إغلاق البارات هل كان خطأ أم جريمة?

Quote: إغلاق البارات هل كان خطأ أم جريمة?

يجعلني أسأل السؤال التالي:
هل كانت البارات التي تبيع الخمور المصنعة محليا مثل "البيرة" والمستوردة مثل "الويسكي والفودكا والشامبانيا" بهذا الانتشار الكبير؟؟ أعني هل كان غالبية السودانيين الذين يشربون الخمر في المدن والقرى السودانية يستهلكون هذه الأنواع من الخمور، التي تحتاج إلى مقدرة مالية محترمة، أم يشربون الخمور المصنعة محليا كالمريسة والعسلية والعرقي والدكاي أو حتى الشربوت؟؟ في تقديري أن غالبية السودانيين كانوا يستخدمون المجموعة الأخيرة.. ولذلك لا أرى أن السؤال بكلمة "البارات" هو سؤال دقيق..
ربما لا يكون لي معرفة بمدى انتشار الخمور المصنعة محليا الآن لطول غيبتي عن السودان، ولكني أرجح أنها موجودة بكثرة كما أستطيع أستنتج، ولكن قد يكون سعرها مرتفعا ونوعيتها رديئة..
دعني أضع سؤالك كالآتي:
هل كان فرض قوانين تعاقب شارب الخمر وصانعها بالجلد والتشهير في الإذاعة والتلفزيون أمرا حكيما؟؟ والإجابة قطعا لم يكن ذلك أمرا حكيما، وإنما كان عملا نميريا أخرقا جلب الأضرار الكثيرة إضافة إلى مثيلاته من قوانين سبتمبر سيئة الذكر والصيت، وهو أمر، فيما يخص الخمر على الأقل، لم يراع طبيعة كثير من السودانيين الذين لا يرون في صنع الخمر وشربها أمر يجب أن يواجه بهذا النوع من العقوبات.. وقد كان هذا الموضوع من أسباب إصرار الجنوبيين على حقوقهم الأساسية في بلدهم، بجانب الحقوق الاقتصادية والسياسية الأخرى والاجتماعية.. وقد كان لدور الأستاذ محمود والجمهوريين في معارضة قوانين سبتمبر أكبر الأثر في كشف زيف وخواء توجه النميري والإسلاميين.. وقد سقطت سلطة نميري الجاهلة.. ولكن الأخوان المسلمين "الجبهة" وغيرهم من السلفيين استطاعوا ابتزاز الأحزاب وبالتالي الإبقاء على قوانين سبتمبر، حتى انقلبوا على الحكم النيابي بالحكم العسكري المسلح الغاشم، ثم أججوا الحرب في الجنوب تحت شعارات إسلامية جهادية كما هو معروف، وانتهى المطاف بهم الآن إلى اتفاقية السلام واستثناء الجنوب من تطبيق قوانينهم وعقوباتهم المو######## من قوانين سبتمبر.. أنا أعرف أن السلطة في جنوب السودان تستطيع أن تنظم مسألة مشاكل الخمر أو الإدمان لأنها تستحق النظر، وأعرف أن الأساس في ذلك هو توفير الحياة الحرة الكريمة والعمل الشريف والتعليم والتوعية الصحيحة.. هذا ما أحلم بأن يتحقق أيضا في شمال السودان، بغير حاجة للعقوبات أساسا إلا في حالة اقتراف مخالفة أخرى مثل القيادة تحت تأثير الخمر، تماما كما يحدث في هذه الدولة التي أعيش بها، ألمانيا..

أهو يا مجدي، بقينا أعضاء معك في "تنظيم" هذا البوست!!
ولك حبي ومودتي وخالص التقدير..
ياسر