|
كـم أنــا حزين ... غـادرت روشــســتر مينيســوتا
|
بعد ست سنوات هي عمر إقامتي بها. وفي مطلع الأسبوع قبل الماضي ، غادرت و معي أســـرتي روشــســتر - مينيسوتا المدينة التي أحببت و التي بهــا تعلقت وإرتبطت رباطــاً وثيقــاً
وما حب الديــــار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
أهدوني وهم يودعوني لوحة جميلة .. عليها صوراً لنا في بعض إحتفالاتنا المتعددة و عليها توقيعهم جميعهم ، کإجمل و أحلي ذكري أحملها معي لأجمل أيام قضيتها معهم و بينهم.
لم أكن أكثرهم نشاطا ولا أوفرهم حكمة ... ولم أكن أكبرهم سناً فأستحق زعامتهم ولا أصغرهم سـناً لأكون خادمهم، لكنهم إختاروني لقيادة نشاطهم و لقبوني - وأنا كاره - بالريس
فكنا جميعاً و كانت نشاطاتنا الإجتماعية - أضخم من حجمنا و عددنا - تناقل الناس أخبارها و جاءونا وافدين من كل حدب و صوب، معنا يسمرون و يسهرون و يتآنسون و يطربون و يلعبون االكرة الطائرة و كرة القدم و الحريق و يحضرون ندواتنا و نقاشاتنا. و منا إنتقلت العدوي شرقاً و غرباً إلي كثير من جيراننا من السودانيين، و صار برنامج ((عيدية الأطفال)) البدعة الحسنة التي إبتدعناها سنة تمارسها معظم الجاليات السودانية في المنطقة.
أغادر روشستر و أنا حزين، لأن فيها إخوة لي و أخوات يعز علي أن أفارقهم، وأخشي ألا يجود علي الزمان بمثلهم
فمعــاً صنعنا روشستر التواصل و التلاحم الإجتماعي و النشاط الذي لايهمد
روشستر التي تواصل معها و صادقها المبدعون: الموصلي و ماهر تاج السر و سامي المغربي و ريحان و عجبنا و عبد الله و محمود وإيمانويل و ياسر مبيوع - الذي أدمنا إبداعه ، و غيرهم
روشستر التي جذبت إليها صديقنا الطيب بشير فإنتسب إليها و قال عنها : في روشستر تذكرت أني مذيع وعادت علاقتي بالمايك
روشستر التي تنافس السودانيون فيها علي الإبداع فظهرت بها ثلاثة قنوات تلفزيونية حافظ (ساك)، وعاصم و سارة (سات)، وجيمس(نيو سودان).
روشستر سارة منصور المرأة الأكثر إثارة للجدل، اأختلف معها وأقف بعيداً عن موقعها (سودانيزأونلاين دوت أورغ ) ولكننا نتبادل الإحترام، وقد ودعتنا كما يودع الصديق صديقه و الجار جاره - فجاءتنا بزوادة الطريق و ساهم عاصم زوجها في تستيف عفشنا ، ثم ودعتني بمقالة في موقعها الإلكتروني، بعنوان روشستر تتوشح السواد في وداع خالد الأيوبي و أسرته ، كتبت فيها :
لا أعلم في الحقيقه من أين أتيء بالكلمات وانا في لحظات الوداع الحزينه هذه والتي كم كرهتها كثيراً ولكنها سنة الحياة ... لقاء وفرح فوداع وحزن ... هكذا تسير الدنيا وللأسف ها نحن نختم أجمل اللحظات بأسوأها في وداع أسرة رائعة كأسرة خالد النبيل وأميرة الأميرة وديمة وهوكي وتوكي ... والله العظيم طعم الفراق حنظل ياأميرة ومكانك سيظل شاغر ياخالد وأطفال روشيستر يصبحون أيتام بدونك مع إطلالة كل عيد .... وفي الختام .. وليته ليس كذلك .. أحب أن أعبر عن صادق شكري لخالد وأميرة لأخلاقهما النبيله والعاليه وحسن تعاملهم مع الجميع فتركوا خلفهم أجمل ذكرى لأروع أسرة .... أمنيه وتفاؤل ليست لي انا وحدي بل للجميع هي عودتكم ولو للزيارة والسلام ... ما اصعب الفراق وما امر دموعه وما اطول لحظاته نلتقي ونفترق ولايبقى لنا سوى الذكرى التي نسطرها في دفتر ايامنا لتظل زهرة فواحه تبث اريجها في جنبات الفؤاد ... جمعنا الله بهم في الدنيا على خير وفي الاخرة في اعلى الجنات ... ========== إنتهي مقــال ســـارة ====
وأنا أغادر روشستر متوجهــاً إلي فرجينيا العاصمة - جوار البيت الأبيض - أنتهز هذه المناسبة أحيي أصدقائي بروشستر مينيسوتا و أهديهم هذه المقالة التي كتبتها قبل عامين في سودانيزأونلاين
بين ملعب القولف وزريبة العربات الخردة .... أقمنا وطناً - -
|
|
|
|
|
|
|
|
|