|
Re: مسارب الضي -جبهة واسعة لقوى الإستنارة : ولكن بشرط! (Re: Adil Isaac)
|
لن يغير كثيراً من العقل المسلم في وضعه الراهن إستخدام أساليب الترهيب والترغيب أو تطويع المؤسسات الحالية وإجبارها على إحناء رؤوسها لبعض الوقت، كما لن يحول من تمدد هذا العقل إرساء نظام علماني، أو نشوء مؤسسات ديمقراطية، أو مطالبة الأنظمة القائمة في منطقة الشرق الأوسط فتح أبواب الحريات، على أهمية ذلك، حيث لن يدخل عبرها غير أشباه كهنة القرون الوسطى.
نعم أخي جمال... فما أشرت إليه عاليه عين الحقيقة ... لكن يظل التحدي ماثلا ... كيف نؤهل مجتمعنا لإختيار ديمقراطي موفق ... على خلفية هذا الركام الهائل من التاريخ ومن المؤثرات التي تستحضر التخلف وتجمله ... أكثر من أن تتماهى فى العصر وتأخذ بسبله وتتوخى فرضياته .
لا أرى طريقا مختصرا هنا... وهذا إن حدث فسيكون خصما على المشروع الديمقراطي وفى إتجاه تجميده أو الإلتفاف حوله ... بإعتبار عدم جاهزية القاعدة الإجتماعية لإختيار راشد ... ليكون البديل هو التدابير الفكرية والسياسية السلطوية ذات الطابع الشمولي ... وبالتالي إستبدال الأزمة بأزمة ... وقمع بآخر ... ناهيك عن تماثل هذه الطريقة مع المشروع الأمريكي لدمقرطة الشرق الأوسط الكبير ... وهو مشروع فطير مفضوح يرعى المصالح الأمريكية أكثر من مصالح شعوب المنطقة ... وهو مشروع مرهون بصعود القيم والثقافة الغربية فى المجتمعات المشرقية ... وهنا غلاب تاريخي جبار ... لا يجدي معه الدهم ولا التبليع ولا حرق الأرض بمن فيها كما يحدث الآن .
قوى الأستنارة هي الوسيط الموضوعي بين مجتمعنا والعصر ... وهي صاحبة الرسالة الأهم فى هذا الظرف التاريخي لأمة تمور حتى أحشائها ومفاصل تكوينها ... وهذه الرسالة تخرج عن أنماط الخطاب السياسي المعهود ... لتتولى الأمر على هيئته الثقافية كما قيضها المجتمع ... وهي بهذا رسالة ثقافية بالدرجة الأولى ... لا تتعالى على المجتمع ... لكن تلح على تغييره ... ولا تغيره بأجندة سياسية مباشرة ... وإنما بإعادة تأهيل المحتوى الثقافي للمجتمع ... بإعتباره مصدرا للقيم والأخلاق والإرادة السياسية كذلك ... لا بد أن نتواضع إلى هذا الواقع ونمسك بأسباب تغييره وإستنهاضه دون بتر ودون تلة إلى الوراء ... ويا لها من مهمة .
التنوير الدينى عامل هام وأساسي فى هذه الرسالة ... ولمساتك أخي جمال تشي بإمكانية رصد العقل السلفي وخض محتواه وإفراغه على الأرض ... ما دمنا قادرين على توفير محتوى أفضل ومنطق أرفع وأقبل ... وهو بهذا لا يعود شرطا فحسب ... وإنما مهمة جوهرية لا غنى عنها .
ليت هذا الحوار يتصل على الأثير ... لتقوم هذه الجبهة على الأرض .
|
|
|
|
|
|
|
|
|