|
Re: لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم * الثورة بين الفثور والنثور والبثور (Re: abdelfattah mohammed)
|
الجزء الثاني من المقال :
بسم الله الرحمن الرحيم لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم الثورة بين فثور التجربة ، ونثور الذات ، وبثور الأنانية
الجزء الثاني
بقلم : عبالفتاح محمد إبراهيم عثمان [email protected]
تناولت في المقال الفائت ( الجزء الأول ) جمل متعددة من الفثور والنثور والبثور وإختتمت ذلك المقال بقولي : أن كثيرون من أبناء الأقاليم الأخرى في الثورة ( بخلاف دارفور ) بدأ ينتابهم شعور بالإحباط واليأس جراء ما يلحظونه على الرغم من إسهامهم مع غيرهم في إرساء دعائم الثورة في هذه الجزئية من المقال سأتناول بشيء من الإسهاب شعارات ( الوطنية ) التي تعني محاربة القبلية ،و( القومية )التي تعني محاربة الجهوية ، ومدى المفارقات بين الإتجاهين مع إستجداء إمكانية الإستفادة من المقولة المأثورة : ( الثورة تأكل بنيها ) أو ( النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكل ) أو ( فاقد الشيء لا يعطيه ) وصولاً إلى عنوان المقال : لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ، عار عليك إذا فعلت عظيم فالوطنية هي تفكيك بنية الوعي القبلية لصالح المواطنة وهي محاربة الإستعلاء ـ أياً كان قبلي أو عرقي ـ والقومية هي محاربة الجهوية ـ أياً كان شكلها سواءً عنصرياً أو تكويناً بيلوجياً ـ ولعل العلائق والروابط بين ( الوطنية والقومية ) بحيث أنها تكمن في إنطلاقتها من أرضية مشتركة ويجمع بينهما قاسم مشترك ( الوطن ) ومن الضرورة بمكان أن يرتبطا إرتباطاً وثيقاً عتيقاً لطالما ظلا ردحاً من الزمن مترادفين في أقنعة القوى السياسية السلمية والمسلحة وما دفعني لإستعراض مفهومي ( الوطنية ـ القومية ) هو شعور كثيرين ـ كذلك ـ من أبناء دارفور في الثورة بأن ( الثورة ) هي ملك لهم دون غيرهم ، وقضيتها الرئيسة والمركزية هي ( دارفور ) وليست كل قضايا الهامش السوداني ، أما بقية أبناء أصقاع السوداني المختلفة الموجودون معهم في الثورة ماهم إلا مكياج يزين لهم ( الثورة ) وبذلك يمنحها مشروعية القومية ، وهذا الإحساس والشعور المغلوط هو ما إنتقص ـ ولايزال ينتقص ـ من ( الثورة ) وكذلك ينتقص من أرصدتها كما ذكرت في الجزء الأول من سلسلة هذه المقالات ولعل شعور أبناء الأقاليم الأخرى ـ في الثورة ـ بحتمة أو ضرورية التناثر ـ أي النثور ـ عن الثورة ، يوضح لك بجلاء حجم التخبط المفاهيمي لجزء من أبناء دارفور في الثورة ، لأن نظرتهم إلى الثورة من منظور جهوي وذاتي ومن زاوية ( إني انا حيث إنني في أنا ) أضرت بالشعارات كثيراً ، ولا يوجد أحد ـ كائناً من كان ـ أن يصدق أن أبناء الأقاليم الأخرى ( بخلاف دارفور في الثورة أن يكونوا ( تمومة جرتق ) كما يقول المثل الدارفوري الشهير ، أو ديكور ، بل ينبغي ـ أو على الأحرى يتوجب ـ أن يشاركوا مع غيرهم في إدارة دفة ( الثورة ) دونما إعارة أدنى إهتمام للجهوية والقبلية التي تكاد وما فتئت تفتك بوحدة هذا الوطن ( السودان ) فالنثور أو التناثر عن/من الثورة ، وفقدانها للثوب القومي بما لا يدع مجالاً للمساورة يؤكد مقولات ( الثورة تأكل بنيها ) وكذلك النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكل ـ على الرغم من وجود ما كان ينبغي ان تأكله النار ـ نار الثورة ـ كان الجدى ان تأكل النظام الجاثم على صدر الشعب دون تفويض من الشعب وكذا تؤكد مقولة فاقد الشيء لا يعطيه ، ففاقد الوطنية لا يمكن ان يتأتى بها وينطبق هذا على القومية أيضاً ، إلى أن يخيل لنا صدق قول الشاعر :
( لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم )
وحينئذ/ذاك يعض الشعب السوداني بنان الندم على دعمه للثورة وإلتفافه خلفها/معها ، لأنه كان ينظر إلى الثورة بإعتبارها الماء الذي يشفي غله ويسقيه ويرويه ، وعندما وصلها ـ أى الثورة ـ وجدها كسراب بقيعة حسبت من الشعب الظمئان ماءً ، فالآن حصص أن نقول لأبناء دارفور في ( الثورة ) إصحوا وإستيقظوا من نومكم وأدغاث أحلامكم وإتركوا بثور الأنانية وحب الذات وإدخضوا القبلية والجهوية ، وآن الأوان أن يكون كل مهمش عضوا في جسد ( الثورة ) الواحد من أجل كل الهامش لا دارفور فحسب
وللحديث بقية ، وفينا شيء من حتىwww.abdelfattah.blogspot.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|