|
تسابق المريدون من الختمية على "ماء البلاعة" (Re: هناي داك)
|
عزيزي دنقس ما قلته هو كان ردا على الاخوين هناي داك وحميم وكنت ارمي الى شيئين: الاول: انني متجذر في اصولي الصوفية واعرف ادب الصوفية من تربيتي وانا صغير. كنت احضر في طفولتي ويفاعتي الحوليات والمديح النبوي , واذكر رقص "ود اليمني" جارنا الذي كان يرقص مثل النساء في حلقات المديح , وكانت النساء تزغرد له. وكانت تقام في منزلنا الموالد الميرغنية, فجدي لابي كان خليفة, وجد امي كان خليفة ايضا. وكان بيتنا يمتلئ بصور الراحلين من المراغنه. ومنها تعلمت الفرق بين "الموت" و"الاحتجاب" عند الصوفية. فقد كان يكتب اسفل تلك الصور ما يلي: هذه صورة فلان الفلاني الذي احتجب يوم كدا سنة كدا. وحين تعلمت القراءة وكبرت قليلا كنت اسال حبوبتي لامي –رحمها الله-أم سر بنت ام الحسنين, لماذا لا تقولون مات, وتقولون "احتجب". فكانت تحتار في الاجابة, وتزجرني قائلة: "اسكت يا ولد.المدارس خربتكم ,وبقيتوا منكرين". وسبق لي في بوست سابق شاركت فيه ان تحدثت عن "زيارة السيد على المرغني "واقامته في بيت جدي : أحمد افندي "أب شبال", والذي كان خليفة للختمية. كما تحدثت عما حدث بعد ان انتهى السيد على المرغني من حمامه. فقد تسابق المريدون من الختمية على "ماء البلاعة", وتنافسوا منافسة حامية على من يفوز بالشرب منها, والتمسح بمائها. وجدي أحمد أفندي اب شبال, سمي ذلك لانه كان يرتدي طربوشا , فهو كان عاملا في السكة الحديد بعطبرة. ولم يجد اهل كبوشية من تشبيه مناسب للطربوش, سوى ان ما يتدلى منه يشبه"الشبال". وسبق لي ايضا ان تحدثت عن رحلة "الحج ", التي قامت بها أمي الفاضلة الشاعرة: اسيا الشيخ بت ام سر بت ام الحسنين. فقد اصطفتني, أنا "المنكر" في راي جدتي ام سر, الى رحلة بالقطار من كبوشية الى كسلا حيث قامت بزيارة السادة المرغنية في كسلا. وكانت تلك أجمل رحلات حياتي على الاطلاق. بالاضافة الى ما ذكرت, فانني كنت اشهد حلقات ذكر "القادرية" في المولد في كبوشية. وذهبت مع امي مرات كثيرة جدا لزيارة الاولياء, كما انها كانت تصطحبني في زيارتها للفكيا وهي جمع فكي . وكانت ايضا تصطحبني للفكيا, عندما كنت اتمرد على الذهاب الى المدرسة, بالرغم من انني زي ما بقولوا:
وكان الفكيا يقومون بكتابة "الحجبات", و"المحايات", و"البخرات". وقد شربت كثيرا من "المحايات", وتبخرت بكثير من "البخرات". وارتديت عددا من "الحجبات". فقد كانت أمي تؤمن انني معيون لانني موهوب. وكنت اقرب اطفالها اليها, لانني اكثر شبها بها, وأورثتني نذرا يسيرا من ذكائها الوقاد. ولكنني في حياتي كلها, لم اقدر ان اكون : قبسا ضئيلا من انسانيتها العميقة, وكرمها الذي بلا حدود, وصفحها وصبرها و نبلها وخوارقها, اذ انها كانت تتحدث مع الموتى في احلامها كما انها أورثتني شاعريتها. وكان هنالك طقس يقوم به كل من تزوج, وهو ان تذهب "السيرة" لزيارة الشيخ حسن أب عصا في جبل ام علي المجاورة لكبوشية. كما كان يذهبون الى "مشرع الاباريق", وهو مكان على شاطئ النيل, يؤمن اهل كبوشية بالقصة المرتبطة به, وهي كالاتي: زار رهط كثير من القوم الشيخ حسن أب عصا, وكان في خدمته انذاك حوار وحيد. وعندما كانت صلاة المغرب, امر الشيخ حسن أب عصا حواره ان يحمل الاباريق الى المشرع ويملأها ماء. فما كان من الحوار الوحيد الا ان قال للشيخ:
Quote: لكن يا شيخ,ما بقدر ارجعن كلهن,وا########## ليلت. |
فأسر له الشيخ بكلمات, بعدها انفتحت أسارير الحوار الوحيد, وقام بحمل الاباريق. وعندما ملأها ماء, قال لها :
Quote: الشيخ حسن أب عصا قال ليك تمشي قدامي |
وحسب الرواية, كانت الاباريق تسير أمامه حتى وصل الى تكية الشيخ حسن أب عصا. وسأتحدث بعد قليل عن الشيئ الثاني الذي دفعني للكلام عن "أهلنا الصوفية". المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 02-20-2005, 08:44 PM)
|
|
|
|
|
|