|
Re: الكذب و الإنتهازية والمصالح الشخصية و إنعدام المبادئ الوطنية أوصل التجمع إلي ميتة سوء الخا (Re: nour tawir)
|
الانتهازية السياسية
يوجد في الكثير من الأوساط لاسيما السياسية منها مجموعة من المثقفين الذين لا يمتلكون هوية فكرية سياسية واضحة المعالم تشكل دليل عمل و فلسفة و استراتيجية لهم في الأنشطة و البرامج السياسية و الثقافية ، بل كثير ما يقدم هؤلاء أنفسهم تنظيرات فكرية في شتى المجالات و الميادين ، فهم يعلنون أنهم يساريون عندما يجتمعون مع القوى اليسارية و التقدمية العربية ، و أنهم قوميون عندما يجتمعون مع القوميين و قس على ذلك ، و هذا راجع بالضرورة إلى الخلفية الفكرية و الثقافية التي نشأ و ترعرع في أحضانها ذلك النوع من المثقفين ، فغياب المنهجية العلمية ينتج عنه خلل في التحليل السياسي و يؤدي بذلك المثقف أو المثقفين إلى الإيمان بمنطلقات و أسس غير واضحة الفهم تزداد صعوبة و تعقيدا عندما تختلط عليه الرؤى السياسية و تدفع به إلى الاتجاه نحو اللافكر و اللاوعي علميا و فلسفيا، فلا يكون لديه اختلاف أو تباين مع أي قوى اجتماعية وسياسية ، بل إنه بالإمكان أن يتفق معها في قضايا مجتمعية عديدة طالما أن ذلك المثقف لم يحدد معالمه الفكرية ، فالتجاذب و التقاطع و التداخل مع فكر مغاير ليس صعبا عليه ، لاسيما أنه يستطيع من خلاله أن يرسم رؤاه السياسية وفقا لتلك العلاقة القائمة على المصالح المتداخلة و المتبادلة حتى و إن اختلفوا في المنابع و المدارس الفلسفية . و هناك من يعزو هذا الاختلاف والتباين إلى اختلاف وجهات النظر من الديموقراطية بشقيها السياسي و الاجتماعي و منظمات و هيئات المجتمع المدني و الحريات العامة ( حرية الرأي و الفكر و التعبير ) و الحرية الشخصية و الموقف من المرأة و حقوقها السياسية و الشخصية ومن أهمها حقها في إقرار قانون الأحوال الشخصية ، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل المرئيات السياسية التي لا تبنى على فرضيات سياسية محددة ، و انطلاقا من أن كل ما سبق يتطلب تحديد موقف واضح ذي أبعاد استراتيجية من الديمقراطية وأفقها الأوسع و الأرحب في الفكر الإنساني ،لذا فإن جملة من الأسئلة تطرح بنفسها على هذه الفئة من المثقفين الذين تتبدل وتتغير مواقفهم و أفكارهم و فقا لمعطيات و متطلبات خاصة أهمها : ما هي هويتهم ، و هل الديموقراطية النسبية تشكل بعدا لبلورة وعي سياسي و ديموقراطي في المجتمع، أم هي غاية من أجل تحقيق هدف ؟ ، من هم حلفاءكم السياسيون في هذه المرحلة ،و كيف ينشأ التحالف السياسي ،و ما هي شروط و معايير تأسيس تحالف سياسي ؟ ، و من هي القوى الاجتماعية التي تتكون منها التحالفات و هل هذه التحالفات استراتيجية أم هي تحالفات تكتيكية ؟ . و نحن نقول أنه على المثقفين التفكير عميقا في كيفية التعاطي مع متطلبات المرحلة الانتقالية ، و على المثقفين الذين يتهربون من التعاطي مع القضايا السياسية بشجاعة نادرة أن يتعلموا و يقبلوا مبدأ النقد و النقد الذاتي الذي يعود على الفرد و الجماعة بالثقة بالنفس و يعطي لهم المصداقية في حياتهم السياسية . و إدانتهم يجب أن تكون إدانة جماعية لأنه بغير ذلك لن يكون ثمة أي مصداقية لهذه الإدانة أي أن إدانة جماعية لثقافة و سياسية و مرحلة اكثر منها إدانة شخصية ، و لن يكون هناك أمل بتحرير المثقف العربي من عقدة السياسي سوى القيام بحفريات عميقة تكشف الخلل في علاقة المثقف العربي بالسلطة ، فالسلطة العربية حريصة على جلب المثقف الذي يضفي المشروعية على أدائها أو على الأقل يتحالف معها في وجه خصومها ، و هذا مؤشر إن دل على ضعف و تهافت هذا المثقف و غياب مشروعه الحقيقي الذي يبشر به كل يوم و يسوق مفرداته على الشارع العربي ، إلا أنه يكشف أيضا هشاشة السلطة العربية التي تعتمد على مثقف هش و انتهازي لم تعد كل أفعاله كافية لحجب الثقة عنه . و الأسى الأكبر أن يقوم بكشف تلك الملابسات التي تدين علاقة المثقف بالسلطة مثقف انتهازي آخر قد يبدو اكثر رخصا و انكشافا من المثقفين الذين يبرع في إدانتهم ، و هنا يكمن إشكال آخر فأي درجة من المصداقية يحملها مثقف انتهازي آخر ليجعل نفسه خصما و حكما في آن و هو ذاته متورط في ثقافة الاستجداء على أعتاب السلطة لذلك لابد أن نحدد لأنفسنا جملة من الأسس التي يجب علينا إتباعها عند تعاملنا نع هذه الفئة من الناس و هي :
• ضرورة التعرف على الدوافع التي تحركهم . • ضرورة مطالبتهم بالتخطيط و الإدارة في ضوء الأهداف و ذلك للحد من غلوائهم و تخبطهم و فوضويتهم . • تطهير البيئة و المناخ المحيط من جراثيمهم ، و أنجع طريقة ووسيلة للقضاء عليهم و الحد من خطرهم و التخلص من آثارهم هي كشف أكاذيبهم التي ينصبوها للمجتمع بكل فئاته . • كثرة الحديث و الكتابة عنهم و التحذير منهم . • الرقي بوعي الناس تجاههم و تدريب حواسهم لتكون قادرة على كشف أنماطهم و تعريتها كي لا يصاب بها الناشئة و يتوهمون بأن هذه الطريقة المثلى للعيش و تحقيق الهدف . http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=30698
|
|
|
|
|
|
|
|
|