برير اسماعيل يوسف | 04-14-05, 07:03 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | ست البنات | 04-15-05, 00:12 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | WadalBalad | 04-15-05, 03:49 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | برير اسماعيل يوسف | 04-15-05, 04:20 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | Amjad ibrahim | 04-15-05, 04:20 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-15-05, 10:47 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | sari_alail | 04-15-05, 10:59 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-15-05, 11:06 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-15-05, 11:16 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-15-05, 11:30 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-15-05, 11:42 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | Amjad ibrahim | 04-15-05, 12:29 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-15-05, 02:58 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | suhair elsheikh | 04-15-05, 06:21 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | WadalBalad | 04-16-05, 03:50 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-17-05, 01:16 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-17-05, 01:45 PM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | برير اسماعيل يوسف | 04-18-05, 06:31 AM |
| Re: القاهرة تكتب بيروت تطبع الخرطوم تقرأ | نزار باشري ابراهيم | 04-18-05, 12:09 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست