.. و أضربوهن ضربا غير مبرح ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2005, 05:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح (Re: ابو جهينة)

    العزيز جلال داود "أبو جهينة"
    تحية المودة والشوق
    مقارنة الشعب السوداني بنبي الله سيدنا أيوب جميلة جدا.. وهي تذكرني بالنكتة التي تقول بأن الشعب السوداني من بين جميع شعوب الأرض هو وحده الذي سيدخل الجنة بدون حساب ولا محاسبة، والسبب بسيط، أنه أخذ نصيبه من العذاب في هذه الحياة.. والنكتة تقول أن الملك عندما يأتي السوداني يقول له: سوادني؟؟ تفضل، إنتو كفاية الضوقتو في الحياة!! ويفتح له ويدخله الجنة بدون حساب..
    رمزية زوجة سيدنا أيوب لها دلالات عجيبة.. وهي أن المرأة بطبيعتها داعية حياة، وهي مصدر الحياة في الحس، بمعنى أن الله يخلق البشر في داخلها.. وأنا عندما أقرأ القصة كما جاءت في الكتاب المقدس يتبين لي أن نفس سيدنا أيوب في الحقيقة قد ضاقت بالمرض، وهذا أقرب للطبيعة البشرية، ولكن روحه كانت تشده إلى الشكر والحمد، وهذا ظاهر في تبادل النص التوراتي بين كلام النفس وكلام الروح ودعني أورد مثالا لذلك..
    نقرأ في الإصحاح الثاني من سفر أيوب قصة أصدقائه الثلاثة الذين جاءوا لزيارته وتعزيته بعد أن فقد ماله وأبناءه وصحته:


    Quote: 11وسَمِعَ ثَلاثَةُ أصدِقاءٍ لأيُّوبَ بِكُلِّ ما حَلَ بهِ مِنَ المصائِبِ، فأقبلَ كُلُّ واحدٍ مِنْ مَكانِهِ: أليفازُ التِّيمانيُّ وبلدَدُ الشُّوحيُّ وصوفَرُ النَّعماتيُّ، واَتَّفَقوا أنْ يذهَبوا إلى أيُّوبَ لِيَرثوا لِحالِه ويُعَزُّوهُ. 12فلمَّا رفَعوا أعينَهُم مِنْ بَعيدٍ لم يعرِفوهُ، تعالَت أصواتُهُم بالبُكاءِ وشَقَ كُلًّ مِنهُم ثيابَه وذَرَّوا تُرابًا فوقَ رُؤوسِهِم نحوَ السَّماءِ. 13ثُمَ قَعَدوا معَهُ على الأرضِ سبعةَ أيّامِ بِلَياليها مِنْ غيرِ أنْ يُكلِّمَهُ أحدٌ بِكلِمَةٍ، لأنَّهُم رأوا كم كانَت كآبَتُهُ شديدةً.


    وفي الإصحاح الثالث نقرأ:

    Quote: ثُمَ فتَحَ أيُّوبُ فمَهُ ولعَنَ يومَهُ 2وقالَ:
    3«لا كانَ نهارٌ وُلِدْتُ فيهِ،
    ولا ليلٌ قالَ: حُبِلَ بِرَجلٍ.
    4ليكُنْ ذلِكَ النَّهارُ ظَلامًا
    لا يتَعَهَّدْهُ اللهُ مِنْ فَوقُ
    ولا يُشرِقْ علَيهِ نورٌ.
    5يتَوَلاَهُ الظَّلامُ وظِلُّ الموتِ،
    وعلَيهِ يَحِلُّ السَّحابُ
    وتُباغِتُهُ كَواسفُ النَّهارِ.
    6ليتَ السَّوادَ أمسَكَ ذلِكَ اللَّيلَ
    فلم يُحسَبْ بَينَ أيّامِ السَّنةِ
    ولا دخلَ في عددِ الشُّهورِ.
    7ليتَهُ كانَ عاقِرًا
    ولا يُسمَعُ فيهِ هُتافُ الفرَحِ.
    8يلعَنُهُ اللاَعِنونَ كُلَ يومِ،
    الماهرونَ في إثارَةِ لاوياثانَ.
    9ليتَ نُجومَ مَسائِهِ أظلَمَت
    فلم يَجئْهُ النُّورُ مِنْ بَعدُ.
    ولا رأى أجفانَ الفَجرِ.
    10فهوَ لم يُغلِقْ على أبوابِ البَطنِ
    ولا ستَرَ الشَّقاءَ عَنْ عيني.
    11لماذا لم أمُتْ مِنَ الرَّحِمِ
    أو فاضَت روحي عِندَما خرَجتُ.
    12لماذا قَبِلَتْني الرُّكبَتانِ،
    أوِ الثَّديانِ حتى أرضعَ؟
    13إذًا لكُنتُ الآنَ أرقُدُ بسلامِ،
    غارقًا في سُباتٍ مُريحٍ 14معَ مُلوكِ الأرضِ ووُزَرائِها
    في ما بَنوهُ لهُم مِنْ قُصورٍ،
    15معَ الأُمراءِ وذَهَبُهُم كثيرٌ
    وبُيوتُهُم مملوءَةٌ بالفِضَّةِ،
    16أو لكُنتُ كمَنْ يُولَدُ طِرحًا،
    ومِثلَ جنينٍ لا يَرى النُّورَ،
    17هُناكَ يَكُفُّ الأشرارُ عَنِ القَلَقِ،
    وهُناكَ يستَريحُ المُتعَبونَ.
    18هُناكَ يَطمَئِنُّ الأسرى
    ولا يسمعونَ صوتَ المُسَخرِ.
    19هُناكَ يَتساوى الصَّغيرُ والكبيرُ
    ويتَحرَّرُ العبدُ مِنْ سَيِّدِهِ.
    20لماذا النُّورُ لِلتُّعَساءِ
    والحياةُ لِمَنْ نُفوسُهُم مرارةٌ،
    21المُنتظرينَ الموتَ فلا يَجيءُ،
    الباحثينَ عنهُ بَينَ الدَّفائِنِ،
    22الذينَ يفرحونَ حتى الإبتهاج
    وينشَرحونَ إذا وجدوا قبرًا.
    23لماذا النُّورُ لِمَنْ لا يَرى طريقَهُ،
    لِمَنْ أغلَقَ اللهُ كُلَ مَجالٍ حَولَهُ؟
    24فإذا نُواحي هوَ طَعامي،
    ودُموعُ أنيني ماءٌ لي.
    25كُلُّ ما أخشاهُ يَحِلُّ بي،
    وما أفزَعُ مِنْهُ يُصيبُني.
    26فلا طُمَأنينَةٌ لي ولا سلامٌ،
    ويأتيني القَلَقُ فلا أستريحُ».


    هذا كان نموذجا من حديث النفس.. وفي الإصحاح التالي نجد كلام الصديق أليفاز التيماني وهو يمثل صوت العقل ولكن من خارج أيوب، ولكنه صوت من يده في الماء وليست في النار

    Quote: وقالَ أليفازُ التِّيمانيُّ:
    2«إنْ أجبْناكَ بكلِمَةٍ فهل تتَحَمَّلُ؟
    وهل تقدِرُ أنْ تَلزَمَ الصَّمتَ؟
    3ما أكثرَ الذينَ أرشَدْتَهُم،
    وكم شدَّدتَ مِنْ أيدٍ مُرتَخيةٍ.
    4كلامُكَ كم أنهَضَ العاثِرينَ
    وثَبَّتَ مِنْ رُكَبٍ راكِعَةٍ!
    5والآنَ أُصِبْتَ فما تحَمَّلْتَ،
    وجاءتْكَ الضَّربَةُ فاَرتَعَبْتَ.
    6أينَ تَقواكَ وهيَ اَعتِمادُكَ
    وحُسْنُ سيرَتِكَ وهيَ رَجاؤُكَ.
    7أتذْكُرُ واحدًا بريئًا هَلَكَ،
    أو رَجلاً مُستَقيمًا أُبيدَ؟
    8أما رأيتَ أنَّ مَنْ يفلَحُ الإثْمَ
    ويَزرعُ الشَّقاءَ إيَّاهُما يَحصُدُ؟
    9بِنَسْمَةٍ مِنْ فَمِ اللهِ يَبيدُ،
    وبِريحِ مِنْ أنفِهِ يَفنَى،
    10فيَنقَطعُ صوتُ زَئيرِ الأسدِ
    وتنكسِرُ أنيابُ الأشبالِ.
    11لأنَّ الأسدَ بِغَيرِ فريسةٍ يموتُ
    وتتَبَدَّدُ جراءُ اللَّبوَةِ.
    12تلَقَّيتُ مرَّةً كلامًا خفيُا تسَلَّلَ هَمْسًا إلى أذُني
    13في هواجسِ أحلامِ اللَّيلِ
    عِندَ وُقوعِ سُباتٍ على النَّاسِ،
    14فأصابَني خوفٌ ورعدَةٌ،
    مِنهُما رجفَت عِظامي.
    15ومَرَّت ريحٌ على وجهي
    فاَقشَعَرَ الشَّعرُ في جسَدي.
    16رأيتُهُ واقفًا هُناكَ،
    ولكِنْ ما تبَيَّنْتُ وجهَهُ،
    كأنَّهُ خيالٌ أمامَ عينَيَ.
    وبَعدَ سُكوتٍ سَمِعْتُ صوتًا:
    17هلِ الإنسانُ بَريءٌ أمامَ اللهِ،
    أمِ المَخلوقُ طاهرٌ أمامَ خالِقِه؟
    18نرى اللهَ لا يأتَمِنُ عبيدَهُ
    وإلى ملائِكتِهِ يَنسِبُ الحَماقةَ،
    19فكيفَ السَّاكِنونَ بُيوتًا مِنْ طينٍ،
    الذينَ أساسُهُم في التُّرابِ؟
    ألا يُسحَقونَ كما يُسحَقُ العُثُّ،
    20وبَينَ ليلَةٍ وضُحاها يُحَطَّمونَ
    ويَبيدونَ بِلا أثَرٍ إلى الأبدِ؟
    21أوتادُ خيامِهِم تُقتَلَعُ مِنهُم
    ويموتونَ ولا رَجعَةَ لهُم
    يموتونَ وهُم لا يعرِفونَ.

    فيجيب أيوب:
    Quote: فأجابَ أيُّوبُ:
    2«لو أنَّ بُؤسيَ ومَصائِبي جميعًا،
    تُقَدَّرُ وتُوزَنُ في ميزانٍ
    3لكانَت أثقَلَ مِنْ رِمالِ البحرِ
    وكيفَ لا يكونُ كلامي لَغوًا
    4وأهوالُ اللهِ تَمحَقُني
    وسِهامُهُ تَنغَرِزُ بي
    وسُمومُها تَمتَصُّ روحي.
    5أينهَقُ الحِمارُ على العُشبِ،
    أو يَخورُ الثَّورُ على عَلَفِهِ؟
    6أيُؤكَلُ الطَّعامُ التَّافِهُ بِلا مِلحِ،
    أم يكونُ لبَياضِ البيضَةِ طَعْمٌ؟
    7طَعامٌ كانَت تَعافُهُ نفْسي،
    صارَ قُوتي في زمَنِ بَلائي.
    8مَنْ لي بأنْ تُلَبَّى طِلْبَتي،
    ولَيتَ اللهَ يُعطيني رجائي!
    9لَيتَهُ عَنْ رِضىً يُحَطِّمُني
    ويُطلِقُ يدَهُ فَيقطَعَ حياتي.
    10ولكِنْ لي تَعزيَةٌ بَعدُ
    تُبهِجني في عذابٍ لا يُحتَمَلُ:
    أنَّني لم أُنكِرْ كلامَ القُدُّوسِ.
    11ما هيَ قُوَّتي حتى أنتَظِرَ
    وما مَصيري حتى أُطيلَ حياتي؟
    12أقُوَّةُ الحجارةِ قُوَّتي،
    أم لَحمي أنا مِنْ نُحاسٍ؟
    13أبَقِيَت في داخلي قُدرَةٌ؟
    أما كُلُّ عَونٍ تباعَدَ عنِّي؟
    14مَنْ منَعَ الرَّحمةَ عَنْ صديقِهِ
    تخلَّى عَنْ مخافةِ القديرِ.
    15إخواني يَمُرُّونَ كالسَّيلِ ويعبُرونَ كأنهارِ الأوديةِ
    16وعلَيها يتكاثَفُ الجليدُ
    وتزدادُ مِنْ ذَوَبانِ الثَّلج.
    17لكِنْ ما إنْ تسيلُ حتى تَنقَطِعَ،
    وفي الحَرِّ تَختَفي مِنْ مكانِها.
    18فيُحوِّلُ المُسافِرونَ طريقَهُم
    ويتَوغَّلونَ في التِّيهِ فيَبيدونَ.
    19قوافِلُ تَيماءَ تبحَثُ عَنها،
    ورُكبانُ سَبأٍ بِها يأملونَ.
    20يَجدونَ ثِقَتَهُم في غَيرِ مَحلِّها
    فَحينَ يَصلونَ إليها يَخيبونَ.
    21والآنَ هكذا حالُكُم معي،
    رأيتُم نَكبَتي فأصابَكُم فَزَعٌ.
    22أقُلتُ لكُم: أعطوني شيئًا،
    أو مِنْ مالِكُم أنفِقوا عليَّ؟
    23أو أنقِذوني مِنْ يَدِ الخصمِ،
    أوِ اَفتَدوني مِنْ يَدِ الطَّاغيةِ؟
    24أروني الصَّوابَ فأسكُتَ،
    فَهِّموني في أيِّ شيءٍ ضَلَلتُ.
    25كلامُ الحَقِّ ما أحلى وَقعَهُ،
    أمَّا لومُكُم لي فلا حَقَ فيهِ.
    26أتحسبونَ كلامي يَستَحِقُّ اللَّومَ،
    وهوَ كلامُ يائِسٍ يذهبُ في الرِّيحِ؟
    27تُلقونَ على اليتيمِ قُرْعَةً
    وتبيعونَ صديقَكُم بالرُّخصِ.
    28والآنَ هَيَّا واَنظُروا إليَ،
    فأنا في وُجوهِكُم لا أكذِبُ.
    29عودوا عَنْ رأيكُم ولا تَجوروا،
    فتَعودَ إليَ بَراءَتي.
    30هل تَجدونَ جورًا على لِساني،
    أم أنَّه لا يتَبَيَّنُ ما هوَ حَقًّ».

    ويستمر التبادل على هذا النسق في حوار ممتع، ولكن المجال يضيق، فأرجو ممن يريد أن يقرأه كاملا أن يرجع إلى هذه الصفحة في الشبكة:
    http://www.elkalima.com/gna/ot/job/chapter6.htm
    ثم يتابع هناك..
    المهم الذي أريد أن أصل إليه في رواية الكتاب المقدس هي أن هناك حكمة وهي تعليم أيوب.. ففي الإصحاحات الثلاثة قبل الأخير يتكلم معه الرب من خلف العاصفة.. وفي الإصحاح الثاني والأربعين وهو الأخير تظهر هذه الحكمة بصورة جلية:


    Quote: فأجابَ أيُّوبُ الرّبَّ وقالَ:
    2«عرَفتُكَ قادرًا على كُلِّ شيءٍ
    فلا يتَعذَّرُ علَيكَ أمرٌ.
    3أخفَيتَ مَشورَتَكَ ولم تَبُحْ بِها.
    فتكلَّمتُ بكَلامِ باطلٍ
    على مُعجزاتٍ لا أُدرِكُ مَغزاها
    وعجائِبَ فَوقَ مُتَناوَلِ فَهمي.
    4إسمَعْ، فلي بعدُ ما أقولُهُ،
    وما أسألُكَ عنهُ فأخبِرْني.
    5سمِعتُ عنكَ سَمْعَ الأُذُنِ،
    والآنَ رأتْكَ عَيني.
    6لذلِكَ أستَرِدُّ كَلامي وأندَمُ
    وأنا هكذا في التُّرابِ والرَّمادِ».
    الخاتمة

    7وبعدَ أنْ كلَّمَ الرّبُّ أيُّوبَ بهذا الكَلامِ، اَلتَفتَ إلى أليفاز التِّيمانيِّ وقالَ: «أنا غاضِبٌ علَيكَ وعلى صاحِبَيكَ لأنَّكُم
    ما تكلَّمتُم أمامي بالصِّدقِ كعَبدي أيُّوبَ. 8والآنَ خذوا لكُم سبعةَ ثيرانٍ وسبعةَ كِباشٍ وعودوا إلى عبدي أيُّوبَ وقدِّموا ذبيحةً تُكفِّرُ عنكُم، وعبدي أيُّوبُ يُصلِّي مِنْ أجلِكُم. وسأستَجيبُ لَه فلا أُعامِلُكُم بِحَماقَتِكُمُ التي جعَلَتْكُم لا تتكلَّمونَ أمامي بالصِّدقِ كعبدي أيُّوبَ».9فذهَبَ أليفازُ التِّيمانيُّ وبَلددٌ الشُّوحيُّ وصوفَرُ النَعماتيُّ وفعَلوا كما قالَ الرّبُّ لهُم. فاَستَجابَ الرّبُّ لأيُّوبَ.

    10ورَدَ الرّبُّ أيُّوبَ إلى ما كانَ علَيهِ مِنْ جاهٍ حينَ صلَّى لأجلِ أصحابِهِ. وزادَ اللهُ أيُّوبَ ضُعفَ ما كانَ لَه قَبلُ. 11وزارَهُ جميعُ إخوتِهِ وأخواتِهِ وكُلُّ مَنْ كانَ يعرِفُهُ مِنْ قَبلُ، فأكَلوا معَهُ خبزًا في بيتِهِ ورَثَوا لحالِهِ وعَزَّوهُ عَنْ كُلِّ البلايا التي أنزَلَها الرّبُّ بهِ. وأهدى لَه كُلُّ واحدٍ منهمُ قِطعةً مِنَ الفِضَّةِ وخاتَمًا من ذهَبٍ.

    12وبارَكَ الرّبُّ أيُّوبَ في آخرِ أيّامِهِ أكثرَ مِنْ أوَّلِها، فكانَ لهُ مِنَ الغنَمِ أربعَةَ عشَرَ ألفًا ومِنَ الجمالِ سِتَّةُ آلافٍ، ومِنَ البقَرِ ألفُ فَدَّانٍ، ومِنَ الحميرِ ألفُ أتانٍ. 13وكانَ لَه سبعَةُ بنينَ وثَلاثُ بَناتٍ. 14وسمَّى الأُولى يَميمَةً، والثَّانيةَ قَصيعةً، والثَّالثةَ قَرنَ هَفُّوكَ. 15وما كانَ في الأرضِ كُلِّها نساءٌ جميلاتٌ كبَناتِ أيُّوبَ. وأعطاهُنَّ أبوهُنَّ ميراثًا بَينَ إخوَتِهِنَّ.

    16وعاشَ أيُّوبُ بَعدَ هذا مئَةً وأربَعينَ سنَةً، فرأى بَنيهِ وبَني بَنيهِ إلى أربعَةِ أجيالٍ. وماتَ أيُّوبُ شيخا شبِعَ مِنَ الأيّامِ.


    والآن لنعود إلى قصة زوجة سيدنا أيوب كما وردت في سفر أيوب الإصحاح الثاني بعد أن ضرب المرض أيوب:
    Quote: وخرَج الشَّيطانُ مِنْ أمامِ وجهِ الرّبِّ وضرَبَ أيُّوبَ بِالجرَبِ مِنْ باطِنِ قدَمِهِ إلى قِمَّةِ رأسِهِ. 8فأخذَ أيُّوبُ
    شَقفَةً مِنَ الخزَفِ ليَحُكَ جسَدَه بِها وهوَ جالِسٌ على الرَّمادِ.

    9فقالَت لَه اَمرأتُهُ: «أتَبقى إلى الآنَ مُتَمَسِّكًا بِنَزاهَتِكَ؟ جدِّفْ على اللهِ ومُتْ!»

    10فقالَ لها أيُّوبُ: «كلامُكِ هذا كلامُ اَمرأةٍ جاهِلَةٍ. أنَقبَلُ الخيرَ مِنَ اللهِ، وأمَّا الشَّرَ فلا نقبَلُهُ؟» ومعَ هذا كَلِّهِ لم يَخطَأْ أيُّوبُ بكَلِمَةٍ مِنْ شَفَتَيهِ.

    نلاحظ في رواية الكتاب المقدس عدم ذكر زوجة سيدنا أيوب بعد شفائه وعودة ماله، وإنما يُقال بأنه ولد له سبعة بنين وثلاث بنات.. أما الرواية القرآنية فمع أنها أقل تفصيلا من رواية سفر ايوب إلا أنها تذكر زوجته ففي سورة الأنبياء جاء قوله تعالى: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)
    وفي سورة ص قوله تعالى: " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)

    ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)
    "
    في تقديري أن الحكمة وراء قصة ضرب أيوب لزوجته في الرواية القرآنية تتسق مع كون أنها هي التي لم تصبر، بغض النظر عن تلطيف العقوبة.. أماالرواية القرآنية، فإن ظاهرها يقول بأنه صبر، ولكن في حقيقة الأمر، ولدى النظر الدقيق فإن الألم والمعاناة التي مر بها سيدنا أيوب في حد ذاتها عقاب، بمعنى تعليم، له وعبرة لنا جميعا على قاعدة "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم، وكان الله شاكرا عليما"..
    هذا يأخذنا إلى تقرير أن الحكمة من العذاب هي التعليم، ومن هنا فإنه يتضح حكمة الحكيم التي قال بها الأستاذ محمود محمد طه بأنه لا يمكن أن يكون العذاب في النار سرمديا.. جاء هذا في فقرة من كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" تقول:


    Quote: فالعقاب ليس أصلا في الدين، وإنما هو لازمة مرحلية، تصحب النشأة القاصرة، وتحفزها في مراقي التقدم، حتى تتعلم ما يغنيها عن الحاجة إلى العقاب، فيوضع عنها إصره، وتبرز نفس إلى مقام عزها.

    وما من نفس إلا خارجة من العذاب في النار، وداخلة الجنة، حين تستوفي كتابها في النار، وقد يطول هذا الكتاب، وقد يقصر، حسب حاجة كل نفس إلى التجربة، ولكن، لكل قدر أجل، وكل أجل إلى نفاد.

    والخطأ، كل الخطأ، ظن من ظن أن العقاب في النار لا ينتهي إطلاقا، فجعل بذلك الشر أصلا من أصول الوجود، وما هو بذاك. وحين يصبح العقاب سرمديا يصبح انتقام نفس حاقدة، لا مكان فيها للحكمة، وعن ذلك تعالى الله علوا كبيرا.


    وفي الختام لك شكري وتقديري، يا عزيزي جلال، على القصة..
    ياسر


                  

العنوان الكاتب Date
.. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-21-05, 05:23 AM
  Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. Mohamed A. Salih02-21-05, 08:41 AM
    Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. waleedi39902-21-05, 11:46 AM
  Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. خالد الأيوبي02-21-05, 03:17 PM
    Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 00:27 AM
    Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ترهاقا02-22-05, 00:43 AM
  Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. عمر الفاروق شيخ الدين02-22-05, 00:42 AM
    Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 01:01 AM
      Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 01:29 AM
        Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 02:01 AM
          Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. عزاز شامي02-22-05, 03:06 AM
  Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. lana mahdi02-22-05, 02:04 AM
  Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. قرشـــو02-22-05, 03:00 AM
    Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 03:23 AM
      Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 03:35 AM
  Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ودقاسم02-22-05, 03:45 AM
    Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. ابو جهينة02-22-05, 05:16 AM
      Re: .. و أضربوهن ضربا غير مبرح .. عوض الله الفولانى02-22-05, 05:35 AM
  سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح Yasir Elsharif02-22-05, 05:55 AM
    Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة02-22-05, 11:35 PM
      Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة02-23-05, 01:49 AM
        Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة02-23-05, 02:51 AM
          Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة02-23-05, 04:55 AM
            Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح عشة بت فاطنة02-23-05, 09:06 AM
              Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة02-23-05, 12:30 PM
                Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة02-26-05, 02:04 AM
                  Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح Ashrinkale03-07-05, 11:19 AM
                  Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح Ashrinkale03-07-05, 11:20 AM
      Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح Ashrinkale03-07-05, 11:18 AM
        Re: سيدنا أيوب بين حديث النفس، وحديث الروح ابو جهينة03-07-05, 11:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de