|
Re: المسرح السياسي بين الشعب السوداني وزعماء الوهم (Re: علي محمد علي)
|
الأخ علي ليست المسألة الآن "عمالة" أو "وطنية" السيد الصادق المهدي. وهو ما يقوم به المؤتمر الوطني من "دنقلا" إلى "سنجة" ويعبيء بعض المهووسين ضد حزب الأمة ورئيسه. فرئيس حزب الأمة ومنذ اليوم الأول للانقلاب المشؤوم هو "عميل" و"خائن" و"مرتد" و"مرتزق" و"غير وطني" فما الجديد؟ ليس ذلك كله مهما، الأهم هو كيفية مواجهة الحزب الحاكم لهذا القرار الذي يفككه عمليا وينهي حكومة الإنقاذ إن آجلا أم عاجلا. وللعلم، ليس حزب الأمة وحده الذي رأى أن هذا القرار (قبل أو رفض) نافذ، ولا يمكن للأسرة الدولية التراجع عنه (يعني موقف الصادق المهدي لا يقدم ولا يؤخر). وأظن أن حزب الأمه ورئيسه - الصادق المهدي - اتخذا الموقف الذي يمليه الضمير المتيقظ والفطرة الانسانية السليمة لأسباب عدة أهمها: 1- القضاء السوداني بعد التخريب المتعمد لمؤسسته طيلة 15 عاما غير موثوق به 2- الحكومة طيلة الفترة منذ بدء تداول مسألة "مجرمي الحرب" لم يتقدم خطوة واحدة باتجاه من أجرموا بحق 210 ألف ضحية في دارفور 3- المحكمة الجزائية الدولية (تكوينا، ونزاهة، وعدلا) كفيلة باحقاق الحق 4- الإنقاذ استعانت بـ(الأجنبي) لانجاز اتفاق نيروبي (الثنائي) لتضمن حصتها في السلطة والثروة. عليها الآن أيضا القبول بحكم (الأجنبي) في (قسمة العقوبات) 5- السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا التشبث بالسلطة إلى هذا الحد. فشلت الإنقاذ في كل شيء، فشلت في الحفاظ على حياة مواطنيها وأمنهم وصحتهم ومعيشتهم وتعليمهم، فلماذا تصر على البقاء، ولماذا يدفع 33 مليون نسمة ثمن أخطاء 51 أو حتى 500 من أبنائه؟ 6- استأثرت الإنقاذ منذ 15 عاما بكل مقدرات البلاد وثرواتها، وأعرضت عن آراء الآخرين تماما، وأرادت أن تستمر في السلطة إلى الأبد حتى لو تم تقسيم السودان قرية قرية، ولأجل تلك الغاية فككت المجتمع المدني، وأضعفت القوى السياسية كلها، وأججت النزعات الجهوية والقبلية، والآن (النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله) فلماذا تطالب الآخرين الذين لا تعتد بآرائهم أصلا ولا تقيم لهم وزنا والذين لطالما سبتهم وشتمتهم بالاصطفاف معها؟ 7- أليس هو الصادق المهدي المذموم ذاته بواسطة أنصاف الكتاب وصغار الصحفيين (الكبار في أعمارهم الصغار في نتاجهم الكتابي)، أليس هو الصادق المهدي الذي أهدر دمه اليوم في دنقلا، وتمت تعبئة الناس ضده في سنجة وقرر المؤتمر الوطني شن حملة ضده (وكأنما المعركة معه لا مع مجلس الأمن) 8- فلنفترض أن الصادق المهدي صمت صمتا مطبقا (كما تشتهون) من الآن ولعام كامل، هل يحل ذلك المشكلة ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|