|
|
 Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي (Re: نورالدين عطا السيد)
|
مسرحية يخت الرئيس – الفصل الأخير
حضر الرئيس هذه المرة إلى الاجتماع مرتدياً الزي السوداني كاملاً و يتدلى من عنقه ملفحة الجبهجية المعروفة – مثل كوفية الفلسطينيين – تحت العباءة الفضفاضة والعصا الأنيقة في اليد , وبعد المراسيم المعتادة من قراءة قرآن و إنجيل خاطب المجلس قائلاً : لقد بلغني رسمياً أن اليخت قد استوى وعام في النيل بفضل الله وعمل مهندسينا الأكفاء مما يعد فخراً للإنقاذ والوطن , وأهنئكم وأهنئ نفسي بهذا الإنجاز .
وهنا رفع وزير الأوقاف يده وطلب الكلمة .
وزير الأوقاف : الحمد الله حمداً كثيراً فبرحمته وتوجيهات الرئيس الحكيمة استوى يختنا على نيلنا الخالد وقد نحرنا الذبائح وفرقنا الكرامة على الفقراء والمساكين ولم يتبق إلا أن نقيم الاحتفالات بهذه المناسبة السعيدة واقترح أن يقام حفل كبير في العاصمة القومية وندعو له رؤساء الدول الأفريقية الذين حضروا مؤتمر الخرطوم وكذلك رؤساء الدول العربية .
وطلب الكلمة وزير المالية : أرى أن تكلفة الاحتفالات كبيرة جداً وإن كان لا بد فلنقصر الدعوة على رؤساء الدول الأفريقية لأن رؤساء الدول العربية سيركبون اليخت في المؤتمر الذي سيعقد قريباً , وحتى الدول الأفريقية أرى الاقتصار على الدول المجاورة مثل مصر وكينيا وأوغندا وأثيوبيا وكذلك إريتريا لدعم تحسين العلاقة معها بعد الجفوة .
وتكلم وزير الطاقة والتعدين قائلاً : بالنسبة للتكلفة المالية يمكن أن نصرف على الاحتفالات من الدخل السري من النفط .
تدخل وزير الحركة الشعبية قائلاً بحدة : أنينا ( نحن ) هسه عرفنا نصيب بتاعنا من بترول راح سمبلة ساكت وحكومة أكل نصيب بتاعنا – أنينا دايرين حساب على داير جنيه لقروش بتاع جنوب وكم هو كمية البيطلع بالضبط من البترول .
وزير الطاقة والتعدين : سيدي الرئيس . اعتذر عن زلة لسان غير مقصودة وأنا أعنى بالدخل السري من البترول هو المبالغ المجنبة للصرف على أشياء حساسة مثل الأمن والدفاع والمؤلفة قلوبهم والمعلومات .
وزير متوالي : سيدي الرئيس . هل الأخ الكريم يقصد بالمعلومات التجسس وعلى من , وأيضاً من هم المؤلفة قلوبهم ؟
وزير الطاقة والتعدين : أذّكر الأخ الكريم بأنه ليس كل ما يعرف يقال وذلك لمصلحة البلاد العليا , والأخ يعرف جيداً من هم المؤلفة قلوبهم من السياسيين ولا داعي للإفصاح أكثر من ذلك .
وزير الأوقاف : اقترح منعاً للإحراج لأن نلجأ لصندوق الزكاة وصندوق المعاشات لتمويل الاحتفالات , وما سيجد من يخوت لاحقة كالاثنين اللذين يجرى صنعهما حالياً في الصين , ولا سيما أننا اكتسبنا خبرة من اليخت الأول , فنتلافى السلبيات , ولنا أن نفتخر بمهندسينا الأكفاء في النقل النهري وخلافه الذين عوموا اليخت الأول .
المستشار الجنجويدي : سيدي الرئيس اقترح أن تقوم قواتنا المسلحة والقوات المساعدة بحملات جديدة على المتمردين في دارفور وتستولي على الماشية ومن بيعها تتوفر لنا سيولة مالية , وخاصة أن الطلب صار كبيراً على لحوم الماشية والجمال بعد ظهور أنفلونزا الطيور في الشقيقة مصر .
وهنا علت أصوات وهمهمات احتجاج ونقاط نظام من وزراء الحركة الشعبية وبعض الوزراء المتوالين .
الرئيس : النظام النظام يا أخوان . امنعوا الكلام
يسود الصمت بعد توجيه الرئيس ويقول : شايف السيد مستشار الخارجية رافع يده . أتفضل
مستشار الرئيس للخارجية : أرى أنه من الأحسن أن نوجه الدعوة إلى جميع الدول العربية والأفريقية وسأتولى بنفسي إيصال الدعوات مندوباً عن الرئيس .
الوزير الجنوبي : مع احترامي ليك افتكر أنه دعوة زي ده يقوم بيه وزير خارجية وأنت كفاية عليك لما كنت وزير خارجية دورت في دول عالم كله .
هسه ندى فرصة لوزير خارجية جديد يدور هو كمان .
وزير الدولة للخارجية ( منسق الدفاع الشعبي السابق ) : سيدي الرئيس . أرجو حسماً للخلاف أن يقوم السفراء في الدول المدعوة بتوجيه الدعوة , ولا داعي لتكليف وزير الخارجية بهذه المهمة البسيطة , وكمان توفير النفقات , وإن كان لا بد منها لا بأس من قيام أحد وزيري الدولة بالخارجية , ولا أقصد نفسي , بالسفر لبعض الدول الصديقة جداً لتوصيل الدعوة .
وتدخل وزير الحركة الشعبية محتجاً – نقطة نظام , نقطة نظام
وزير الحركة الشعبية : سيدي الرئيس . يعني كلام ده تحيز ضد وزير خارجية جنوبي , ليه ما يدور زي وزير شمالي بتاع خارجية زمان ؟
الرئيس زاجراً الوزير : الكلام القلته ده مستفز واطلب من الوزير سحبه , انحنا ما عندنا تفرقة بين الوزراء وخاصة بعد اتفاقية السلام وهدفنا أن نجعل الوحدة جاذبة للأخوة الجنوبيين بعد الفترة الانتقالية .
والآن الكلمة لوزير الدفاع .
وزير الدفاع : ( مبرطماً ) يا أخوانا روقوا المنقه وعفوا لاستخدام هذا التعبير الشعبي ولكن كلنا من الشعب واليه , وكما قال الشاعر :
إذا لم يكن من الموت بد فعار عليك ثم عار أن تموت جبانا
ويمكن أن نحل الإشكال بإصدار الأوامر لأربعة أو خمسة طيارات من سلاحنا الجوي وعلى متنها مناديب من الرئيس لتوصيل الدعوات لمستحقيها في ساعات معدودة .
الرئيس : نعم وزير التأصيل . عندك شنو ؟
وزير التأصيل : يسعدني أن اخبر مجلسكم الموقر بأننا عملنا الاحتياطات و الترتيبات اللازمة لسلامة اليخت فقد ثبتنا الفكي حاج منزو راجل مايرنو للاستمرار في مهمته واشترينا كمية كبيرة من بخور التيمان لتبخير اليخت بصفة دائمة من عين الحسود وكيد الكائد وكذلك احتياطاً لليخوت الجايه لسلامتها , وقد فعلت ذلك بمشاركة أخوى الكريمين وزيري الأوقاف والثقافة .
الرئيس : بارك الله فيكم . أيوه الأخ وزير الحكم الاتحادي . أتفضل
وزير الحكم الاتحادي : اسمح لي سيدي الرئيس لأن ارجع لحديث مستشار الرئيس السياسي , وأنني أجد العذر له على شفقته واثمن له مساهمته في القضاء على التمرد في دارفور مما سموه زوراً وبهتاناً إبادة جماعية وتطهير عرقي , ولكن الفت النظر هنا إلى أن ما تفوه به لا يقال هنا وإنما يقال في داخل الغرف المقفلة والجلسات الخاصة لأن مثل هذا الكلام يعطي إشارات سالبة عن موقفنا في دارفور ويعطي الفرصة للكيد لنا من المنظمات العدائية للإنقاذ مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش , وكذلك الخونة والكائدين والصائدين في الماء العكر , وأيضاً يعطى ذريعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمريكا لمزيد من التشدد ضدنا .
الرئيس : ده كلام مظبوط , اشطب كلام المستشار من المحضر .
يرفع المستشار الجنجويدي يده وقال بعد أن أذن له الرئيس .
المستشار الجنجويدي : والله ما قصدت إلا الخير وإنما الأعمال بالنيات وأقول كما قال الشاعر :
أمرتهم أمري بمنعرج اللوآء ولم يعرفوا الكلام إلا في الغد ( بيت الشعر خطأ )
الرئيس : خلاص نقفل باب النقاش في الموضوع ده وأنحنا حنوصل الدعوات بطريقتنا . دحين حسه نشوف لجنة تسمية اليخت توصلت لشنو , فليتفضل رئيس اللجنة .
مساعد الرئيس ورئيس اللجنة : سيدي الرئيس . لقد تشعبت الآراء وتشابك النقاش , ومازال البحث جارياً لأنسب الأسماء .
الرئيس غاضباً : يعني ما توصلتوا لحاجة ! ده لو كان تسمية ألف مولود كنتوا سميتوهم خليك من تسمية يخت واحد . على أي حال أنا بعفيكم من المهمة واقرر بصفتي الرئاسية وصلاحياتي الدستورية تسمية اليخت باسم يخت السودان .
وزير الشباب والرياضة : داخلاً في الخط وصائحاً بفرح طفولي مبالغ فيه :
سيدي الرئيس : هذا توفيق من الله فلدينا كأس السودان لكرة القدم ولدينا الآن يخت السودان من بين اليخوت الدولية .
وهنا قاطعه وزير الأوقاف , الله أكبر . الله أكبر , وتبعه بقية وزراء الجبهة مهللين مكبرين وهم يرفعون عصيهم عالياً ومن لم تكن لديه عصا رفع المسطرة التي أمامه أو يده عالياً في الهواء .
الرئيس : الحمد الله , وسننتظر في تسمية اليخوت الجايه من الصين في حينه أن كان لنا في العمر أو الحكم بقية بإذن الله .
وهنا قال الوزير المتوالي المشاغب لجاره المتوالي : الله يستر من الجايات , وضحك ضحكة خبيثة .
الرئيس : مخاطباً الوزير بغضب شديد : أنت ما داير تبطل حركاتك دي , حسه بتضحك لييه ؟
الوزير المتوالي : عفواً سيدي الرئيس . أنا ما قاصد حاجة لكن بضحك من فرحتي لخلاصنا من مشكلة اليخت .
وزير متوال آخر لزميله : أهو انتو كده مع ناس اللجنة زعلتوا الريس مننا وما مستبعد بحماقته يعمل تعديل وزاري ويطلعنا بره وخاصة الفاتحين خشومن للتوزير كتار من المؤلفة قلوبهم ومن الجماعة القدام والله يستر .
الرئيس : والآن مضطر أترك الجلسة برئاسة النائب وذلك لتواجد النائب الأول بجوبا لتناقشوا بقية بنود الأجندة , وسأذهب لافتتاح مؤتمر الأمهات المرضعات الذي تنظمه اتحاد نساء السودان تحت شعار ( الرضاعة من الثدي هي الأفضل ) الله اكبر – هللويا .
هلال زاهر الساداتي - القاهرة
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-11-06, 07:05 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | مجدي شبندر | 02-11-06, 07:56 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-11-06, 08:38 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | ابوعسل السيد احمد | 02-11-06, 09:55 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-12-06, 03:57 PM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | البعيو | 02-13-06, 00:39 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | مجدي شبندر | 02-13-06, 08:13 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-18-06, 08:07 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-14-06, 05:09 PM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-18-06, 07:53 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-20-06, 03:33 PM |
 Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-21-06, 08:30 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي)1-2-3(/ هلال زاهر الساداتي | نورالدين عطا السيد | 02-21-06, 08:39 AM |
| Re: مسرحية قصيرة ـ يخت الرئيس من الخيال الواقعي)1-2-3(/ هلال زاهر الساداتي | ابوعسل السيد احمد | 02-22-06, 03:04 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست