يا ســــــودان : هز اليك بجذع البحث العلمى يتساقط عليك تقدمآ .....و..... رقيآ

Quote: قبل عدة أعوام قرر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن يستخدم في الوزارات الحيوية (من وجهة نظره) الخبراء بدلاً من السياسيين . فكان أن ضم الى طاقم حكومته وزيرين في و زارة المالية و وزارة العلوم والتكنولوجيا . استدعى الرئيس الباكستاني البروفيسر عطاء الرحمن من معهد أبحاث الكيمياء الذي كان يرأسه في كراتشي ليعرض عليه تولي وزارة العلوم والتكنولوجيا . قَبِل البروفيسر العالم هذا التكليف الرئاسي لكن بشروط !! كان أهمها أن تُضاعف ميزانية الوزارة . و في خلال عام واحد قام الرئيس برويز مشرف بمضاعفة ميزانية وزارة العلوم والتكنولوجيا الى 6000 (سته الآف) ضعف تشكل الآن حوالي 1% من مجمل ميزانية الدولة . بل إن البرلمان الباكستاني أقر بعد ذلك مشروعاً يؤدي الى رفع هذه النسبة الى 5% من مجمل الميزانية في خلال السنوات الخمس القادمة . ولأن المقام لا يتسع للحديث مطولاً عن ما يجري في مضمار العلوم والتكنولوجيا في هذا البلد الإسلامي فسوف أوجز أهم ما قامت به وزارة العلوم و التكنولوجيا في شكل نقاط : 1- ثشجيع الخبرات المهاجرة والأجنبية على العودة والعمل في باكستان وفق برنامج يهدف لنقل التكنولوجيا المتقدمة للبلاد . و تقوم الوزارة بدفع راتب مغري للباحث يتراوح بين 2000- 4000 دولار أمريكي وبتجهيز معمل متكامل له . 2- إلزام جميع الجامعات برفع مؤهلات كوادرها العاملة في أطقم التدريس الى درجة الدكتوراه على نفقة الدولة . 3- توفير الدعم المادي اللازم .. بل - وبحسب رأيي - الأكثر من اللازم .. لكل الباحثين العاملين في جميع الجامعات و مراكز البحوث العلمية . 4- إلغاء جميع الضرائب و الجمارك والعوائد .. الخ.. المستحقة للدولة على جميع ما تستورده الجامعات و مراكز الأبحاث من أجهزة أو مواد . 5- توفير خدمات الإنترنت (السريع) مجاناً لجميع مراكز الأبحاث و الجامعات الحكومية أو الخاصة. 6- توفير إشتراك مجاني في أكثر من 20000 (عشرين الفاً) من الدوريات العالمية عبر شبكة الإنترنت ولجميع مراكز الأبحاث و الجامعات الحكومية والخاصة . 7- إطلاق خمسة أقمار صناعية تستخدم حالياً بواسطة الجامعة الإفتراضية الباكستانية (Virtual University) لبث برامجها التعلمية عبر العديد من القنوات التلفيزيونية التعليمية المتخصصة و على مدار الساعة . 8- إستبدال النظام الوظيفي في الجامعات البكستانية بنظام ال (tenure-track) والذي قد يصل راتب البروفيسور بموجبه الى 2000 (ألفي) دولار أمريكي ، و هو ما يعادل أربعة أضاف راتب الوزير الإتحادي في الدولة . 9- زيادة ميزانية الجامعات و المراكز البحثية و رفعها لعشرات الأضعاف . هذه النقاط لخصت بعض ما يجري في باكستان في مجال التعليم العالي و البحث العلمي . و أحسب أن هذا الغيض ربما يكون كافياً لإعطاء فكرةٍ وآضحةٍ عن ما يدور في العالم من حولنا ، و خاصة في دول العالم الثالث التي ما فتئت تحاول جاهدة لكي تلحق بركب الأمم . ومن المؤمل وهذا جهدها أن تستطيع ذلك و ربما في فترة زمنية قياسية . لقد وآجهت الباكستان من قبل تحدي القوة ، فاصبحت بفضل الدراسات و الإستراتيجيات و السواعد الوطنية ضامنة لامنها الإقليمي . و ها هي الآن تدرك أن التحدي القادم هو التحدي العلمي و الإقتصادي و تسعى جاهدة لمواجهته بالدراسات و الإستراتيجيات و العقول الوطنية كذلك . و السؤال الأهم هو متى سوف ندرك نحن في السودان تحدياتنا ومتى نواجهها – مثل بقية العالم - بالدراسات و الإستراتيجيات والعقول و السواعد الوطنية ؟