|
Re: مقامات الشتاء الدافئ (Re: الجيلى أحمد)
|
صباح اليوم التالى صفا الجو..الاغصان محملة بالثلج لايحرك لها الهواء ساكن والشمس البعيده تتسلق القمم البيضاء فينهزم ظلها رويدآ رويدآ..وضوء الشمس بعد معركة الظلال يصل الارض متعبآ خال من الدفء والوهج. تناولنا القهوه على الجسر المقوس..بعض الاطفال والصبيه يتزحلقون على الجانبين حيث الجسر قائم يشطر البحيره المتجمده الى نصفين.. اخذ الاصحاب ايضآ فى التزحلق..وقفت كيلى فى طرف البحيره..لوحت بقبلات على الجهات الاربع كأنها تحيي جمهور ثم انطلقت بسرعه الى المنتصف ..رفعت احدى رجليها خلف ظهرها ثم شبكت كلتا اليدين حول القدم المرفوعه واصبحت تعتمد على رجل واحده ثم رفعت رأسها فى زاوية مستقيمه ..صفقنا لها وتعالى صفيرنا..وهى تنزل قدمها الى الأرض تعثرت وسقطت..اسرعنا نحوها لكنها قامت وهى تضحك..توقف الاطفال حينآ ;رفعوا كتفوهم ومطوا شفاههم ثم عاودو التزحلق بنفس الرتابه ..ملابسهم نظيفه لامعه وعيونهم كعيون كل الأطفال لكن دهشتهم مختلفه ..اطفال شبيهين بطقس المنبت.. جلست على حافة الجسر ارشف من القهوه البارده وتمعنت فى طفولتى... اشجار النيم الضخمه فى فناء المسيد ورجل قصير ذو لحية بيضاء يحمل سوط طويل حين يخطئ احدنا يصل طرفه نواحى اجسادنا بدقه وكأن على اطرافه مجسات الكترونيه..فى ايدينا الالواح وترهق عقولنا محاولات بلوغ شاطئ الكتابه..ويصل اول (سوط) لاتجعل اللوح يتسخ ..ثم السوط الآخر اكتب فى خط مستقيم..ومن بعد كيف تنون وترقم الآيات..نضع الالواح على جزع شجرة النيم الكبيره ونتصارع ثم نتبارى من يبلغ الغصن البعيد ويفوز بربطة التمر.. تمضى الحياة وترآ ثم يقول جدى وهو يردفنى خلفه على جواده - الآن وقد اتممت حفظ القرآن ستبقى معى فى المسيد.. جدى يحبنى لكنه يتوجس من احلامى..ونحن على اطراف الجروف قلت له اننى رأيت فى نومى يدآ تفتح صدر مؤذن المسجد وتنزع قلبه.. فعاد بى الى المسيد وغسل رأسى بماء ابريقه وتمتم بدعوات وهو يمرر مسبحته الطويله على اطراف جسدى.. وتمضى الحياة وترآ آخر وذات يوم ماطر فى موسكو بداية التسعينيات بالقرب من سفارة بلادى نادى على احدهم باسمى واسرع نحوى يطوقنى بسلام حار.. فتبينت انه صديق قديم من ايام الخلوه ...تناولنا الفودكا فى مقهى على الطريق وهو يخبرنى ان فلانآ من ايام الخلوه يبيع الخضار فى السوق..وفلانآ اصبح مهندسآ ..وصديقى الاثير فلانآ اصبح جبهجيآ لعينآ يتاجر بالدين والقمح والسكر ..وان مؤذن المسجد مات إثر سكته قلبيه...
اخترت طريقى ومات جدى..ومضت الحياة فى رحلتها نحو المجهول.
خسرت الشمس معركة الظلال..والسحب القريبه فازت بالقمم ومنتصف السماء..رائحة المكان اشبه ببيت شعر شارد وكيلى فاكهه نضجت لتوها وسقطت من اطراف الجنه.. احسست بالفونسو خلفى يقول - تبدو شاردآ..هيا سنمشى نحو العربات ونعرج على محطة القطار فالعجوز الايطالى سيكون فى انتظارنا. ونحن نهبط الطرقة قالت لاتيشيا بمرح - فى المساء ستأتى بعض صديقاتى وسنقيم حفلآ فى ساحة المنزل..
الجرافات ازاحت الثلج الى جوانب الطريق..والطرقات الدائره حول الجبال بدت ككم الاسئيلة التى اذدحم بها رأسى عن عن شكل المساء تحت سماء لانجوم لها او قمر..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-05-06, 02:33 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-05-06, 04:50 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-05-06, 07:27 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-06-06, 03:29 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | khaleel | 04-06-06, 04:01 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-06-06, 07:34 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | عبدالكريم الامين احمد | 04-07-06, 07:25 AM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-07-06, 04:18 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-07-06, 02:38 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-07-06, 02:43 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-07-06, 07:32 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-08-06, 02:20 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-08-06, 02:47 PM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-09-06, 10:32 AM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-09-06, 10:37 AM |
Re: مقامات الشتاء الدافئ | الجيلى أحمد | 04-16-06, 04:54 PM |
|
|
|