|
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب (Re: Kamel mohamad)
|
أعمال العالم البروفيسور الأديب عبد الله الطيب الشعرية:
الكاس التى تحطمت
(ابريل 1946)
أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
ذاك الفندق الشامخ فى ليدز
ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
ذاك الهائل المرعب اذ كنا معا
أنت واليانوس والاخرى التى تصحب اليانوس
والأبصار ترمينا بمثل الرشقات
وسهاماً خانقات
فجلسنا فى قصى ثم قمنا وجلسنا فى قريب
زاخر بالنور ضاح
نتساقى روح إيناس وراح
وجدال جده كان مجناً للمزاح
والمراح
فوددنا لو مكثنا هكذا حتى الصباح
لا نرى ألحاظ لاح
قد خلعنا حذر الغربة إلأ هجسات
واضطراباً لابساً ثوب ثبات
كحياء الخفرات الحذرات الفطنات
لمح الشرَّ وأغضى النظرات
ومضى مضطربا مرتقبا متخذا زى ثبات
يتوقى الوثبات
ثم لا أنسى اذ الكأس رذوم
وإذ التبغ على النور دجون
وإذ الناس جليس وأنيس ونديم
كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للأرض وسالا
وهوى منكسراً منفطرا
واكتسى وجهك بالدهشة لوناً واستحالا
واذا الدنيا سكون
واذا الصمت اللعين
يتمطى ويرين
واذا الابواب والأنوار والسقف عيون
وحسيس هامس تسمعه الجدران والشارع والشرطى
همس واستياء
تفضح الخسة منه ويواريه الرياء
فتجلّدت على الكرسى حيناً ونسيت الشعر موزونا رصينا
وتلفتَّ إلى الأعذار منها ما يؤاتى
تنسب الشرَّ إلى الأقدار فى هذى الحياة
نبعت فلسفة منك عن الدهر الخئون
وقضاء الله اذ يسبق أوهام الظنون
تتلافى الكوب بالألفاظ والكوب تحطم
وتهشّم
وهوى يسمعه سقف وباب
أتزف العلم للسامع فالسامع أعلم
أتسب الساخط الزارى لا يغنى السباب
ذهبت كأسك كالوهم وسالت
وهوت فى الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ
ذاك المرعب الهائل ذاك الصامت الصاخب
دوّت فيه صالت
جلجلت
لا تشتم الاقدار لا يغنى السباب
ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب
لحظة غيبها ماضى الزمان
أنا لا أذكرها إلأ اعترانى
ضحك يملأ حسى وكيانى
أفلا تذكرها؟؟؟
طريق سمرقند
حبذا أنت والجبين الأغر والوريد الذى عليه يدر
قد ذكرناك يا هناة على البعد الذى دونه الزعازع قر
ووجدنا العطر الذى عند كفيك وكنا لك الغرام نُسرُّ
ما رأينا سيحان إلا من الجو وجيحان والحشى مقشعر
والجناحان يرجفان من الفولاذ كالريش والشباب يغر
وذكرناك يا هناة بتشقند وذكراك يا هناة تسر
والسباريت دون بحر خوارزم الى الصين سرها مستسر
ورأينا مدى مدينة تشقند وفيها الدخان والآجر
وأرونا ما كان قد صنع الزلزال فيها وغيرنا يغتر
والقيان اللاتى رقصن طويلا ت وفى رفرف البرانس غر
وعليهن كالجوارى من الصغد العمامات والقلانس در
والضفيرات قد بلغن الى الأكفال والسوق والصدور تكر
والخطا الساحرات والأذرع الجزلة والخز وشيه مسبكر
والثغور الحسان منهن فى بحبوحة الرقص حسنما تفتر
وامرؤ القيس ما رأى مثلما شاهدت منهن حين شاقته هر
وعظام الخدود منهن برزات من الحاجبين واللون حر
والتى أشبهتك جيداء فرعاء رداح هركولة هيدكر
ولها خنجران فى مقلتيها تشرعان القتال والحسن شر
طالما قد صبرت يأيها الشاعر والصبر لو شفاك مقر
ورأينا الرمان فاكهة الجنة والضيف قانع معتر
وحضرنا المناقشات التى طالت ومنها المكرر المضطر
وسئمنا من الغباوة من قبل ومن بعد والنفاق يُضِرُ
وحثونا التراب فى اوجه الأوغاد لسنا عن القتال نفر
وادكرناك يا هناة ادكارات وللهم عسكر مكفهر
وأغد القطار بين الطرابيل وقرى والضيم لست أٌر
والظلام الذى أطل على القفر الى النيل ليله مستمر
والغبار الذى له وحشة الخاطر تزداد هبوة مستحر
وشخوص الطغام فى عربات النوم حتى بهن ضاق الممر
والقلوص التى تحن مع الشاعر قد بان روضها المخضر
حبذا أت يا هناةُ وعيناك رءومان والمحبة بر
ووددناك والودادة من أعطية الله والرماد يُــذرُّ
وحفظنا هواك فى شعب القلب التى عن سواه ليست تفر
وذكرناك فى سباسب تكرور وللتوروا ظلال ودر
والفتاة الشقراء ذات حمامات وتدعو وصوتها ساق حر
وذكرناك فى خرائب سامرا وبغداد بردها مزمهر
وذكرناك بعدها بسمرقند ورمناك والمزار زور
وذكرناك فى القطار الذى اسرع بالقاع والزمان يمر
واليباب البعيد منزلة الساحل فى بيده الى الغاب ذر
ورأينا القطن الذى فى السرايات وفى الروض ماؤه مستقر
ورأينا النهر الذى صنع الماضون تياره مكر مفر
والليالى يخبأن بعد الأعاجيب ويا ربما القوى يتر
والتلال البعاد اذكرنك النيل وبين القلوب عهد ممر
واخضرار كريف مصر و فلاحون والارض لونها مغبر
وعلى الكون من طمانينة الفجر خشوع والشمس كادت تدر
والبيوت التى من الطين أشبهن بلادى فدمع عينى ثر
وشجتك المناظر الأزبكيات التى مس أهلهن الضر
ووجوه الشيوخ تحت العمامات وهيهات أين المفر
وتلقيننا النساء يغنين بأمر الولاة والفن حر
والمغولى حينما نفخ البوق لأعماق أمسه يجتر
والمنارات فى سمرقند أحزنك والدهر بالحوادث مر
وعفت أ{بع البروج من المسجد والرسم منه كاد يخر
وقديما كانت تنص له العيس وكانت بناؤها مشمخر
وعلى الرمل من بخاتى أهل النهر ركب الى الحجاز اسبطروا
يا خليلى عللانى بكاس تطرد الهم فالطواغيث سروا
إن ذات الجبين والحاجب الصلت لها بالجمال طرف طمر
ولها فى فؤادك الخلد والكوثر والسلسبيل والعبقر
حبذا أنت واسلمى وتباركت وبوركت والهوى لك غرُّ
والقناديل فى مُحياك والفتنة عيناك والرماح تجر
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب | Kamel mohamad | 04-17-06, 05:37 PM |
قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية : | Kamel mohamad | 04-17-06, 05:57 PM |
Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية : | Kamel mohamad | 04-17-06, 10:48 PM |
Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية : | Kamel mohamad | 04-17-06, 10:49 PM |
Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية : | Kamel mohamad | 04-18-06, 01:01 AM |
Re: قراءة في دواوين عبد الله الطيب الشعرية : | Kamel mohamad | 04-21-06, 11:04 PM |
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب | Mohammed Haroun | 04-22-06, 01:02 AM |
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب | Kamel mohamad | 04-22-06, 12:02 PM |
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب | Kamel mohamad | 04-22-06, 12:18 PM |
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب | Kamel mohamad | 05-07-06, 11:46 AM |
Re: من رواد الفكر السوداني : سيرة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب | Kamel mohamad | 05-08-06, 02:36 PM |
|
|
|