الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2006, 06:18 AM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ (Re: ابراهيم بقال سراج)

    الزراعة في ولاية البحر الأحمر

    تبلغ المساحة الصالحة للزراعة في ولاية البحر الأحمر (الموسوعة) 000،750 فدان تنقسم مناصفة تقريباً بين دلتا توكر والوديان. ويبلغ المزروع من الوديان حالياً 080،112 فدان بنسبة 33%، من اجمالي المساحة الصالحة للزراعة في الوديان وهي 325،338 فدان. وتشكل الأودية بكل محافظات الولاية أكثر من 63% من جملة المساحة القابلة للزراعة بالمحافظة. عليه فإن الاستغلال الأمثل لأراضي الأودية يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تحقيق الأمن الغذائي، أحد أكبر المشكلات الرئيسية في الولاية، خاصة بين قبائل البجه، في المناطق الريفية. وعلى سبيل المثال فإن محافظة حلايب التي تعاني باستمرار من نقص الغذاء، يوجد بها (79200) فدان صالحة للزراعة في الأودية، ولكن المستغل منها هو فقط (20400) فدان. وتنتج الولاية من الذرة 30 ألف جوال وتستهلك 840،756 جوال وتبلغ نسبة العجز 97% تسد من القضارف. وتنتج من الدخن 18 ألف جوال وتستهلك 636،102 جوال، والعجز بنسبة 83%. وبالنسبة للقمح فلا تنتج منه الولاية شيء وتستهلك 880،636 جوال وتستورده كله من حلفا وسوريا وكرواتيا. ويمكن تغطية احتياجات الولاية من الذرة والدخن إذا تمت زراعة كل المساحات القابلة للزراعة في الأودية.

    دلـتــا تـوكــر

    تكونت دلتا توكر (كر، هو اسم علم لجارية من البني عامر، والتاء المضمومة والواو علامة تأنيث اسم العلم) من رواسب فيضانات كل من وادي لنقيب من أورّبا وخلافه ونهر عنسبة (عين سبأ)،الذي ينبع من مرتفعات إريتريا، ونهر بركة (يقول مؤرخ البجه الأكبر إنه الوادي الفاصل بين الهدندوة والبني عامر إذ ينبع من جبالهما) الذي ينبع من جبال أغردت. وتتكون الدلتا من مثلث متوازي الأضلاع يبلغ طول ضلعه الواحد 70 كيلو متراً، ويصب النهر في البحر الأحمر.

    وتقدر مساحة الدلتا بحوالى 406 ألف فدان يصلح منها للزراعة حوالى 250 ألف فدان والمساحة الباقية تغطيها الكثبان الرملية والغابات.

    وكانت توكر تزرع ذرة ودخناً وفي عام 1865 م قام أحمد باشا ممتاز حاكم مدينة سواكن من قبل محمد على باشا خديوى مصر - بإدخال زراعة القطن الأشموني في دلتا توكر، وكان في البداية يتم توزيع عينات مختلفة من القطن حتى عام 1920 عندما أدخلت زراعة القطن (الساكل) والذي استمرت زراعته حتى استبدل بالقطن قصير التيلة من نوع (الأكالا) عام 1960م.

    وتقوم المؤسسة الزراعية في توكر بكل الأعمال الزراعية بصفة عامة. كما تقوم سنويا بتوزيع الأراضي. للزراعة وتحضيرها للري ووقاية المحصول وتسويقه ثم تقسيم العائد بعد خصم تكاليف التأمين على الحريق على النسب الآتية:

    15% نصيب المؤسسة

    10%حصة مال تمويل المزارع لصرف المنح اللآزمة لعمليات الزراعة.

    5،2% نصيب الحكومة المحلية

    1% نصيب مال الخدمات الاجتماعية.

    59% نصيب المزارع يخصم منه مبالغ تحدد فئاتها الإدارة عن كل قنطار من القطن.

    وينقسم المستفيدون من المشروع إلى أصحاب (ضمن) وهم أصحاب الأرض المعتمدون لدى المؤسسة. ويقومون بدور الوسطاء بين المؤسسة والمزارعين الحقيقيين والمستأجرين وهم فئة من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة تقوم باستئجار أراضي أصحاب (الضمن) خلال كل موسم وتستخدم العمال الزراعيين أو صغار المزارعين ممن تركوا أراضيهم لزراعة هذه الأراضي المستأجرة.

    أما فئة صغار المزارعين الذين يمتلكون حيازات صغيرة لا تتعدى في الغالب أفدنة (ضمن) وليست لديهم القدرة على تمويل عمليات الزراعة فيضطرون إلى الدخول في شراكات مع الممولين، أو الذين يتخلف الفيضان عن ري أراضيهم فيعملون كعمال زراعيين، أما فئة العمال الزراعيين فتقوم بالعمليات الزراعية الفعلىة على أساس الشراكة أو الأجر اليومي حسب ما تقتضيه شروط الإتفاق.

    جاء في كتاب (كفاح البجه) للمناضل الأستاذ محمد دين اسماعيل البجاوي عن مشاكل مزارعي دلتا توكر ما يلي: (إن المشكلة التي أريد أن أتعرض لها في حديثي هذا، هي مشكلة الأراضي الزراعية بدلتا توكر من حيث وضعها من ناحية الملكية، وكيفية تقسيم أراضي القبائل السنوية مع الذكر الهام لأولئك الذين يشقون ويتعذبون مع كثرة الأراضي، وسعة المساحات مع أنهم أغلبية ساحقة من الأهالي والسكان الأصليين لهذه المنطقة.

    ومن الأشياء الغريبة، والحوادث التي تلفت الإنتباه أنك تجد كثيراً من النظم الرجعية والأفكار التي تشمئز منها النفوس ولا ترضاها أفكار القرن العشرين، ولا سيما أنك تجد كثيراً من ملاك المساحات الواسعة يتمتعون بحياة الرفاهية وهم قلة تعد على أصابع اليد، بينما أغلبية سكان المنطقة لا يجدون ما يسد حاجتهم، وهم يمثلون طبقة العمال الزراعيين المأجورين المؤقتين الذين يرتزقون من وراء هذه الأرستقراطية التي تضج دواعيها ويبرق حليها، وهم في هذا الحال كسادة وعبيد.

    إنك إن تجولت في أراضي دلتا توكر، ستجد أن أكثر المساحات بالمعنى الصحيح ملكاً لعدة رجال رأسماليين، وما تبقى من أراضي قليلة ملكاً لصغار المزارعين، ومتوسط ما يمتلكه أي من كبار الملاك، يبلغ آلاف الأفدنة. ومن الأشياء العادية أنك ترى عدداً هائلاً من طلاب الأراضي الزراعية من الأهالي لا يجدون ولو فداناً واحداً للفرد منهم، مهما بحثوا وكدوا وبذلوا الجهد الجهيدلأجل الحصول على قدر ولو يسير من الأراضي لكي يعتمدوا عليها في حياتهم اليومية طوال العام، وليس لهم صوت مسموع، ولا يستجاب لطلبهم هذا، مع سهولته الظاهرة الواضحة بل يمنعونهم منعاً باتاً بكل فظاظة وغلظة.

    ونجد في أيام موسم الزراعة كثيراً من طلاب الأراضي وهم يحملون طلباتهم في أيديهم، ويتسابقون بها نحو مفتش الزراعة وأعوانه، باحثين عن حل مهما كان نوعه، ولكن عبثاًيحاولون ذلك ما دام الوضع الحالي مستمر وقائم في أراضي دلتا توكر، لأن هناك انسجام تام وتجاوب كلي بين الملاك ومفتش الزراعة وأعوانه من الخبراء الزراعيين أي أذناب الأرستقراطية بالدلتا.

    وسمعنا أن الحكومة حاولت نزع جزءاً من الأراضي من بعض الملاك الكبار لكي تقسمها لهذه الجيوش الجرارة من العراة الحفاة والبؤساء الأشقياء، لكي تحل مشكلتهم ولو مؤقتاً حتى يكون مستوى الحياة بينهم قائماً على أحسن الأسس التي تسعد أكثر عدد ممكن من السكان الأصليين. ولا زلنا نذكر تلك المعارضات التي قام بها نفر بل جميع الملاك الكبار لمحاربة هذا النظام الجديد الذي يهدف لإصلاح المجتمع، ولسد حاجة الناس، وذلك عندما زار السكرتير الإداري وبصحبته مدير مديرية كسلا، في ذلك الحين، ليهيئا الأجواء المناسبة لوضع حل لهذه المشكلة الاجتماعية الحساسة فيما يختص بنظام الأراضي وتقسيمها، بدلاً عن هذا النظام القديم الظالم.

    وعندما أراد ممثلو الحكومة حل هذه المشكلة الاجتماعية، لم يقف ملاك الأراضي مكتوفي الأيدي، فجمع أصحاب النفوذ في توكر عدداً لا يستهان به من المرتزقة، واتفقوا معهم بشروط ومعاهدات تشبع مطالبهم البسيطة، وجزاءً وتنفيذاً لهذه المكيدة التي دبرها ملاك الأراضي، هتف هؤلاء الأفراد المأجورين بمعارضتهم لنظام التقسيم وبموافقتهم على النظام القائم بكل ما أوتوا من قوة، وهتفوا أمام السكرتير الإداري ومدير المديرية وهتفوا في أماكن أخرى، لا لشيء إلا لأن الملاك لا يريدون أن يسمع الناس في ذلك الحين بتوكر شيئاً غير هتاف المأجورين الذي ضد مصالحهم قبل أن يكون ضد مصالح الشعب (السوداني) عامة وقبائل البجه خاصة.

    وكشفت الدوائر الحكومية القناع عن المكيدة، ولكنها تريد أن تتصرف بناءً على رغبة الجماهير في مثل هذا الموقف، ومن سياستها مناصرة القوي على الضعيف، فعندما وجدت أن الملاك لا زالوا مسيطرين على الموقف، ولم تجد لدى المنظمات الشعبية قوة كافية لتعارض طبقة الملاك، فضلت ترك المشكلة لوقت آخر تقوى فيه حركة جماهير الشعب وتثور على هذا النظام الغاشم، حتى تؤيده. ولم يقف الملاك عند هذا الحد بل سافروا وجاهدوا جهاد الأبطال، فكونوا الوفود وسافروا واتصلول بكل جهات الاختصاص الرسمية وغير الرسمية وجهات أخرى لها أثرها على حياة الناس في هذه البلاد، فطلبوا منها جميعاً التأييد سواء عاطفياً أو عملياً بالدعاية إذا كان ولا بد. وكانت تسبقهم البرقيات التي يصدرها المأجورون. ولم يقف الملاك عند هذا الحد، بل تطاولوا ليفرضوا أنفسهم كزعماء سياسيين وغير سياسيين، وكونوا الهيئات الشرعية وغيرها ليسيطروا على الموقف وليصونوا مصالحهم بأراضي الدلتا، وليضربوا الحركات الشعبية التي تعارضهم بحكم حرصها على البقاء.

    أرادت الحكومة البريطانية أن تصلح المجتمع بمنطقة البجه بتقسيم الأراضي بصورة تأميم، ولكنها لم تنجح، واحتفظت بمشروعها لوقت آخر تثور فيه جماهير الشعب ضد النظام القائم. إننا نؤيد مشروع التقسيم وسندافع عنه حتى يطبق لحل مشاكل البؤساء الذين لا يملكون شيئاً وبعد أن كانوا رعاة في هذه الأرض وأصحاب ملك تحولوا إلى عمال زراعيين ُاُجراء مؤقتين مُستَغلين، ا. هـ.)

    مشاكل الزراعة والعمال الزراعيين

    ولا توجد قوانين أو لوائح تحدد نظام الأجور أو الإتفاقيات الزراعية التي تعتبر إتفاقيات فردية لا تتدخل المؤسسة أو إتحاد المزارعين في إبرامها وبالتالي فإن تكاليف الزراعة يتحكم فيها مدى توفر العمال الزراعيين وندرتهم إلى حد كبير وأجور ترحيل القطن بالجمال.

    ذكر مؤرخ البجه الأكبر ما يعانيه العمال الزراعيين من ظلم ومطالبته بتملك الأرض لمن يفلحها، ثم يروي قولهم الآتي قائلين (نحن العمال الزراعيين الذين نغرس ثم نحصد ونلتقط القطن من شجيراته، ثم ننظف الأرض للعام المقبل وهي غابات، فلولا سواعدنا وجهدنا لما جنى أصحاب الأراضي قنطاراً واحداً). ويستطرد منادياً برفض التبعية الاقتصادية في الزراعة وموضحاً مخاطرها قائلاً (نحن نطلب من الحكومة الوطنية أن تسن لنا القوانين المفيدة لمزارعي توكر. وعدم حصرنا في زراعة القطن الذي ربما استغني عنه بالاصطناعي، إذ ليس لدينا ضمان من مصانع لانكشير في بريطانيا على شراء أقطاننا. ويجب على أهل القاش وتوكر أن يتنبهوا ويحتاطوا للمستقبل الحالك الظلام ويتركوا الاعتماد على الدول التي بيدها تحديد رفع وخفض أسعار الميزان الاقتصادي والزراعي).

    وبالرغم من كبر المساحة المزروعة قطنا بدلتا توكر فالقيمة الكلية للقطن بلغت (800) ألف جنيه سوداني للعام 81/1982وهو مبلغ ضئيل بالنسبة للمساحة المزروعة.




    توكر ومشاكل الزراعة

    كتب الأستاذ التاج عثمان في صحيفة الرأي العام في شهر سبتمبر 2001م عن مدينة توكر ومشاكلها ما نورده بتصرف. الرحلة من بورتسودان إلى طوكر، قاسية فالطريق وعر وشائك ورغم أن المسافة بينها وبورتسودان لا تزيد عن (165) كيلو متراً، إلا أننا قطعناها بالسيارة اللاندكروزر في حوالى أربع ساعات، والشاحنات تقطعها في أكثر من سبع ساعات على الأقل.

    من أطلال سواكن اتجهنا جنوب شرق على طريق توكر الوعر .. مررنا أولاً بقرية (إيرم)، ومنها سلكنا الطريق الساحلي تجاه سلسلة جبال البحر الأحمر .. وبعد ساعتين وصلنا قرية (أشت)، التي تحيط بها مظاهر الفقر والبؤس .. أطفال صغار في السن، حفاة شبه عراة، لم يجدوا شيئاً يبيعونه للمسافرين سوى أخشاب (مساويك الأراك).

    والكبار منهم يبيعون زجاجة الماء المالح بمائة جنيه. على طول الطريق من سواكن وحتى توكر، لاحظت أثاراً لخط هاتفي يمتد على جانب الطريق، علمت أنه أول خط هاتفي سلكي في السودان، حيث ز توكر هي أول مدينة سودانية يدخلها الهاتف، وكانت تتحدث مع لندن مباشرة قبل العاصمة الخرطوم!! .. كما لاحظت بقايا شارع من الاسفلت كان يربط توكر بمدينة سواكن، وهو أيضاً أول شارع اسفلت في السودان، إلا أن الأتربة دفنت جزءاً كبيراً منه واختفى بسبب الاهمال.

    دخلنا مدينة توكر عاصمة محافظة توكر، وساءني ما رأيت!! توكر التي كانت تعد أغنى مدينة في السودان وفي المنطقة العربية والأفريقية، لامتلاكها أخصب أرض في العالم (دلتا توكر) التي كانت تنتج أجود أنواع القطن طويل التيلة في العالم قاطبة، وجدتها للأسف تعج بشاحنات الإغاثة التي سارع بها المجتمع الدولي عبر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، لإنقاذ أهلها من المجاعة التي حاقت بهم نتيجة لتدمير البيئة واهمال الدولة.

    نسبة لقلة المنطقة التي ارتوت، بلغ محصول دلتا توكر في العام الماضي (2000م) من الذرة (15) ألف جوال ومن الدخن أيضاً (15) ألف جوال، وحتى هذا الكم القليل وبسبب اهمال الدولة هاجمته الآفات والطيور. وفي الظروف العادية يبلغ الانتاج (60) ألف جوال من الذرة، و(30) ألف جوال من الدخن، وهكذا فإن الفجوة الغذائية (المصطلح الدبلوماسي للمجاعة لدى حكومة الإنقاذ) تقدر بأكثر من (60) ألف جوال ذرة ودخن.

    تبلغ مساحة دلتا توكر الكلية (406) ألف فدان، مقسمة إلى ثلاث مناطق، هي الدلتا الشرقية، والدلتا الغربية، والدلتا الوسطى. ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من المشروع (40) ألف أسرة بمناطق توكر وسواكن وسنكات وكسلا وبورتسودان. والمحصول الرئيسي هو القطن طويل التيلة نوع بركات، وهو مرغوب لمصنعي الغزل والنسيج لخلوه من الأسمدة والمبيدات. وأصبح المشروع موبوء الآن بشجر بل بغابات المسكيت التي يبلغ طول بعضها 30 متراً، والتي أصبحت تغطي حالياً مساحة تربو على (70%) من مساحة المشروع، أي (250) ألف فدان من مساحة الدلتا البالغة (406) ألف فدان. وانتشرت بذور المسكيت مع الرعي الجائر حيث تنقلها الحيوانات معها. وسيزرع هذا الموسم 2001م، (30) ألف فدان قطن، و(9) آلاف فدان ذرة، و(14) ألف فدان خضروات.

    شركة دلتا توكر الزراعية

    جاء في صحيفة الرأي العام في يناير العام 2000 الآتي (أوضح المهندس عبد الله شنقراي رئيس اللجنة الخاصة بدراسة الأوضاع بمشروع دلتا توكر الزراعي، أن المشروع حقق انتاجية من القطن بلغت (36) ألف قنطار وتمثل أكثر من ضعف انتاج العام الماضي الذي لم يتعدى (17) ألف قنطار وعزا الطفرة الانتاجية بتوكر إلى توفر التمويل اللازم للزراعة بعد التعاقد مع شركة باعشر للملاحة والتجارة لشراء انتاج توكر من القطن هذا العام. وبلغ انتاج الفدان هذا العام 4،7 قنطار مقارنة بـ 6،2 قنطار للعام الماضي وتقدر عائدات هذا الانتاج بـ 225 مليون دينار. وقال إن الإقتراح بتكوين شركة بدلتا توكر قد وضع موضع التنفيذ، وبدأت اجراءات إنشاء شركة دلتا توكر الزراعية مساهمة بين المزارعين بنسبة 65% و10% من الأسهم لحكومة الولاية و25% تطرح للجمهور. وذكر أن قيام الشركة يهدف لوقف التدهور المريع الذي يشهده مشروع دلتا توكر الذي تقلصت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة فيه إلى 25 ألف فدان بسبب الغابات والحشائش بالرغم من أن المساحة الصالحة للزراعة تقدر بـ 250 ألف فدان. (أين موقع العمال الزراعيين في المشروع من هذه الشركة الجديدة وهل تم انصافم أم لا زالوا يستغلون ــ يرجى مراجعة كتاب من كفاح البجه للأستاذ محمد دين اسماعيل وكتاب تاريخ سواكن للمؤرخ محمد صالح ضرار لمعرفة ما يحيق بهذه الفئة من ظلم ــ المؤلف). كذلك ذكر السيد شنقراي أن الولاية قد تنازلت عن حقها من الأصول الثابتة والمنقولة التي تقدر بـ 64 مليون دينار للمؤسسة لتكون نواة الشركة الجديدة تسدد على أقساط لمدة عشر سنوات. وستتولى الشركة القيام بكافة الخدمات الزراعية بالمشروع إلى جانب دخولها في المجالات الاستثمارية ذات الصلة بالمشروع إضافة إلى دورها الأساسي في شراء وتسويق انتاج المشروع).

    إن منطقة توكر وبالرغم من أنها من أقدم المناطق الزراعية فإنه لا توجد وسيلة للتحكم في تذبذب منسوب مياه الفيضان وفي كثير من الحالات تتدفق كميات كبيرة من المياه في البحر الأحمر، وبذلك تتوقف المساحة المزروعة على الفيضانات والمساحات التى تغطيها، وتتفاوت مساحة زراعة القطن من منطقة لأخرى وكثيراً ما تتعرض المحاصيل إلى الإنجراف بالسيول نسبة لعدم وجود موعد محدد لتوقف الفيضان. ويتعرض نبات القطن إلى الإصابة بالآفات الزراعية مما يضعف الانتاج علما بأن إدارة مكافحة الآفات بالدلتا لا ترقى للمستوى المطلوب، كذلك فإن تخطيط زراعة القطن داخل الدلتا تكتنفه الكثير من المعوقات، إذ تتم زراعة الدخن والذرة في مساحات كبيرة تطغى على مساحة القطن في كثير من الحالات وذلك لحماية نبات القطن من الغبار والعواصف وهذا هو غاية المؤسسة، أما المزارع فإن دافعه هو إرتفاع أسعار الذرة والدخن على أسعار القطن، بالإضافة إلى أنها الغذاء الأساسي لسكان المنطقة. ومن المشاكل الزراعية أيضاًbأن العمليات الزراعية تؤدي بطريقة غير منتظمة وغير صحية بالإضافة إلى رداءة الأحوال الجوية وكل هذه العوامل تعوق عمليات الرش. وتتم النظافة عادة بصورة غير فعّالة مما يؤدي إلى تكاثر الآفات بدرجة هائلة. وبالإضافة إلى هذا فإن ساحل البحر الأحمر بما فيه دلتا توكر يتعرض سنويا لغزو الجراد الصحراوي والذي يعد من أخطر الآفات الزراعية حيث يقضى على كل المساحة الخضراء.

    أســعـار المحاصيل

    القـضــارف

    جاء في صحيفة الرأي العام في يونيو 1999 الآتي (سجل قنطار السمسم ببورصة سوق محصولات القضارف ما بين 6 آلاف و730 ديناراً كأعلى سعر و6 آلاف و600 دينار كأدنى سعر، فيما سجل أردب الدبر ما بين 4 آلاف و200 دينار كأعلى سعر و4 آلاف و100 دينار كأدنى سعر. وبلغ سعر أردب الفتريتة ما بين ألفين و600 دينار كأعلى سعر وألفين و500 دينار كأدني سعر، وبلغ أردب الصفراء ما بين ألفين و700 دينار كأعلى سعر وألفين و600 دينار كأدنى سعر، وأردب المقد ما بين ألفين و500 دينار كأعلى سعر وألفين و400 دينار كأدنى سعر. وأردب التترون ما بين 4 آلاف و800 دينار كأعلى سعر و4 آلاف و700 دينار كأدنى سعر وجملة الوارد منه 12 ألف جوال.

    كـسـلا

    سجل سعر جوال الفول السوداني الخام ببورصة سوق محصولات حلفا الجديدة ألفاً و500 دينار وجوال الفول السوداني النظيف ألفين و200 دينار، وجوال الفول السوداني المقشور 6 آلاف و500 دينار وجوال اللوبيا العدسية 6 آلاف و500 دينار وجوال الشطة 4 آلاف دينار وجوال الويكة ألف دينار وجوال الكركدي ألف دينار.

    لقد ثبت بالبرهان العملي أن الزراعة في جميع أجزاء البلاد فاشلة، لأسباب عديدة أولها تسيب الإدارة، وفشلها في تطوير الزراعة بالإضافة إلى تدني أسعار المحاصيل عالمياً. وللنهوض بالزراعة في بلاد البجه يجب تسليم الأرض لمن يفلحها في شكل مزارع جماعية، وجمعيات تعاونية ترعاها الدولة بادارة نزيهة وجادة.

    (1 ويجب الاهتمام بالخدمات الأساسية التي تساعد على تحقيق:

    الدفع اللآزم لعملية التطوير وذلك بإنشاء مراكز للأبحاث المائية والزراعية وزيادة فعالية الانتاج الزراعي بالرصد الجوي وتوفير وتخزين المواد البترولية، وإنشاء مراكز للتدريب على صيانة وتشغيل الآلات الزراعية لإعداد العاملين الذين تمكنهم المعرفة التي يكتسبونها من تشغيل الآلات والمحافظة علىها. كذلك يجب زيادة عدد المستودعات لمحاصيل التصدير وإنشائها بالطرق العلمية الصحيحة وتوفير آلات الرش اليدوي والمبيدات الحشرية من قبل جهات الائتمان الزراعي وبيعها للمزارعين بسعر التكلفة على أقساط مع ضمان التدريب تحت إشراف المتخصصين. ونسبة لإنتشار الآفات الزراعية يعمل على تطبيق سبل الوقاية العلمية الحديثة، وتشجيع تربية الحيوان إلى جانب الزراعة وتزال أشجار الغابات غير المفيدة لتزرع بدلها أشجار ذات فائدة إقتصادية.

    وبدلا عن انتاج محاصيل زراعية وتصديرها دون تصنيع يجب إجراء دراسات تهدف للاستفادة القصوى من مشاريع تصنيع المنتجات والاهتمام بالتصنيع الزراعي.

    لقد تعرضت الموارد الطبيعية المتجددة في بلاد البجه للتدهور المريع الذي تبدى في اضطراب الدورات المائية وتدهور الغطاء النباتي وإنخفاض انتاجية الأرض وموت الكثير من الحيوانات الأليفة واختفاء الحيوانات الوحشية من العديد من المناطق، وقد نتج التدهور عن عوامل إدارية متمثلة في عدم اهتمام السلطات بما تتعرض له البلاد من ظروف طبيعية قاسية مثل الجفاف والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية المتجددة.

    لقد أوضحت الدراسات أن في البلاد وديانا تحمل كميات من المياه المنحدرة نحو البحر أو صوب النيل وتُكوّن هذه الوديان على جانبيها ودلتاها أراضي طينية تصلح للاستثمار عن طريق مشاريع لنثر المياه. وعلىه فمن المفيد تعميم إنشاء السدود في الوديان وسفوح الجبال خاصة في المناطق التي سبق أن أُجريت حولها الدراسات لزيادة رقعة الأرض الزراعية، وتغذية الأرض بالمياه الجوفية والمحافظة على التربة.

    إن الزحف الصحراوي قد أصبح يشكل خطورة في مناطق متعددة من البلاد ويجب مكافحته بتقنين وترشيد استغلال الموارد الطبيعية وإقامة مصدات للرياح وأحزمة واقية، وإقامة أسوار لحجز المناطق المتدهورة من المراعي الطبيعية ونثر بذور نباتات المرعى المحسنة وفتح خطوط النار. ولمعالجة نقص البروتين بالبلاد تشجيع تربية الدواجن في القطاعات العامة والتعاونية والخاصة بكل الوسائل الحديثة حتى تشكل مع الأسماك مصدر الغذاء البروتيني اللآزم للسكان.

    إن الاهتمام بزراعة محاصيل التصدير لجلب العملات الأجنبية لحكومات الخرطوم قد أضر بالتربة نتيجة للزراعة التجارية كما شرّد الرعاة البجه أصحاب الأرض وأهلك مواشيهم ومنعهم من زراعة المحاصيل الغذائية وآلت أراضيهم عن طريق الفساد والمحسوبية إلى طبقة المستوطنين ا لذين استولوا على أراضي قبائل البجه في الرهد والقضارف وكسلا وتوكر وخشم القربة وحلفا الجديدة. إن هاتين الأخيرتين تسلم أصحابهما التعويضات عن أراضيهم في حلفا القديمة ثم تم تمليكهم لأراضي البجه حيث أنتزعت الأراضي من الرعاة البجه وأصبحوا مطاردين ودخلاء على أرضهم حسب قوانين الاستثمار الجديد في خشم القربة وحلفا الجديدة كالمثل الذي يقول (دجاجة الخلاء طردت دجاجة البيت). وهذا بالضبط ما حدث للراعي البجاوي الذي قتله سكان إحدى قرى حلفا الجديدة بعد أن طاردوه كأنه لص بينما هو صاحب الأرض (1985). لقد قتل خزان خشم القربة وشرّد آلاف البجه الذين كانوا يعتمدون على نهر أتبره في الزراعة والرعي خلف موقع الخزان الحالي.

    مشروع حلفا الجديدة الزراعي (مؤسسة حلفا الزراعية)

    يقع مشروع حلفا الجديدة الزراعي كله في بلاد البجه في سهل البطانة المنبسط على الجزء الغربي من نهر أتبره ومساحته الكلية 500 ألف فدان انحسرت إلى 240 ألف فدان (2003م) نتيجة الأطماء ببحيرة خزان خشم القربة، ويبعد حوالى 260 كلم شرق الخرطوم، ويحده خطا العرض 51 و71 درجة شمالاً. بدأت فيه تجارب زراعة المحاصيل في موسم 60/1961 و61/1962 بمزارع تجريبية، حددت بعدها زراعة المشروع في دورة ثلاثية تتكون من فول سوداني وقطن وقمح. ومر المشروع بخمس مراحل للزراعة.

    المرحلة الأولى: مساحتها 175 ألف فدان خصص معظمها لتوطين النوبيين وخمسة للسكن ــ جهزت 32 ألف فدان في موسم 63/1964.

    المرحلة الثانية: مساحتها 100 ألف فدان، خصص الجزء الأكبر منها لتوطين باقي النوبيين كما خصص ألف فدان منها لتكملة أرض السكن. وجهزت المساحة للزراعة في موسم 65/1966.

    المرحلة الثالثة: مساحتها 45 ألف فدان خصصت لتوطين البدو وجهزت للزراعة في موسم 66/1967.

    المرحلة الرابعة: مساحتها 45 ألف فدان خصصت لتوطين البدو وجهزت للزراعة في موسم 67/1968.

    المرحلة الخامسة: مساحتها 42 ألف فدان خصصت لتوطين البدو وجهزت للزراعة في موسم 66/67/1968.

    وفي عام 1999 بلغ انتاج المشروع 75 ألف طن من السكر قيمتها 80 مليار جنيه، وبلغت المساحة المزروعة 500، 21 فدان، وبلغ انتاج القصب 100 ألف طن قام بها 850 عامل. وينتج المصنع يومياً حوالى 4900 جوال زنة 100 كلغ. وتشمل الخطة الزراعية للموسم 99/2000 زراعة 45 ألف فدان قطن، و55 ألف فدان قمح و65 ألف فدان ذرة و45 ألف فدان فول. والتمويل المطلوب للموسم حوالى 18 مليار جنيه. وبيعت بذرة القطن والذرة بحوالى 750،23 مليار جنيه، بعجز في التمويل يبلغ 350،4 مليار جنيه.

    إن هذا المشروع هو حلقة من مسلسل تشريد الرعاة البجه والقضاء على حيواناتهم ثم عليهم، وهو يجسد أبشع صور الاستغلال والاستعمار الاستيطاني في بلاد البجه. فقد قامت الحكومة بتهجير النوبيين من موطنهم، وقبضت تعويضاً مقابل ذلك، وأموالاً خفية لتسهيل إنجاز المهمة. وعندما طالب النوبيون بتوطينهم جنوب الخرطوم، رفض سكان المنطقة، ولم تجد الحكومة أمامها إلا أرضنا السائبة فشردت الرعاة البجه ووطنت مكانهم النوبيين بعد أن قبضوا تعويضات أراضيهم. فلماذا لم يتم تعويض الرعاة البجه عن أراضيهم? ولماذا التفرقة في المعاملة? إضافة إلى هذا فقد تم تشريد المزارعين والرعاة البجه الذين كانوا يعيشون على ضفاف نهر أتبره حيث شحت مياه النهر بسبب إنشاء خزان خشم القربة وزالت مدن كانت عامرة من الوجود مثل قوز رجب، وسدت المزارع مسارات الرعاة البجه الموسمية.

    وحول مشاكل المشروع فقد أكد وزير زراعة الإنقاذ (1999) أن المشاكل والمعوقات في مشروع حلفا الجديدة،تتمثل في مشكلة الري وتعطل المضخات جميعها والبالغ عددها ثلاث، أرسلت إثنتان منها إلى ايطاليا للصيانة، أما الثالثة فقد اكتشفت مؤخراً. وحاجة المشروع من مياه الري تقدر بسبعة ملايين متر مكعب والمتاح منها حالياً يبلغ مليونان و(900) متر مكعب حسب تقديرات وزارة الري. إضافة إلى إنتشار المسكيت في الأراضي الزراعية، وقنوات الري والمصارف، وتحتاج مكافحته إلى 3 مليار جنيه بجانب التأهيل المطلوب للقناطر، والمحالج، والجسر الواقي والترع بالنمر. وتبلغ الديون الواجبة السداد 195،8 مليار جنيه.


    مصـنع سـكر حـلـفـا

    جاء في جريدة البيان الإماراتية عدد 28/4/98 ما يلي:- أنهى مصنع سكر حلفا الجديدة الموسم الانتاجي 97/98 بتحقيق أرقام قياسية حيث بلغت جملة الانتاج 62 ألف طن سكر بزيادة خمسة آلاف طن عن الموسم الماضي، وذلك قبل أكثر من شهر من الموعد المحدد لاختتام الموسم. ويتوقع أن تكون انتاجية الموسم القادم 220 ألف طن. بلغت إنتاجية موسم مايو العام 2002 (87) ألف طن سكر. ومن المعوقات عدم كفاءة النقل وصغر حجم المستودعات. ومساحة المشروع 40 ألف فدان.


    الـثــروة الحيـوانيـة

    تزخر بلاد البجه بالثروة الحيوانية، وقد اشتهرت بأنواع معينة مثل الخروف السواكني والجمل البشاري اللذان تعدت شهرتهما حدود (السودان). وقد ذكر الهجن البجاوية الشاعر أبو الطيب المتنبي في قصيدته (ضحك كالبكاء) التي يقول في مطلعها:

    ألا كل ماشية الخيزلى فدى كل ماشية الهيذبى

    وكل نجاة بجاوية خنوف وما بي حسن المشى

    جاء في كتاب (الثروة الحيوانية والانتاج الحيواني في السودان) وهو المرجع الرئيسي لمعظم هذه المعلومات ــ لمؤلفه العالم الفقيه الدكتور محمد أبو العزائم مدني ــ حفيد مؤسس الطريقة العازمية ووكيل أول الثروة الحيوانية سابقاً (كان جده الشيخ ماضي أبو العزائم أستاذاً في مدرسة سواكن الابتدائية، وعند إلقاء القبض على الأمير عثمان دقنه، ألقى خطبة نارية ضد الاستعمار) ما سنورده في هذا الباب في أماكن مختلفة عن الثروة الحيوانية للبجه.


    تـربـيـة المـواشـي

    إن تربية المواشي هي جزء مكمل لنشاطات كل انسان بجاوي في هذه المنطقة تقريباً وتستخدم القطعان للعيش منها، وهي حسابات ادخار، وللبعض فإنها استثمار. ومربي المواشي المحترفين هم البدو أو مجموعات الرحل سابقاً في النصف الشمالي من الولاية، خاصة بالنسبة للجمال والأبقار. وفي الماضي، كان هؤلاء الناس يعيشون فقط على انتاج قطعانهم. وفي وجبتهم كان اللبن مهماً جداً وتباع الحيوانات عند الحاجة إلى النقود. إن أبقار زيبو البطانة هي نوع مشهور من قطعان البدو. ويتواجد الآن فقط في أعداد صغيرة وأصحاب المراعي الزراعية في الجنوب هم تقليدياً أصحاب أبقار الزيبو الكبيرة الطويلة القرون منذ عهد الفراعنة حيث توجد رسوم لها في نقوش المعابد الفرعونية.

    وخلال فترة الجفاف والمجاعة 1984/1985 فقد هلك من مواشي البجه ما يزيد على 5،1 مليون رأس. وبالرغم من هذا فإن الرقم الآن ضعف ما كان عليه في الخمسينات وربما ثلاثة أو أربعة أضعاف ما كان عليه في حوالى 1900، ويدل هذا على الأهمية التقليدية لتربية المواشي. والقطعان ضعيفة التغذية، وهذا هو السبب الرئيسي لتدني الأداء الانتاجي والرضاع والنمو ولمعدلات الموت المرتفعة. وقد ينسب هذا جزئياً إلى العامل الوراثي الضعيف للقطعان وللأمراض المعدية. ويقوم نظام الانتاج الحيواني بتوفر العلف والمياه الجيدين.


    الحيـوانـات والتـكيـف

    تماماً كما هو حال النباتات، تمتلك ماشية المناطق القاحلة، ما يمكن تسميته بالخصائص التكيفيه. تستطيع حيوانات مثل الجمال والأغنام والأبقار والحمير الحياة في مثل تلك المنطقة، مع اختلاف في القدرة على تحمل القسوة. هكذا تسود حيوانات مثل الماعز والجمال، في أكثر المناطق قحولة أي منطقة تلال البحر الأحمر. تسود الماعز بمعدلات تناسلها العالية في المنطقة، بينما تتواجد الجمال بمعدلات تناسل منخفضة بأعداد أقل كثيراً. وإلى الجنوب تسود أنواع أخرى بالتوافق مع البيئة الأكثر رطوبة. ولكل حيوان متطلبات مختلفة، فالجمال من الحيوانات الجالحة، بينما الأغنام والأبقار كالئة. وبعض الحيوانات كالحمير الماعز تجمع بين النمطين. والجمال تحصل في آخر فصل الجفاف على أغذية أكثر تنوعاً من غصون الأشجار نسبة لإرتفاعها.


    الثروة الحيوانية في ولاية البحر الأحمر

    جاء في موسوعة ولاية البحر الأحمر بأن تعداد الثروة الحيوانية في الولاية كالآتي:- الأبقار 663،97، والضأن 738،496، والماعز 709،130،1، والجمال 980،117. تعتمد الحيوانات في معظم الشهور على المراعي الطبيعية التي تقدر بحوالى 4 مليون فدان، وتسجل الشهور أبريل، ومايو، ويونيو فجوة في الأعلاف المتوفرة. ويتم سد الفجوة بالترحال وبشراء الأعلاف وبتغيير نوع الحيوان وبمجموعة من هذه الممارسات. وبالنسبة للقوى البشرية العاملة في النشاطات ذات الصلة بالصحة والانتاج الحيواني، والمراعي والعلف، والأسماك والحياة البرية، فهي محدودة، وتتمركز في رئاسة الولاية. وتعتبر الكوادر ضعيفة من ناحية العدد والتوزيع، خاصة بالنسبة للمراعي والعلف، والأسماك والحياة البرية، هذا إذا وضعنا في اعتبارنا الإنتشار الواسع لهذه الموارد التنموية وإمكاناتها القابلة للتطور.

    يظهر من ميزانية الولاية ضآلة النسبة المنفذة من المبالغ المقترحة والمصدقة بصورة عامة، مع انتفائها بالنسبة لبندين هامين هما الخدمات العلاجية ودعم الخدمة البيطرية. وإذا شملنا مع هذين، مشروع مكافحة الأمراض، حيث أن المصدق له بدوره ضئيل، نجد أن المبالغ المخصصة لصحة الحيوان تبدو بوضوح غير كافية مقارنة بأعداد الحيوان بالولاية.

    ومن كبار مربي الإبل المشهورين في بورتسودان كان الشيخ عثمان عيسى هلال.


    الأبـقــار

    يوجد في محافظة كسلا من أبقار الكنانة 264،262 رأس ومن أبقار البطانة 886،681 رأس، ويوجد في محافظة البحر الأحمر من أبقار الكنانة 311،2 رأس، ومن أبقار البطانة 671، 34 رأس (80/1981). ويبلغ عددها الكلي حسب تقديرات ديوان الزكاة للعام 1996، 000،023،1 رأس من الأبقار. وفي ولاية كسلا تقدر الثروة الحيوانية بحوالى (269،661،5) رأس، منها (241،999) أبقار، و(625،256،1) ضأن، و(518،859،2) ماعز، و(885،545) إبل.

    وأبقار الكنانة هي نوع من أبقار الزيبو بين النيلين الأبيض والأزرق، وتنقسم إلى نوعين، أبقار الكنانة الشمالية وأبقار الكنانة الجنوبية. تعتبر أبقار الكنانة عموماً ذات حجم كبير نسبياً. ولونها عموماً رمادي فضي غامق عند الأطراف حيث يميل الذيل إلى السواد خاصة في الذكور، ويغلب اللون البني الفاتح على العجول عند الولادة ثم تتحول إلى رمادي فضي. يصل وزن الثور إلى 529 كلغم والبقرة 402 كلغم، والإرتفاع عند الغارب 140 سم للثور و130 سم للبقرة ــ طول الأذن حوالى 15 ــ 20 سم والقرون 15 ــ 35 سم. تعتبر أبقار الكنانة عموماً أبقار حليب، كما أنها تعتبر ثنائية الغرض للحليب واللحم. وتنتج البقرة من الحليب 5،4621 كلغم بمعدل 28 رطلاً في اليوم، وموسم انتاجها للحليب من 189 إلى 240 يوماً (أطول فترة 365 يوماً). أما أبقار البطانة فهي تنتسب إلى أبقار الزيبو الشمالية.

    وتعد من أحسن أبقار السودان من حيث إدرار الحليب حيث يصل الانتاج إلى 1900 كلغم في الموسم. وبعد تحسين تغذيتها أنتجت 2700 كلغم في فترة 300 يوم هي موسم الحلب. وهي عموماً كبيرة الحجم، ولونها أحمر غامق وأحياناً فاتح والأجزاء الأمامية والخلفية أحياناً تميل للسواد ... توجد بعض العلامات السوداء حول العنق والكتف والسنام والأرجل الأمامية والخلفية. والقرون صغيرة ورقيقة وبعضها بدون قرون، العنق قصير جيد الاتصال بالجسم، والسنام ضخم ولكنه صغير في الإناث، عادة فوق الصدر وأحياناً فوق العنق، والصدر .. اللبب متوسط قليل الحجم، والذيل طويل، الرجلين الخلفيتين طويلتين ضعيفتي التكوين قليلتي الامتلاء. الضرع جيد وممتليء.

    الـضـأن

    يبلغ عدد الضأن في بلاد البجه 000،648،2 رأس، وفق تقديرات ديوان الزكاة للعام 1996. وتسمى ضأن بركه، وهي ذات شعر طويل وذيل طويل كالضأن الصحراوي التي يقال أنها أيضاً من الضأن المصري القديم. يرعى هذا النوع من الضأن شمالاً عند سواحل البحر الأحمر شتاءً، وترحل جنوباً إلى المناطق الجنوبية الغربية صيفاً. تشتهر ضأن البجه باللون الأبيض وبقع سوداء أو بنية على الرأس، وأرجل بيضاء، وليس لها قرون، والذيل طويل وينتهي بزاوية حادة. إرتفاع النعجة 53 سم والذكر 64 سم، وطول النعجة 58 سم والذكر 69 سم. وصف بنيت (1940) هذا النوع من الضأن بأنه أصغر حجماً وشعره طويل (وعند البني عامر سماها مارشي (1941) ضأن خور بركه البجاوية. الأذن متوسطة، إرتفاع الجسم 75 سم، يصل وزنه 34 ــ 60 كلغم. الذكور ليس لها قرون، الشعر طويل (جوولدا العام 1951)). ويوجد في بلاد البجه أيضاً الضأن الأشقر. ويتصف بأن الشعر يغطي جسمه والذيل طويل، الأذنان طويلتان متدليتان، اللون أشقر، إرتفاع النعجة 78 سم والذكر 89 سم وطول النعجة 84 سم، والذكر 94 سم. أما الضأن الأبرق (الدباسي) والمسلمي، ومن صفاته الذيل الطويل، اللون أبيض مع بقع سوداء على الظهر، الرأس أبيض وأسود والأرجل سوداء ــ إرتفاع النعجة 75 سم والذكر 91 سم، وطول النعجة 83 سم والذكر 94 سم.




    المــاعـــز

    يبلغ عدد الماعز في بلاد البحه 000،330،2 رأس. والمعزة تعتبر من أكثر المجترات الصغيرة في البلاد. ومن أنواعها في البلاد الماعز النوبي، وتوجد الأغلبية لدى البني عامر، وهو يشبه الماعز السوري. ومن صفاته الشكلية أنه كبير الحجم طويل الأرجل وإرتفاعه بين 71 ــ 76 سم ووزنه 27 كلغم ولونه أسود غامق وشعره طويل. واللحية أساسية في هذا النوع من الماعز، والأنثى والذكر لهما قرون متوسطة صغيرة في الأنثى وملتوية في الذكر. والأذنان طويلتان على شكل البندول. والذكر له أنف روماني محدودب. ويتميز الضرع بالطول ويصل الأرض أحياناً. ويستعمل شعره الطويل في صناعة السجاد. يصل وزن الأنثى 35 كلغم والذكر 40 كلغم وقد يصل 60 كلغم. اللحية المذكورة أعلاه طويلة ويمتد منها خط من الشعر الطويل أسفل العنق. ويوجد في البلاد أيضاً الماعز الصحراوي، وهو أكبر من النوبي. ولونه أبيض فضي مع علامات بنية أو سوداء. الذكر له لحية جيدة وعرف. وللذكور والإناث قرون. غير أن قرون الذكر أكبر، وأفقية ملتوية. والأرجل طويلة. ويتراوح وزن الذكر بين 40 ــ 45 كلغم والأنثى بين 30 ــ 40 كلغم وإرتفاع الذكر عند الغارب 60 سم والأنثى 50 ــ 55 سم. كذلك يوجد بالبلاد ماعز جنوب (السودان) (النيلي) لدى البشاريين في منطقة حلايب ونهر أتبره. توجد أنواع أخرى من الماعز مثل الدمشقي والحبشي والسعانين والتوق أنبرج والماعز المهجن.


    الإبـــل

    تحتل الصومال المرتبة الأولى في كثرة الإبل في العالم إذ يوجد بها 2،6 مليون رأس، ويأتي بعدها (السودان) بــ 9،2 مليون رأس. يبلغ تعداد الإبل في بلاد البجه 300،678 رأس. وجاء في صحيفة الخليج الإماراتية عدد يوم 10/1/2001م ما يلي (ذكر االدكتور عبد الله سيد أحمد وزير الثروة الحيوانية أن السودان يمتلك أكثر من 3 ملايين رأس من الإبل). وقد وصلت الإبل العربية إلى هنا خلال الفترة 2500 ــ 1500 عام قبل الميلاد. وذكر الإداري البريطاني أندرو بول في كتابه (تاريخ قبائل البجه) ترجمة الدكتور أوشيك آدم، بأن البجه إضافة إلى امتلاكهم لعدد كبير من الجمال، فقد استطاعوا وبجدارة أن يعتنوا بها ويتفننوا في ركوبها، فهم لا زالوا محافظين على هذه المهارة، ويجيدون استعماله في الحرب كما يجيد غيرهم استعمال الخيل. وأنا شخصياً شاهدت في بعض الاحتفالات القبلية المقدرة الفائقة للبجاوي في ركوب الجمل، حيث يقف الواحد منهم برجل واحدة على ظهر الجمل ويمسك بيد واحدة عنان الجمل ويده الأخرى ممسكة بسيف مشهور يلوح به في الفضاء. كذلك شاهدت أيضاً بعضاً منهم يمتطي الواحد منهم الجمل ويعدو به وفي يده وعاء مليء بالحليب ولا تنسكب منه قطرة واحدة. وتوجد السلالات الجيدة للجمال وسط البشاريين والأمارأر، وأشهر هذه السلالات هما بانقير وكلايواو اللذين اشتهر بهما الحمد أوراب وعلياب البشاريين على التوالي. ويقوم البشاريون حالياً بتهجين سلالة جديدة من كلايواو والعنافي، وهي نفس السلالة التي يتم تهجينها في دولة الإمارات العربية المتحدة.

    وكلايواو الذي فاقت شهرته الآفاق ما هو إلا هجين من سلالتين هما بانقير وعبيدية، والقبيلة التي ترعى هذه السلالة وتعتني بها هي العلياب. ولعل الجمل البشاري في عيتباي هو من أجود سلالات الجمال في (السودان) (أصله من المسلمية حيث جلب منها) وهو يمتاز بالقوة والرشاقة والسرعة وتقوم بتربيته قبائل البشاريين والهدندوة والأمرأر. وقد تمكن كرباب الأمارأر من تطوير سلالة جميلة من الجمال تصلح لكل الأغراض، غير أن جمالهم صغيرة وبطيئة ولا تصلح لحمل الأثقال. وعلى الجانب الآخر نجد أن النابتاب هم أول من أدخل الجمل إلى المناطق الجبلية جنوب خور بركة في عام 350 ميلادية. وفرع واحد منهم هم البرهماي استطاعوا أن يطوروا سلالة جبلية من الجمال. وهذه السلالة طويلة الأرجل غير مريحة في الركوب، لكنها تصلح للأراضي الجبلية أكثر من الساحلية، وفي وقت لاحق بدأت قبائل أخرى مثل الأفلنده واللبت وغيرها تملك أعداداً بسيطة من الجمال. لا تستطيع الجمال الصحراوية أن تتأقلم على المناطق الزراعية والعكس صحيح. عموماً فإن الجمال تجد مشقة كبرى في التأقلم على الظروف الرعوية المختلفة. هذه الخصلة أكثر مشاهدة في توكر بين قبيلتي الشعاياب والنوراب، حيث ترعى الجمال هناك الحشائش المالحة التي تنمو على ساحل البحر وخور بركة، لذا فإن الجمال التي تربى في منطقة توكر ليست لها قيمة تجارية خارج هذه المنطقة.

    وتنقسم الإبل إلى ثلاثة أنواع، الأول: إبل الركوب، وهي خفيفة الوزن كبيرة الصدر وصغيرة السنام. (ووصفها د/ فلاح العاني بالآتي: يمتاز هذا النوع من الإبل برشاقة الأطراف وخفة الحركة وحدة البصر وسرعة الاستجابة للمؤثرات الخارجية، لذلك فهي تستعمل لأغراض الحرب وحراسة المنافذ الصحراوية، وتستطيع أن تسير هذه الإبل بسرعة 15 ــ 20 كلم في الساعة لمدة ثلاثة أيام متواصلة). والنوع الثاني: ابل الحمل، وهي كبيرة الحجم ذات أرجل قصيرة ورأس كبير، (ووصفها د/ فلاح العاني بالآتي: يكون هذا النوع ضخم الجثة، متين الفطام، قوي العظام، ضخم السنام، واسع الصدر، كبير الخف. يستطيع الجمل من هذا النوع من حمل حوالى 290 كلغم). والنوع الثالث هو ابل السباق، وهي رشيقة الجسم خفيفة الوزن سريعة الحركة وتسمى الهجين. وتتميز تحركات الإبل هنا بالقصر. حيث تتحرك الإبل بين نهر الدندر ونهر أتبره في مناطق أروما وخشم القربة، وجبيت وحلايب وسنكات. وجنوباً حتى نهر الدندر وجنوب القضارف حتى أبودليق. ونتيجة لإنتشار المشاريع الزراعية المروية أصبح مشروع الرهد مورداً مستديماً لمياه الشرب ومخلفات المحاصيل الزراعية. وتنقسم الإبل هنا إلى أنواع، هي النوع الرشايدي، وتقوم بتربيتها قبائل الرشايدة. ويتميز بأنه جمل حمل خفيف قوي قصير الأرجل. ولونه عادة أحمر قرنفلي. والنوع الثاني هو العنافي، ويتواجد أساساً بالقرب من كسلا. ويتميز بأنه طويل وأرجله طويلة ورأسه صغير وطويل كذلك عنقه طويل ويشبه الزرافة، ولونه أبيض أو أشقر وأذناه صغيرتان متجهتان إلى الأمام. وهو جمل ركوب جيد وسريع. لذا يستعمل في السباقات والمطاردة على الرغم من أنه لا يستطيع العدو أكثر من 5 إلى 6 أميال فقط. والنوع الثالث هو الجمل البشاري، وتقوم بتربيته قبائل البشاريين والهدندوة والأمارأر، والبني عامر وهو أقوى من العنافي، كذلك فهو أحسن جمال الركوب في العالم (د. أبو العزائم) . ويتميز بصغر الجسم والرأس وكبر العينين. وهو خفيف الحركة يتحمل العدو لمسافات طويلة، وهو جمل سباق، والعنق جيد التكوين قوي، والصدر كبير والأرجل طويلة والشعر ناعم، واللون السائد هو الرمادي الرملي أو الأبيض. إرتفاع الغارب 200 سم مترابط والضلوع بارزة. وتنقسم الإبل البشارية إلى: ابل الأميراب، وهي أجود وأسرع الإبل البشارية. والنوع الثاني هو البشاري الأبيض أو الهدندوي، وهو أصغر حجماً من الأميراب. والنوع الثالث هو البشاري البني، وجسمه غير متناسق رديء الركوب والحمل. والنوع الرابع هو ابل الجرايش، وهو صغير الحجم كبير العظام يصلح للركوب والحمل أيضاً.

    جاء في كتاب تقديرات الزكاة والناتج القومي 1416هـ 1996م (مركز الدراسات الاستراتيجية ــ الخرطوم) ما يلي عن الثروة الحيوانية وزكاتها.

    تشتهر بلاد البجه بأبقار البطانة والقاش، كما تشتهر بالإبل، حيث يوجد العنافي والبشاري، ومن الضأن توجد سلالات الأشقر والأبرق. وتقدر الثروة الحيوانية بحوالى 000،783،6 رأس، تنقسم إلى:- 000،648،2 رأس من الضأن، و000،023،1 رأس من الأبقار، و000،330،2 رأس من الماعز، و300،678 رأس من الإبل.

    قيمة الثروة الحيوانية وزكاتها: تبلغ القيمة الإجمالية للثروة الحيوانية حوالى 000،760،350 دولار. وهي كالآتي:- القيمة الإجمالية للأبقار حوالى 600،204 ألف دولار وزكاتها 050،549،2 دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للابل 000،600،46 دولار وزكاتها 580،542،2 دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للضأن 000،960،52 دولار وزكاتها 290،511 دولار. وتبلغ القيمة الإجمالية للماعز 000،600،46 دولار وزكاتها 066،466 دولار. وهكذا تصبح جملة زكاة الأنعام المتوقعة 986،978،5 دولار.

    جاء في جريدة البيان الإماراتية عدد يوم 19/10/ 1998 (بدأت عمليات تصدير اللحوم من مسلخ البحر الأحمر الذي قامت بإنشائه شركة الرضوان للتجارة والخدمات بميناء بورتسودان، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية للمسلخ (300) رأس من الضأن و(30) رأساً من البقر في الساعة الواحدة. ويضم المسلخ وحدة لتجميد اللحوم ومدينة ومصنع لمعالجة المخلفات وتحويلها إلى مرتكزات أعلاف. واشتكى السكان من تلويثه للبيئة وجلبه للأمراض.

    مركز أبحاث الإبل

    تستوعب منطقة البطانة حوالى (000،750) (تقرير ولاية القضارف) رأس من الإبل وهي تمثل 20% من ثروة السودان من الإبل، هذا الفصيل الهام من الثروة الحيوانية. لهذا نبعت فكرة قيام مركز لأبحاث الإبل في هذه المنطقة، ليكون منطلقاً للباحثين في مختلف مجالات وضروب البحث العلمي وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تطوير هذا الحيوان المليء بالأسرار. وتم اختيار مدينة الشواك لموقعها الممتاز حيث تتوفر فيها الخدمات لمركز البحث العلمي ولتوسطها مناطق اللحويين الذين يعتبرون من القبائل التي تهتم بتربية الإبل بالإضافة إلى قبائل البجه التي اشتهر، الجمل البشاري، أفضل نوع من الإبل بإسمها. تم بناء المركز في العام 1990 بمساهمة كريمة من وزارة الخارجية الفرنسية ــ برنامج مراقبة الساحل وحكومة السودان ومعتمدية اللآجئين بالشواك. ويعتبر المركز الوحيد في (السودان) ومن المراكز القليلة في أفريقيا المتخصصة في أبحاث الإبل.

    وتوجد بولاية كسلا مشاريع قائمة للإنتاج الحيواني تشمل مزرعة ألبان كسلا سعة 70 رأس، ومزارع دواجن، ومشروع إنتاج أعلاف الدواجن الدائري بسعة 20 طن في اليوم، ومشاريع تحسين نسل الحيوانات بكسلا وحلفا الجديدة، ومشروع تحسين الجلود، ومشروع مكعبات علف المولاس بحلفا الجديدة، ومشاريع شركة ايرشاي للمنتجات الحيوانية.

    الصورة: خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود?? الصورة:صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين

    سباق الهجن الكبير في المملكة العربية السعودية

    في العام 1976 اشتركت في سباق الهجن الكبير في المملكة العربية السعودية بهجن بجاوية تعود للشريف إمام الدين محمد عبد الله وكان بصحبته الريس أحمد أوشيك موسى ومرافقين آخرين. واستقبلنا المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز استقبالاً حاراً وأكرما وفادتنا، واستضاف الملك الوفد في قصره الخاص. ولمسنا فيهما معرفة تامة لقبائل البجه وتاريخها.

    الشيخ زايد بن سلطان وتطوير الإبل صورة: صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة

    صورة: صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة?

    وبعد عودتي للسودان تلقيت رسالة من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم تفيد بأن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يطلب أربعة من هجن السباق البجاوية. وقد كان هذا تشريفاً من سموه وأرسلت الهجن التي جلبها الشيخ موسى بافوري على طائرة سي 130 هيركوليز يقودها الطيار المعروف محي الدين محمد علي. ولم أتمكن من السفر مع الهجن نسبة لحدوث إنتفاضة عرفت باسم (الغزو الليبي). وكانت تلك أول هجن بجاوية للسباق تصل لدولة الإمارات من خارجها، حيث فتح باب جديد للمهتمين بتجارة هجن السباق. ومنذ ذلك الوقت اهتم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان بالهجن (السودانية) وظل يرعي على نفقته الخاصة سباقات الهجن السنوية في كسلا. وامتد اهتمام سموه ليشمل إقامة مزرعة لتطوير الإبل في مدينة العين بدولة الإمارات العربية. وجاء في صحيفة الخليج الإماراتية عدد يوم الجمعة 29/5/1998 ما يلي عن مزرعة تطوير الإبل في العين (مع التطور الحضاري الذي يشهده العالم منذ عقود توقع بعض العلماء اندثار الإبل لكن دولة الإمارات أثبتت العكس. ويمثل اهتمام صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية برعاية الإبل وتشجيع المواطنين على تربيتها محوراً أساسياً في تلك الصحوة التي شملت هذا القطاع من الثروة الحيوانية. ويشير الدكتور جواد عبد الرحمن المصري مدير عام مركز أبحاث الهجن بالدائرة الخاصة بالعين إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث وجه بإنشاء مركز أبحاث الهجن بالعين مشيداً في هذا الصدد بمتابعة الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان لعملية تطوير وتحديث المركز الذي تم تزويده بالعديد من الأجهزة العلمية الحديثة، وهي تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وخاصة تحليل الأحماض النووية والتي تستخدم في تحديد الصفات الوراثية للابل وتشخيص الأمراض، وبيان نوع السلالة وانتماء الأبوة للهجن، وأجهزة تشخيص الأمراض البكتيرية وهي أجهزة متقدمة جداً. وجهاز التحليل الكيميائي (آ. إكس. إل) ويقوم بتحليل 120 عينة إلكترونياً بالإضافة إلى جهاز تحليل الدم ويمكن للجهاز القيام بتحليل 60 عينة في وقت واحد.

    كما يضم المركز مختبراً للتلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة، وحفظ الأجنة مجمدة، ويهدف المركز إلى المحافظة على الثروة الحيوانية وخاصة الإبل، وتعزيز القدرة الانتاجية للسلالات المتميزة منها، ويتميز هذا الجهاز بقدرته على اختصار الوقت في عملية الحمل والولادة، لأن حمل الناقة يستغرق 13 شهراً، وتلد رأساً واحداً وتقوم على تربية صغيرها لمدة عام كامل ولكن بتكنولوجيا نقل الأجنة يمكن زيادة الانتاجية، وبذلك تختصر تقنية النقل أكثر من 7 سنوات من عمر الأم كانت تضيع في الحمل والولادة، كما تفيد هذه العملية في تحديد أفضل السلالات والحفاظ عليها بعد ثبوت كفاءة انتاجيتها.

    وأشار إلى أن المركز يضم قاعدة بيانات إلكترونية حول هذه الأجنة تشمل الأم المانحة للبويضة، والأم المستقبلية أو الأم البديلة التي تم الحمل بها، والأم المرضعة وكذلك الأب صاحب الجينة الوراثية. وأكد على أن المركز يحقق نتائج قياسية في هذا الصدد).

    إننا نتمنى أن يهدي إلينا صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ببعض الأنواع المحسنة من الهجن لتطوير الإبل في بلادنا، ليس لأننا أول من أدخل هجن السباق البجاوية هنا، ولكن إكمالاً لجهود سموه في الاهتمام بالهجن التي حملت رسالة الإسلام الخالدة إلى أرجاء المعمورة. إن اهتمام سموه بالهجن جعل الدول الغربية مثل ألمانيا وأستراليا تهتم بها أيضاً وتقيم لها السباقات، وهذه أول مرة يقلد فيها الغرب العرب، إذ أن الشائع هو العكس، فبارك الله في سموه على هذا الإنجاز الرائع فقد قال عن الهجن (وفاء منا للإبل لما أسدته لأسلافنا ولنا من بعدهم من خدمات وقت أن كنا نعتمد عليها في كل حياتنا وتنقلاتنا ورحلاتنا فإننا نهتم بها ونكرمها لسابق أفضالها علينا وعلى أجدادنا).

    صورة: الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وزير الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة??

    منذ ثلاثين عاماً كنت في بريطانيا لتلقي العلم، وكنت أذهب أحياناً إلى مضمار سباق الخيل لأعيش بوجداني بين ماضي فرسان العرب الذين كانوا يجوبون ميادين القتال وهم على صهوات جيادهم، ورأيت كيف رفعت خيولنا من مكانتنا آنذاك أكثر مما فعلنا. والحمد لله فقد قيض الله للعروبة من أبنائها من يظهر حضارتها ومدنيتها في شخص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم، ولي عهد إمارة دبي، وزير دفاع دولة الإمارات العربية المتحدة ،الذي تجلى حدبه على ذلك التراث الأشم في الاهتمام بالهجن العربية، والحيوانات العربية النادرة، حيث استنبط حيوان الكاما وهو هجين من الجمل واللاما. وإضافة لإسهاماته في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم، والأعمال الخيرية والإنسانية ونصرة شعب فلسطين، فقد كرس وقتاً وجهداً لتربية الخيل التي في ظهورها عز وفي بطونها كنز. وقد جدد مجد العرب في مجال الخيول الكريمة في أهم ميادين السباقات في أوروبا وأستراليا، وتناقلت أخبار انتصاراته وانتصارات خيوله العربية الأصيلة، قنوات التلفزة الفضائية، لتدخل أمجاد العروبة كل بيت في أوروبا وأستراليا والغرب. وشارك سمو الشيخ محمد بن راشد في سباقات الفروسية لمنافسات القدرة وأحرز قصب السبق في العديد منها، حتى أصبح فارس العرب بلا منازع. فحمداً لله الذي جعل منا من يحفظ من شأن الأمة العربية وتراثها. فهو كما قال الشاعر:

    كـالبــدر من أيـن اتجهـت رأيتــه ـــ يهـدي إلى عيـنيـك نـوراً ثاقـبــاً

    كالشمس في الفلك البعيد وضؤها ـــ يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً

    وفي شهر سبتمبر العام 2002، حقق سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد قصب السبق في سباق القدرة العالمي في أسبانيا ورفع رآية الإسلام والعروبة في أوروبا، ولا غرو فهذا الشبل من ذاك الأسد.صورة: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس مكتب صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مجلس نادي أبوظبي للفروسية صورة: سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي رئيس ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، رئيس اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، اهتمام كامل بسباقات الخيول ـ صورة: سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم
    الثـروة المعـدنيـة

    اشتهرت بلاد البجه منذ قديم الزمان بأنها من أهم مناطق التعدين في العالم، ولقد إمتلأت خزائن الفراعنة بالذهب من مناجم البجه. ويحدثنا التاريخ أن الفرعون سنفرو هو أول من استطاع استغلال مناجم البجه تجاريا، كما قام بتسخير البجه في أعمال التعدين. ذكر أندرو بول أن بعض المصادر ترى أن اكتشاف الذهب في الجبال التي تقطنها قبائل البجه كان في الفترة من 3000 إلى 2500 قبل الميلاد. ويعتقد أيضا أن أول حملة لاستغلال الذهب في جبال البجه كانت على يد الأسرة الفرعونية الخامسة (2745 قبل الميلاد). تزامنت هذه الفترة مع حكم بيبي الثاني عام 2644 قبل الميلاد، والذي أرسل القائد سيبني إلى الجنوب والجنوب الشرقي للمنطقة التي سميت فيما بعد بلاد الآلهة بنط. وشهدت مناجم البجه نشاطا متزايدا أثناء حكم الإمبراطورية الوسطى (الأسرة الثانية عشره ــ الأسرة الرابعة عشر 2000 ــ 1580 قبل الميلاد). في تلك الفترة بالتحديد عرف البجاوي لأول مرة لدى الأسرة الثانية عشره حيث ظهرت صورته في إحدى المقابر في مير بمصر العليا.

    لم يكن انتاج الذهب في فترة الأسرة الخامسة عشر بالمستوى المطلوب. غير أن مجيء تحتمس، فرعون الأسرة الثامنة عشر حوالى 1420 قبل الميلاد، أعطى دفعة وقوة جديدة للعمل بمناجم الذهب في المنطقة. انخفض انتاج الذهب في عام 1300 قبل الميلاد، ولكن مجيء سيتي الأول، الأسرة التاسعة عشر 1320 ــ 1300 قبل الميلاد، رفع الانتاج مرة أخرى. وحاول دون جدوى تطوير مناجم درهيب في وادي العلاقي. إضافة لذلك يرجع له الفضل في وضع أقدم خريطة في التاريخ لمناجم درهيب ووادي حمات.

    يتواجد في جبال البحر الأحمر ، وبالتحديد جنوب الخط الحديدي بين بورتسودان وأتبره، أكثر من 21 منجما هاما. تتكون هذه المناجم من أعمدة طويلة يصل إرتفاع الواحد منها إلى أكثر من 150 قدما، ودعمت في أعلاها بأخشاب سميكة لمنع أي خلل في مدخل المنجم.

    وعندما فتح العرب مصر، هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى شمال بلاد البجه - التي كان يطلق علىها (بلاد المعدن)، واستقر العرب فترة من الزمن في هذه المنطقة.

    ولقد أجريت في البلاد بعض الأبحاث الجيوفيزيقية لمسح المعادن وبين عامي 1970م - 1974م قامت هيئة التكنواكسبورت السوفيتية بمسح في بلاد البجه في مساحة بلغت 130 ألف كيلو متر مربع. ولقد شمل هذا المسح كل سلسلة جبال البحر الأحمر وسواحله. وكان الغرض الرئيسي من تلك المسوحات هو إجراء أبحاث لتحديد التركيبات الجيولوجية الرئيسية واستطلاع تفاصيل أماكن تركز المعادن الصلبة في منطقة جبال البحر الأحمر، ولقد استطاعت هذه الأبحاث تحديد أماكن كثيرة جدا يمكن استغلالها تعدينيا بعد إجراء دراسات أخرى جيولوجية وحفريات أولية.

    إن البحث عن البترول في سواحل البلاد وداخل البحر الأحمر وجد إهتماما كبيرا من الشركات العالمية التي قامت بالتنقيب عن البترول منذ فترة الستينات، حيث قامت شركة أجب الايطالية بالبحث عن البترول على ساحل البحر الأحمر. وتضمنت تقارير الشركة نتائج مبشرة ولكن الشركة توقفت عن التنفيذ لأسباب مجهولة حتى الآن.

    وقد اتضح من المسح الجيولوجي الذي أجري في البلاد أن هنالك كميات تجارية من الحديد وخام المنجنيز والكروم والذهب والرخام والجبس الهام لصناعة الاسمنت.

    وتم اكتشاف خام الحديد بشمال شرق بلاد البجه في منطقة الصفية ويبلغ الاحتياطي المقدر بها 14 مليون طن ومتوسط نسبة الحديد فيه 40% إلىb56% كما أن خام الحديد الذي وجد بمنطقة قرورة يبلغ احتياطيه المقدر 2 مليون طن ومتوسط نسبة الحديد من 40% إلى 50%.

    الاسبستوس والغاز في قرورة

    يوجد في موقعين، الأول 32 كلم شمال قرورة، والثاني 8 كلم شمال شرق الموقع الأول ــ ومع وجود الغاز في منطقة قرورة وفق تقرير شيفرون فيمكن تحويل هذه المنطقة إلى منطقة صناعية لاستخراج المعادن الموجودة فيها بكميات تجارية مثل الحديد والاسبستوس والجبس والذهب وتصديرها من ميناء العقيق بعد تأهيله.

    تم استغلال الجبس الموجود شمال شرق مدينة بورتسودان منذ عام 1974م ويبلغ انتاجه السنوي حوالى 20 ألف طن ويباع الخام لمصانع الاسمنت بـ (السودان).

    أما بخصوص الذهب فلقد تم ا تفاق مع شركة مينكس للبحث عن الذهب واستغلاله في منطقة البحر الأحمر وأنفقت الشركة حتى الآن 200 ألف جنيه. وتقوم الآن شركة فرنسية باستخراج الذهب من شمال البلاد حيث بلغ قيمة ما تستخرجه من ذهب 500 مليون دولار سنويا تتقاسمه فرنسا مع أركان حكومة الإنقاذ الذين يحولون نصيبهم لحساباتهم بالخارج. وتعاون فرنسا معهم ليس غريبا إذ كانت تتلقى قطع الماس من الديكتاتور بوكاسا والدكتاتور موبوتو لتضفي على نظاميهما الفاسدين الحماية وهذا ما تقوم بتقديمه الآن لحكومة نظام الإنقاذ.

    التعدين

    جاء في مؤتمر التعمير والتنمية في منطقة البحر الأحمر الذي عقد في الفترة من 23 إلى 28 ديسمبر 1992م عن التعدين ما يلي:

    تبلغ مساحة جبال البحر الأحمر 300 ألف كيلو متر مربع. وتوجد المعادن في مناطق كثيرة فيها بالإضافة إلى الغاز الطبيعي. فيوجد في سواكن الغاز، وفي دورديب الرخام، وفي حلايب المغترايت والمنجنيز والتالك، وفي أبوسمر البارايت والرصاص والنحاس والزنك والفضة والذهب، وفي بئر إيت الجبس، وفي قرورة وفودكوان الحديد، وفي شلقونين الكاولين، ويوجد الذهب في جبيت المعادن وسيراكويت وابيركاتيب ووادي قببه، وفي دريبات اللاستونايت (سيليكات الكالسيوم)، وفي ترنكتات الرمال السوداء، وعلى طول الساحل يوجد الملح الذي يستخرج بطريقة طبيعية واقتصادية من قبل الشماللينأصحاب الملحات.

    منجم جبيت المعادن: يقع شمال غرب مدينة بورتسودان، على بعد 280 كيلو متراً، كما يبعد غرب مرسى محمد قول (بأيديب) بحوالى 100 كيلو متر. وقد تم افتتاح واستئناف العمل فيه من قبل شركة مينكس المناصفة لحكومة السودان العام 1980م، حيث بدأ الانتاج التجاري في نوفمبر 1987م، وتوقف العمل في شهر فبراير 1990م بعد أن تم تصدير حوالى 650 كيلو جراماً. منجم سيراكويت: يقع شمال غرب بورتسودان على بعد 220 كيلو متر و20 كيلو متر غرب قرية تمالا. ويوجد الذهب مع عروق المرو، ويمكن رؤيته بالعين المجردة. وتم عمل دراسات وإنشاء مقاطع وأنفاق للبدء في عملية التعدين التجريبي. ويقدر الذهب الخام الموجود هنا بـ120 ألف طن للجزء الأول، ويمكن استخلاص واحد ونصف طن من الذهب الصافي سنوياً، إضافة إلى واحد مليون طن من خام الذهب على عمق 50 متراً، يمكن استخلاص أربعة أطنان من الذهب الصافي سنوياً منها. منجم أبيركاتيب: يقع على بعد 270 كيلو متراً غرب بورتسودان، ويعتبر من مناجم القطاع الخاص (شركة باشكن) المتوقفة عن العمل. ويعتبر المنجم ذو التاريخ الطويل في التعدين من أغنى المناجم، حيث تدل الشواهد الجيولوجية وميزات الخام على إمكانات ذات انتاجية عالية. مناجم حزام الأرياب: وهي مجموعة من تمعدنات الذهب داخل الصخور البركانية الرسوبية التابعة لحزام الأرياب، والذي يمتد بعرض 15 ــ 20 كيلو متراً من منطقة مسمار وحتى شمال مدينة بورتسودان (أربعات). ويعتبر هذا الحزام أو الحوض المتعدن بخامات الذهب والزنك والفضة من أهم انجازات واكتشافات هيئة الأبحاث الجيولوجية في العشر سنوات الأخيرة. يوجد معدن الذهب في شكل حبيبات صغيرة دقيقة داخل عروق المرو أو البيايت والسيلكا والبيرايت أو القوسان. وتعتبر الأرياب من المناطق المنتجة الآن وتديرها شركة الأرياب (السودانية) الفرنسية. وأثبتت الدراسات أن مجموع خامات حزام الأرياب المكتشفة يفوق احتياطيها 40 مليون طن من الذهب الخام، وبنسب متفاوتة. أما منجم أرياب ففيه أكثر من 40 مليون طن من الخام وبنسب متفاوتة ويمكن استخراج ما يفوق الـ 22 طناً من الذهب الصافي سنوياً. وتوجد دراسات جاهزة لافتتاح مزيد من مناجم الأرياب التي تتميز بقلة التكلفة لأن التعدين فيها يكون مكشوفاً. ويعتبر منجم أبيركاتيب من المناجم الغنية ومرخص للقطاع الخاص بواسطة شركة باشكن (شركة الصحراء الوسطى وشركة كين مير الايرلندية) ورغم أن المنجم غني بالذهب، إلا أن عدم وجود مياه كافية يشكل عائقاً.

    إتفقت حكومة الخرطوم مع شركة كنمير لاستكشاف وتعدين خام الذهب في منطقة سيراكويت بجبال البحر الأحمر.

    وفي مجال التعدين عن الذهب إتفقت حكومة الخرطوم مع دولة فرنسا على استكشاف وتنقيب الذهب في منطقة الأرياب ببلاد البجه وكانت النتائج كالآتي:

    احتياطي مؤكد حتى عمق 50 متراً 12.870 كيلو غراماً

    احتياطي محتمل حتى عمق 50 متراً 20.860 كيلو غراماً

    احتياطي ممكن حتى عمق 50 متراً 6.400 كيلو غراماً


    وفي سبتمبر 1991م بدأ العمل الحقلي بالمنطقة التي تبعد 80 كيلومتراً عن بورتسودان، وهي منطقة جبلية وعرة جافة تعتمد على السيول الموسمية كمصدر وحيد للمياه. وفي ديسمبر من نفس العام أعلنت الشركة عن بداية انتاجها التجاري وذلك باستخلاصها أول سبيكة ذهب من منطقة الأرياب. والشركة التي تعمل حالياً في ثلاثة مواقع فقط قررت توسيع العمل ليشمل المواقع السبعة الأخرى المعدة لها للعمل فيها وذلك لرفع مخزون المناجم إلى 26 طناً. وقد دخلت عائدات الذهب لأول مرة في الميزانية العامة للدولة كأحد المصادر الإيرادية التصديرية. وتعمل شركة صينية في التنقيب عن الذهب في منطقة جبيت كما تعمل شركة صينية أخرى في منطقة (شولاي).

    وجاء في صحيفة البيان الإماراتية يوم السبت 15/10/98 ما يلي: اعتمد مجلس إدارة أرياب في اجتماعه الأخير في باريس مبلغ 200 ألف دولار سنوياً لصالح التنمية بمحافظتي البحر الأحمر وسنكات. بينما صرح وزير المالية في صحيفة الاتحاد الإماراتية عدد 5/6/2001 (صدر السودان عام 1999م ذهب قيمته 60 مليون دولار ــ ذكر وزير الدولة للمالية في أغسطس 2001م أن نصيب السودان كان 5،12 مليون دولار بنسبة 54% وأرباح الشركة 93 مليون فرنك فرنسي)، فهل يكفي هذا المبلغ المتواضع لتعويض السكان عن المخاطر التي يتعرضون لها ودمار التربة من جراء استخدام المواد السّامة في استخراج الذهب، ناهيك عن حقهم الطبيعي في هذا الذهب. ذكرالأستاذ محمد الأمين حمد بأن تعدين الذهب في أرياب جلب مصائب لسكان المنطقة. فقد أزعجت التفجيرات المستمرة راحة الحيوانات، وقضت الآليات في سيرها على المدرجات المزروعة، كما أن العمالة تجلب من خارج المنطقة.

    وجاء في صحيفة البيان الإماراتية يوم الأحد 12/10/97 ما يلي:

    حذر خبير جيولوجي سوداني من الطريقة التي تستخدم فيها مادة (السينايد) السّامة لتنقية الذهب بمنطقة الأرياب بشرق (السودان).

    وقال الخبير الجيولوجي فاروق جاد في تصريحات له أمس أن الطريقة التي تستخدم الآن لتذويب المواد الأخرى التي تختلط بالذهب بها كثير من المخاطر ... مشيراً إلى أن الجهات المسؤولة مضت في استخدام المادة السّامة في الهواء الطلق دون اكتراث لمخاطر التلوث خاصة وأن المادة ضارة وخطرة على صحة الإنسان والحيوان والنبات.

    ونبه فاروق جاد وهو عضو بلجنة الطاقة بالبرلمان (السوداني) إلى ضرورة اتخاذ الاجراءات الوقائية قبل انفلات الأمر. جاء في صحيفة الخليج الإماراتية عدد يوم 1 فبراير 1999م حول تفشي أمراض غريبة في أرياب (تفشت في منطقة أرياب أمراض غريبة قبل موسم التعدين والذي تقوم به شركة فرنسية. وقالت مصادر طبية أن قائمة الأمراض تشمل الأمراض الصدرية والجلدية والأسنان والسرطان الذي تسبب في وقوع وفيات لم تحدد المصادر عددها. وقال عبد القادر محمد رئيس منطقة أرياب إنه أجرى اتصالين مع الجهات الولائية لأخذ الاحتياطات اللآزمة للسيطرة على الوضع الصحي المتدهور، مشيرا إلى ارتباط الأمراض بشكل مباشر بعمليات التعدين. (وبالتأكيد فإن الحكومة التي تشترك معها فرنسا في الجريمة، والتي تدفن النفايات السّامة هنا مقابل المال لا يهمها إنسان هذه المنطقة الذي برغم ثراء أرضه التي تنتج عشرة الآف كيلو غرام من الذهب سنوياً، فإنه يعيش على إحسان منظمات الإغاثة، ويشارك المنجم السكان في مصادر المياه الشحيحة التي يستنزفها، ومن البديهي ألا يهمها الحيوان فكل همها هو نهب الذهب بأقصى سرعة قبل إنهيار نظامها، لذا فهي في تعجلها ليس لديها الوقت ولا يهمها اتخاذ الاحتياطات المعيارية للسلامة، بل هي تعمل هذا عن قصد بهدف إبادة السكان حتى تخلو لها المنطقة بما فيها من ذهب).

    جاء في كتاب (كفاح البجه) للمناضل الأستاذ محمد دين اسماعيل البجاوي عن مشاكل العمال في منجم الذهب بجبيت المعادن، ما يلي: (أما شركة جبيت المعادن التي تسيطر عليها ذلك الرجل الإيرلندي المستر بيشوب، فهي بلا شك شركة استعمارية احتكارية لا تعمل إلا لصالح صاحبها، الذي استطاع أن يفوز بها بعد مغامرات، كما وأنه لا تخفى علينا سياستها البغيضة التي لا تعمل لصالح العمال ولا لفائدة أهالي المنطقة وإنما تهدف لفائدة صاحبها وراعيها الإيرلندي الجبار ورجل الإرهاب والظلم المستر بيشوب.

    فمن طبيعة المستر بيشوب، كغيره من المستعمرين الاقتصاديين ألا يفكر في عمل الضمانات الكافية لحياة العمال، ولا القيام بفوائد عامة لسكان المنطقة، كما وأنه لا يريد أن يقرأ عن حقوق العمال، وساعات العمل في قانون العمل والعمال، ولا يكترث في معاملته لهم كما يريد بحكم مصالحه الخاصة لا كما تريد العدالة الاجتماعية، ولا تفرض عليه السلطات الحكومية الشروط والقوانين التي تضمن سعادة ورفاهية العمال.


    الحــديـد

    وجد في عدة مناطق في البحر الأحمر هي منطقة قرورة 02 مليون طن بنسبة حديد 40%، وفي الصفية 14 مليون طن بنسبة حديد 43%، كما يوجد في فودكوان وحلايب. ومنجم فودكوان للحديد (مرخص لشركة الصحراء الوسطى) يتفرد بموقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر على مسافة 11 كيلو متراً غرب ميناء أوسيف. ويتميز ببنية أساسية جيدة وتم تصدير كميات من الحديد قبل حرب السويس عام 1967م إلى يوغسلافيا. ويبلغ احتياطي خام الحديد فيه 5،4 مليون طن بنسبة 45%.

    تنجستين

    ويوجد التنجستين بكثافة بمنطقة جبل ابون في جبال البحر الأحمر ويبلغ 43 مليون طن به 11% من التنجستين.

    المنـجـنيـز:

    يوجد المنجنيز في منطقة البحر الأحمر في مناطق حلايب وسنكات وأبو سمر، وبدأ تعدينه في الخمسينات ثم توقف بعد فترة قصيرة نسبة للصعوبات الفنية. ومواقعه في منطقة حلايب يسهل الوصول إليها. أما في منطقة سنكات فتقع على مسافة 65 كيلو متراً شمال غرب المدينة، وقد تم التصديق في تلك المنطقة في عام 1957م. وبدأ استخراج المنجنيز بمنجم أبو سمر واللايكاليب وما جاورها في مساحات صغيرة عن طريق المناجم المكشوفة.

    النحاس

    يوجد في منطقة أرياب في هدل أواتيب حيث يقدر بحوالى 40 مليون طن. وفي هاساي يقدر بحوالى 13 مليون طن، وفي أوديروك يقدر بحوالى 9 ملايين طن. في دورديب يوجد النحاس في أبوسمر حيث يقدر بحوالى 2 مليون طن، كذلك توجد كميات تجارية كبيرة منه في كل من تاجوتيب وايماسا وتهاميام. ويوجد أيضاً في خور بنقر جنوب خور أربعات. وفي منطقتي جبيت وسنكات يتوفر النحاس بكميات تجارية وأيضاً في الصفية.

    الكروم

    يوجد في منطقة هميسان على مسافة 200 كلم من ساحل البحر الأحمر في منطقة حلايب، وعلى بعد 400 كلم عن النيل. يقدر الكروم فيها بحوالى 200 ألف طن والحديد بحوالى 500 ألف طن. وفي سول حامد شمال جبال البحر الأحمر توجد أيضاً كميات تجارية من الكروم.

    الطين الصلصال

    يوجد في خور إيت ويقدر بحوالى 27 مليون طن متري. وفي دلتا أربعات يقدر بحوالى 8 مليون طن متري. ويقدر في خور دورديب بحوالى 5، 4 مليون طن متري.

    الرمال السوداء

    والرمال السوداء على شاطيء البحر الأحمر وفيها عدة تركزات معدنية تحتوي على 600 ألف طن من معدن الألمنيت و110 آلاف طن من معدن الزركون و45 ألف طن من معدن الروتيل وهذه المعادن تدخل في صناعة الطائرات ويمكن تصديرها للمصانع في أمريكا وفرنسا وبريطانيا خاصة وأن أسعار هذه المعادن عالية جداً في السوق العالمية. توجد هذه الرمال السوداء شمال مدينة توكر بين مرسى ترنكتات ومرسى رأس عسيس. كما توجد كمية قليلة في بئر ديربات على مسافة 115 كلم شمال غرب بورتسودان. وتقدر الكمية في ترنكتات بأكثر من أحد عشر مليون طن من التركزات المعدنية تحوي 600 ألف طن ألمينايت، و110 طن زركون، و45 ألف طن روتيل. وتقدر الكمية في ديربات بأكثر من 200،10 طن متري.

    الجبس:

    يوجد الجبس في منطقة خور إيت (64 كلم) شمال بورتسودان بالإضافة إلى منطقة سقوم وجبل تونيام. ودلت الدراسات التي أجريت لتحديد الاحتياطي في منطقة خور إيت على وجود كميات كبيرة من خام الجبس قدرت كما يلي: 1 ــ الاحتياطي من السطح وحتى مستوى البحر 138 مليون طن. 2 ــ الاحتياطي من السطح وحتى 30 متراً تحت سطح البحر 224 مليون طن. 3 ــ الاحتياطي من السطح وحتى 100 متراً تحت سطح البحر 400 مليون طن. أما جبل سقوم فيقدر الاحتياطي فوق السطح بـ 34 مليون طن، أما الاحتياطي حتى عمق 50 متراً فيقدر بـ 124 مليون طن. وتستخرج مؤسسة التعدين السودانية حالياً ما يقارب 2000 طن من الجبس سنوياً، كما توجد بعض الشركات الخاصة تعمل في نفس المجال، ويتم استخراجه من المناجم المكشوفة. ويوجد الجبس على ساحل جبال البحر الأحمر. وأهم أماكن تواجده (ببرايت) حيث يوجد 220 مليون طن جبس عالي الجودة وحالياً يستغل الجبس في صناعة الاسمنت وفي عدد من الاستخدامات المحلية. يوجد في خور إيت على بعد 77 كلم شمال بورتسودان، وعلى مسافة 8 كلم من الساحل. وتقدر كمية الجبس في المنطقة بحوالى 1،2 مليون طن.

    مواد البناء: الرخام والجرانيت والحجر الجيري

    تعتبر محافظات البحر الأحمر من أهم المناطق التي يوجد فيها الرخام والجرانيت والحجر الجيري ومواد البناء الأخرى. وتتميز أكثرية هذه الخامات بتوفر البنية الأساسية لها من طرق وموانيء. ويوجد الرخام في منطقة دورديب. والأسمنت والحجر الجيري في أراكياي.

    سيليكات الكالسيوم (الولاستنايت):

    يوجد الولاستنايت أو الرمال السوداء، في منطقة بيرديربات على بعد 115 كيلو متر شمال غرب مدينة بورتسودان، عن طريق عقبة نكسيب. ويقدر الاحتياطي من الجزء البارز فوق سطح الأرض فيها بـ 3500،30 طن متري، وإذا أضيف ما في الأعماق فبالتأكيد ستزيد كميته المقدرة.

    التالك (هيدروكسيد سيلكات المغنسيوم): يتواجد التالك في منطقة حلايب في حزام يتراوح طوله من 300 ــ 400 متر وعرضه من 10 ــ 40 متر.

    المـلـح:

    يبلغ طول ساحل البحر الأحمر 717 كلم، وينحصر بين خطي عرض 23 و18 درجة شمال خط الاستواء، وهو مدار يتميز بدرجة الحرارة الحالية وجفاف الطقس وندرة الأمطار. وهذه تعتبر ميزات لانتاج الملح بتكلفة بسيطة واقتصادية تفتقرها كثير من بلدان العالم. وتبلغ الملاحات في محافظات البحر الأحمر (1992م) 40 ملاحة مصدقة في مساحة 928،17 فدان. وتقع جميعها ما عدا إثنتين بين بورتسودان وسواكن. وتوجد ملاحتان طبيعيتان في محافظتي توكر وحلايب. والملاحات المنتجة هي 7 فقط نسبة لعدم جدية المستثمرين من شماليين ومستوطنين الذين حصل معظمهم عليها عن طريق الرشوة والمحسوبية والفساد الشمالي. ويبلغ انتاج الفدان من الملح 1200 طن في السنة. وبما أن عدد الملاحات المصدقة 40 ملاحة (60 فدان للواحدة) فمن المفترض أن يبلغ الانتاج 2 مليون و880 ألف طن وقيمته 403 مليون و200 ألف جنيه، ولكن بما أن الانتاج الحالي لسبع ملاحات هو 504 ألف طن فإن الفاقد يبلغ 2 مليون و556 ألف طن. وبأسعار العام 1992م فإن قيمة المنتج لسبع ملاحات هو 70 مليون و560 ألف جنيه، وهذا يعني أن الفاقد هو 332 مليون و140 ألف جنيه. والعوائد الجليلة المهدرة تبلغ 16 مليون و632 ألف جنيه. (قدر أحد المسؤولين عائدات الملح بـ 50 مليون دولار عام 1998م).

    وجاء أيضاً في صحيفة الخليج الإماراتية، أوضح المهندس عبد الكريم الزين المشرف على انتاج الملح بسواحل البحر الأحمر، إن (السودان) هو الدولة الأولى في انتاج الملح في إفريقيا، حيث ينتج سنوياً أكثر من 100 مليون طن، وذلك بعمليات ترسيب مياه البحر الأحمر في أكثر من 6 ألآف حوض ترسيب على طول الساحل.


    ثروات البحر الأحمر المعدنية

    جاء في دراسة أعدها أحمد الحسب عمر من مركز الدراسات الاستراتيجية السوداني (أثبتت الدراسات والبحوث العلمية الحديثة أن البحر الأحمر يحوي رصيداً ضخماً من الثروة المعدنية والسمكية، وقد شهدت الفترة من عام 1948م حتى إغلاق قناة السويس في عام 1956م، إهتماماً فعلياً بثروات البحر الأحمر. وقامت سفن البحث العلمي بمسح معظم مساحته. وتبين وجود انبثاقات نشأت عنها تكوينات حديثة لطبقات من الماء المالح الأجاج الساخن الذي يحتوي على نسبة مركزة من الأملاح المعدنية الضرورية لكثير من المعادن الثقيلة، كالحديد والذهب والماغنزيوم والكاديوم، حيث يحدث انبثاق هذه المياه المعدنية عند تشبع صخور القاع بهذه الأملاح.

    وقد حددت تلك البحوث، أماكن وجود هذه المياه المعدنية الساخنة في أربعة مواقع منخفضة، المنخفض الأول ويسمى أتلانتس، ويقع على بعد 76 ميلاً من الإتجاه الجنوبي الشرقي من الحدود المشتركة بين السودان ومصر. والمنخفض الثاني وأطلق عليه اسم ديسكفري، ويقع على بعد 55 ميلاً إلى الشرق من الساحل السوداني، بينما يقع المنخفض الثالث الذي أصطلح على تسميته تشين، على بعد 59 ميلاً إلى الغرب من الساحل السعودي على البحر الأحمر. وتتراوح أعماق هذه المنخفضات الثلاثة بين 2047 ــ 2167 متراً، وتعد من أغنى مراكز الثروة البحرية في العالم، بينما يقع المنخفض الرابع تجاه الساحل المصري جنوب قناة السويس.

    وتأكد أن المنطقة الواقعة قبالة الساحل السوداني يوجد ماؤها الأجاج الساخن المعدن في ثلاث طبقات تمتد في منطقة مساحتها نحو مائة ميل مربع بعمق مائتي متر وسط قاع البحر، وإلى الغرب من خط الوسط الذي يتوسط البحر بين كل من الساحل السعودي ونظيره السوداني. وتمثل هذه المنطقة حالياً أحد مراكز الثروة المعدنية الغنية في العالم، حيث تقرر مبدئياً قيمة ما تحويه طبقاتها العليا فقط من صخور هذا القاع ــ (سمك 10 أمتار)، ودون حساب لكمية الحديد في منطقة مساحتها 38 ميلاً مربعاً، بما يزيد على 5،2 مليار دولار. وتعد نسبة تركيز المعدن في هذه الصخور البحرية على أنها نسبة مرتفعة واقتصادية إذا ما قورنت مع تلك التي تتركز بها الخامات المعدنية المستغلة حالياً على اليابسة. وهناك تقديرات عديدة لقيمة المعادن التي تحويها هذه المنطقة تتراوح بين 5،2 ــ 8 مليار دولار، بل إن هناك من يقدرها بما يصل إلى 25 مليار دولار.

    وقامت لجنة (سودانية) سعودية مشتركة عام 1970م بإجراء دراسات علمية اكتشفت ثمان عشرة منطقة عميقة، تتضمن المناطق الأربع المشار إليها، في منتصف البحر عند نقطة متوسطة الموقع بين السعودية و(السودان)، تأكد على أثرها أن المناطق المكتشفة هذه تحوي كميات متعددة من الزنك والنحاس الأصفر والفضة والكاديوم والمنجنيز والحديد والرصاص ومعادن أخري كثيرة، وكل الذي تم في هذا الخصوص، هو توقيع إتفاقية ثنائية بين البلدين في العام 1974م للتعاون المشترك بينهما تتعلق بأمر هذه الثروات المعدنية للبحر الأحمر.

    وإلى جانب هذا، فإن الدراسة تقول باحتمال أن يكون البحر الأحمر يرقد فوق بحيرة من النفط بطول الساحل الإقليمي لدولة (السودان)، ويدلل أنصار هذا الرأي بأن ما تستخرجه مصر من نفط خام يأتي معظمه من خليج السويس حيث يمثل 80% من جملة النفط المصري الخام. كذلك فقد أبدت السعودية إهتماماً بالغاً بتلك التوقعات فأبرمت إتفاقاً مع شركة دتينيكو الأمريكية تولت بموجبه الأخيرة مهمة عمليات الاستكشاف في المياه الإقليمية السعودية. ووفقاً لذلك تؤكد التوقعات أنه إذا ما ثبتت تلك الإفتراضات فإن البحر الأحمر قد يصبح أكبر مصدر لانتاج وتجميع النفط الخليجي في آن واحد تمهيداً لتصديره.

    وفي مجال التنقيب عن البترول فلقد منحت الإمتيازات لأربع شركات عالمية هي:

    1) شركة أميركان باسفيك سودان المحدودة للتنقيب في منطقة توكر.

    2) شركة بول اندكلنز.

    3) شركة اوشنيك للتنقيب عن البترول.

    4) شركة شيفرون (السودانية) للزيت.

    وبالإضافة إلى هذا فإن هناك إتفاقيات مع شركات تعدين عالمية أخرى من الإتحاد السوفيتي سابقاً وألمانيا الغربية وبلغاريا منذ عام 1961م بحصر الإمكانات المعدنية والبحث عن الثروة والبحث عن المعادن في المياه الإقليمية.

    (19) ولقد حصلت شركة أجب الإيطالية على تراخيص بحث في ساحل البحر الأحمر وجرفه القاري وقامت الشركة بالمسح الجوي المغناطيسي والمسح السايزمي الأرضي والبحري - وبعد إتمام هذه المسوح قامت الشركة بحفر ستة آبار استكشافية غطت معظم التراكيب الجيولوجية التي كشف عنها المسح الجيولوجي والجيوفيزيائي ولقد بلغ مجموع عمق الحفر 50500 قدم.

    وقامت شركة أجب بنشر المعلومات الجيولوجية في مؤتمر البترول العربي الرابع الذي عقد بمدينة بيروت عام 9621. ولقد دلت المعلومات التي تجمعت نتيجة للحفر أن منطقة البحر الأحمر تشتمل على الرسوبيات البحرية والتراكيب الجيولوجية المناسبة، والتى يمكن أن تشكل محابس للزيت زيادة على الغطاء الصحراوي (طبقات الملح) والتي من شأنها أن تمنع أي تسرب للمخزون الزيتي. ولقد وجدت بعض الغازات الهيدروكربونية. وعلىه فإن كل الشروط التي تؤهل المنطقة لتكون من ضمن المناطق الحاوية للزيت متوفرة توفرا تاما. ولقد تم اكتشاف الغاز الطبيعي في هذه المنطقة.

    ولقد اتضح من تحليل الصخور الموجودة في ساحل البحر الأحمر أن ما بين 96% و12و98% ميثين وحوالى 12،1% إيثين مع وجود كمية من البرونين تبلغ (12،0%) وكمية من ثانيbأوكسيد الكربون (05% ـ 02،1%).

    وفي تقرير لأحد خبراء الأمم المتحدة في التنقيب عن البترول معلقا على أعمال شركة أجب ومبديا رأيه في الطريقة التي اتبعتها يرى أن الهبوط الأرضي (الأخدود الأفريقي العظيم) قد لعب دورا كبيراً في تكوين منخفض البحر الأحمر وعلىه فإن الأنظار يجب أن تتجه إلى المصائد التي تكونت نتيجة الكتل الهابطة وليس المصائد والمنحنيات.

    ونسبة لطبيعة تكوين البحر الأحمر المعقدة والتي أدت إلى تحركات كتل الصخور بالنسبة إلى بعضها البعض في إتجاهات رأسية أو مائلة قليلا فإن هذا يؤكد لنا أهمية البحث عن المصائد التي تصاحب عادة هذا النوع من هياكل التكوين، ويستطرد في ملاحظاته قائلاً إن البحث عن هذا النوع من المصائد وفي مثل هذه الظروف يحتاج إلى استعمال طرق للبحث أكثر تعقيدا وتقدماً عن تلك التي أستعملت فعلاً، وحيث أن التكوينات الثانوية وطبقات الملح التي تقع في أسفل ترسيبات العصر الثلاثي تسبب نوعا من التذبذبات السايزمية وتضاعف في كمية الإنعكاسات التي تستقبلها أجهزة التسجيل السايزمي وبذا تحجب عنا الصورة الحقيقية للتكوينات الرئيسية الموجودة والتي يستهدفها البحث، وعلىه فإن التخلص من هذه المعلومات يتم عن طريق استعمال (الكمبيوتر).

    ومن المؤكد أن وضع الشركات الحالي قد تحسن كثيرا عن ذي قبل حيث تتوفر الآن الآت متطورة ومتقدمة، وبعد أن كانت تعمل هناك شركة واحدة هي شركة أجب توجد الآن شركات عديدة للتنقيب منها روسية وصينية وكذلك سويدية للتنقيب في دلتا توكر.

    وفي منطقة البحر الأحمر تختلف الصورة الآن عما كانت علىه في السابق فلقد زادت المساحة المرخصة حاليا 100% وبهذا فقد دخلت مساحات جديدة تحت الترخيص وذلك لأول مرة منذ أن عرف التنقيب.

    ولقد إزدادت الفرصة لاكتشاف مصادر بترولية عشرين مرة عما كانت علىه سابقاًbإذا أخذنا المساحة كمقياس للمقارنة وقد تزداد الفرص إلىbأضعاف ذلك إذا أخذنا التقدم في المعرفة العلمية وتطور الأجهزة في الإعتبار.

    البترول والغاز والأنابيب والمصفاة

    شيفرون

    قامت شركة شيفرون في عام 1976 باكتشاف غاز جاف وسائل في بئر سواكن وتوقف نشاطها الاستكشافي في عام 1979 م.

    شركة باناكو السويسرية

    في عام 1988 قامت شركة باناكو السويسرية بالعمل في منطقة سواكن وما حولها في مساحة تبلغ 13 ألف كلم مربع.

    الروس بعد الصينيين

    في فبراير العام 2001 خصصت الحكومة حقلي البترول (9 و11) لشركات البترول الروسية للتنقيب فيهما. وقبل ذلك خصصت بعض الحقول لشركات صينية واشترطت الحكومة الصينية نصب صواريخ بعيدة المدى على ساحل البحر الأحمر في المقابل.

    خطوط الأنابيب

    بدأ تشغيل خطوط أنابيب البترول بين بورتسودان والخرطوم عام 1977 حيث صمم لنقل 650 ألف طن في السنة من الجازولين والبنزين والكيروسين ووقود الطائرات النفاثة. وبعد علاج المشاكل الفنية التي كان يواجهها الخط في بداية التشغيل أصبح الآن مؤهلاً للعمل بالطاقة التصميمية. وقد إرتفع متوسط النقل في العام من 350 ألف طن إلى 480 ألف طن في السنتين الماضيتين مما كان له الأثر البالغ في حلّ الضائقة بالنسبة لهذه المنتجات وذلك لتدهور أداء السكة الحديدية، خاصة وأن من مميزات خط الأنابيب أنه يعتبر من وسائل النقل المستمر الذي لا يتأثر بمواسم الأمطار. كما أنه يتميز بقلة تكلفة نقله للبترول بالإضافة إلى تمتعه بطاقة تخزينية كبيرة.


    وبالنسبة للمشروعات المستقبلية، فهناك مشروع نقل غاز الطائرات الذي تمت كل دراساته ويتوقع العمل فيه عام 1991م. كما أن هناك مشروع التوزيع بمحطة شندي والذي يتوقع تنفيذه في السنوات القادمة.


    خط أنابيب ومرفأ تصدير

    تم اكتمال خط أنابيب النفط الجديد في موعده المقرر، ووصلت عبره كميات الخام من حقل الوحدة إلى مرفأ التصدير (بشائر) الذي جرى إنشاؤه جنوب بورتسودان على البحر الأحمر وتم تصدير أول شحنة في 30 أغسطس 1999م. وكلف خط الأنابيب أكثر من مليار دولار. وتبلغ الطاقة الأولية 150 ألف برميل يومياً لخط الأنابيب الذي يمتد من حقل الوحدة حتى بورتسودان (بشائر) بطول 1610 كلم وقطره 28 بوصة.

    وتقرر زيادة الطاقة إلى 250 ألف برميل يومياً بحلول عام 2000م عبر إضافة المزيد من محطات الضخ. وقام ببناء خط الأنابيب ومرفأ التصدير كونسورتيوم من شركات صينية وماليزية وكندية وسودانية تمتلك إمتيازات عمل في منطقتي الوحدة وهجليجة.

    ويشارك في الكونسورتيوم شركة البترول الوطنية الصينية وبتروناس الماليزية وأراكيس الكندية (اشترتها حالياً شركة تاليزمان الكندية) وشركة السودان للبترول المملوكة للدولة. وتتم تغطية تكلفة خط الأنابيب من رسوم النقل التي سيتحملها المستخدمون وستستغرق15 عاماً. وتوقع أن يجذب إنشاء خط الأنابيب انتباه شركات النفط الأجنبية.

    كنز البحر الأحمر (22)

    هو عبارة عن كميات هائلة من الثروة المعدنية من الكاوميوم والكوبالت والنحاس والحديد والرصاص والزنك والفضة والذهب. وتبلغ المساحة الموجودة فيها هذه المعادن 60ميلا مربعا في منطقة المياه الدولية الواقعة بين المملكة العربية السعودية وبلاد البجه شرق (السودان). وتعتبر هذه الثروة من أضخم الثروات في العالم، وتوجد على عمق يتراوح بين 2000 و2200 متر تحت سطح الماء. ويبلغ العائد السنوي للتقديرات الأولية لهذا الكنز ألف مليون ريال سعودي سنويا كحد أدنى من الثروة المعدنية التي تقدر قيمتها الكلية ببلايين الريالات السعودية.

    وقد تم في عام 1974م التوقيع على إتفاقية ثنائية بين المملكة العربية السعودية وحكومة (السودان) لتكوين لجنة كجهاز إدارى لاستغلال هذه الثروة.

    ومن أهداف اللجنة التنقيب والبحث عن الثروة المعدنية في هذه المنطقة وتنمية الخبرة الفنية لذلك. والتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية ذات التخصصات المتصلة بالمشروع.

    والمهمة التي يجرى تنفيذها الآن هي وضع اللمسات الأخيرة على دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية وهو ما بدأ فيه العمل منذ خمس سنوات. أما المرحلة الثانية من هذه الدراسة فهى القيام بمرحلة تجريبية خطط لها أن تكون مماثلة تماما في كل تفاصيلها لما سيحدث في مرحلة الانتاج مستقبلا.

    والمساحة الكلية الموضوعة تحت تصرف اللجنة يبلغ طولها 450 كلم وعرضها ما بين 45و50 كلم. ويقدر احتياطي المعادن الموجود في منطقة (اطلنطا الثانية) 2 مليون طن من الزنك و2/1 مليون طن من النحاس و 400 طن من الفضة و80 طن من الذهب.

    ولقد بلغ مجمل نفقات اللجنة منذ تأسيسها حتى اليوم ما يزيد قليلاً عن 150 مليون ريال سعودى. ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة حتى نهاية مرحلة دراسة الجدوى ما بين 700 و 800 مليون ريال سعودي - وتقدر التكلفة الكلية للاستثمار حوالى مليار ريال سعودي تقوم بتغطيته المملكة العربية السعودية.

    ووفقاً للمعلومات المتوفرة فإن المشروع رابح من الناحية التجارية ويماثل عائده تماما عائد مشروعات التنقيب في الأرض اليابسة ذات الحجم الكبير والمتوسط.

    والمعادن التي يراد استخلاصها توجد في شكل حبيبات صغيرة مختلطة مع كثير من المواد الأخرى غير المرغوب فيها، وتحتاج عملية الاستخلاص هذه إلى نوع خاص من التقنية تتوفر لدى الهيئة الآن - ومن المتوقع أن تنتهى المرحلة التجريبية في منتصف عام 1985م ويكون حينها قد تم الاستعداد للمضي إلى مرحلة الانتاج التجاري وفي نهاية الثمانينات تكون الهيئة قد مدت الأسواق العالمية ولأول مرة بالمعادن المستخلصة من قاع البحر الأحمر.

    وبالرغم من ضخامة حجم هذا المشروع وموقعه من بلاد البجه وأحقية البجه في الاستفادة من عائداته بحكم أنه جزء من ثرواتهم الطبيعية، فإن سلطات الخرطوم الشمالية لم تضع لهذه المسألة أي اعتبار مثلما تفعل في كل ثروات وموارد البجه الأخرى التي تنهبها الطبقة الشمالية الحاكمة في الخرطوم ولا يوجد في هذه الهيئة، ليس في لجنتها ولا حتى في أدنى المستويات شخص واحد يمثل البجه الشريك الحقيقى في هذا الكنز، بل تمت تعيينات الجانب (السوداني) كالعادة من محاسيب السلطة في الخرطوم.

    (21) إن التعدين ركيزة أساسية في بلاد البجه لما حباه الله لهذه البلاد من ثروة معدنية. وللاستفادة من هذه النعمة الجليلة يجب الدفع بمشاريع المسح الجيولوجي والتعدين بالبلاد إلى الأمام، وازالة كل الاختناقات والمعوقات التي تقف أمام النهوض بالتعدين. وأن تؤول كل مشاريع التعدين لسلطات بلاد البجه في حدود القانون.كما يجب أن تشجع رؤوس الأموال الأجنبية لتمويل التعدين والمشاركة فيه، بالإضافة إلى تشجيع صناعات الجبس وخام الاسمنت وخام الزجاج ومواد البناء والعمل على تصديرها. كذلك يجب خلق كوادر فنية وطنية لتقوم بعمليات التعدين والتحجير والتخطيط لإنشاء كلية لهندسة التعدين والجيولوجيا ببلاد البجه.


    الاقتصاد والصناعة

    الاستغلال الاقتصادي

    إن أول ما يسترعي نظر الباحث أو المحقق هو أن موارد بلاد البجه المعدنية الهائلة، جميعاً من الناحية العملية، وجزءاً كبيراًbمن أراضيها ومواردها الزراعية - دعك مما لديها من موقع استراتيجي واقتصادي على البحر الأحمر ومن تجارة وشحن بحري وبنوك وشركات نقل بحري وبري ومواصلات - في أيدي المستوطنين الشماليين والسلطة الشمالية في الخرطوم.

    والقسمة الثانية هي أن الجزء الغالب من منتجات بلاد البجه الأولية يتم انتاجه من أجل التصدير، سواء في حالته الخام، أو في حالة نصف مصنعة، ولا يستخدم أي جزء من هذه المنتجات في الصناعة المحلية.

    وقد يحاج كثيراً بأن الأموال التي تستثمر في بلاد البجه بواسطة الاحتكارات الوافدة أو الأجنبية أو من خلال حكومات الخرطوم المختلفة ذات عون لبلاد البجه، وفي الواقع يقال أن بلاد البجه تحتاج إلى رأس المال الوافد أو الأجنبي من أجل التغلب على ما تعانيه البلاد من فقر. ومع ذلك فإن خبرة بلاد البجه عبر العقود القليلة الماضية بعد خروج ا لانجليز، تدحض هذا الزعم تماما، وتجعل واضحا بما فيه الكفاية أن الاستثمارات الشمالية والأجنبية كان لها تأثير مدمر على البيئة والتنظيم الاقتصادي التقليدي للشعب، وإنها أدت لإفقاره وقهره، وإلى تشويه كامل لاقتصاد البجه، وإلى التركيز على الانتاج الأولي للمحصولات النقدية، والخنق المتمعد للمرحلة التالية للصناعة. إن تأثير وهدف الاستثمار الشمالي الوافد والأجنبي ليس في الحقيقة مساعدة لشعب البجه، وإنما امتصاص كل قطرة دم في البلاد، واستغلال شعبها من أجل المستثمرين الوافدين والأجانب.

    إن الغرض الذي تستهدف خدمته النفقات الضخمة على الطرق والسكك الحديدية والأنهار والموانيء والمطارات - هو غرض عسكري واقتصادي واستراتيجي. ويكون شعب البجه على حق عندما يؤكد أن ذلك بدوره ليس للدفاع عنه أو عن مصالحه وانما لحماية المغتصبين وبث الرعب والخوف في صفوف الحركات القومية في بلاد البجه، وتوفير القواعد ونقاط الوثوب للامبريالية على البحر الأحمر والقرن الافريقي.. بالإضافة لاستغلال موقع البلاد كمعبر لوارداتهم وصادراتهم واغتصاب أراضي البجه لهذه المشاريع وتدمير بيئتهم.

    إن خطط التنمية الاقتصادية في بلاد البجه التي تنفذها حكومات الخرطوم الشمالية المختلفة هي خطط لتنمية البنية التحتية، أي المواصلات والخدمات التي تمكن المغتصبين الشماليين وغيرهم من مواصلة استغلال الموارد الأولية في بلاد البجه ومن زيادة هذا الاستغلال حدة. أما التصنيع الحقيقي الذي يفيد البجه ويطورهم فيغفل عن عمد.

    إن شعب البجه يسعى إلى القيام جنباً إلى جنب مع التصنيع بتغيرات أساسية أخرى في أحواله الاقتصادية والاجتماعية، إن كل من يحكم بلاد البجه من الشماليين من الخرطوم، ويملك ثرواته، يكون بيده أن يقرر كيفية توزيع هذه الثروات، وما دامت بلاد البجه يحكمها غير أهلها، فإنه يوجد حاجز سياسي قوي يحول دون تمتع البجه بالقدرة على التحكم في ميراثهم الاقتصادي والاجتماعي الشرعي العادل. وهكذا ينظر إلى الاستغلال الراهن، وكسب الاستقلال السياسي على أنهما الخطوة الجوهرية الأولى للقضاء على فقر بلاد البجه وتنمية اقتصادها التجاري.

    إن بلاد البجه تعتبر إقليما استراتيجيا للاقتصاد والتجارة والتنمية الصناعية، وينبع هذا من كونها تتمتع بخصائص متميزة. فبلاد البجه تطل على البحر الأحمر الممر الاستراتيجي للتجارة الدولية والطاقة البترولية بين أوروبا والشرق، وتوجد بها كذلك مرافيء بحرية صالحة لأن تتطور لتصبح مرافيء حديثة بالإضافة إلى ميناء سواكن وميناء بشائر لتصدير البترول وميناء الغاز وأوسيف.

    وبما أن بلاد البجه تتمتع بثروة معدنية هائلة فإنه يمكن أن تكون مركزا للصناعات التحويلية والبتروكيمائية ومصافي البترول، خاصة بعد الاستكشافات الأخيرة للبترول في المنطقة. وهي أيضا مرتكز شبكة الطرق والمواصلات الممتدة غربي البلاد، حيث توجد الحاصلات الزراعية التي تصلح للتصدير مثل القطن والسمسم والفول السوداني والذرة وغيرها. وتوجد بمدينة بورتسودان صومعة للغلال، كذلك توجد أعداد كبيرة من المستودعات التي يمتكلها التجار والشركات من الشمال والسلطات الشمالية المهيمنة.

    وهذه العوامل تنشط البلاد كمركز للتجارة الخارجية. ومع وجود ميناء بورتسودان كمركز حيوي فإن هذا سيتبلور في تحريك قطاعات اقتصادية وتجارية عديدة لتحقيق التنمية والتطور في البلاد. والمجالات الاقتصادية والتجارية الهامة في البلاد تبدأ بأعمال الملاحة البحرية في مدينة بورتسودان، التي هي واحدة من أهم موانيء البحر الأحمر وتدر دخلا كبيرا من العملات الأجنبية والمحلية في مجال المرافيء والجمارك والسكك الحديدية. وقد بلغت حصيلة الصادرات عن طريق ميناء بورتسودان للعام 1999م، 2،367 مليون دولار تمثل 3،86% من جملة الصادرات. ويشكل النفط أعلى نسبة في الصادرات، تليه الأنعام 4،131 مليون دولار، ثم السمسم بحصيلة 127 مليون دولار ثم القطن بحصيلة 45 مليون دولار، وبلغت حصيلة الصمغ العربي 4،26 مليون دولار، أما الذرة فقد بلغت حصيلته 28 مليون دولار. وتذهب كل هذه العائدات إلى خزائن السلطات الشمالية في الخرطوم دون تخصيص ولو نسبة منها لتطوير البجه أو تحسين صحة البيئة.

    أما عمل المؤسسات والشركات فهو يتمثل في حجز البضائع الصادرة والواردة، وشحنها وتعبئتها وتفريغها من السفن، كما تقوم هذه المؤسسات بتقديم الخدمات الأخرى كالتخليص والتأمين وتموين السفن وصيانتها وترحيل البضائع وتملك هذه المؤسسات مستودعات ضخمة أثرت على صحة البيئة في البلاد بالتلوث وانتشار الباعوض والحشرات وما يتبع ذلك من ظهور للأمراض التي أضرّت بالبجه كما شرّدت موانيء البترول البجه.

    زكاة التجارة

    جاء في كتاب تقديرات الزكاة والناتج القومي 1416هـ 1996م (مركز الدراسات الاستراتيجية ــ الخرطوم) ما يلي عن زكاة عروض التجارة وضريبة الأرباح من أرباح الأعمال التجارية

    جملة رؤوس الأموال في الولايات الشرقية 8600 مليار (43 مليون دولار)

    جملة أرباح الأعمال التجارية 840،2 مليار جنيه (5،14 مليون دولار)

    ضريبة أرباح الأعمال للعام 92/1993م كانت 710 مليون جنيه (36 مليون دولار)

    زكاة عروض التجارة وضريبة الأرباح تعادل 750،219،1 دولار


    الميناء سبب البلاء ـ بورتسودان

    وتقع في بلاد البجه كل موانيء (السودان) ميناء بورتسودان الذي هو الميناء الأول (للسودان) بالإضافة إلى ميناء سواكن الجديد وبشائر لتصدير البترول. هذه الموانيء هي سبب كل مشاكل البجه البيئية والاقتصادية والصحية. فلقد جلبت لهم من يزاحمهم في مياههم الشحيحة كما جلبت لهم الأمراض بمستودعاتها وبترولها. وتدير الموانيء هيئة الموانيء البحرية وهى مؤسسة حكومية ورئيس مجلس الإدارة فيها وبقية الأعضاء من الجماعة الشمالية المسيطرة بالرغم من أن الموانيء بجاوية (قام مدير الموانيء ببيع كل المستودعات التي بالموانيء عن طريق الفساد 1999م، كما أن كل المشروعات والصفقات التي تمت تثار حولها الشكوك والعمولات ــ المؤلف)، ويعمل فيهما البجه كعمال مؤقتين بلا ضمانات وفي الوظائف الصغرى مهما علت مؤهلاتهم. وإذا أنعم عليهم بوظيفة قيادية تكون للاستهلاك السياسي. ونقلت حكومة الجبهة الجمارك إلى سوبا حتى لا يطالب البجه بنصيبهم فيها.

    انشيء ميناء بورتسودان العام 1905م، وبديء تشغيله العام 1909 م. يتكون الميناء من رصيف رئيسي ورصيف الجنوبية. والأول يوجد به أحد عشر رصيفاً وطوله 1663 متراً، والثاني به أربعة أرصفة وطوله 733 متراً. ويستقبل الميناء سفن تبلغ حمولة أقصاها 25 ألف طن. ويتراوح عمق القناة من 6 ــ 12 متراً. وفي يوليو العام 2001م افتتح مشروع امتداد مربط (17 ــ 1 والتعميق وساحات الحاويات، حيث أصبح الميناء الجنوبي يتسع لحوالى 3 آلاف حاوية وبلغت الرافعات الجسرية 7، وبلغت تكلفة المشروع 12 مليون دولار. كذلك تم افتتاح محطة الاتصالات العالمية وهي الثانية من نوعها في الشرق الأوسط، وهي تربط الموانيء (السودانية) بعضها ببعض والسفن في أعالي البحار وأصحاب البضائع ووكلائهم، ونفذت المشروع بتكلفة خمسة ملايين دولار شركة ماكاي الأمريكية (بالرغم من إدعاء حكومة الإنقاذ بأن أمريكا تقاطعها وتحاصرها ــ المؤلف).

    ميناء الأمير عثمان دقنه

    يقع على بعد 60 كيلومتراً إلى الجنوب من بورتسودان، وافتتح رسمياً العام 1990 م لحركة سفن الركاب. الغرض من إنشائه هو تحويل 20% من حركة ميناء بورتسودان إليه. توجد به أربعة أرصفة لرسو السفن، ويستقبل ميناء الأمير سفناً تبلغ حمولة أقصاها 6 آلاف طن، بطول 305 قدماً وعمق 28 قدماً. تم توسيع مدخل الميناء ليبلغ عرضه 200 متراً بعمق 12 متراً. وفي شهر يوليو العام 2001م، تم افتتاح رصيف لتصدير الغاز بتكلفة حوالى 500 مليون جنيه، ويستقبل بواخر حمولة 6 آلاف طن بأقصى طول للباخرة 120 متراً، ويتكون الرصيف من مربطين بطول 125 متراً لكل منهما بعمق يزيد على تسعة أمتار.

    ميناء أوسيف

    يقع على بعد 260 كلم شمال مدينة بورتسودان، وقد تم إنشاؤه العام 1962م، لاستقبال سفن شحن بحمولة 5000 طناً لتصدير الحديد من منطقة فودكوان التي تقع على مسافة 16 كلم فقط من الميناء. وتوقفت الحركة في الميناء بسبب حرب الشرق الأوسط العام 1967م. تمت إعادة تأهيل الميناء العام 1993 ــ 1994م. يبلغ عمق مرساه 3،12 متراً بطول 62 متراً، ويستطيع استقبال سفن تبلغ أطوالها من 500 ــ 600 قدماً.

    ويعمل ميناء بورتسودان بنسبة 47% من طاقته القصوى نسبة للتسيب الإداري والفساد والمحسوبية. وفي العام 80/1981م بلغ عدد السفن الزائرة للميناء 1214 سفينة - وبلغت جملة صادرات الميناء لنفس العام السابق من البضائع (1103) ألف طن كما بلغت جملة واردات البضائع (2881) ألف طن وبلغ جملة عدد الركاب 2 مليون راكب. أما جملة صادرات الثروة الحيوانية فبلغت لنفس العام السابق (481475) رأس - كما بلغت إيرادات الميناء للعام 81/82 (31) مليون جنيه سوداني. وبلغت جملة الصادرات لعام 1981م (357) مليون جنيه والواردات (839) مليون جنيه. وإتفقت هيئة الموانيء مع إثيوبيا على استقبال وارداتها بحجم 4 مليون طن في السنة.

    كشف تقرير صادر من مدير هيئة الموانيء في العام 2003م (يجب أن تؤخذ كل التقارير الرسمية بحذر شديد) أن إجمالي الوظائف المصدقة في الهيئة للربع الأول من العام الحالي بلغ 6353 وظيفة منها 3001 وظيفة داخل الهيئة و2782 وظيفة خارج الهيئة، بينما بلغ الموجود داخل الهيئة 2301 وظيفة بزيادة 700 وظيفة، وأن الموجود الخارجي في الهيئة بلغ 2896 وظيفة، بزيادة 114 وظيفة، أما وظائف القوات النظامية فإن المصدق منها 450 وظيفة، والموجود 449 وظيفة بنقصان وظيفة واحدة، أما الدفاع المدني فالمصدق عليه 120 وظيفة والموجود منها 119 وظيفة بنقصان وظيفة واحدة. (يا ترى من يشغلها!).

    وأكد التقرير أن الواردات في ميناء عثمان دقنه للربع الأول من هذا العام سجلت ارتفاعاً بنسبة 2،18% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق حيث سجلت هذا العام 9136 طناً مقابل 7727 طناً للعام السابق، أما الصادرات فقد سجلت انخفاضاً بلغت نسبته 3،86%، حيث سجلت هذا العام 4645 طناً بينما سجلت في العام السابق 33949 طناً، وعزا التقرير هذا الانخفاض في صادر الغاز بنسبة 5،89%، حيث سجل في الربع الأول من العام نفسه 3366 طناً، بينما سجل في الفترة نفسها من العام السابق 31996 طناً.

    إلى جانب ذلك، تشهد الموانيء البحرية: بورتسودان، عثمان دقنه، والشهيد الزبير، نشاطاً كبيراً في الحركة المتكافئة للحاويات (صادر، وارد)، فقد سجلت ارتفاعاً بلغت نسبته 3،29% وكذلك سجلت حركة الحاويات الصادرة نسبة زيادة بلغت 3،29%، أما الوارد فقد بلغ في الفترة نفسها فقد بلغ 17401 حاوية متكافئة في الفترة نفسها من العام السابق، بينما سجلت حركة حاويات الصادر في الربع الأول من العام الحالي نحو 17099 حاوية وسجلت في الفترة نفسها من العام السابق 13226 حاوية متكافئة. أما صادرات الثروة الحيوانية فقد بلغت حوالى 865،434 رأساً بينما سجلت في الفترة نفسها من العام السابق 862،706 رؤوس، بنسبة نقصان بلغت 5،38%.

    وقد سجلت حركة السفن للربع الأول من العام الحالي انخفاضاً بلغت نسبته 9،26%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق حيث سجلت في هذا العام 317 سقينة بينما سجلت في الفترة نفسها من العام السابق 359 سفينة.

    وتم اختيار مركز التدريب به، هيئة الموانيء البحرية كمركز إقليمي للتدريب من قبل برنامج الأمم المتحدة الانمائي يختص بالتدريب البحري تحت إدارة وإشراف الأمم المتحدة والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك في منافسة مع ميناء عدن في اليمن.

    ويأتي اختيار مركز تدريب هيئة الموانيء البحرية ببورتسودان بعد الزيارة التي قام بها خبير التدريب بالأمم المتحدة جون بروكو لبورتسودان. ومن بين ستة مراكز للتدريب في العالم أصبحت بورتسودان مركزاً للتدريب للمنطقة الإقليمية الخاصة بالبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. ويهدف المركز إلى تدريب العمالة البحرية العاملة على ظهر السفن، وإعداد العمالة للعمل على ظهر السفن، ومتابعة وتطبيق المعاهدات الدولية البحرية الخاص بشروط التدريب والخفارة البحرية.

    في االتاسع من شهر يونيو العام 2003م تم تدشين الكيبل البحري بين المملكة العربية السعودية و(السودان). وجاء هذا في إطار سعي شركة الاتصالات السعودية لتوسيع وتطوير شبكاتهاالدولية. وسميت شركة الكيبل هذا (الشركة العربية للكوابل البحرية) وهي شراكة بين البلدين وبنسبة عشرين بالمائة للشركة العربية للاستثمار وليس للبجه فيها نصيب أيضاً.

    وقامت الشركة الجديدة باستثمار مبلغ (13) مليون دولار في إنشاء كيبل ألياف بصرية بحري بطول (333) كيلومتراً يعمل بأحدث التقنيات. وهو يزيد من الطاقة الاستيعابية للاتصالات. ويمتد المشروع عبر كوابل ووصلات أرضية لربط دول أخرى عبورياً مثل إثيوبيا عن طريق شبكة الاتصالات الأرضية بين (السودان) وإثيوبيا وربط (السودان) بدول مجلس التعاون الخليجي عن طريق شبكة الاتصالات السعودية بالإضافة إلى اليمن والأردن. يذكر أن الاتصالات الهاتفية بين المملكة و(السودان) يتم تمريرها حالياً عبر القنوات الفضائية لأقمار عربسات.

    ويوجد بميناء بورتسودان أكبر إدارة جمركية في (السودان) حولتها الإنقاذ إلى سوبا حتى لا يطالب البجه بنصيبهم في إيرادات الجمارك. وتقوم بتحصيل الجمارك على الواردات والصادرات - ولقد بلغت إيرادات جمرك ميناء بورتسودان للعام 81/1982م (495) مليون جنيه سوداني وهى تشمل رسوم الوارد ورسوم استهلاك ورسوم الصادر وضريبة الدفاع وضريبة التنمية ورسوم أخرى متنوعة. وتعتبر ايرادات جمارك بورتسودان المصدر الرئيسي للضرائب غير المباشرة. وبلغ متوسط نسبة متحصلات جمرك ميناء بورتسودان إلى جملة الضرائب غير المباشرة للعام 82/1983م -7،92%. كان أول مدير لجمارك سواكن هو إدريس بك إدريساي (1900م).

    وتقع في بلاد البجه أهم شبكة لخطوط السكة الحديد التي تقوم بنقل كل صادرات وواردات (السودان) إلى ومن مينائي بورتسودان وسواكن - وبلغ ما نقلته هذه الخطوط الحديدية من البضائع المصدرة لعام 1981م- (370) ألف طن و (920) ألف طن من البضائع المستوردة مما يحقق ملايين الجنيهات سنويا لخزانة السلطة الشمالية في الخرطوم.

    ويمتد من مدينة بورتسودان خط أنابيب البترول المستورد ليصل إلى الخرطوم - ولقد تم افتتاحه في ديسمبر عام 1977م وبلغت تكلفته (26) مليون جنيه - ويقدر طول الخط بحوالى 815 كيلو متر تمر معظمها على أراضي البجه - ويبلغ معدل تدفق البترول في الأنابيب مائة متر مكعب في الساعة وسيتم رفع طاقته إلى 140 متر مكعب في الساعة أي بطاقة سنوية تفوق (600) ألف طن متري تنقل كل من الجازولين والكيروسين والبنزين ووقود النفاثات. وفي عام 1981م تم نقل (666و311) طن متري من المواد البترولية التي لا ينتجها (السودان). أما الآن فإن خط تصدير البترول يمر عبر بلاد البجه ويصدر من ميناء بشائر التي تقع في البلاد. وتم تصدير أول شحنة منه إلى سنغافورة وقدرها 600 ألف برميل يوم الإثنين 30/8/1999م. وبالرغم من أنه يحتل أرض البجه، التي شردوا منها لمرور الخط وإنشاء المرسى، ويستغل بحرهم ويضر ببيئتهم، فلا يستفيدون منه شيئاً.

    الخطوط البحرية

    يوجد في مدينة بورتسودان مقر مؤسسة الخطوط البحرية السودانية التيbتمتلك اسطولا بحريا تجاريا يتكون من عشرة سفن. ولقد أنشئت هذه المؤسسة عام 1962م كشركة خاصة تابعة للدولة. جاء في صحيفة الإتحاد الإماراتية بتاريخ 6/4/1997م ما يلي عن الخطوط البحرية (السودانية): أعلن المدير العام للخطوط البحرية (السودانية) إن الشركة تستثمر حالياً حوالى 100 مليون دولار أمريكي لتحديث وتطوير أسطولها ليواكب القرن القادم وذلك قبل العام 2000م.

    وأجرت مفاوضات مع الصين لبناء ثلاث بواخر الأولى للركاب والثانية لنقل المواشي والثالثة لنقل الأغذية بواقع 25 مليون دولار أمريكي للباخرة ومن المقرر استلام البواخر الثلاث قبل العام 1999م. وتستهدف عملية التحديث زيادة حمولة السفن إلى 5 آلاف طن وأن الدراسات الخاصة بالتحديث والإحلال في مراحلها النهائية تمهيداً لبحث مصادر التمويل. ولقد قامت الخطوط بنقل حمولات وزنها حوالى مليون طن خلال العام الماضي، وأن نسبة النمو في عمليات الشركة تتراوح بين 25 و30% سنوياً موضحاً أن الخطوط البحرية (السودانية) أنشئت عام 1959م وباشرت عملها في العام 1962م كشركة (سودانية) يوغسلافية مشتركة ثم انتقلت ملكيتها بالكامل إلى (السودان) وتمتلك حالياً بواخر حمولة 12 ألف طن للحاويات والدحرجة والحمولات العامة وهي من أقدم الخطوط الملاحية العربية التي لها علاقات منتظمة مع الموانيء الأوروبية.

    وجاء في صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 19/9/1997م أن الخطوط البحرية (السودانية) تمتلك ثماني بواخر حمولة الواحدة حوالى 75 ألف طن، ويعمل في الشركة 450 شخصاً.

    كتب الدكتور أمين موسى الحاج في صحيفة الرأي العام، وهو أكاديمي من مدينة بورتسودان له اهتمامات بقضايا المنطقة التي نشأ فيها وارتبط بها، عن شركة الخطوط البحرية السودانية ما نوجزه هنا بتصرف.

    تحدث عن تكوين لجنة لجرد البضائع المهملة في الميناء وطريقة حل المشكلة. وفي خضم عمل اللجنة تقدمت الخطوط البحرية السودانية للجنة بأن لديها ملايين الدولارات والجنيهات عبارة عن أجور ونوالين بحرية على هذه البضائع المهملة لم تسدد، وتطالب بسدادها قبل تسليم البضائع. وبالتأكيد لم يستلموا شيئاً من وزارة المالية التي كانت تدفع على الورق، وهذا واحد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تدهور الخطوط البحرية السودانية. ولقد بدأت عملها في العام 1962م برأسمال قدره أربعمائة ألف جنيه مناصفة بين حكومتي (السودان) ويوغسلافيا.

    لقد تعرضت الشركة لعوامل داخلية وخارجية منذ بداية الثمانينات أقعدتها عن سداد ديونها. ومن هذه العوامل:- تعثر خطى التنمية في البلاد وعدم تنفيذ العديد من المشروعات الاقتصادية التي بنت الشركة استراتيجيتها عليها والتي ارتفعت فيها طاقتها من 53 ألف طن إلى 123 ألف طن، مما أوجد فراغات غير مستغلة في السفن وأيضاً في الموانيء البحرية. عدم سداد الكثير من أجور النقل المستحقة على البضائع الحكومية. الحرب وآثارها السالبة. الركود الاقتصادي العالمي الذي انعكس على صناعة النقل البحري. ويكمن السبب الرئيسي في تدهور الشركة في الارتباك الإداري الذي سادها في العقد الأخير الذي حكم فيه انقلاب الإنقاذ البلاد والذي تم فيه تعيين أشخاص غير مؤهلين وليس لهم علاقة بصناعة النقل البحري في مناصب رفيعة في الشركة بحكم أنهم من أهل الولاء لنظام الإنقاذ فشهدت الشركة مآسي أقلها عدم دفع مرتبات البحارة المساكين الذين لا يزيد مرتب الواحد منهم عن مائة وخمسين دولاراً في الشهر بينما يتقاضى المدير ألف دولار في اليوم الواحد كبدل سفرية!!. وفي أول اجتماع لمجلس انقلاب الإنقاذ، كان القرار بأن تتولى الدولة إنقاذ بعض بواخر الشركة والتي كان الجرس سوف يقرع في اليوم التالي مباشرة في احدى الموانيء الأوروبية إيذاناً ببيعها وفاءً لمرتبات البحارة. ويذكر الناس قصة ذلك الكابتن الذي عذبه رجال الأمن لأنه رفع قضية على الشركة في احدى الموانيء الأوروبية مطالباً براتبه.

    أما قصة بحارة الباخرة النيل الأزرق الذين رفعوا دعوى قضائية على الباخرة في شهر أبريل العام 2001م، في احدى الموانيء الهندية مطالبين بمرتباتهم، فقد استدرجهم وزير الدولة للنقل لاحدى الموانيء العربية بوعد منه بتسليمهم مرتباتهم هناك، ولكنهم عندما وصلوا لذلك الميناء، تم ابدال الكابتن وزعماء البحارة بطاقم كان قد أعده الوزير سلفاً، وتم ترحيل الكابتن ومن معه إلى السودان بصورة أقل ما يقال عنها أنها غير مشرفة في بلد أجنبي، حيث تم احتجاز جوازات سفر الطاقم وتهديدهم بشرطة ذلك البلد. وعندما وصلوا إلى الخرطوم لم يجدوا لا مرتباتهم ولا الوزير الذي كان يتهرب منهم، وأوقفوا عن العمل. هكذا نرى أن اسم الشركة أصبح مشبوهاً في معظم موانيء العالم، وما حادثة التاجر العربي الذي احتجز الباخرة النيل الأزرق بدلاً عن الباخرة دنقلا في احدى الموانيء العربية الخليجية ببعيدة عن الأذهان، فلقد أصبحت بواخر الشركة تلوث سمعة بلدها في كل مكان. لا زالت الباخرة دنقلا محجوزة (7/2003) لأكثر من عامين، وقد تم بيع عدد من سفن الشركة كخردة بالرغم من أنها صالحة للعمل، بأرخص الأسعار مقابل عمولات لأركان النظام. وبينما تخسر الشركة الحكومية فقدقامت شركة من أركان الجبهة لتحل محلها.

    وعن موضوع عدم دفع مرتبات البحارة، كتبت صحيفة الزمان اللندنية بأن احدى بواخر الشركة محتجزة في ميناء احدى الدول الأوروبية لأن البحارة رفعوا دعوى قضائية يطالبون فيها بمرتباتهم. وذكرت أنه يتم تعيين البحارة لمدة ستة شهور لا يتقاضون خلالها مرتباتهم، ثم يفصلون ويعين بدلهم بحارة جدد وتقسط مرتبات المفصولين بنسبة ضئيلة تدفع لهم كل شهر. وهذا من الأسباب التي جعلت كوادر البحارة ضعيفة تفتقر للخبرة.

    تبلغ الحمولة الكلية للسفن 122679 طن ولقد نقلت هذه الشركة في العام 81/1982م من بضائع التصدير 217 ألف طن وهي نسبة 46% من صادرات (السودان) ومن البضائع المستوردة نقلت 248 ألف طن وهي بنسبة 51% من جملة واردات (السودان)، وبلغت ايراداتها مئات الملايين من الجنيهات وبالرغم من وجودها في بلاد البجه واستفادتها من موقع أرض البجه الاستراتيجي واعتمادها على هذا فإن رئيس مجلس الإدارة وبقية الأعضاء من الصفوة الشمالية التي تعين عن طريق المحسوبية أو للإنتماء السياسي. ويعمل بها عدد كبير من العمال والموظفين والمهنيين لا يمثل البجه فيهم نسبة تذكر، كما أنهم يشغلون الوظائف الدنيا ويتقاضون أجورا ضئيلة الشيء الذي يندرج على أوضاع المؤسسات الملاحية الأخرى التي تدعم اقتصاد السلطة في الخرطوم بما تدفعه من ضرائب ورسوم وأرباح.إن هذه المؤسسات التجارية يجب أن تخصص جزءا من أرباحها للسكان البجه في شكل خدمات اجتماعية وتنموية نظير الأرض البجاوية التي تقيم علىها، والتي هي ثروة لا تقدر بثمن بموقعها الاقتصادي الاستراتيجي. كما أن أسس التوظيف والعمالة فيها لا بد أن تكون للمواطنين البجه أصحاب البلاد (22). كذلك إنشاء هيئة علىا للتنسيق بين أجهزة الميناء المختلفة والشركات والمؤسسات التجارية في كل مجالات العمل لضمان أقصى قدر من الكفاية ولتقديم خدمات منافسة للسفن. بالإضافة إلى توسيع وتنويع النشاط الاقتصادي والتجاري وخلق فرص عمل جديدة. يتم تعيين مدير الخطوط البحرية في عهد الإنقاذ من الجبهة دون أي كفاءة أخرى، ويتقاضى مخصصات كبيرة بينما لا تسدد الشركة مرتبات البحارة المساكين، وطالما اعتصم البحارة المظلومين في الموانيء الأوروبية وأضربوا حتى تسدد لهم رواتبهم. كما قامت الشركة بتشريد جل العاملين فيها من البجه.

    إن لقيام وإنشاء الغرف التجارية بالمدن الكبرى دور هام في البلاد في مجال الاعلام التجاري وتنشيط التجارة وترشيدها.

    وفي مجال المرافيء الساحلية لا بد من تحسين طرق الاستفادة منها، واستغلالها في النقل البحري بين مناطق البلاد الساحلية وذلك لتوفير احتياجاتها التموينية خاصة في مواسم الأمطار وتوقف سبل المواصلات البرية بالإضافة إلى استغلال مواردها الطبيعية بنقل رخيص.

    إن تجارة الموانيء الحرة تشكل 10% من تجارة العالم (1974م)، وأصبحت الموانيء الحرة سمة العصر. لقد كانت مدينة سواكن قصبة حضارية وتجارية زاهرة وكان تجارها وكلاء للشركات العالمية ويتاجرون في البورصة. ولكن عندما انشيء ميناءbبورتسودان انتقلت كل توكيلات الشركات العالمية إلى تجار العاصمة فاحتكروا التجارة بما لهم من علاقات مع السلطة الشمالية المهيمنة في الخرطوم. ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بفتح وكالات فرعية تابعة لهم في بلاد البجه ولم يتركوا للبجه فرصة لدخول مجال التجارة. إن بلاد البجه يجب أن يكون بها وكلاء للشركات العالمية من التجار ويجب أن تزول هذه التبعية التجارية.


    المنطقة الحرة

    تقع منطقة البحر الأحمر الحرة على ساحل البحر الأحمر الغربي، وتمتد من جنوب مدينة بورتسودان حتى جنوب مدينة سواكن (هذه كلها أراضي قبائل بجاوية منذ الأزل انتزعتها منهم الحكومة لتحقيق مكاسب خاصة بأركانها ــ المؤلف)، وتصل مساحتها إلى ستمائة كلم مربع مما يجعلها أكبر منطقة حرة في العالم. وتضم مطار بورتسودان الجديد وميناء الأمير عثمان دقنه وبشائر وأوسيف وغيرها. والمرحلة الأولى من المدينة الصناعية التجارية مساحتها 26 كلم مربع تم تسوير 14 كلم مربع منها، وتكتمل المراحل الأربع في 16 عاماً بكلفة 680 مليون دولار. وتربط طرق فرعية المنطقة الحرة بطريق بورتسودان الخرطوم. وشيدت 4مستودعات في مساحة 19 ألف متراً مربعاً ومنطقة تخزين مكشوفة في مساحة 20 ألف متراً مربعاً إضافة إلى استراحات. وتم تزويد المنطقة بمحطتين للكهرباء للخدمات فقط، ويتم اكثمال شبكة الكهرباء للصناعة خلال 6 شهور (5/2/2000). ويوجد 100 خط هاتفي عالمي إضافة لمحطة للهاتف الجوال. وشيدت محطة مياه بطاقة 700 متر مكعب، وانشئت محطات للصرف الصحي، ومكاتب للإدارة ومكاتب للجمارك ومحطة كشف جمركي مساحتها 2 ألف مربع. كذلك شيد مركزان للوزن. واكتمل موقع المستثمرين القطريين، ويمارس الأردنيون نشاطهم الآن، ويواصل السعوديون اتمام تجهيزاتهم. وبلغ عدد الشركات التي اكملت تسجيلها واستلمت الترخيص 101 شركة محلية وأجنبية من مجموع 250 شركة متقدمة. ويمثل القطاع الصناعي 20% والقطاع التجاري 80%. ويمثل الاستثمار الخليجي 80% من الاستثمارات الأجنبية. وتتمتع المنطقة بعضوية الاتحاد الدولي الذي يضم 258 دولة. وتقرر افتتاح المنطقة رسمياً في 19 فبراير العام 2000م. (الرأي العام).

    قام وفد من شركة الصداقة السودانية الأسبانية بزيارة إلى السودان. وتقوم الشركة بإنشاء ميناء حر بمنطقة الأسواق الحرة بمنطقة بورتسودان تبلغ تكاليفه أكثر من أربعمائة مليون دولار. وترغب الشركة في العمل في مجال التعدين والكهرباء. وتبلغ قيمة استثمارات الشركة حوالي الملياري دولار، 30% منها بالدول الأفريقية (1999م). في فبراير 2001، ذكر مدير المنطقة الحرة الآتي (سيتم تشييد ميناء للمنطقة الحرة بالبحر الأحمر بتكلفة تبلغ 200 مليون دولار، 187 مليون دولار منها للإنشاءات بينما خصصت 13 مليون دولار منها لإعداد الدراسات. وسيضم الميناء خمسة مرابط للسفن الكبيرة).

    ذكر وزير التجارة الخارجية في 15/1/2000 بأن زيارة الوفد السعودي الإماراتي الذي يصل (السودان) تهدف لبلورة متكاملة حول مشروع تشييد وإدارة المنطقة الحرة ببورتسودان والتي ستفتتح رسمياً في فبراير المقبل. وأن الهدف من الزيارة هو استثمار السعودية والإمارات في منطقة البحر الأحمر الحرة. وترأس الوفد الإماراتي سلطان بن سُليّم مدير عام موانيء دبي ورئيس سلطة المنطقة الحرة بجبل علي يرافقه السيد أحمد بطي المهيري مساعد المدير العام لسلطة الموانيء كما ترأس وفد السعودية الشيخ إبراهيم علي النملة. ووقعت الإمارات و(السودان) على مذكرة تفاهم للتعاون والتنسيق في مجال إقامة المناطق الحرة تقضي بتبادل المعلومات والبيانات وتطوير الموارد البشرية والتسويق وجذب خطوط الملاحة وتبادل المشورة الفنية وتأهيل الكوادر الوطنية. واستأجرت إثيوبيا في المنطقة الحرة مساحة 3 مليون متر مربع (1/2002م) بأبخس الأسعار.


    الصنــاعــة

    تتميز بلاد البجه بوفرة المواد الخام التي تحتاج لها الصناعة فالمواد الزراعية في جنوبها والتعدين في شمالها.

    ولقد أوصت شركة الكسندر جب وشركاه البريطانية في تقريرها عام 1968م في مجال التصنيع ببلاد البجه على إنشاء معاصر حديثة للزيوت ومصانع للسكر ومصانع للأخشاب، وأن تصبح مدينة بورتسودان منطقة صناعية هامة تنشأ بها الصناعات التجميعية المختلفة للعربات والتراكتورات والمعدات الزراعية والدراجات واطارات السيارات والأجهزة الكهربائية.

    ويوجد بالبلاد الآن محالج للأقطان، ومصانع لاستخراج الملح ومصنع للسكر ومصانع للاطارات ومصنع للدقيق ومصفاة لتكرير البترول ومصنع لتجميع السيارات ومصنع للاسمنت ومصنع للسماد ومصنع للجبس ومصنع للنسيج ومصنع لتجفيف البصل. بالإضافة إلى بعض معاصر الزيوت. ومن بين هذه المصانع مصنع غزل بورتسودان وتبلغ تكلفته حوالى 43،33 مليون جنيه سوداني و 2،23 مليون مارك الماني و4،17 مليون دولار أمريكي و 2 مليون جنيه استرليني و 28 مليون فرنك فرنسي. ويمثل المصنع كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا و(السودان) وتبلغ طاقته 5300 طن غزل رفيع للتصدير. ولا يستفيد البجه منه غير مزاحمته لهم في المياه الشحيحة، لأن الإدارة والتوظيف والأرباح تذهب كلها للجماعة الشمالية المسيطرة (1999م).

    أما مدبغة البحر الأحمر فيشترك فيها القطاع العام (75%) والقطاع الخاص الشمالي (25%) وطاقتها الانتاجية السنوية 300 ألف طن.

    إن مجموع المصانع في البلاد يبلغ 68 مصنعا منها 35 للصناعات الغذائية وكل هذه المصانع يديرها ويستفيد منها الشماليون وليس للبجه فيها غير تدمير بيئتهم (1982م).

    وتوجد بمدينة بورتسودان أول مصفاة لتكرير البترول في (السودان) وبلغ انتاجها للعام 81/1982م :-

    بوتوغاز 5048

    بنزين 141063

    كيرجيت 52303

    غاز اويل 397904

    فيرنس 238451

    فيرنس للتصدير 153537

    وتبلغ الطاقة القصوى لكل المشتقات 5،1 مليون طن في السنة وهي تعمل بطاقة تبلغ نصف مليون طن في السنة. ويتم استيراد مليون طن من خام البترول في السنة وربع مليون طن من المنتجات البترولية الجاهزة (جازولين وكيروسين وبنزين) وبلغت رسوم الانتاج على منتجات البترول لعام 81/1982م عشرة ملايين جنيه.

    جاء في جريدة البيان الإماراتية عدد يوم 8/11/1998م بأنه تم رفع الطاقة الانتاجية لمصفاة البترول في بورتسودان من 25 ألف برميل في اليوم إلى 70 ألف برميل في اليوم.

    جاء في صحيفة الخليج الإماراتية بتاريخ 26 مايو 2001م ما يلي (دشنت وزارة الطاقة العمل في بناء خط أنابيب لنقل خام البترول من ميناء بشائر إلى مصفاة بورتسودان بطول 18 كلم بتكلفة تبلغ مليون دولار وبطاقة تبلغ 100 ألف برميل في اليوم، وطبقاً لمصادر وزارة الطاقة، فقد تم انجاز 13 كلم ويتوقع انجاز الباقي خلال أسبوعين لضخ الخام إلى المصفاة. وتقول الوزارة أنها تسعى لتطوير المصفاة لرفع طاقتها إلى 70 ـ 75 ألف برميل في اليوم، وتطويرها إلى مصفاة شبه معقدة.

    (23) وحتى تكون الصناعة ذات فائدة اقتصادية واجتماعية للبلاد، فيجب أن يعتمد انتاجها على مواد خام محلية، أو تعمل على تشجيع تلك المواد وأن يحقق انتاجها اكتفاءً ذاتيا كليا أو ذاتيا للبلاد، أو يساهم في التصدير بحجم تجاري وأن يوفر فرص العمل لمواطني البلاد وأن تنتشر المصانع في الريف بقدر الإمكان حتي تعمل على وقف الهجرة من الريف وتساعد في انعاشه اقتصادياً.

    إن البلاد في حاجة لمصانع تحقق الإكتفاء الذاتي من السلع الأساسية مثل السكر والأقمشة الشعبية والخيش. إن البدء بتصنيع المنتجات الزراعية مثل السكر والأقطان والذرة والقمح والكناف في شكل منتجات صناعية للاستهلاك المحلي والتصدير له آثاره الجيدة على المشتغلين في الانتاج الزراعي في شكل عائد أكبر يحفزهم لانتاج أكثر. كذلك يجب تشجيع رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية لاستثمار أموالها في الصناعة.

    ويجب إعداد وتنفيذ ومتابعة برنامج للتنمية الصناعية باسلوب علمي في جمع المعلومات ودراسة الموارد من زراعية وصناعية وتخطيط أراضي ومناطق صناعية تراعي البيئة.

    وإعداد دليل شامل للاسثمار الصناعي في البلاد في مجالات الصناعة يحوي مشاريع محددة ومعلومات عن المنطقة لاقناع المستثمرين المحليين والأجانب.

    واصدار المجلات الدورية وعقد الندوات والمؤتمرات بهدف زيادة الوعي الانتاجي وإنشاء مراكز تدريب وبحوث لدعم المصانع.

    وكذلك تنشيط القطاعين التعاوني والخاص ليؤديا دورا فعّالا في الإنماء الصناعي.

    إن الموقع البيئي المتميز للبلاد يجعلها مناسبة للصناعة ولا سيما الكيمائية والتعدينية وصناعة الأسماك والثروات البحرية والصناعات التجميعية. كما يجب تشجيع وترغيب المواطنين بالحوافز في الدخول في القوى العاملة الصناعية.

    إن أكبر مشاكل الصناعة في بلاد البجه هي عدم وجود الطاقة الكهربائية الكافية للصناعة كذلك عدم توفر المياه الكافية للصناعة مما يخلق نزاعا مستمرا بين المواطنين والمصانع حول الماء ولهذا يجب إنشاء محطة مركزية مشتركة للطاقة وتحلية المياه. والإهتمام بزيادة وتنمية الطاقة الكهربائية وتوفير طاقة كهربائية زهيدة للصناعة والري والعمران كذلك إقامة محطة تحلية لمقابلة احتياجات المصانع.

    وبالإضافة إلى المصانع يجب الإهتمام بالصناعات الريفية والتقليدية والحرف اليدوية بهدف ترقيتها وخلق التكافؤ المنشود في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية كوسيلة لوقف تيارات الهجرة إلى المدن بحثاً عن فرص للعمل إذ يمكن عن طريق هذه الصناعات توفير التوظيف للرحل من الرجال والنساء.
    الثـروة البـحـرية والسمكية

    (24) إن بلاد البجه تتمتع بساحل يبلغ طوله حوالى 717 كيلومتراً على البحر الأحمر الذي ما زال بكرا وهو ثروة لها دورها الهام في التنمية بما له من موارد من الأسماك والأصداف والرخويات.

    وحتى تكون الفائدة ذات جدوى من هذه الموارد فإنها تحتاج إلى مسح شامل للمياه الإقليمية لاكتشاف مناطق صيد جديدة تكون غنية بالأسماك مع اجراء دراسة للأسماك نفسها وتتبع هجرتها وتحديد أماكن توالدها لحماية تلك الأماكن.

    والعمل على تحديث وسائل الصيد وذلك باستيراد معدات الصيد الحديثة، وتدريب المواطنين علىها، ومكننة قوارب الصيد في المناطق النائية والعودة بانتاجهم بالسرعة المطلوبة. واقامة المعسكرات بمناطق تجمعات المواطنين أو قربها حسب ملاءمة الموقع لعمليات الصيد وتجميع الإنتاج وتقديم الخدمات الضرورية لهذه المعسكرات من ثلج ومعدات ووسائل لترحيل الإنتاج لمناطق الاستهلاك وتسويقه وتوفير قطع الغيار للماكينات وغير ذلك من الخدمات اللازمة. وتملك الآن معدات الصيد لأعضاء الجبهة القومية من الشماليين الذين يعملون في وظائف حكومية بالميناء بواسطة قربهم من مركز اتخاذ القرار (1986م).

    وكذلك التوسع في المصائد الساحلية وتطويرها وترقيتها باتباع أحدث الطرق وسن القوانين اللآزمة لحماية هذه المصائد.

    وينبغى تمليك جميع معدات العمل للمواطنين العاملين بهذه المعسكرات وهو الطريق الأمثل الذي اهتدت إليه منظمة الأغذية، وبموجبه تستطيع الدولة التحكم في ضبط الانتاج وتسويقه، واستقطاع قيمة المعدات. ويتميز سكان الساحل بميل فطري واستعداد نحو مهنة صيد الأسماك.

    إن تنفيذ هذه الخطة يهدف إلى مضاعفة الانتاج الحالي إلى خمسة أضعاف على أقل تقدير وبالتالي فإن استيعاب الأيدي العاملة سيتضاعف هو الآخر، كذلك بالإضافة إلى إرتفاع دخل المواطن والذي ينتج منه تحسن مستواه المعيشي وحالته الإجتماعية، كما تساعد هذه الخطة على استقرار بعض الرحل إلى جانب توفير الغذاء الهام لهم.

    كما يقُترح في مجال استغلال الثروات السمكية والبحرية أن تقوم الدولة بالمساهمة في تكوين الجمعيات التعاونية والمحلية لصيد الأسماك ليعمل بها مواطنو المنطقة الساحلية وتتطلب هذه الخطة قيام مصنع لتعلىب الأسماك في مدينة سواكن التي تتحول إلى مركز لتجميع الانتاج السمكي وتصبح مصدرا لتزويد بورتسودان وتوكر وكسلا بالأسماك.

    أما بالنسبة للمحار فينقسم المورد إلى قسمين:

    الأول هو مورد المحار والكوكيان من المياه الطبيعية والثاني هو مورد المحار من مزرعة محار اللؤلؤ بخليج دنقناب.

    وفيما يختص بزراعة المحار فلقد تم في عام 1904م استقدام خبير في الأحياء المائية للاستفادة منه في معرفة مدى إمكانية استغلال الثروة المعدنية، وقام الخبير باختيار منطقة دنقناب شمال بورتسودان لتكون مزرعة للمحار، ونجحت المزرعة نجاحا باهراً حتى وصل انتاجها في السنوات الأخيرة إلى 300 طن في العام، ولكن تم اغلاق هذه المزرعة في عام 1922م بعد أن هبطت أسعار المحار عالميا.

    وفي عام 1958م قامت الحكومة باستقدام خبير لاعادة فتح المشروع ونجح المشروع مرة أخرى وأقبل مواطنو المنطقة يعملون في المشروع، ثم قسمت لهم مزارع جماعية وازدهر المشروع وإرتفع انتاجه السنوي وظهر أثره الطيب على سكان المنطقة.

    ثم فكرت الحكومة في زراعة اللؤلؤ واستقدمت الخبراء من اليابان. وأثبتت التجارب نجاح زراعة اللؤلؤ قدما منذ عام 1968م حسب الخطة المرسومة، ولكن في شهر مارس عام 1969م أصيب المشروع بكارثة ومات معظم المحار وتوقف المشروع.

    (25) وعلىه فإنه يجب إجراء الأبحاث على مزارع المحار واكتشاف سبب الوباء وعمل إجراءات وقائية للمستقبل.

    جاء في صحيفة الخليج الإماراتية عن الأصداف في بلاد البجه ما يلي: على بعد 80 ميلاً شمال مدينة بورتسودان يرقد خليج دنقناب حيث يزخر بالثروات البحرية وخاصة الأصداف. وهو منطقة التوالد لأصداف محار اللؤلؤ والكوكيان وتليه منطقتا الشيوخ وسواكن. ويبلغ سعر كيلو الصدف بين ثلاثة وأحد عشر دولاراً أمريكياً. وقدر عمر بعض الأصداف التي وجدت مطمورة في شواطيء خليج دنقناب بحوالى 1500 عام. وبدأت زراعة الأصداف عام 1905 عندما وفد إلى (السودان) من الغردقة بمصر الانجليزي سايرول كروسلاند، وبعد سبعة عشر عاماً من البحث توصل كروسلاند إلى طريقة لزراعة الأصداف في قاع البحر. وتوقف هذا النشاط عام 1922 بسبب كساد ما بعد الحرب العالمية الأولى. وجرت محاولة لإعادة هذا النشاط عن طريق خبير منظمة الفاو المستر ريد الذي عمل بالبلاد في الفترة من 58 ــ 1964. وفي مارس 1969 حدثت كارثة الهلاك الجماعي للأصداف حيث هلكت ستة ملايين صدفة، وتلت ذلك ثلاث مراحل، استغرقت الأولى بين 78 ــ 1985 في اجراء البحوث للبدائل وتقنين الوسائل وتدريب الكوادر في كندا. والمرحلة الثانية كانت بين 85 ــ 1991 حيث عنت بتطبيق الحزم التقنية في مزارع نموذجية، أما المرحلة الثالثة والأخيرة فقد بدأت عام 1991 حتى يومنا هذا (1997) وتعنى بتعميم زراعة الأصداف على ساحل البحر الأحمر بعد أن تم تقصير فترة الاستزراع من 7 سنوات إلى 3 سنوات. ويخلص تقرير أوردته مجلة البدائل المتخصصة إلى أن منطقة البحر الأحمر وخاصة منطقة دنقناب وسواكن بهما مخزون هائل من الأصداف الطبيعية، وخليج دنقناب هو المنطقة الوحيدة في العالم التي تتم فيها جميع مراحل الزراعة في الوقت نفسه، حيث أن الدول الأخرى تحتاج في كثير من الأحيان إلى الحصول على XزريعةZ الأصداف من دول أخرى نائية وهي مكلفة، وهذه ميزة استثمارية تقلل من التكلفة وترفع العائدات وهناك استراتيجية لبلوغ انتاجية أصداف في حدود 600 طن في العام.

    وجاء في صحيفة الخليج الإماراتية أيضاً بتاريخ 27/12/1996م ما يلي:ــ بدأت عمليات زراعة الأصداف بالبحر الأحمر تنتشر بصورة كبيرة في اطار مشروع المزارع العائلية للأصداف بخليج دنقناب بمحافظة حلايب والذي تقوم بتمويله منظمة أوكسفام، حيث بلغ عدد المزارع في المشروع 36 مزرعة بالإضافة إلى البرنامج المقترح لإضافة 15 مزرعة أخرى للمشروع بنهاية هذا العام، كما ستتدخل إدارة المصائد البحرية في هذا المجال بزراعة 33 مزرعة بمنطقتي محمد قول ودنقناب وذلك بعد توقف المشروع الكندي لزراعة الأصداف.

    أوضح عبد الله جادين مدير قسم أبحاث البحر الأحمر بأن هذه المشاريع ستتم في تنمية المجتمعات الساحلية، وحماية الموارد البحرية بالمحافظة على المخزون الطبيعي للأصداف، إلى جانب تحقيق بعض من الايرادات لقسم الأبحاث لتمكينه من القيام بدوره كاملاً، وذكر أن المشاريع ستدر عائدات من العملات الأجنبية مؤكداً الإقبال المتزايد على مبيعات الأصداف في الأسواق العالمية.

    ويقوم قسم الأبحاث بتغطية كل الجوانب الفنية والبحثية، وإعداد الدراسات وتحديد الحزم التقنية وتدريب الصيادين في مجال زراعة الأصداف بالساحل، بالإضافة إلى علاقات التعاون بين القسم والمؤسسات التعليمية والبحثية وتقديم الدعم اللآزم لهذه المؤسسات والاستفادة من البيانات الخاصة بالقسم. ويقوم القسم أيضاً إلى جانب الأبحاث بمهام الرقابة والمتابعة وعمليات النظافة لمزارع الأصداف لتفادي ظاهرة الهلاك الجماعي للأصداف مؤكداً اختفاء هذه الظاهرة منذ العام 1994م.

    الاستثمارات البحرية

    أوضح محمد الحسن الدرديري مدير إدارة المصائد البحرية حجم التطور في مجال استثمار الموارد البحرية خاصة في مجال الأسماك، وذلك بعد الانتقال من مرحلة المشاريع الاعاشية، وقيام نظام الشركات وتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية للعمل في هذا المجال، مشيراً إلى قيام الشركة السودانية السعودية للأسماك، وشركة فيكود التابعة لبنك الثروة الحيوانية بالإضافة إلى مشروعات التنمية المشتركة مع هيئة المساعدة البريطانية، ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية، حيث إرتفع حجم الانتاج إلى 35 ألف طن سنوياً دون التأثير على حجم المخزون الطبيعي للأسماك.

    وقال الدرديري بأن هناك مساع مبذولة حالياً لإكتشاف وتطوير مصائد الجمبري في المراسي جنوب سواكن، حيث توجد حوالى 71 ألف هكتار من المناطق البحرية التي يمكن استخدام طرق الصيد بالجرافات فيها، خاصة في مناطق مرسى ترنكتات وخليج عقيق وخور نوارات ودلتا توكر. هذا بالإضافة إلى زراعة الجمبري التي بدأ العمل فيها أوائل ديسمبر الجاري من خلال شركة الأقاليم الدولية لاستزراع الجمبري، لانتاج 30 ألف طن سنوياً، هذا إلى جانب التركيز الحالي على تصدير زعانف سمك القرش والحبّار للأسواق العالمية. وحول إنجازات إدارة مصائد الأسماك، فإنها قامت بتحديث وسائل الصيد وتمليك القوارب للصيادين، وتوفير معدات الصيد إلى جانب إنشاء ثلاثة مصانع للثلج لحفظ الأسماك. وإنشاء مركز حديث لتوزيع الأسماك وتوفير وسائل نقل الأسماك. بالإضافة إلى تشجيع النشاط التعاوني بإقامة جمعيات الصيد وتدريب الفنيين والصيادين على مهارات الصيد وحفظ الأسماك.

    زراعة الجمبري بولاية البحر الأحمر

    جاء في صحيفة البيان الإماراتية عدد يوم 10/8/1998م الآتي Xما زالت المساعي جارية من أجل انجاح زراعة الجمبري على ساحل البحر الأحمر، بعد نجاح الحكومة في اقناع شركة أجنبية ألمانية للعمل في هذا المشروع الحيوي، وتبلغ تكلفة المشروع (16 مليون دولار لانتاج 3 آلاف طن من الجمبري وتصنيع 40 ألف طن من التونة و65 ألف طن من الأعلاف علاوة على تشغيل 3 آلاف شخص، وتبلغ عائداته السنوية (400) مليون دولار.


    مشروع سوداني صيني لصيد الأسماك:

    جاء في صحيفة البيان الإماراتية عدد يوم 11/8/98 الآتي Xمشروع سوداني صيني لصيد الأسماك: أعلن مدير الإدارة العامة للأسماك والأحياء المائية بوزارة الثروة الحيوانية عن مشروع للصيد وتصنيع الأسماك بساحل البحر الأحمر بتكلفة 18 مليون دولار بالتعاون مع شركة (بانتاي الصينية) في إطار العرض التفضيلي الثاني المقدم من حكومة الصين. وقال إن التوقيع على هذه الاتفاقية سيتم في نهاية أغسطس الحالي وأن كافة مراحل المشروع ستكتمل خلال تسعة أشهر من تاريخ توقيع العقدZ. وجاء في صحيفة الرأي العام، 30/9/2000، Xوقعت الشركة العربية للاستثمار البحري والتجارة المحدودة (سودانية) مع شركة شانداو للتجارة الصينية على العقد النهائي لشراء أسطول صيد بقيمة 8،6 مليون دولار بتسهيلات سداد لمدة خمس سنوات يضم اثنتي عشرة سفينة صيد. ويتوقع أن يكون انتاج العام الأول ثلاثة آلاف طنZ.

    الـلــؤلــؤ

    جاء في صحيفة الخليج الإماراتية عدد يوم 27/4/98 الآتي Xأعلن محمد خير حسن مدير إدارة الأسماك والأحياء المائية بوزارة الثروة الحيوانية، أن العائد المتوقع من مشروع استخراج اللؤلؤ بالبحر الأحمر يبلغ 50 مليون دولار. وقال إن العمل بالمشروع وصل مراحل متقدمة ويتوقع أن تكتمل المرحلة النهائية العام المقبل. وأضاف أن شركة لؤلؤ الخليج التي تبنت المشروع استطاعت خلال هذا العام زراعة مليون صدفة لانتاج مليوني لؤلؤة. الجدير بالذكر أن هذه الشركة هي مساهمة بين حكومة السودان وشركة أسترالية وأخرى عربيةZ.

    الثروة السمكية في البحر الأحمر

    جاء في (دراسة للأستاذ أحمد الحسب عمر من مركز الدراسات الاستراتيجية السوداني) يتبدى رصيد البحر الأحمر من الثروة السمكية، من خلال دراسة أجريت عام 1984م أوضحت أن ناتج الأسماك في تلك السنة قد بلغ 4،74 ألف طناً، جرى اصطياد معظمها من الطرف الجنوبي، حيث بلغ متوسط انتاجية الكيلومتر المربع 54،0 طناً سنوياً، مع ملاحظة أن معظم الانتاج كان من أسماك القاع. وقد توصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها، زيادة انتاجية البحر الأحمر من الأسماك من 40 ألف طناً عام 1974م إلى 4،74 ألف طناً عام 1984م أي ما يقارب 100% خلال عشر سنوات. وقد أشارت وثيقة لمنظمة الزراعة والأغذية (الفاو)، صدرت عام 1976م، إلى وجود بعض مصائد الأسماك قصيرة السباحة (السطحية) التي لم تستغل استغلالاً كاملاً في الطرف الشمالي من البحر الأحمر، وهي من نوعية الساردين والتونة. وقد جاء في الوثيقة أن الإمكانات الكامنة للثروة السمكية في البحر الأحمر ربما تصل إلى 180 ألف طناً في العام. وأوردت منظمة الفاو أيضاً (حسن خليل، دراسة 1993م) أن حجم الثروة السمكية في البحر الأحمر (الساحل السوداني) تقدر بحوالى 000،10 طن في السنة دون تأثير على المصائد. وحسب تقديرات هيئة المساعدات يقدر الانتاج السنوي بحوالى 000،35 طناً سنوياً، المستغل منه حالياً حوالى 500،1 طناً عن طريق الصيادين التقليديين 1000 طناً، و500 طناً عن طريق الجرافات الأجنبية/ (السودانية). وتقدر السوق المحلية لمدينة بورتسودان، وفق تقديرات مصلحة الصيد بحوالى 500،1 طناً سنوياً، بمعنى أن المستخرج حالياً بواسطة الصيادين المحليين والشركات الأجنبية/ (السودانية) يمكن أن يغطي السوق المحلية للمدينة. وفي واقع الأمر فإن الناتج المحلي لا يغطي احتياجات السوق المحلية، إذ أن انتاج الشركات الأجنبية/ (السودانية) يتم تسويقه خارج السوق المحلية علاوة على شراء جزء من انتاج الصيادين التقليديين بواسطة هذه الشركات بتوفر إمكانات النقل والترحيل لدى هذه الشركات مع اغراءات السعر المجزي في الأسواق الخارجية، خاصة وأن احتياجات هذه الأسواق من الأسماك يقدر بحوالى 000،3 طناً وفق تقديرات مصلحة الصيد. (إنتهى). إلا أن دراسة أخرى أجريت في عام 1985م، أوضحت أن الانتاج السنوي الكامل الكامن يتوقع أن يصل إلى 160 ألف طناً، وأن أكثر من 50% من هذه الانتاجية تأتي من المصائد التقليدية، وما تبقى يرد من مصائد الجر الشانشولا. ويتميز الجزء الجنوبي الغربي للبحر الأحمر على شماله بكثرة انتاجيتة ما عدا خليج السويس.

    يمتد الساحل السوداني بطول 717 كيلومتراً، وبمساحة رصيف قاري تبلغ 9800 كيلومتراً مربعاً، ورغم ذلك فإن الناتج السوداني من الأسماك البحرية لم يتجاوز 5،4 آلاف طن عام 1984م، وهذه تمثل نسبة منخفضة إذا ما قورنت بالانتاج العربي من الأسماك البحرية. كما لم يزد متوسط انتاجية الكيلومتر المربع عن 46،0 طناً سنوياً، وهو أقل المعدلات بالنسبة للبلاد العربية المطلة على البحر الأحمر. وإذا علمنا أن انتاجية السودان لعام 1974م كانت 8،0 ألف طناً، لوجدنا أنها تضاعفت أربع مرات تقريباً، حتى عام 1984م. وقد عزت الدراسات التي أجريت على المصائد السودانية هذه الزيادة لاستخدام قوارب الصيد الميكانيكية وتوفر الثلج والنقل، خاصة في منطقة سواكن، كما أن معظم الانتاجية من الأسماك تصطاد في الربع الأخير من العام. ويستهلك السودان، بصفة عامة، كل ما ينتج من أسماك (5،29 ألف طناً). وخلال عام 1984م استوردت البلاد 12،0 ألف طناً وصدرت 4، 0 ألف طناً. أما معدل استهلاك الفرد فهو أقل المعدلات في البلاد العربية حيث لم يتجاوز 4،1 كلغم في العام، ومن الواضح أن المعدل ظل مستقراً منذ 1980م/1982م ــ 84/1985م، مما يدل على ضعف الانتاجية، بل صعوبة تسويق الجزء اليسير منها من ناحية ووجود البدائل البروتينية من ناحية أخرى.

    وتشمل المنتجات البحرية عدا الأسماك الطازجة، الأسماك المصنعة مثل الفسيخ والسمك المجفف والزرمباك والمحار والجمبري والصرصار والعذيري، وهذه منتجات ذات عائد مجزي من العملات الأجنبية. ولا تتعدى نسبة التصدير من هذه الأصناف 17% فقط. كذلك فإن البحر غني بأسماك تجارية تصلح للتصدير مثل أسماك القرش والحبّار والبهار والشعري والعربي والناجل والتونة والفارسي والكوريب.

    ولتأمين البحر كمصدر قومي للثروة يجب حماية ساحله وأعماقه باستغلال موارده استغلالا علميا واصدار القوانين الصارمة لحماية الشُعب والحيوانات والنباتات.

    وكذلك التأكد من عدم تلوث البحر بالنفايات من زيوت المصانع والبواخر وانشاء المناطق المحظورة والحدائق البحرية للمحافظة على توازن البيئة وتشجيع صناعة السياحة.

    وبالنسبة لصناعة الملح يقترح إنشاء مصنع حديث لانتاج الملح في مدينة سواكن وذلك بادخال الطرق والأساليب الحديثة والمطوّرة في الحصول على الملح من مياه البحر حتى يمكن تغطية الاستهلاك المحلي وتصديره للخارج خاصة لدول وسط افريقيا. وينتج عن ذلك الاستغناء عن تلك المساحات الكبيرة التي تشغلها منطقة انتاج الملح الحالية في أهم أجزاء مدينة بورتسودان، حيث حصل عليها الشماليون عن طريق المحسوبية بينما لا يجد أي من أهل البلاد قطعة صغيرة تأويه.

    الأسماك في ولايتي كسلا والقضارف

    يمثل النهران شبه الدائمين، أتبره والرهد (المشروع الهولندي EPKP)، أهمية كبرى كمزودين بالأسماك. ويعود صيد الأسماك في نهر الرهد إلى زمن بعيد. وقد أخذت قرية الحواتة اسمها من صيد الأسماك، فقد كانت في يوم من الأيام أكبر سوق للأسماك المجففة في (السودان) الشمالي. وقد ساعد وجود الخزان على توفر الأسماك التي يتم صيدها من البرك التي يخلفها النهر عند تراجعه أو تقطعه. ويبدو أن التجارة في الحواته بدأت تنحسر. ولا يعرف سبب ذلك، أهو المنافسة من المناطق الأخرى أو على صيد الأسماك، أو الاستخدام العشوائي للطعم المسموم. ويمكن صيد (800) طن من بحيرةخزان خشم القربة.

    السـيـاحــة

    (26) السياحة ظاهرة إجتماعية من ظواهر النشاط الإنساني. وهى عبارة عن عملية الانتقال الوقتية التي يقوم بها الأشخاص فيتركون مواطنهم الأصلية أو محال اقامتهم إلى أماكن أو بلاد أخرى لأغراض الإقامة على سبيل الإرتياد. ويترتب على انتعاش السياحة في أي بلد نتائج اقتصادية في دفع عجلة التنمية منها خلق فرص عمالة جديدة في القطاع السياحي وتنشيط بعض القطاعات الأخرى كخلق أسواق جديدة للصناعات الداخلية حيث أن السائح ينفق جزءاً كبيراًbمن إنفاقه في شراء منتجات محلية من البلد الذي يزوره والتأثير على حركة المشروعات العامة كالطرق والنقل وتخطيط المدن.

    ولقد أثرت السياحة إلى حد كبير في توازن ميزان التجارة الخارجية في كثير من الدول وتحتاج كثير من الدول إلى رسم سياسة عامة للنهوض بالسياحة بها. وقد وضعت بعض الدول أهدافا للتخطيط السياحي منها هذه الأهداف:

    1) رسم السياسة العامة والخطط والبرامج لتنشيط السياحة الخارجية والداخلية.

    2) الإعلام السياحي لتعريف السائحين بالمعالم السياحية وتوفير المعلومات.

    3) تنظيم وإعداد الإتفاقيات السياحية.

    4) تنظيم المؤتمرات والحلقات الدراسية المتعلقة بالسياحة.

    5) الإشراف على تنمية المناطق السياحية ومؤسساتها والفنادق.

    وتتميز بلاد البجه بمقومات سياحية نادرة من ساحل صاف بكر، وجبال وأودية تزخر بالحيوانات الوحشية النادرة. وكل هذا متوفر في زمن كثر فيه التلوث البيئي وتعرضت فيه الحياة البرية للفناء. وكذلك توجد فىbالبلاد الآثار التاريخية والحربية فىbمدينة سواكن وفي الشمال حيث توجد المناجم التي كان يستغلها الفراعنة لاستخراج الذهب. هذا بالإضافة إلى الجوانب التراثية والثقافية والدينية التي تشكل جانبا هاما من الحياة في هذه البلاد.

    في مجال المصايف يجب الإهتمام بمصيف أركويت وأهميته التاريخية حيث يوجد ضريح الأمير عثمان دقنة، إذ يجب إقامة متحف للآثار التاريخية التي تتعلق بالأمير والمعارك الحربية التي دارت في تلك المنطقة. وإقامة قرية للتراث وسباقات للهجن والخيول والحمير.

    كذلك يجب التوسع في بناء الفنادق في أركويت على أن تكون على مستويات مختلفة لتناسب معظم الطبقات. وإقامة معارض موسمية وإعداد مواسم للفرق الفنية والمسرحية، والتوسع في إنشاء حدائق الفواكه، ومشاتل الزهور، وقيام حديقة للحيوانات. بالإضافة إلى الإهتمام بتجهيز مطار أركويت، ورصف الطريق البري من أركويت إلى سنكات وجبيت. وكذلك يجب التوعية بالسبل المتاحة لأهمية الغطاء النباتي لجمال أركويت كمنطقة سياحية، وإعلانها منطقة حظيرة مقفولة لاستغلالها قوميا والاستغلال الأمثل للمنطقة للموارد الطبيعية من بساتين ونباتات الزينة.

    أما بالنسبة للحيوانات الوحشية النادرة والتي انقرض أكثرها من أنحاء العالم الأخرى، فإنها توجد بكثرة في البلاد.

    ويمكن الاستفادة من هذه الحيوانات النادرة باعتبارها موردا طبيعيا متجدداً عن طريق السياحة في عالم اليوم. ويوجد بالبلاد القدرة والنوعية من الحيوانات ما يمكن أن يحقق الهدف الاقتصادي.

    وللوصول إلى هذه الغاية يجب وضع الاعتبار لتوفير الحماية التي تحتاجها هذه الحيوانات حتى تتكاثر وتنمو للحجم القابل للاستثمار، وكذلك يجب شق الطرق وتسهيل سبل المواصلات إلى مناطق تواجد الحيوانات، مع توفير سبل الراحة والاستجمام. كذلك يجب تنظيم الدعاية اللآزمة لجذب أنظار العالم السياحي. وبهذه الطريقة يمكن جذب السياح للتصوير والصيد مقابل رسوم مالية. ومن الحيوانات النادرة بالبلاد معز الجبل والغزال بأنواعه، والطيور بأنواعها والجاموس والزراف والذئاب والحمر المخططة والنمور والثعالب. كما أن مدينة سواكن التاريخية تعتبر من أقدم الموانيء على البحر الأحمر ولقد نالت في فترة القرن التاسع عشر إهتماما عالميا كبيرا نتيجة للصراع الدامي الذي دار بين البجه وجنود بريطانيا على مشارف سواكن، ولا زالت آثار المعارك باقية في شكل قلاع وحصون وبوابات وأسوار. ويمكن قيام مشروع سياحي في منطقة سواكن لاستثمار ثرائها التاريخي وموقعها كمشتى بحري.

    السياحة البحرية

    (26) إن الساحل تكثر فيه المناظر الخلابة والمواقع الجميلة ولاستغلال هذا الساحل البكر اقتصادياً، يجب الإهتمام بصناعة السياحة الداخلية والخارجية، وتشجيع المشاريع السياحية مع توفير الخدمات السياحية وتشجيع الاستثمارات في السياحة.

    كذلك تجهيز لنشات حديثة للصيد في البحر، وزوارق آلية ذات قواعد زجاجية لرؤية الشعب المرجانية والأحياء المائية في قاع البحر، والتصوير تحت الماء وإقامة مهرجانات سنوية لصيد الأسماك، وانشاء فنادق واستراحات سياحية مجهزة بأحدث وسائل الراحة، وقيام مراكز لصناعات التحف معتمدة على منتجات البحر من الاصداف والقواقع المرجانية. كذلك يجب حماية الحياة البحرية من التلوث والفناء.

    يمتد الساحل (السوداني) لمسافة 717 كيلومتر (الأستاذ هاشم خورشيد، دراسة 1993م). وبه أكبر كمية من الشعب المرجانية الأكثر لفتاً للأنظار في العالم وتعتبر البكر الوحيدة. وتضمن المياه الصافية كالبلور ظروفاً مثالية للغوص على مدار العام حيث تكون درجة الحرارة حوالى 30 درجة مئوية. وتعد منطقة سنجانيب ببحيرتها من أمثل المناطق حيث أصبحت محمية بحرية ذات حماية عالمية. وتتيح في البحيرات التي تتوسط الجزر المائية والتكوينات المرجانية فرصاً ذهبية لمشاهدة الأحياء المائية مثل السلحفاة والسفن العملاق والقرش. كذلك القرش النمر الذي تنمو له ويستخدم ويستغني عن ألفي سن كل عام. ويوجد تحت سطح الماء الكثير من الحطام بما فيها السفينة الإيطالية الأسطورة الحربية XأمرياZ، حيث صوّر هانز هاس وجاك كوستو أفلامهما المشهورة. كذلك معمل الأبحاث الذي بناه جاك كوستو تحت الماء في شعب الرومي. وتوجد أيضاً على الساحل جزر غير مأهولة مثل أم القروش في شمال شرق بورتسودان، حيث يعتقد الصيادون المحليون أنها مستعمرة القروش وتقصدها إناثه عند الوضوع. وتوجد أيضاً جزيرة مكوار وبها جبل مقرسم حيث توجد فيها أغنام توحشت بمرور الأيام. وعلى الجنوب توجد كمية من الجزر غير المأهولة التي بها أطلال أثرية تعود للعصور الأموية وما قبلها وتمتاز بشواطيء رملية تجعلها مثالية كبلاجات. وتشاهد في أحيان نادرة قطعان الدولفين في منطقة أبو كيزان. أما قرية عروس السياحية فهي القرية السياحية الوحيدة Xقامت في هذه المنطقة بمبادرة مني وإرشاد لمكانها للدكتور الخلوق أحمد الضوي من مؤسسة السياحة آنذاك أملاً في أن تساعد في تنمية المنطقةZ. ومن المدن الساحلية القديمة سواكن وعيذاب بآثارهما التاريخية. أما مدن الداخل التي تستحق الزيارة فتوجد سنكات بأشغالها اليدوية التقليدية والآثار التاريخية. وتقف أركويت، الملاذ الصيفي للمصطافين، شامخة بضريح الأمير عثمان دقنة (اقترحت تشييده على السيد/ كرم الله العوض وتابعت التنفيذ حتى اكتماله مع المجسمات التاريخية الأخرى في سنكات ومجسم الأمير في بورتسودان حيث كان المجسم الأول من فكرة وتنفيذ الفنان المرحوم الأستاذ أحمد المصطفى) الذي حطم أسطورة المربع البريطاني، أما علوها فهو يعد الثالث بعد جبال الأماتونج وجبل مرة. وتوجد على امتداد الساحل أبراج تعود لزمن الحجاج اليهود والمسيحين الذين كانوا يسافرون من الحبشة إلى بيت المقدس. كذلك توجد مقابر حجرية قديمة شمال مدينة بورتسودان في سلاله أسير.


    محمية الصيد في الرهد

    تقع حظيرة الرهد المحمية في الجزء الجنوبي الأقصى للولاية. وقد تم إنشاؤها بمقتضى قانون حماية الحياة البرية لعام 1935م لحماية الحيوانات البرية في المنطقة. وهي امتداد جغرافي لحظيرة الدندر والتي تقع على الشاطئ الثاني لنهر الرهد، وهي تابعة أيضا لبلاد البجه، وقبل إنشاء المحمية كانت المنطقة ملاذاً لأعداد كبيرة من الحيوانات الوحشية في موسم الجفاف ومحطة في طرق هجرتها. لقد كان أول إضرار للحيوانات البرية والطيور بسبب حيوانات الرعي والرعاة، الذين طردوا من منطقة مشروع الرهد الزراعي. والسبب الثاني هو اتساع المشاريع الزراعية الآلية في المناطق غير المخططة التي ضايقت وأقفلت مسارات هجرة الحيوانات البرية وبدأت في تقليص وجودها في موسم الجفاف وقضت على مستوطناتها. وإضافة لهذا فإن النشاطات الأخرى مثل قطع الأشجار وصنع الفحم النباتي والصيد أدت إلى مزيد من التدهور في المحمية.

    علاوة على هذا فإن عدد المستوطنين الجدد على طول حدود الولاية الجنوبية قد تضاعف خلال الخمسة عشر عاماً الماضية. وأدى هذا إلى هجرة معظم الحيوانات إلى حظيرة الرهد أو عبر الحدود إلى أثيوبيا. وفي الوقت الحالي فتوجد في المنطقة مجموعة صغيرة فقط من الحيوانات البرية .

    وفي واقع الأمر فإن حظيرة الرهد للحيوانات البرية ليس لها وجود الآن، إذ لم تجد أي اهتمام كاف من الدولة. وحالياً فإن الحماية الوحيدة تتوفر لها من قبل مجموعة صغيرة من حرس الصيد، تقيم في دوكة، وتفتقر إلى وسائل النقل وهي غير فعالة إطلاقاً لوقف التعديات بواسطة المزارعين والصيادين. لقد بذلت جهود للحفاظ على أجزاء من الحظيرة لإقامة امتداد لحظيرة الدندر ولإقامة مزيد من الحظائر الأخرى في الولاية للغزلان والحمير الوحشية والحيوانات والطيور الأخرى، ولن تنجح هذه الجهود إلا باتخاذ إجراءات حاسمة لمنع الزراعة وتربية الماشية وصنع الفحم النباتي وقطع الأشجار والصيد. ولتنفيذ هذا يجب توفير فريق عمل مؤهل مزود بالمعدات اللآزمة لحماية الحياة البرية، وقبل هذا يجب إتخاذ سياسة فعالة لإنقاص مساحة المشاريع الزراعية الآلية.

    الإحصائيات السياحية

    بلغ عدد اليخوت العابرة عبر ميناء بورتسودان (د. أبوبكر عبد الحميد، دراسة 1993م) عام 1987م، 102 يختاً، دفعت 2606 دولاراً. وعام 1988م، 133 يختاً. وعام 1989م، 79 يختاً. وعام 1990م، 126 يختاً. وعام 1991م، 34 يختاً. وعام 1992م، 78 يختاً دفعت 75،3695 دولاراً. وتناقص عددها بسبب ارتفاع الرسوم المطبقة عليها.

    وبلغ عدد السواح القادمين عن طريق وكالات السياحة عام 1986، 647 سائحاً. وعام 1987، 865 سائحاً. وعام 1988، 922 سائحاً. وعام 1989، 710 سائحاً. وعام 1990، 670 سائحاً. وعام 1991، 245 سائحاً. وعام 1992، 513 سائحاً. وبلغ عدد السواح القادمين بدون وكلاء 229 سائحاً من 1986 إلى 1992، وهذا يمثل عدد السواح القادمين لغير السياحة في البحر. وبلغ إجمالي عدد السواح 5030 سائحاً، العرب منهم 1207 سائحاً. ويبلغ عدد وكالات السفر والسياحة في ولاية البحر الأحمر 17 وكالة، تعمل منها في مجال اليخوت 3 وكالات فقط. وورد في ورشة العمل لتطوير السياحة لعام 1998، أن عدد السواح في عام 1995 بلغ 744 سائحاً بعائد 130 ألف دولار، وفي عام 1996 بلغ 667 سائحاً من السواح العرب بعائد 120 ألف دولار. أما في عام 1997 بلغ عدد السواح العرب 634 سائحاً عربياً و10 سواح أجانب بعائد 140 ألف دولار.

    يرى الكابتن عبد الحليم محمد عبد الحليم (الكوامن والأسرار، دراسة 1998م) بأن الساحل (السوداني) له مزايا إيجابية بموقعه الجغرافي وخلوه من التيارات البحرية القوية، وتميزه بالنمو المتفرد للبيئة وخلوه من التلوث وصفاء مياهه، وشمسه الساطعة طوال العام، وتفرده أيضاً بكونه قبلة لهواة الغطس والتصوير تحت الماء. وأجرى مقارنة بالنمو الذي حدث للسياحة البحرية على الساحل المصري حيث تجاوزت عائداتها المليار دولار سنوياً. كما ذكر في دراسة سابقة المعوقات من صعوبة إجراءات التأشيرات والجمارك وتحويل النقد وعدم انتظام الرحلات الجوية والبيروقراطية، والتعسف الأمني والتفتيش الفجائي المسلح في عرض البحر، وسرقة أغراض السواح من اليخوت أثناء غوصهم مما يسيء للسياحة والبلد كله.

    قامت السياحة في البحر الأحمر وسواحله بمجهودات فردية من أبناء المنطقة. وكان هناك دور مشهود لكل من الكابتن عبد الحليم وموسوعة البحر الأستاذ عبد النبي سليمان والأستاذ هاشم خورشيد ورجل الأعمال حميدو والأستاذ إبراهيم طه والسيد أحمد الصادق والسيد إبراهيم آداب والسيد حسن علوي وغيرهم. وبالرغم من هذه الجهود الكبيرة إلا أن المعوقات والعراقيل التي تضعها السلطات في طريق هذا العمل تقف كصخرة سيزيف.
                  

العنوان الكاتب Date
الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman01-14-06, 04:52 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman01-14-06, 04:56 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Ahmed Mohammed Osman01-14-06, 04:59 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 05:16 AM
      Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 05:28 AM
        Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 05:36 AM
          Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 05:45 AM
            Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 05:52 AM
              Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:00 AM
                Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:10 AM
                  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:18 AM
                  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:26 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ AMNA MUKHTAR01-14-06, 06:21 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:29 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:36 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:37 AM
      Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-14-06, 06:51 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ abcde01-14-06, 01:47 PM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ فيصل نوبي01-14-06, 03:11 PM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Yassir Tayfour01-14-06, 06:01 PM
      Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman01-15-06, 05:23 AM
        Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-15-06, 07:18 AM
          Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-15-06, 07:36 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ مجدى محمد مصطفى01-15-06, 08:17 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ فيصل نوبي01-15-06, 02:02 PM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ abcde01-15-06, 01:44 PM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Yassir Tayfour01-15-06, 06:57 PM
      Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ MAHJOOP ALI01-15-06, 10:50 PM
        Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman01-16-06, 02:13 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ abcde01-16-06, 07:20 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج01-16-06, 07:26 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ abcde01-16-06, 07:55 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman01-17-06, 01:25 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ فيصل نوبي01-19-06, 07:16 PM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ abcde02-07-06, 05:05 PM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman02-14-06, 08:21 AM
      Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ابراهيم بقال سراج02-14-06, 08:30 AM
        Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ صلاح الدين عبدالله محمد02-15-06, 01:54 AM
          Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman03-06-06, 01:28 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ ناصر محمد خليل05-04-06, 07:14 AM
  Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ حميد حامد05-04-06, 04:34 PM
  الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ degna05-05-06, 09:25 AM
    Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ هاشم نوريت05-05-06, 09:39 AM
      Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ MAHJOOP ALI05-05-06, 10:33 AM
        Re: الأخ ابراهيم بقال ممكن تحدثنا عن همشكوريب وسليمان بيتاي وقضية الأسود الحرة وجنجويد الشرق ؟ Mohamed E. Seliaman05-07-06, 09:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de