حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2005, 12:01 PM

altahir_2
<aaltahir_2
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! (Re: altahir_2)

    * البحث عن تسوية سياسية:

    اتفاقية أديس أبابا 1972:-
    5/ كانت مشكلة الجنوب من القضايا الأساسية التي أدت إلى انقلاب 25 مايو 1969. ولذلك وجدت اهتماماً كبيراً في برنامجه. وبعد اقل من أسبوعين فقط، أصدرت قيادة الانقلاب إعلاناً حول المشكلة تضمن اعترافاً صريحاً بالفوارق والاختلافات التاريخية والثقافية بين الجنوب والشمال وبحق الجنوب في المحافظة على ثقافاته وتطويرها وفي الحكم الذاتي الإقليمي في إطار (سودان اشتراكي موحد)(15) وكان إعلان 9 يونيو 1969 أول اعتراف حكومي يضع المشكلة في إطارها المرتبط بخصوصية الجنوب الثقافية والإثنية وبأوضاع التفاوت في التطور الاقتصادي الاجتماعي بين الجنوب والشمال. ومع أن الإعلان استفاد كثيراً من جهود مؤتمر المائدة المستديرة، خاصة في جوانب نظام الحكم الإقليمي، إلا انه تجاوزها عملياً في اعترافه بخصوصية الجنوب واختلافاته التاريخية والثقافية عن الشمال وفي ربط الحكم الذاتي الإقليمي بعملية التغيير الاقتصادي والاجتماعي. ونتيجة لذلك اتخذت قيادة الانقلاب عدة خطوات بهدف تمهيد الطريق لإيقاف الحرب الأهلية وتحقيق السلام في إطار تسوية شاملة. ولكن خطواتها لم تتسارع في هذا الاتجاه إلا بعد القضاء على انقلاب 19 يوليو 1971 الشيوعي وإعدام قياداته ومن ثم إجراء تغييرات جوهرية في توجهاتها السياسية والاقتصادية. وفي بداية 1972 توصلت إلى اتفاقية سلام شامل مع الحركة الجنوبية المسلحة، وساعدتها في ذلك عدة عوامل، تمثل أهمها في تحول توجهات النظام الحاكم في اتجاه تحسين علاقاته مع بلدان المعسكر الغربي واعتماده اكثر على مجموعات التكنوقراط، نجاح جوزيف لاغو في توحيد المجموعات الجنوبية في إطار قوات الانيانيا وحركة تحرير جنوب السودان، وإعلان مجلس كنائس عموم أفريقيا في نهاية عام 1971 عن استعداده للتوسط بين الطرفين بهدف إنهاء الحرب وتحقيق السلام والمصالحة في السودان(16). وبذلك انفتح الباب للحوار والمفاوضات بين الطرفين وشاركت فيها قوى عديدة، شملت مجلس كنائس عموم أفريقيا، مجلس الكنائس العالمي، الإمبراطور الأثيوبي السابق هلاسلاسي، بالإضافة إلى تأييد واسع من دول الجوار والدول الغربية الكبرى. ويبدو أن توجهات الحكومة بعد يوليو 1971 هي التي دفعت هذه القوى للقيام بمبادرتها المذكورة انطلاقاً من تقارب توجهات الطرفين وارتباطاتهما بالسياسة الغربية بشكل عام. وهكذا سارت المفاوضات تحت رعاية الإمبراطور الأثيوبي، بمكانته المعروفة في القارة الأفريقية. وفي وقت وجيز توصلت إلى ما عرف باتفاقية أديس أبابا 1972. وتضمنت الاتفاقية الاعتراف بخصوصية الجنوب وحقه في الحكم الذاتي الإقليمي في إطار السودان الموحد بنظامه السياسي القائم على الجمهورية الرئاسية والحزب الواحد. ووجدت تأييداً واسعاً وسط الجنوبيين باستثناء مجموعة محدودة ظلت متمسكة بشعار الانفصال وحق تقرير المصير وكان لها دور مقدر في تجدد الحرب الأهلية في منتصف 1983(17). وخارجياً وجدت دعماً إقليمياً ودولياً واسعاً بحكم دورها في استقرار المنطقة. وبذلك دخل الجنوب في مرحلة جديدة طويت فيها صفحات الحرب الأهلية ودعوات الانفصال وبدأت فيها مرحلة السلام وبناء الحكم الإقليمي في إطار السودان الموحد، ونتيجة لذلك صدر قانون الحكم الذاتي الإقليمي للمديريات الجنوبية الثلاث لسنة 1972 وبروتوكول إجراءات الفترة الانتقالية وتم تضمين كل ذلك في دستور 1973. وبذلك اصبح الجنوب لأول مرة يحكم من خلال حكم إقليمي له مؤسساته التشريعية والتنفيذية بصلاحيات تقترب من الحكم الفيدرالي. وقامت الدولة باستيعاب قوات الانيانيا في القوات المسلحة ومواقع أخرى...الخ. ومنذ البداية ظل النظام الحاكم يعرض الاتفاقية كإنجاز تاريخي أعاد للسودان وحدته الوطنية ووضعه في طريق الاستقرار والسلام والتنمية، وكفرصة لتعويض شعب الجنوب عن مآسي الحرب، وكنموذج للبلدان الأفريقية ذات المشاكل المشابهة. ووجد نميري في هذه الاتفاقية مدداً واسعاً لتقوية مركزه وسط الطبقة الحاكمة وفي مواجهة قوى المعارضة الشمالية بشكل خاص. وذلك من خلال ربط إنجازها وضمان استمرارها بشخصه. ولذلك وطد علاقاته مع قيادة الحركة المسلحة ومجموعات الصفوة الجنوبية التي تسلمت إدارة الجنوب وأصبحت ترى في استمراره في الحكم ضماناً لاستمرار تجربة الحكم الإقليمي وحماية خصوصية الجنوب في مواجهة (نزعة السيطرة الشمالية) وحسب الاتفاقية كان الجنوب هو الإقليم الوحيد الذي يتمتع بالحكم الإقليمي ويشارك في الحكومة المركزية.

    6/ ولكن مقتل الاتفاقية كان يتمثل في ارتباطها بنظام ديكتاتوري فردي معادي للديمقراطية وحقوق المجموعات الثقافية والإثنية المختلفة، وفي أنها جاءت في ظروف كانت الحركة السياسية الجنوبية تعاني من ضعف أساسي في تركيبها الفكري والسياسي. فالطبيعة الديكتاتورية الفردية للنظام الحاكم كانت تتناقض مع فكرة الحكم الإقليمي وحماية خصوصية الجنوب، ولذلك قامت الحركة الجنوبية بحل نفسها والانخراط في الحزب الحاكم، ومنذ البداية بدأ رئيس الجمهورية يمارس تدخلاته في تعيينات الإدارة الجنوبية والتحكم في مسارها حتى وصل إلى تمزيقها في بداية 1983، وذلك رغم نصوص الاتفاقية والدستور الواضحة في تحديد صلاحياته. وفي الوقت نفسه كانت الصفوة الجنوبية، بحكم تركيبها، ترى أن المشكلة هي فقط في تسليم إدارة الجنوب للجنوبيين، دون تفكير جدّي في قضايا التطور الاقتصادي والاجتماعي والمحافظة على خصوصية الجنوب في إطار السوداني الموحد، ولذلك قامت منذ البداية بتجاهل قضايا التنمية وحماية الثقافات الجنوبية وتطويرها(1. وجوزيف لاغو يعترف بذلك، لكنه يرجعه إلى ضعف المفاوض الجنوبي وليس إلى تركيبة الحركة الفكرية والاجتماعية، رغم رنين الشعارات الفضفاضة. ولذلك قامت منذ أيامها الأولى بقبول برنامج النظام الحاكم دون تعديل وبتبديد موارد الإقليم في الصرف على المكاتب والأثاثات والمنازل والسيارات وخلافها، وبتحويل مؤسسات الحكم الإقليمي إلى مصدر للثراء والتراكم الرأسمالي من خلال الفساد المالي وعلاقاتها مع الفئات التجارية والبيروقراطية الشمالية. وعن طريق كل ذلك ظهرت إلى السطح فئة رأسمالية جديدة من داخل جهاز الدولة الإقليمي والطبقة الحاكمة في الإقليم. وساعدها في ذلك مناخ الفساد السائد وقتها وسط أركان الطبقة الحاكمة في الخرطوم وضعف جهاز الدولة الإقليمي والرقابة الإدارية والمالية الإقليمية والمركزية. ومع ذلك تشير كتابات السياسيين الجنوبيين إلى إهمال عمليات التنمية خلال سنوات الحكم الإقليمي وترجعها إلى تجاهل الخطط المركزية لاحتياجـات الأقاليم وليس إلى إدارة الحكم الإقليمي واختلال أولوياتها(19). والمهم أن الصفوة الجنوبية الحاكمة قامت بتبديد موارد الإقليم من التحويلات المركزية والمساعدات الخارجية خلال السنوات الأولى للحكم الإقليمي. وفي النصف الثاني لسبعينات القرن الماضي انفجرت الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، حيث قامت الدولة في 1978 بتجميد خطتها الستية (77-1983) وانتهاج سياسات تقشفية صارمة امتدت لسنوات لاحقة، وكان لذلك تأثيرات قاسية على أوضاع الجنوب، بسبب اعتماده الكلي على تحويلات المركز وحرمانه الطويل من الخدمات الأساسية والآثار المدمرة للحرب الأهلية وتجاهل مؤسسات الحكم الإقليمي لاحتياجات السكان في السنوات السابقة(20). وهكذا تفاعلت هذه الظروف لتعكس نفسها في انقسامات وصراعات سياسية وقبلية وشخصية وسط مجموعات السياسيين الجنوبيين بهدف السيطرة على مؤسسات الحكم الإقليمي بمواردها المحدودة. وبرزت هذه الصراعات في البداية في شكل صراعات سياسية بين مجموعات الداخل والخارج، وأنصار حزب سانو وأنصار جبهة الجنوب...الخ. وفي النهاية تحولت إلى صراع واسع بين أبناء قبيلة الدينكا (وأحياناً أبناء القبائل النيلية) الذين ظلوا يسيطرون على جهاز الحكم الإقليمي بحكم أغلبيتهم العددية، من جهة، وأبناء القبائل الاستوائية، الذين لعبوا الدور الرئيسي في قوات الانيانيا خلال الحرب الأهلية ووجدوا أنفسهم بعد الاتفاقية في مواقع هامشية تحت سيطرة مجموعات لم تساهم بما ساهموا به من جهة أخرى، وكانت السلطة المركزية، خاصة رئيس الجمهورية، تعمل على تشجيع ودفع هذه الصراعات والانقسامات بهدف تقوية مركزها ونفوذها في الجنوب وإضعاف الإقليم كمركز ضغط. وأدى ذلك بالضرورة إلى شلل مؤسسات الحكم الإقليمي وتمزيقها في النهاية، وقاد إلى تدني الخدمات والأوضاع المعيشية في الجنوب ككل. فقد شهدت الفترة 72-1983 ست حكومات إقليمية بينما شهدت السنوات 78-1983 حكومة في كل سنة تقريباً(21). وهذا وحده يكفي لتوضيح حدة هذه الصراعات والانقسامات وسط النخبة الجنوبية المسيطرة واتساع تدخلات المركز في شئون الإقليم وما افرزه كل ذلك من إحباط وعدم ثقة في السلطة المركزية التي كانت تقف خلفها وتستغلها لمصلحتها. ومع استمرار حالة الفوضى والانقسامات فقدت مؤسسات الحكم الإقليمي احترام شعب الجنوب وابتعدت عن مسئولياتها. ووصلت هذه الفوضى ذروتها بطرح اقتراح بإعادة تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم، بدعم مباشر من رئيس الجمهورية ومجموعة القصر(22). وبذلك بدأت عملية انهيار الحكم الإقليمي بكامله.

    انهيار الحكم الإقليمي وتجدد الحرب الأهلية:-
    7/ وسط هذه الأجواء بدأت ترتفع، منذ منتصف السبعينات، الأصوات المعارضة لربط مصير الجنوب بشخص نميري ورفض تدخلاته في شئون الحكم الإقليمي. وتطورت حالات الرفض هذه لتعبر عن نفسها في حركات تمرد متتالية وسط قوات الانيانيا السابقة ومن ثم ظهور حركة الانيانيا الثانية وانتشار عمليات العنف المسلح في مناطق متعددة. وفي أوساط الشباب الجنوبي بدأ التوجه نحو المعارضة والمقاومة وبعضهم قام بتكوين تنظيمات يسارية وبعض السياسيين الجنوبيين بدأ يعيد علاقاته مع قوى المعارضة الشمالية منذ 1979(23). وكان لاكتشاف البترول في منطقة بانتيو في بحر الغزال دور كبير في إثارة وتحريك المشاعر الانفصالية وارتفاع الأصوات الداعية لجنوب قوي في مواجهة الشمال ولحقه في ثروته الجديدة. ونتيجة لذلك اتسعت صراعات وانقسامات السياسيين الجنوبيين لتؤدي إلى تجدد الحرب الأهلية في منتصف 1983 واهم الأحداث التي قادت إلى ذلك تمثلت في تدخلات رئيس الجمهورية والسلطة المركزية في صراعات السياسيين وشئون الحكم الإقليمي. وعند بدء العمل في قناة جونقلي انتشرت شائعات حول توطين مزارعين مصريين في المنطقة، وذلك كتعبير عن انعدام الثقة في نوايا الشمال عموماً. وبعدها ظهرت مشكلة حدود الإقليم الجنوبي، التي حسمها رئيس الجمهورية برفضه لقرار مجلس الشعب الإقليمي حول إعادة تخطيط الحدود حسب نصوص اتفاقية 1972، ثم جاء الخلاف حول مصفاة البترول، حيث قرر نميري إقامتها في مدينة كوستي (في الشمال) بدلاً من بانتيو كما كانت ترى الحكومة الإقليمية، وفي عام 1983 قام بإعادة تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم إرضاء لجوزيف لاغو وأبناء الاستوائية الذين كانوا يريدون التخلص من سيطرة الدينكا وبهدف إضعاف الجنوب في المعادلة السياسية، وذلك رغم انه لا يملك مثل هذا الحق حسب نصوص الاتفاقية إلا بإجراء استفتاء شعبي(24). وبذلك قام عملياً بتمزيق الاتفاقية بدعوى أنها (ليست قرآناً ولا انجيلاً) ووقتها وجدت المجموعات التي حملت السلاح في حركة الانيانيا الثانية تأكيداً عملياً لتبرير قيامها بعمليات العنف المسلح واصبح في مقدورها استقطاب إعداد كبيرة من القيادات السياسية التي يئست من إعادة تحريك أجهزة الحكم الإقليمي وتوحيد القوى الجنوبية المتصارعة في مواجهة تدخلات وتجاوزات نميري المتواصلة(25). ونتيجة لذلك اتسعت عمليات العنف وتمردات قوات الانيانيا السابقة في مناطق عديدة من الإقليم. وتتالت الأحداث لتصل إلى تمرد الكتيبة 105 في منطقة بور بأعالي النيل ورفضها تنفيذ أوامر بنقلها للشمال. وكان معظمها من قوات الانيانيا السابقة، وبعد اقتتال عنيف مع القيادة الجنوبية هربت أعداد كبيرة منها إلى الغابة بأسلحتها، وفي البداية انضم هؤلاء لحركة انيانيا الثانية. وفي أغسطس من نفس العام تأسست حركة تحرير شعب السودان SPLM وجيش تحرير شعب السودان SPLA بقيادة العقيد جون قرنق، الذي لحق بجنود وضباط الكتيبة المتمردة ونجح في توحيد مجموعات مسلحة عديدة تحت لواء حركته الجديدة(26). وبعد اقل من شهر أصر نميري على تأجيج الصراعات والانقسامات بإعلان قوانين سبتمبر 1983 بدعوى تطبيق الشريعة في البلاد. ومع أن ذلك لم يكن سبباً مباشراً في تجدد الحرب الأهلية إلا انه دعمها بأسباب إضافية زادتها اشتعالاً. وبذلك عادت أعمال العنف في الجنوب بشكل أوسع، ووجدت دعماً ومساندة من النظامين الأثيوبي والليبي بحكم صراعاتهما مع نظام نميري. ومع تقسيم الجنوب لثلاثة أقاليم وبتجدد الحرب انهارت تجربة الحكم الإقليمي، اكبر إنجازات نظام نميري. وكان لذلك تأثير كبير في إضعافه وتعميق أزمته السياسية والاقتصادية ودفعه في طريق السقوط تحت ضربات انتفاضة مارس/أبريل 1985. ويبدو أن هذا الانهيار يرتبط باختلالات أساسية في اتفاقية 1972، يتمثل أهمها في الآتي:-

    * أنها كانت بين طرفين يمتلكان القوة، لكنهما لا يمثلان شعب السودان في شماله وجنوبه. وكانت تعبر عن توازن قوى وطني وإقليمي ودولي معين اجبر الأطراف المعنية على الوصول للاتفاقية بصورتها المعروفة. ولهذا السبب برزت خلافات القوى الجنوبية حول مسار الحكم الإقليمي وعلاقاته مع الشمال والحكومة المركزية. ووجدت الاتفاقية معارضة واسعة من القوى السياسية الشمالية وبعض دول الجوار. وبذلك تحولت إلى صفقة سلام مؤقت. وعندما حققت أهدافها لم يجد النظام الحاكم حرجاً في تمزيقها.

    * أنها حصرت نفسها في مشكلة الجنوب والحرب الأهلية لتحقيق السلام والحكم الذاتي الإقليمي وتجاهلت تماماً ارتباطها بقضايا بناء الدولة الوطنية الموحدة، وفي مقدمتها قضايا الديمقراطية والوحدة الوطنية والتنمية الشاملة والمتوازنة وعلاقات البلاد مع محيطها العربي والأفريقي والدولي. وحتى الحكم الإقليمي حصرته في الجنوب فقط وحرمت الأقاليم الأخرى من حقها المشروع في إدارة شئونها. وفي الوقت نفسه حولته إلى إجراءات إدارية وسياسية وأبعدته عن قضايا التنمية والتمايز الثقافي والاثني التي تشكل أساس مشكلة الجنوب. وفي ظروف تجاهل هذه القضايا وغياب المؤسسات الديمقراطية القادرة على حماية التجربة وتطويرها، أدت التطورات العملية إلى تآكل الاتفاقية وانهيارها من الداخل.

    * أنها اعتمدت بشكل رئيسي على دور العوامل الخارجية الإقليمية والدولية. وهي بطبيعتها تركز فقط على مصالحها في السلام واستقرار المنطقة ولا تهتم كثيراً بقضايا الصراع الداخلية الأساسية. ولذلك وجدت الاتفاقية نفسها معزولة عن محيطها وقضاياه الملحة. وبرز ذلك في البداية في توترات وخلافات داخل النظام الحاكم والحركة الجنوبية المسلحة وفي معارضة القوى الشمالية وتشككها في الأهداف الحقيقية للاتفاقية وفي توتر العلاقات مع مصر وليبيا، أهم حلفاء النظام الحاكم في تلك الفترة.

    هذه الاختلالات حولت الاتفاقية إلى صفقة سلام مؤقتة وفرت للصفوة الجنوبية حكم الإقليم الجنوبي مقابل دعم النظام الحاكم واستقراره لفترة أطول. وعندما حققت أهدافها الأولية لجأ النظام الحاكم إلى مصالحة بعض قوى المعارضة الشمالية في 1977 وترضية القوى الإقليمية الشمالية بقانون الحكم الإقليمي في 1980، بهدف مواجهة أزماته المتزايدة. وكان لكل ذلك تأثيره الكبير في إضعاف تجربة الحكم الإقليمي في الجنوب وتهميش دوره في المعادلة السياسية في البلاد، وذلك بحكم معارضة هذه القوى لاتفاقية 1972 وتوجهاتها الإسلامية والقومية المتطرفة. وفي النهاية لم يجد نميري سوى إلغاء الاتفاقية والتحول إلى شعارات (الإسلام والشريعة الغراء) علها تسعفه في احتواء أزماته السياسية والاقتصادية المتزايدة. ولكنه بدلاً من ذلك ادخل البلاد في أزمة وطنية شاملة تهدد وجودها في أساسه وتضع الأساس لتقوية وتعزيز الاتجاهات الداعية لتقسيم البلاد على أسس عرقية ودينية، وبالتالي قطع الطريق لبناء دولة وطنية موحدة.

    * الأبعاد الجديدة في مشكلة الجنوب:-
    8/ هكذا ضاعت فرصة تحويل اتفاقية 1972 إلى مدخل لإعادة بناء الدولة الوطنية من خلال تأكيد خصوصية الجنوب في إطار سودان موحد، بل إن انهيار التجربة أدى إلى عودة الصراع الجنوبي/الشمالي بشكل اكثر شراسة واتساعاً. ومع ذلك كان للاتفاقية تأثيرات حاسمة في مجرى حركة التطور الوطني بشكل عام وتوجهات الحركة السياسية الجنوبية بشكل خاص. فقد أوقفت الحرب الأهلية وأعادت علاقات الشمال/الجنوب إلى تقاليد التعايش والتفاعل المتبادل، وأقامت حكماً إقليمياً أتاح للصفوة الجنوبية، لأول مرة، فرصة حكم إقليمها في إطار سودان موحد. ومن خلال ذلك تمكنت حركتها السياسية، باتجاهاتها المختلفة، من امتلاك تجربة غنية في إدارة الإقليم والاحتكاك بمشاكله وتطلعاته والتعرف على إمكانيات بناء علاقة متكافئة مع الشمال والحكومة المركزية(27) وبجانب ذلك وفرت تجربة الحكم الإقليمي شروطاً إضافية لتأسيس وترسيخ الهوية الإقليمية الجنوبية وتطويرها في اتجاهات خطوط مؤتمر جوبا 1947 وتوجهها لبناء مشتركات تتجاوز الانتماءات القبلية في مواجهة الهوية العربية الشمالية والحركات الإقليمية في الشمال نفسه، وذلك رغم صراعات وانقسامات تلك الفترة. وفي هذا الإطار أكدت التجربة أهمية الجنوب في معادلة الوحدة الوطنية وبناء الدولة الموحدة واستقرار علاقات الجوار الأفريقي والعربي، وذلك بحكم ثقله السكاني وتداخله مع دول الجوار وتأثير حركته السياسية في تنمية وتطوير الحركات الإقليمية في الشمال. وأكدت أيضاً إمكانية الوصول إلى (تسوية وطنية تاريخية) اشمل واكثر ثباتا واستقراراً، تراعى احترام خصوصيات الجنوب الأقاليم الأخرى ومتطلبات تعزيز وحدة الكيان السوداني إذا ما توفرت الشروط الضرورية. والمدخل إلى ذلك يتمثل في بناء دولة مدنية ديمقراطية ترتكز علي المساواة في الحقوق والواجبات وحق المجموعات المختلفة في تطوير خصوصياتها في إطار الخصوصية الوطنية العامة. ولذلك كان انهيار اتفاقية 1972بداية لدخول مشكلة الجنوب في مرحلتها الثالثة المستمرة حتى الآن. وترافق ذلك مع دخول البلاد في أزمتها الوطنية الشاملة التي تهدد وجودها في أساسه، على الأقل منذ بدايات العقد التاسع للقرن الماضي. وفي الجنوب انعكست هذه المتغيرات في توجهات الحركة الشعبية لتحرير السودان مقارنة بحركة الانيانيا الأولى والثانية والحركات السياسية الجنوبية الأخرى في الفترات السابقة. فبرنامجها يرفض شعارات الانفصال وتقرير المصير ويتمسك بوحدة الكيان السوداني، بتنوعه الاثني والثقافي والديني، على أسس جديدة. وتعلن أنها تعمل لبناء (سودان جديد) خالي من التفرقة العرقية والاجتماعية والدينية، وأنها تتوجه بخطابها هذا لكافة أهل السودان وأقاليمه، خاصة في المناطق المهمشة في الجنوب والشرق والغرب والشمال الأقصى، من خلال شعارات المساواة والتنمية والعدالة. وهذه التوجهات، في مجملها، تعكس تطوراً نوعياً في مجرى الحركة السياسية الجنوبية ومحاولة جادة لإعادة تأسيس الكيان السوداني على أسس تلبي تطلعات كافة أقاليمه ومجموعاته السكانية. وربما يعود بعض ذلك إلى تأثيرات مدرسة الاشتراكية الأفريقية في دول الجوار ورفض شعار الانفصال في القارة الأفريقية خلال تلك الفترة، كما يقول جوزيف لاغو في مذكراته، ولكنه يرتبط، في أساسه، بدروس وخبرات انهيار تجربة الحكم الإقليمي في الجنوب. وبجانب هذه التطورات الإيجابية ترتبط الحركة بتوجهات سلبية عديدة، يمثل أهمها في قاعدتها وهويتها الإقليمية الجنوبية (رغم شعاراتها الوطنية الواضحة) وتمسكها بتقاليد حركة المقاومة الجنوبية في المراحل السابقة، وطرح نفسها كبديل للحركة السياسية الشمالية والجنوبية على السواء وتوجهها لفرض نظام الحزب الواحد وأسلوب العمل المسلح كطريق وحيد لبناء (السودان الجديد) على الأقل في سنواتها الأولى، متجاهلة في ذلك تجربة الحركة السياسية السودانية في عمومها ودورها المعروف في تاريخ السودان الحديث. ويضاف إلى ذلك أن خطابها السياسي ظل، طوال مرحلتها الأولى، وربما حتى الآن، يصور الصراع السياسي والاجتماعي كصراع ديني وعرقي بين (الهوية العربية الإسلامية) المسيطرة والمجموعات السكانية المهمشة في الجنوب والغرب والشرق والشمال الأقصى. ومثل هذا الخطاب يمثل ردة فعل عنيفة ضد استهتار الحكومة المركزية والقوى المسيطرة على السلطة في البلاد بعهودها واتفاقياتها مع الجنوب، كما يعبر عن ذلك عنوان كتاب ابيل ألير، السياسي الجنوبي المعروف بدوره الكبير في اتفاقية 1972(2. ولذلك يخلط السياسي والاقتصادي الاجتماعي بالثقافي ولا يميز بين القوى المسيطرة والمهيمنة من جهة والهوية القومية المرتبطة بها هذه القوى من جهة أخرى. ويتناقض هذا الخطاب مع شعارات الحركة حول التنمية والمساواة والعدالة والسودان الجديد، بمكوناته المختلفة، وفي مقدمتها القومية العربية الشمالية بدورها المركزي المعروف في بناء الكيان السوداني والمحافظة على وحدته طوال الحقب الماضية، ويتجاهل حقيقة الأزمة الوطنية الشاملة الجارية في البلاد بتأثيراتها السلبية الواسعة في تهميش وافقار كل الأقاليم تقريباً، بما في ذلك إقليم الوسط. ولذلك كان لمجمل هذه التوجهات بجوانبها الإيجابية والسلبية دورها الفعال في تحديد مواقف الحركة وردود أفعال الحركة الشمالية بشكل عام، والقوى المهيمنة بشكل خاص، في الفتة اللاحقة ومع ذلك كان لنشاطها العملي دوره المباشر في إسقاط النظام المايوي في انتفاضة مارس/أبريل 1985 وفي تحديد مجرى الصراع السياسي والاجتماعي منذ الانتفاضة وحتى الآن.

    9/ في فترة الحكومة الانتقالية (85/1986) كان الأمل أن تعمل على إيقاف الحرب وتحقيق السلام ولكن ظروفاً عديدة حددت المواقف الأساسية وسط القوى السياسية في المواقف التالي:-

    * موقف القوى المسيطرة على السلطة، التي ظلت، منذ البداية، تعمل على عرقلة أي توجه لإيقاف الحرب وتحقيق السلام وبناء سودان ديمقراطي موحد. وهي تمثل امتداداً لقوى النظام المايوي، التي تسببت في تجدد الحرب الأهلية وإدخال البلاد في أزمتها الوطنية الشاملة. هناك أولاً المجلس العسكري الانتقالي (ومعه القيادة العامة) المسيطر على السلطة الفعلية. وكانت تحكمه روح المحافظة على الركائز السياسية والاقتصادية والقانونية للنظام المايوي، ونظرته الضيقة لمشكلة الحرب باعتبارها تمرداً وخروجاً على القانون وسلطة الدولة دون أي تقدير لدوافعها ومطالبها السياسية والاجتماعية. ولذلك ظل ينظر للحركة الشعبية باعتبارها العدو الأول للقوات المسلحة والسلطة السياسية ولمبادرات الحوار معها بعدم الرضا إذا لم يعتبرها خيانة عظمى. ولهذا السبب لم يشغل نفسه بقضية السلام، وظل يركز على دعم القوات المسلحة والتعبئة السياسية من اجل هزيمة (حركة التمرد وأعوانها في الداخل) وهنالك ثانياً القوى المايوية وكانت تحلم بعودة نميري ونظامه في أي وقت. وهناك ثالثاً الجبهة الإسلامية القومية التي ظلت تشارك في النظام المايوي منذ مصالحة 1977، وأصبحت جزءاً من قاعدته السياسية الاجتماعية حتى سقوطه. وخلال الفترة الانتقالية ظلت تركز على الدفاع عن ركائز النظام المايوي في مواجهة قوى الانتفاضة خاصة نهجه الاقتصادي وقوانين سبتمبر 1983، باعتبارها (شرع الله) ومنطلقاً لتحقيق مشروعها السياسي. وتمثل خطها السياسي في تلك الفترة في الدعوة لاستمرار الحرب تحت شعارات (الدفاع عن العقيدة والوطن) و(هزيمة جون قرنق والقوى العلمانية والطابور الخامس)(29) ودفع البلاد في اتجاه حكم عسكري يقوم بقمع القوى السياسية الأخرى كخطوة في طريق سيطرتها على البلاد وإقامة دولتها الدينية. وكانت تمثل العمود الفقري لقوى الحرب والدكتاتورية في البلاد، بحكم إمكانياتها التنظيمية والاقتصادية واعتمادها على الشعارات الإسلامية وعلاقاتها الإقليمية والدولية الواسعة. ولذلك ظلت ترفع رايات الحرب وتعمل على عرقلة أي توجه لإيقافها طوال الفترة الانتقالية والفترة اللاحقة. واستفادت في ذلك من سيطرة المجلس العسكري على السلطة الفعلية وضعف قوى الانتفاضة ومن الموقف السلبي للحركة الشعبية من الوضع السياسي، الذي أفرزته انتفاضة أبريل 1985، ورفض التعامل معه باعتباره انقلاباً مايوياً. وأياً كانت دوافع ذلك الموقف، فقد أدى عملياً إلى إحراج قوى السلام والديمقراطية ومنح قوى الحرب فرصاً واسعة لتأجيج المشاعر الدينية والعرقية وعرقلة مساعي السلام حتى نهاية الفترة الانتقالية.

    * وفي المقابل هناك موقف قوى الانتفاضة، قوى التجمع الوطني، الداعي للحوار مع الحركة الشعبية من اجل إيقاف الحرب وتحقيق السلام وبناء سودان ديمقراطي موحد. وذلك انطلاقاً من ميثاقها المعلن ومن تاريخها السياسي في الفترات السابقة. وفي هذا الاتجاه نجحت هذه القوى في مواجهة قوى الحرب والديكتاتورية ودفع الحكومة الانتقالية لإصدار إعلان سياسي حول قضايا الحرب والسلام والدعوة لعقد مؤتمر وطني لمناقشة مشكلة الجنوب والقضايا الوطنية الأساسية بمشاركة كل القوى الفاعلة، بما في ذلك الحركة الشعبية(30). وفي الوقت نفسه قامت بمحاولات عديدة لدفع الحركة في طريق الحوار من اجل السلام. وفي نهاية مارس 1986 نجحت في تنظيم لقاء كوكادام الذي شاركت فيه كل قوى التجمع الوطني وإصدار إعلاناً مشتركاً عرف باسم (إعلان كوكادام) وبذلك حققت أول اختراق عملي في جدار الحرب الأهلية ومن ثم فتح الباب لاستئناف الحوار الوطني من اجل السلام وبناء سودان ديمقراطي موحد.
                  

العنوان الكاتب Date
حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-12-05, 09:06 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-16-05, 07:11 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Mannan02-16-05, 08:15 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبداللطيف خليل محمد على02-16-05, 08:38 AM
      Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-17-05, 07:02 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-17-05, 07:01 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Bashasha02-17-05, 08:26 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-18-05, 01:40 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-18-05, 08:18 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-18-05, 07:53 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-18-05, 08:04 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-18-05, 08:07 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-18-05, 08:09 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Bashasha02-18-05, 09:47 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! محمد عثمان الحاج02-18-05, 12:14 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-18-05, 11:23 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Bashasha02-18-05, 12:03 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! معتز تروتسكى02-18-05, 12:19 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-18-05, 02:17 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Bashasha02-18-05, 06:35 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-19-05, 05:53 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-23-05, 04:29 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-19-05, 06:06 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-19-05, 06:23 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-19-05, 07:02 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبداللطيف خليل محمد على02-19-05, 08:02 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Bashasha02-19-05, 10:17 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبداللطيف خليل محمد على02-19-05, 11:33 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-19-05, 12:41 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبد الوهاب المحسى02-19-05, 01:26 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-23-05, 05:05 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Bashasha02-19-05, 01:53 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبد الوهاب المحسى02-19-05, 02:17 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-20-05, 06:12 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 06:31 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:21 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:24 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:26 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:28 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:30 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:32 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-20-05, 08:33 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبود احمد النصيح02-20-05, 01:24 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-20-05, 02:26 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-20-05, 02:26 PM
      Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبود احمد النصيح02-21-05, 08:20 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبد الوهاب المحسى02-20-05, 06:20 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبداللطيف خليل محمد على02-20-05, 11:46 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-21-05, 05:14 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-21-05, 11:39 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-21-05, 04:00 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبد الوهاب المحسى02-21-05, 05:38 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-22-05, 06:59 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبود احمد النصيح02-24-05, 06:25 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-23-05, 06:43 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-24-05, 02:22 PM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed02-24-05, 04:15 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-25-05, 04:39 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-25-05, 04:45 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! محمد عثمان الحاج02-26-05, 09:13 AM
      Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-26-05, 12:31 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عبد الوهاب المحسى02-25-05, 03:37 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-26-05, 07:39 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة02-27-05, 06:56 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-01-05, 06:39 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-02-05, 09:18 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-03-05, 05:53 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-05-05, 08:17 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-10-05, 06:00 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! Amin Elsayed03-13-05, 05:57 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-14-05, 04:29 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-15-05, 05:04 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-15-05, 08:23 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-16-05, 04:29 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-16-05, 05:05 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! أبوالزفت03-16-05, 05:32 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-17-05, 09:15 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-18-05, 04:51 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-18-05, 05:08 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-19-05, 05:31 AM
      Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-22-05, 04:47 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-22-05, 02:46 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-24-05, 07:42 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-29-05, 10:40 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عثمان حسن الزبير03-27-05, 00:34 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-27-05, 08:20 AM
      Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! معتز تروتسكى03-27-05, 09:41 AM
        Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-28-05, 07:31 AM
          Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! معتز تروتسكى03-28-05, 07:59 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-29-05, 07:00 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-29-05, 11:43 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-29-05, 11:48 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عثمان حسن الزبير03-29-05, 12:17 PM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة03-30-05, 06:10 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! عثمان حسن الزبير03-30-05, 07:53 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_203-31-05, 05:06 AM
  Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة04-02-05, 06:48 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! ناذر محمد الخليفة04-03-05, 07:45 AM
    Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_204-03-05, 11:21 AM
      Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_204-03-05, 11:50 AM
        Re: حزب البعث العربي الإشتراكي .... حزب البعث السوداني ...who dares win !! altahir_204-03-05, 11:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de