|
Re: 26 ينـايـر .. المهـدي العظـيم يمنحنـا وطنـا وهـويـة (Re: إسماعيل وراق)
|
Quote: وفي ذاك اليوم كان ميلاد وطن وهوية.. شكراً لك أخي الحبيب على فتحك هذه النافذة وتذكرينا بيوم خالد من أيام السودان وبأبطال دفعوا الغالي والنفيس من أجل الدين والوطن. |
عـزيـزي وراق ... التحـايا والود ...
أجـل فقـد استطـاع المهـدي الامـام فـي ذاك اليـوم أن يمنحنـا وطنـا وهـوية .. مجـدا وحـريـة ..
ولكن أنظـر إلينـا اليـوم : سـترى العجـب العجـاب ، سـترى كيف إضعنـا مـلامح أول وأعظـم ثـورة تحـررية فـي تـاريخـنا الحـديث ؟ سـترى كيـف انقلـبت الآيـة ، فصـارت دارفـور العـزيـزة نقطـة مـن خـلالها يـدخـل إلينـا الأجنـبي ، بعـد أن كـانت مـركـز التحـرر الوطـني ، ومـركـز العـزة والفـداء ... أنظـر إلينـا اليـوم كيـف نسـتدعي هـذا الأجنـبي لرضنـا مـرة أخـرى بعـد أن أخرجـه جـدودنا بـدم القلـب ..؟؟ وحـتى نحـافـظ عـلى هـذا الأرث الـوطني النبيـل ينبغـي علينـا أن نعالج مصيرنا وحاضرنا معالجة جدية جريئة ، وأن نقبل بان تكون نهضتنا نتيجة التعب والألم والعذاب ، وليس نتيجة الاتكاء على بندقية الأجنبي ... إذا تحسسنا الآفات والمفاسد التي انتابت حياتنا ووطنيتنا، وصدقنا في رؤية عيوبنا، فلا محال لن يقل فعلنا عن فعل الامام المهدي وثورته العظيمة ... إن الجرأة في الاعتراف بواقعنا المرير هذا، مع التصميم الصادق على أن ننقذ أنفسنا والوطن ، وبقواهم الذاتية ، غير معتمدين على قوى أجنبية ، حتما سيقودنا إلى انتاج هذه التجربة المهدوية العظيمة المملوءة بالوطنية والنبل ... إن القيم الوطنية والتحررية ، التي نتغنى بها والتي نعرفها معرفة سطحية جامدة ، نجد أن جدودنا الأبطال قد مثلوها، وجسدوها قولا وفعلا ، فهزموا في أنفسهم الذل قبل أن يهزموا (هكس باشا) ، وحرروا أنفسهم من الانهزام قبل أن يحرروا (الأبيض) ، وحرروا أنفسهم من الاحباط قبل أن يحرروا (بارا) ، حرروا أنفسهم من اليأس قبل أن يحرروا (أبو سعد).. وانتصروا لاارادتهم الحرة قبل أن ينتصروا على جيوش المستعمر وحملات الانقاذ ... وللأسف ها نحن نعجز عن تحقيق جزء بسيط من سيرتهم في حياتنا، إذا علينا أن نستكشف سيرتهم من جديد، وأن ننظر إلى ثورتهم من الداخل لنستلهم منها الدروس والعبر .. فما أتى به الامام المهدي ، لا يمكن أن يعود إلينا سهلا دون أن نتعب أو نصعد إليه صعودا مؤلما شاقا..، في هذا الوقت الذي تكثر فيه موجات التشاؤم والتخاذل ، وتتكاثر فيه الكوارث والنكبات ، على وطننا العزيز ، لابد أن تهتز أنفسنا اهتزازاً عميقاً، لتتذكر ذاتها ومهمتها وتنتفض بانطلاق وحيوية وإيمان مستعذبة كل ألم أو تضحية في سبيل تحقيق حرية ومجد وكرامة هذا الوطن العزيز...
|
|
|
|
|
|
|
|
|