|
Re: اتحاديون ديمقراطيون..............نعم!!! (Re: ahmed babikir)
|
الشقيق أحمد
تحية النضال والعمل الوطني
ملموسٌ هو احساس الأسى الذي انتاب قطاعات القوى الحديثة في الحزب جراء تمزق حزب الحركة الوطنية على أيدي عدة... وما بروز حركات الإصلاح من داخل الحزب إلا دليل على تمسك القوى الحديثة بوحدة الحزب وما توحدها تحت راية الهيئة العامة قبل ما يسمى بانشقاقها إلا دليل آخر يؤكد ذلك..
لا أريد خلال حديثي هذا أن أكون داعيا للفرقة ولكن يحق لي وللكثرين ممن عانوا المر والعلقم في الحزب الاتحادي نتيجة لممارسات عدة أن نتوقف لننظر خلفنا ولو لبرهة فمن لا يتعلم من تاريخه لن يتعلم شيئا ... وبغض النظر عن المؤامرات التي حيكت داخل الحزب، والتي تجلت قبل وبعد وفي جدة والمرجعيات والتي قبر فيها كل من فكرنا وأفكارنا وأحلامنا وإرثنا التاريخي .. فإن التساؤل حول: على ماذا نتوحد إذا كنا لا شيء يجمعنا سوى الإسم؟ سؤال مشروع
لم أبني حديثي هنا على المرارات التي عانينها كأحد قطاعات القوى الحديثة الاتحادية، لكن أساسه هو الرصيد الفكري المتواضع الذي جمعته في رحم الحركة الاتحادية ... ومع ذلك وبما أني أحد أصوات الهيئة العامة .. أؤكد أن الهيئة حريصة على وحدة الحزب في إطار المؤسسية الكاملة وفي إطار أفكار الحزب الأصيلة المتجددة ...
فالحزب منذ نشأته بنته طلائع المثقفين الأحرار في السودان وبكل فخر هو الحزب الوحيد على مدار تاريخ السودان الذي حصل على أغلبية جماهيرية مكنته من تشكيل حكومة وطنية منفردا .. واصل أبناء وأحفاد ذلك الرعيل الأول العطاء والمد الفكري والوطني .. وسيظل العطاء مستمرا ما دامنا اتحاديين ... عطلتنا عوامل خارجية وداخلية كثيرة .. دراستها بتأني وبشفافية أمر مطلوب، وغض النظر عن الخلافات المبدأية أمر مرفوض بالنسبة للعقل السياسي البسيط خصوصا في المرحلة الحساسة القادمة ..
ويجب أن لا ننسى أن العمل المرحلي الذي اتسمت به السياسة السودانية بات مضيعة للوقت والجهد إذ أن التغيرات السياسية داخليا وخارجيا أسرع من أن تحتويها عقلية العمل المرحلي .. والحل يكمن في بناء استراتيجية وتصور كامل للتغيير الاجتماعي والسياسي، تصور بعيد عن الشمولية والإنغلاقية والطوباوية، آخذين في الاعتبار الفترة الحرجة التي بدأنا نعيشها .. وهذا لا يمكن أن يحدث في كيان يوحده الوجدان والعاطفة مهما كان نبل العاطفة .. المطلوب هو حزب حقيقي قادر على تجسيد رؤاه بأطر علمية مدروسة .. كيان معافى من الصراعات التقليدية (الشخصية، الطائفية، النفعية ... الخ) كيان الإختلاف ضمنه (إن وجد) خلاف كيف وليس من!
لا يفاجئني حديث البعض أننا لايمكن أن نتناسى أن السودان مكون من طوائف وقبائل .. ولكن تفجعني مطالبتهم بالسير بمعية هذه التشكيلات دون محاولة تطويرها بحيث تؤدي دورها الطبيعي في الحياة الاجتماعية .. الحياة ليست روحا فحسب، ما من مواطن لا يعطي صوته لمن وفر له خدمات الصحة والتعليم والكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى، ومع هذا فالتركيبة السودانية بحاجة إلى دراستها عن كثب فالتغير الذي طرأ عليها خلال الثلاثين سنة الماضية وتعاقب الأجيال والهجرة إلى المركز والإغتراب والعولمة التي تغزونا أمور لا يمكن تناسيها ..
وللحديث بقية ...
سنظل نحمل شعلة التنوير ... وإن خبت سنكون حطبا لها .. وحتما سيأتي بعدنا من يحمل الشعلة ...
هاني أبوالقاسم محمد
|
|
|
|
|
|
|
|
|