|
|
 *** كلام مشع----الاقتراب غير----ممنوع****
|
البورداب الاعزاء
السلام عليكم
لما ولى الحجاج بن يوسف الثقفى العراق وطغى فى ولايته وتجبر...كان الحسن البصرى احد الرجال القلائل الذين تصدوا لطغيانه،من ذلك ان الحجاج ابتنى لنفسه قصرا،ثم نادى فى الناس ان يخرجوا للفرجة عليه والدعاء له بالبركة..فلم يشأ الحسن ان يفوت على نفسه فرصة اجتماع الناس هذه..فخرج اليهم ليعظهم ويزهدهم بعرض الدنيا ويرغبهم بما عند الله عز وجل..ولما نظر الى جموع الناس وهى تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعته وسعته..وقف فيهم خطيبا,وقال:
لقد نظرنا فيما ابتنى اخبث الاخبثين فوجدنا ان فرعون شيد اعظم مما شيد،وبنى اعلى مما بنى...ثم اهلك الله فرعون واتى على ما بنى وشيد..ليت الحجاج يعلم ان اهل السماء قد مقتوه،وان اهل الارض قد غروه..ومضى يتكلم على هذا المنوال حتى اشفق عليه احد السامعين، من نقمة الحجاج فقال له:
حسبك ابا سعيد...حسبك
فقال له الحسن:
لقد اخذ الله الميثاق على اهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه...
وفى اليوم التالى دخل الحجاج الى مجلسه وهو يتميز من الغيظ وقال لجلاسه:
تبا لكم وسحقا
يقوم عبد من عبيد اهل البصرة ويقول فينا ما شاء ان يقول،ثم لا يجد فيكم من يرده او ينكر عليه!!
والله لاسقينكم من دمه يا معشر الجبناء..
ثم امر بالسيف والنطع فاحضرا
ودعا بالجلاد فمثل واقفا بين يديه
ثم وجه الى الحسن بعض شرطه
وما هو الا قليل حتى جاء الحسن،فشخصت نحوه الابصار،ووجفت عليه القلوب
فلما رأى الحسنالسيف والنطع والجلاد حرك شفتيه..
ثم اقبل على الحجاج، وعليه جلال المؤمن وعزة المسلم ووقار الداعية الى الله.
فلما رآه الحجاج على حاله هذه، هابه اشد الهيبة وقال له:
هاهنا يا ابا سعيد...هاهنا
ثم مازال يوسع له ويقول:هاهنا...والناس ينظرون اليه فى دهشة واستغراب،حتى اجلسه على فراشه.
ولما اخذ الحسن مجلسه التفت اليه الحجاج وجعل يسأله عن بعض امور الدين،والحسن يجيبه بجنان ثابت وبيان ساحر،وعلم واسع.
فقال له الحجاج:
انت سيد العلماء يا ابا سعيد.
ثم دعا بطيب وطيب له لحيته وودعه
ولما خرج الحسن تبعه حاجب الحجاج وقال له:يا ابا سعيدلقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك وانى رأيتك عندما اقبلت،ورأيت السيف والنطع، قد حركت شفتيك، فماذا قلت؟
فقال الحسن:
لقد قلت: ياولى نعمتى وملاذى عند كربتى اجعل نقمته بردا وسلاما على كما جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم.
ومن مواعظ الحسن البصرى التى تهز القلوب وتدل التائهين على الله:
قوله لسائل سأله عن الدنيا وحالها:تسألنى عن الدنيا والآخرة!!
ان مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب...متى ما ازددت من احدهما قربا ازددت من الآخر بعدا.
وتقول لى صف هذه الدار!! فماذا اصف لك من دار اولها عناء،وآخرها فناء..وفى حلالها حساب،وفى حرامها عقاب..من استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن.
ومن ذلك ايضا قوله لآخر سأله عن حاله وحال الناس:
ويحنا ماذا فعلنا بانفسنا؟! لقد اهزلنا ديننا واسمنا دنيانا...واخلقنا اخلاقنا وجددنا فرشنا وثيابنا..يتكىء احدنا على شماله ويأكل من مال غير ماله..طعامه غصب،وخدمته سخرة،يدعو بحلو بعد حامض،وبحار بعد بارد،وبرطب بعد يابس..حتى اذا اخذته الكظة تجشأ من البشم ثم قال:
ياغلام..هات هاضوما يهضم الطعام...
يا احيمق- والله- لن تهضم الا دينك..
اين جارك المحتاج؟
اين يتيم قومك الجائع؟
اين مسيكنك الذى ينظر اليك؟
اين ما وصاك به الله عز وجل؟
ليتك تعلم انك عدد....
وانه كلما غابت عنك شمس يوم،نقص شىء من عددك...
ومضى بعضك معه
الا رحم الله العابد الزاهد المجاهد الحسن البصرى ورضى عنه
نبذة عن الحسن البصرى
هو الحسن بن يسار،امه -خيرة- مولاة ام المؤمنين ام سلمة رضى الله عنها،وابوه يسار مولى زيد بن ثابت كاتب الوحى. درج الحسن بن يسار فى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتربى فى حجر زوجه -ام المؤمنين السيدة ام سلمة رضى الله عنها،وهى امه من الرضاع ايضا،وكان فى طفولته يتردد على بيوت امهات المؤمنين لقربهامن بعضها،وقد كان - كما يحدث عن نفسه-يملأ هذه البيوت بحركته الدائبة ولعبه، ظل الحسن يتقلب فى هذه الاجواء العبقةبطيوب النبوة، المتألقة بسناها،وينهل من تلك الموارد العذبة التى حفلت بهابيوت امهات المؤمنين،ويتتلمذ على ايدى كبار الصحابة فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم،حيث روى عن عثمان بن عفان،وعلى بن ابى طالب،وابى موسى الاشعرى ،وعبد الله بن عمر،وعبد الله بن عباس،وانس بن مالك،وجابر بن عبد الله وغيرهم رضى الله عنهم لكنه اولع كثيرا بأمير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه،بصلابته فى دينه،وواحسانه لعبادته،وزهادته بالدنيا،واعجب ببيانه المشرق،ووحكمته البالغة،واقواله الجامعة،وعظاته التى تهز القلوب هزا،فتخلق باخلاقه فى التقى والعبادة،ونسج على منواله فى البيان والفصاحة.
ولما بلغ الحسن اربعة عشر عاماانتقل مع ابويه الى البصرة واستقر فيها،وعرف بالحسن البصرى،وقد لزم الحسن البصرى المسجد وانقطع الى حلقة عبد الله بن عباس -حبر الامة-واخذ عنه التفسير والحديث والقراءات، كما اخذ من غيره الفقه واللغة والادب ،حتى غدا عالماجامعا، فقيها ثقة، فاقبل الناس عليه ينهلون من علمه الغزير،ويستمعون مواعظه،ويعون حكمته التى تخلب الالباب،ويتأسون بسيرته التى كانت اطيب من نشر المسك. وقد انتشر امره فى البلاد، فجعل الخلفاء والامراءيتساءلون عنه.حدث خالد بن صفوان قال:لقيت مسلمة بن عبد الملك فى الحيرة فقال لى:اخبرنى ياخالد عن حسن البصرة؟ فقال:
انا خير من يخبرك عنه بعلم،فأنا جاره وجليسه،واعلم اهل البصرة به،
انه امرؤ سريرته كعلانيته
وقوله كفعله
اذا امر بمعروف كان اعمل الناس به
واذا نهى عن منكر كان اترك الناس له
ولقد رأيته مستغنيا عن الناس زاهدا بما فى ايديهم
ورأيت الناس محتاجين اليه طالبين ما عنده
فقال مسلمة:حسبك يا خالد حسبك
كيف يضل قوم فيهم مثل هذا؟
وقد عاش الحسن البصرى نحوا من 80 عاماملأ الدنيا خلالها علما وحكمة وفقها،وكان من اجل ما ورثه للاجيال مواعظه التى هزت وما زالت تهز القلوب،وتستدر الدموع،وتدل التائهين على الله،وتنبه الغارين فى الغافلين الى حقيقة الدنيا،وحال الناس معها.توفى ليلة الجمعة فى غرة رجب من سنة 110ه
ودفن فى البصرة
رحمه الله ورضى عنه وارضاه
تحياتى
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
مهيرة
Ahmed Poison
almulaomar
Yassir7anna
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست