|
جرح غياب اشراقة مصطفى وندى امين ..وهل تدنو الشواطئ محمد سعد دياب
|
البعض يصنع لحرفه إلفه مع الآخرين .. يمتد مدى حرفه ليسكن عيونهم ويستوطن نبض الود فيهم .. ويهديهم جرح الألم حينما يدمن الغياب .. اشراقة مصطفى رشرشة الضوء الجميل .. ندى أمين فاكهة الحرف الأنيقة..أتمنى أن تهدونا الفرح بباذخ حضوركم الجميل والى ذلك الحين نترنم مع محمد سعد دياب هل تدنو الشواطئ
وهل تدنو الشواطئ لحظةً؟
أمسِكْ عليك نشيج قلبكَ
وانكفئ كبداً يقرِّحها انكسار الفأل في مُهج الصباحات النوازف
فاتحاً سفر النوازل
لا تغيثك زفرة حرَّى.. وإن لملمت ريح المستحيل
كأنما الدهرُ المسيّج غصَّةً.. هو وحده كان القضاء
ارحل بسارية الخيال كما تشاءْ
النصل يسقط في مدق النصل.. والبوحُ ابتلاءْ
ارحل بسارية الخيال كما تشاء
يمتد مسرى الشمس خيمة مأتم قد جذرت أوتارها
وثوى اليتامى والأيامى الشاربون الشوك والحصباء
والكرب المحنظلة القداح يغيض في أحداقهم قمرٌ.. وماء
ارحل بسارية الخيال كما تشاء
الجرح يكرع من نقيع الجرح
ما وهن النزيف هنيهة عجلى
ولا ومضت على كر العصور له بشاراتُ انتهاءْ
أزلٌ هي المأساة
لا قبس يخضر ليلها أبداً
ولا قنديل وعدٍ زيته بعض الرجاءْ
تنثالُ من شرفات ذاكرة الزمان حكاية الحزن المُدمى
والحنايا اللائي متن وأحرقت فيهن زاكية الرُّؤى
ورواية الفرح الذي وئدت .. وهام البدر مطلول الدماءْ
ارحلْ بسارية الخيال كما تشاءْ
الرايةُ التعساء أحلامٌ منكسة الصُّوى
والرملُ أزمنةٌ أضاعت فجر عزتها هباءْ
الدارعون تشتتوا بَدَداً
ودرب الصافناتِ خطىً مجندلة.. جباهٌ ذلَّها نعل انحناءْ
جفت أغاريد السنابل كلها
واحطوطب الوترُ السلافُ أفاءَ من همس الأصائلِ
والعشيات المندَّى برقها قد أولعت في عشبها نُذُر الشتاءْ
ارحلْ بسارية الخيال كما تشاءْ
النجم أدنى من صبا فرح كخطف اللمح.. يأتي مرةً
والنجم أدنى من نفوس غورُها نبعٌ يهومُ كالضحى
ويشفُّ وجداً في دواخلها البهاءْ
ويْحي على شوق الحقول..
على خُزاماها المرعش
ويح فاصلتي على فوح عرائسه تصافق في أماسيها المساءْ
ارحلْ بسارية الخيال كما تشاءْ
لا غيمةٌ زهراء يصهل في ذوائبها الزمرد نضرةً
لا دفقةُ الريحان رنّح ريقها ليلاتُ وصل تستفيض صبابةً
ويطيب فيها النأيُ.. يصدح بالرواءْ
تستصرخُ الحلم البعيدَ
نشيمُ طيفاً لن يجيء.. نعِّللُ الأجفانَ .. نهمسُ.. ربما
فلربما يأتي سحابُ المزنِ.. يأتلق الرحيق..
لربما تصفو الحروف.. همت سناً.. وانداح سربُ الريم يشرق كالمُنى
والرابياتُ هزارُها الهزَّاج تيمّه الغناءْ
ولربما تدنو الشواطئ لحظةً.
يسقي محافلنا ضياءُ الصدق حيناً
ربما شهق القصيدُ طلاوة..
والنخلة الميساءُ سامرها الهوى.. فترشفت سحر اللقاءْ
ارحلْ بسارية الخيالِ كما تشاءْ
أزلٌ هي الأشجان تضرم وقدها
فكأنما كل الزمان فجيعةٌ
وكأنما العمرُ الدياجي أغرقت بمحاقها الآماد.. ما أبقت فضاءْ
هي حائط المبكى استطال..
وهي الرحيلُ المرُّ في تيه المسافات الخواءْ
وهي الفوادحُ ما تقطَّع سيُلها.
لا تستجمُّ رواحلاً. تتكرعُ الأوجاع.. تلعقُ صابها
والقلبُ منكسرٌ رماد حَرائقٍ.. من كفه نأت السماءْ
ذهبت ـ سوافُّ الريح تذروها ـ بقايا المكرماتِ
وألف سامقة توهج في دراريها الإباء
ارحل بسارية الخيال كما تشاءْ
أن يُصدق النسرين موعدَه
وتأرج هاهناك سريرةٌ
تنساب أفواجُ اليمام
تميسُ في حضن القوافي نشوةٌ
أن يمطر الحرفُ المجنحُ صبوةً.. ويعود فتَّان المدى.
محض افتراء
هذى الدماء عجينها زيفُ الرغائب
كل ذرة قطرةً مزجُ خرافيّ الخديعةِ..
يرتمي فوق الوجوه قناعُها الختَّال يبهر مقلة الرائين بالوشم الكذوب.
يروم أنْ يغتال بارقةً بوجه الطلِّ أترعها النقاءْ
هي كل عرْقٍ صُك في أغواره نوء الشتات
فلا تشوقُ دماءه إلا خطا الفرقاء
بل وهي الخوافق أبحرت مدّاً هلاميّ الدُّجَى.. ما جاش إلا بالعداءْ
ارحل بسارية الخيالِ كما تشاءْ
ارحل بسارية الخيالِ كما تشاءْ
|
|
|
|
|
|
|
|
|