لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

* أخي أبو الزوز أيها الراهب المعزول في صومعة العشق (القُراح) كم
أنا تجدني متعاطفاً معك ولكن من موقع اعين البصيرة و الحيلة القليلة والليد
القصيرة . لو تذكر كان دائراً بيننا سرساق حديث مباحٍ مشى خور الأرشفة كان
سقنا فيه جانباً من حياة نزار قباني و الذي وجدتُني مجحفاً بحقه كثيراً لما اختزلتُ
سيرته في موجة عداوة أفلاطونية مع صديقه اللدود / شاعنا الثائر/ محمد مفتاح
فيتورأختزلنا وصفها في مجرد صراح ( ديكة) مال بين طاووسمغرورٍ و غراب
أشعرث أغبر أجبربَ على فخذي ( فروجة) بيضاء هي غادة السمان .

* اليوم رجعت رجوع الكلب في قيئه ـ للتفتيش في دفاتري القديمة
بعد أن حصل (Break Down) ;h) بتامٍ لجهازي و فقدتُ معه
ذاكرتهاكاملة و بقيت تايه بدون زي البدون ذكرى بودون ميلاد .

الشاهد : عترت على قصاصات قديمة أعادتني والقلوب شواهد لحديثنا
عن داءٍ عضالٍ يُسمى جُزافاً عشقاً عذرياً عارماً هو بلا شك نعمةٌ مغبونٌ فبها
كثيرٌ من زمرة العُشَّاق: و لكن لا أفهم لِمَ هو رهينٌ بمآسي قساوة الهجران؟ فهو
ذلك الإمتحان الذي يسعي كل من هبَّ و دبَّ لخوض غماره و بدون مذاكرة .و
النتيجة :الأمن رحم ربي يبوؤون ب(كعكة) رسوب كبيرةٍ و فسلٍ ذريعٍ. ذلك
لصعوبة مادتين :صدق الضمير ..و قوة الولد الأمين.. و تفاني الخل الوفي .

الشاهد : عثرت في القصاصة على : قصيدة " ليل بغداد" لنزار قباني.
كان الشاعرقباني يلقى قصيدته في إحدى القاعات التي ضمت مهرجاناً شعرياً
فيإحدى ليالي بغداد عام 1962م فوقع بصره وهو يشدو بقصيدته ، إذا بخائنة
عينية تقع على فتاة غيداءَ حسناء عراقية بعمر الزهنور عمر المنى ، فاتنة
الجمال ، مليحة القوام ، فتلاقت أبصارهما مرات كانت كفيلةً بإيقعاها في قلبه ،
فهام بها.و تتطقص عنها ، فعلم أنها بلقيس الراوي ، متحدرةٌ من عائلة
محافظةٍ تعيش بحي الأعظمية في بيت أنيق ، يطل على نهر دجلة ،

فتقدم لخطبتها من أبيها ، ولأن العرب لا يزوجون من تغزل في ابنتهم،
لم يوافق ، فعاد نزار حزيناً إلى أسبانيا حيث كان يعمل في سفارة بلاده.
ظلت صورة بلقيس عالقةً بخياله ولا تغرب عن باله ، لكنه ظل يتبادل معها
رسائل العشق في غفلة من عائلتها بعد مضي سبع سنوات عاد نزار بحنين
الدم " كحنين البنعُ إلى حاملات الجِرار" إلى العراق ليشارك في المربد الشعري
و ألقى قصيدةً أثارت شجون الحضور، وعلموا أنه يحكى فيها قصة حب عميقة،

فتعاطف معه الشعب العراقي بأسره ، كان يقول في قصيدته:
مرحباً يا عراقُ،
جئت أغنيك وبعـضٌ من الغنـاء بكـاءُ
مرحباً، مرحباً.. أتعرف وجهاً
حفـرته الأيـام والأنـواءُ؟
أكل الحب من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتـها النسـاء
كل أحبابي القدامى نسـوني
لا نوار تجيـب أو عفـراءُ
فالشفـاه المطيبـات رمادٌ
وخيام الهوى رماها الـهواءُ
سكن الحزن كالعصافير قلبي
فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
أنا جرحٌ يمشي على قدميه
وخيـولي قد هدها الإعياءُ
فجراح الحسين بعض جراحي
وبصدري من الأسى كربلاءُ
وأنا الحزن من زمانٍ صديقي
وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
كيف أحبابنا على ضفة النهر
وكيف البسـاط والنـدماءُ؟
كان عندي هـنا أميرة حبٍ
ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
أين وجهٌ في الأعظمية حلوٌ
لو رأته تغار منه السـماءُ؟

* نقلت القصة إلى الرئيس العراقي آنذك / أحمد حسن البكر الذي تأثر
بها عميقاً فبعث بوزير الشباب الشاعر شفيق الكمالي مع وكيل وزارة
الخارجية ، والشاعر شاذل طاقة، ليخطباها لنزار من أبيها ، عندها وافق
والدها فتزوجا في عام 1969 ليعيشا أجمل أيام حياتهما.و بعد عشر سنوات
من الزواج والترحال قال فيها قصيدته الأشهر التي مطلعها: " أشهدُ أن لا
امرأة ً إلا أنتِ " و هي الأروع في عيون شعر الغزل الحداثيعلى
الإطلاق. و قد صدح بغنائها المُطرب العراقي/ كاظم الساهر .

.