|
خلونى أتمغّى
|
صديقى فى جده ويدعى (مهلب) ، رجل جميل وفنان ومن الزمن السمح ، جمعنى به مجلس عامر قبل يومين ، وكان يحدثنى عن (مأساة) شباب السودان أبان السبعينات والثمانينات وبالذات خريجى جامعة الخرطوم ، قال لى مهلب والذى تخرج من جامعة الخرطوم فى أواسط السبعينات أن الكارثة الكبرى ، أن خريج جامعة الخرطوم ، وبالذات بعد التخرج ، يحس بأنه إنسان يختلف عن باقى الناس ، ويصيبه الغرور ، ويجىء بعد ذلك (الزمن المهدر) ، فيركن الخريج للراحة والدعة ، والتعالى على الناس وكأنه يريدأن يقول للمجتمع ، يا ناس أنا تعبت وجاهدت وقريت وخلصت الثانوى ودخلت الجامعة وإتخرجت ، وبعد كده (خلونى أتمغّى) شوية ، وتأتيه هذه التمغية على شكل ، نوم كثير بالنهار ، وخروج فى العصريات لدور الرياضة أو اللف فى الحلة ، وطبعاً الجلابية بيضاء مكوية ، وما أن تغرب شمس اليوم حتى يبدأ برامج الكلزيوم والبلو نايل ، وبعدها القعدات المرطبة والبيرة أبو جمل والجكس والمواعيد الغريبة ، والعود والوتر وألحان الليل الشجية أو الجلوس فى شواطىء النيل أو ألأتنيه وسان جيمس ، ويختم الليل بالتعريج على الشهداء وسبعة بيوت وكثير من بيوت الخناء والمواخير ، ويستمر الحال والزمن (يهدر) وصاحبنا (الخريج) ما زال فى غيه و (تمغيه) حتى يحل صباح اليوم التالى
فهل ما قاله صديقى مهلب صحيح؟؟
مجرد سؤال
|
|
|
|
|
|
|
|
|