|
Re: الى شبشة ، كيف انت ؟ (Re: شبشة)
|
عذراً شبوش : لم اقرأ نزيف حزنك الرّاهن ، فقد كنت متأملاً مسيرة اوجاعنا ... كنت اتدثر بصوت فيروز علّه يغطيني من برد المتاههة . ذلك الصوت الذي كنت تهرب منه في بداية الليلة وتقول لي : اوقفه هذا الاغنية بالذات تذكرني بــــ ( لقد صار العمر كله ذكريات ) . تجلس مبرّماً شنب الحديث وعلى بساطنا الوريف يخضر الليل .. وننصاع لرغبة المساء . تتوزغل انت وكلهم في عمق الجرح حتى ينز دموعاً شفيفة .، فتعود الى اغنية فيروز بكامل الشوق .. وتبكي كيف إنت ؟؟ اسمع صداها يتردد في الطابق السابع لحزنك ، وفي اذن ليلي اليتيم هذا .تلامسك الاسئلة ، ولكني اعرف وقتها انني فسخت دبلة خطوبتي للأحلام ، وتزوجت تذكرة سفر ، مثلهم كلهم الا أنت ، فقد رفضت بكبرياء نبي ، لانك لم تستطع حساب الثمن .. وبكل نظريات الاقتصاد السياسي التي في رأسك لقد غلبك حسابها .. وكان سهلا بالنسبة لنا ولهم كلهم الرصيد النضالي .يساوي . قيمة تذكرة مجانية للرحيل .. وبطاقة سلامة . بسيطة كانت يا صديقي وانت تمتلك ارصدة تكفي لتسفيرك في بحر الحزن على مقاعد الدرجة الاولى ، وبالمطارات تكفي للم شمل الاوجاع كلها . لكنك رفضت النهايات ، رفضت ان تنصاع لمشيئتها ، ولم يقنعك حتى تمزيقنا لقضايا سودانية ، لنفرشها لصحن الفول ! لم يقنعك قرائتنا لأخبار التجمع في مجلة ( حضارة السودان ) بعد ثلاثة او اربعة اشهر من حدوثها ، ولم تكن اخبار مهمة .. فمزيدا من الاوراق .. والفول اكثر الاشياء المتوفرة في شارع حسنين الدسوقي . ذهبت يا صديقي لتستعصم بآخر الجبال المبلولة .. ولكن نوح غادر بإتجاه آخر ـ وسفينته مليانه بالأحلام الجديدة ، هذه انت لم تشهدها وصيغتها كالآتي : فلان نجح ، وشغال كويس .. بنى بيت من طابقين في قرية مجهولة ، واشترى عربية وارسل والدته الى الحج .! لقد انجزت الثورة يا صديقي . يااااه .. هذه الكلمة لم يعد يستخدمها احد ، ذكرى غير محببة ،. المهام الثورية العاجلة : ان تنجز إمرأة اقل فهماً للقصيدة ، واقصر حلماً من كل اللائ تركن ميراثهن بالقلب . الثورة ليست هي تلك التي غنى لها حميد وكانت قصائده جمرات في حنجرة : محمد صلاح ، والطيب شريف وغيرهم .. من كولنجيّة الزمن الثوري الثورة هنا ان تمتلك (good credit ) لشراء اساس فاخر للبيت ، وستائر تعلق عليها اسفك ، وهم يومي لتسديد فواتير آخر الشهر .. الثورة انت تكتب على الانترنت مقال ثورى جدا .. ثم تتابع ردود القراء .. كل ارض المعركة مفقودة .. فماذا يفيد السلاح ؟ لا احد يقول : (تُف على الرأسمال ) وإذا كنت تفعل فأنت تنصب نفسك إماما للمشركين بعد ان بايع ابو سفيان . عن حالي : بين انكسار الحلم ، وربط الجبيرة .. اهدهد صورة امرأة إسمها أمل واخاتل شوقها عبر اسلاك الهاتف ، وفي كثير من الاحيان اشق اكوام الثلج ليلا لبعض الزيادات في كروت الاتصال . اعبر شوارع المدينة ساهيا في النهارات ، وفي الليل افر طبقات صوت فيروز .. وافعل أشياء تتعلق بقوت الاحلام الجديدة التي ذكرتها لك . لقد وقفت هنا ، وإذا كان لديك ثمة اقتراح فما سبب سكوتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|