|
|
 كم بقى من العمر لاحلم
|
16 عام قضيتها من عمرى بين دهاليز الكون هايما ، اضرب فى مناكب، يحدوني حلم الرجوع الى وطنى.
اعوام كان الزاد فيها.. خيال دفء العلاقات... للناس السمر.... كان حلما.. كلفنى الكثير.. لم افرح.. ببلاد الله التى يسعى الخلق من شنى جنسيات العالم بعدم الكف من الحلم بالنزوح اليها. بكل السبل المشروعة والغير مشروعة منها....
16 عام اتذكر كل لحظة منها.. ولا يغيب عن خيالي أدق تفاصيلها.. كنت فى كل صباح يوم جديد اشعر بانى اغترب نفسيا فيها. حلم ليلى ونهاري العودة للوطن.
لحظة ان حار بيى الدليل. وطالعت ليالي الغربة. وأسدل ستاره الكثيف ليلتهم من العمر انضر ايامه واحلها. والتي ضاعت بين زحمة الشوق والترقب.
ايها العاشق لهذا الوطن متى تعرف عينك النوع دروب غرير النوم. اما كفك سهاد...
الغربة فى ظروف التيهان فى بلاد العم سام تتمفصل وتأخذ تفاصيل متشعبة. وكانسان يحمل قضية طوعا قرر ان يتبنى مشروع العشق العام. عقدت العزم ان ابحر فى بحر لا يعرف الهدوء.. وفى اقصى درجات الانهزام وخبو الهمم.. تجد شعاع الامل تتوقد من وسط الركام.
انه عشق نت طراز آخر.. لم اجد تفسير غير ان قلبى أصابه شئ من السقم. وهذا السقم مرض عضال من اصابه لا يشفى منه.. ومن شفى كان القبر رفقه.
كنت فى الخامسة والثلاثين من العمر .. حين ابتعثتنى حكومة البلد الذى اموت فى عشقها الى امريكا فى بعثة دراسية.. لم تمضى ايام حلت بالبلاد ما هو يمنع الحبيب من لقاء حبيبته ...همت فى بلاد اصلو ما معروفه وين... كانت تجربة .. اكتسبت منها الكثير من الجلد والصبر.. ومقاومة هذا العشق...وكانت ايام النضال من استطاع اليه سبيلا..
وفى حيرة المراجعات الصعبة مع النفس.. المراجعات الشخصية فى تلمس الدرب وتحديد خيارات العمر الصعبة.. بين اليأس والمقاومة.. بين الاغراء فى بلاد الحرية.. والدولار.. وبين شعارات مازال ذبذباتها تحوم حول حبالى الصوتية...
فى غياهب التيه لتحديد الخيار الصعب.. بين الانتماء للعام وهزيمة الخاص.. وبين افراد مساخة للخاص على حساب العام.. فى سجال ممنوع..
ظهر ذلك الاسود... يحمل علما ابيض.. جلست اليه ذات يوم .. وانا الذى كان تلميذه ذات يوم.. فى قاعات كلية الزراعة... .. جلست اليه.. بوقار.. اريد ان اسمع منه.. ما كنت استمع اليه من اذاعات الغابة التى تأتينا فى مبانى جامعة جوبا. الى برنامج الغبش.. نظرية المركز والاطراف.. الى اللكنة الصعبة المخارج لبعض الكلمات العربية.. وانا ذلك العجمى......
جانى حديثه.. مغاير... اقنعنى بان الطرح شبيه بما احمل.. والحلم قريب للقلب.. رأيت الاختلاف فى الكيفية.. وانا الذى خبر النضال فى الشوارع والهتاف. والاضراب السياسى.. والعمل الصبور..
كان خلاف يتلاشى حين اعتلت الجبهة لكراسى السلطة وفرض.. برنامجها بقوة السلاح...
قرب الخلاف يوم قتلت صديقى د. على فضل.. وزميل دراستي ابوبكر راسخ...وابن خالى معاوية
كان الطرخ فى لحظة.. غياب ساحة العمل الجماهيرى والنقابي.. لحظات رسم الوطن فى الذاكرة.. واستلاف النضال.. من المقاعد البعيدة... كان طرحه يتسرب الى الاوردة.. ويداد وضوحا...
وكانت قصة البطل .. القادم من زخم الغابة.. يحلم بوطن واحد.. خيارته للفقراء.. وكنبات مدارسه لاطفال الجوع....
سكن فى الخال.. اصبح حلم... وكنت كمشجع ينتمي الى فريق ما.. يقف فى المدرجات ويحمس فى فريقه..
مرت ايام الست عشر عام بوم بيوم ولحظة بلحظة.. يقترب الحلم كلما تستعر الخرطوم ويأتى الخبر.. بمظاهرة طلابية..او بوادر.. خركة... عشت الايام مترقبا....
وحين فترت اصوات البنادق من الصدام.. لاحت بوادر... رضوخ الطغاة... ترعرع امل انتهازى.. على ظلال البطل.. قررت ان احزم حقابئى واتوجه لمقر الحبيبة..
قررت ان اكون فى الخرطوم يوم ان تستقبله الافئدة المنفطرة فى عشقة.
كانت لحظة.. فى زحام يوم الحشر الساحة الخضراء تزينها.. اعلام الحركة.. الكل.. منفوخ الاوداج.. مترقب لظهور الهلال.
كنت لحظة قرار.. الانتماء.. والبقاء فى حوارى الخرطوم.. وبدء الحياة تدب.. فى خلايا المناضل الهرم..
وتهيأ للفرح.. وشمر.. للعطاء..
وكالحلم.. رحل
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
sharnobi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست