بداية زلزال التسونامي ..... في أعماق مجلس الأمن و خطاب يان برونك

Quote: قادم لامحالة التدخل الاجنبي لم يكن خيار الشعب السوداني والنظام وحده يتحمل المسؤولية فى حالة حدوثه الفرصة الاخيرة لقيادة الانقاذ من اجل اتخاذ قرار عاقل وشجاع بقيام حكم قومي حقيقي وتحول سياسي كامل يستوعب الجميع حتى لاتتحول العدالة الى انتقام وتغرق البلاد فى بحار من الدم والفوض لابد من قيام جبهة وطنية عريضة لحماية البلاد من خطر العرقيات والانقسام والتعامل مع الواقع الجديد وسد اى فراغ سياسي وامني محتمل محمد فضل على/ادمنتون/كندا [email protected] التطورات الاخيرة التى اتت من داخل الامم المتحدة بعد تقرير المبعوث الاممي فى السودان, وتوصيته بضرورة وجود قوات دولية تحت مظلة الامم المتحدة فى اقليم دارفور, للمساعدة فى السيطرة على الموقف الامني وحماية المدنيين, وقيامه بتحميل حكومةالخرطوم مسؤولية الانفلات الامني, واقراره باستهانتها بارواح ملايين المدنيين, كل ذلك وضع دارفور على لائحة الاهمية القصوي للمجتمع الدولي, وتوالت بعد ذلك المواقف الدولية الداعمة لاقتراح المبعوث الاممي فى السودان, من دول وحكومات ومنظمات مما يجعل احتمال حدوث اى تسوية او تراجع عن ارسال قوات دولية تحل محل قوات الاتحاد الافريقي فى اقليم دارفور امر اكثر من مستحيل. الوضع الراهن وتداعيات الحدث القادمة تحتم على كل فرد وحزب وجهة فى السودان ان تتحول الى راعي ومسؤول,وان ترفع من درجة الحذر والاستعداد لما هو قادم ومتوقع, لان الوضع الراهن وحجم المخاوف وتراكم المشاكل,ودخول عوامل ومصطلحات جديدة الى الحياة السياسية السودانية وتحول البلد الى متنزه للجيوش ومنظمات الغوث والكوارث, كل ذلك يجعل من تاريخ هذا البلد وماحدث فية, من احداث وتحولات,ومواجهات, وانقلابات, وانتفاضات, وسقوط حكومات,مجرد نزهة سياسية مقارنة, بحجم التعقيد والمخاطر التى تحيط بالسودان وانسانه وقضاياه اليوم, فخير للناس الخوف الذى يبلغهم امنهم, من التحليق بهم فى اللاواقعية الانقاذية التى ستبلغهم الهلاك والدمار الاكيد. لقد درج الادباء والشعراء فى السودان على التغني فى اعقاب كل تغيير سياسي زهوا وتمجيدا للشعب وعبقريته التى قهرت المستحيلات, ولكن واقع اليوم هو الذى سيضع كلما ماقيل فى هذا الصدد امام امتحان حقيقى, لان اليوم هو يوم الامتحان يوم يكرم المرء او يهان,الناس امام امتحان على قدرتهم على الحفاظ على السودان والعبور به من هذه المحنة والليل الطويل. لقد وضعت سياسات حكومة الانقاذ الناس بين امرين احلاهما مر, وتسبب عدم الواقعية فى تطوير, مستوى ونوع التدخل الاجنبي فى السودان ليصل الى مرحلة القوات المتعددة الجنسيات تحت مظلة المنظمة الدولية التى افصح امينها العام ومبعوثها فى السودان,عن تصورهم واقتراحهم لنوع تلك القوات وطريقة انتشارها ونوعية تسليحها تحدثوا عن كل ذلك بمنتهى الوضوح والهدوء, لانهم مطمئنين على مايبدو من خلال معرفتهم لمنظمتهم وللدول الكبري المهيمنة عليها, بان ارسال هذه القوات الى دارفور لم يعد ينقصه سوا صدور اكثر من قرار شكلي وبروتكولي يعقبه انطلاق هذه القوات وتدفقها على السودان. والتطور الاخطر سياتى يوم ان تضع اولى طلائع هذه القوات ارجلها على ارض دارفور,لان حدث بهذا المستوى سيجلب معه اليات ووسائل اعلام غير منظورة, سيتاح لها مراقفة هذه القوات منذ اللحظات الاولى لوصولها وسيتم نقل المشهد الحقيقي للماساة الرهيبة, المشهد الذى لم يرى منه العالم غير مشاهد ولقطات متقطعة,سينقل عندها حيا وكاملا,مصحوبا بالمؤثرات الصوتية التى تناسب الحدث, وستتجول الكاميرات داخل الخيام والصحاري وستعرض مشاهد اطفال يحتضرون على اثداء فارغة, وسيتسبب نقل الحدث بهذا الاسلوب للعالم فى غضب دولى لن تسلم منه حتى المنظمة الدولية, ناهيك عن الجهة المتسببة فى الماساة ولا اتصور فى حالة حدوث هذا السيناريو وان اختلفت بعض احداثه عن ماسيحدث, ان تقف الاحداث فى مكانها, فستخضع امور السودان لضغط المجتمع الدولي, وستاتى المحكمة الدولية بقراراتها, وستحدث المواجهة الكبري بين نظام الانقاذ والمجتمع الدولي على طريقة يوغسلافيا السابقة, التى لم يتساهل معها العالم على الرغم من انها قد قتلت ضحاياها وهم فى كامل صحتهم البدنية خلافا لانسان دارفور الذى مات موتا تدرجيا فى الصحاري واطراف القري المحروقة, والخرطوم ليست فى منعة بلغراد, ولاخبرة لها بطائرات وصواريخ الاطلسي, واذا وصلت الامور الى هذا الحد, واذا اختفت القيادة التى تحكم الخرطوم والسودان الان , او اجبرت على الاختفاء واصبحت مطاردة داخل بلدها كما حدث مع القيادة الصربية فى يوغسلافيا السابقة, فكيف ستكون الامور وماذا ستفعل القوة الضاربة المكونة من الرتب الوسيطة والصغيرة فى الجيش والشرطة واجهزةالامن,اذا وجدت نفسها بلا قيادة فى مرحلة من مراحل تطورات الاحداث ومن سيقود البلد الى برالامان ويمنع الفتنة كماحدث فى اكتوبر وابريل وغيرها من الاحداث والمواجهات الكبري التى جرت فى السودان من قبل, والجيش اليوم لم يعد هو الجيش بعد ان تشرد ابنائه ومعهم باقى المجتمع السوداني فى بقاع الارض , بناء على سابقة ماحدث من احداث دامية بعد مقتل جون قرنق, فلايستبعد فى ظل مناخ الاحتقان وعدم وضوح الكثير من الامور التى تحيط بقضايا وواقع السودان اليوم, فلا يستبعد ان يتجه كل جندي بسلاحه الى قبيلته وعشيرته عندما تختفي دولة وسلطة الامر الواقع, عندما تصل الامورمداها, عندها ستكون عندنا رواندى اخري,وستحترق الخرطوم بمن فيها, وسيكون منفذ النجاة الوحيد والمتاح فى هجرة عكسية للارياف والمدن الصغيرة من اجل التماس السلامة والامان, ولكن الارياف لاتحتمل استيعاب اهل مدينة او مدن مدمرة, وستتطور الامور الى مجاعات واوبئة, وماهو اسواء, وكلما قلته ليس رجما بالغيب وانما مبني على سوابق حية على امتداد العالم عندما تسببت المكابرة السياسية والاصرار على الخطاء,فى حريق بلدان واجزاء واسعة من العالم, اصبحت عنوانا للبؤس والشقاء المتواصل والممتد لعقود من الزمان. تفادي هذا السيناريو المظلم البالغ العتمة يتوقف على لحظة تعقل وواقية تغشى عقل الانقاذيين الذين دللهم وصبر عليهم الناس كما لم يصبروا على حاكم مدني او عسكري من الذين حكموا السودان من قبل مع انهم اصحاب السجل الاسواء فى الحكم ونشر الشقاء المنقطع النظير,امامهم فرصة اخيرة لاعلان قرارات شجاعة وعاقلة تفضي الى قيام حكومة قومية حقيقية, تتولي التعامل مع ملف دارفوروتشرف على قيام مؤتمر جامع لكل اهل السودان لحل ازمة الحكم,وصولا الى بر الاستقرار الحقيقي, فى اجواء تراضي تطرد الغبن وتوابعه,اما اذا استحال حدوث ذلك وهو امرمتوقع كشفت عنه ردود الفعل الاولية الصادرة عن النظام بعد التطورات الاخيرة, فلايوجد بعد الله امل فى الحفاظ على السودان بعيدا عن احتمالات الفتنة الشاملة وانهيار الدولة,غير تحمل باقي القوى السياسية والاجتماعية فى السودان لواجبها عبرقيام جبهة وطنية عريضة باتفاق حد ادني للتعامل مع واقع السودان الراهن,ومن اكبر المهام التى يتوجب على ممثلي الشعب السوداني وقواه الاجتماعية, هوخلق الكيان القومي الذى يشبه حكومة الظل, التى تتعامل مع الجيوش الاجنبية القادمة من وراء الحدود حتى لاتنفرد جهة ما بالامور على ارض لاتعرفها وحتى لايحدث مالايحمدعقباة, كماحدث فى الصومال وفى العراق عندما تحول المنقذ الى جلاد وانخرط اهل البلد فى قتال بعضهم البعض,والاهم من كل ذلك هو منع تحول العدالة الى انتقام مما يفتح الباب امام الجناة للافلات من العقاب, ويحولهم الى ابطال عندما يصبحوا جزء من الفتنة والحريق الشامل. يلوح خيط رفيع للسير فى هذا الاتجاه وتكوين جبهة وطنية عريضة للتعامل مع المستجدات وتطورات الامور من خلال مبادرة لم تتضح فصولها بعد, اطلقها لقاء بين حزب الامة وحركة تحرير السودان,ستصبح هذه المبادرة ضرورة قصوي وعاجلة مالم تحدث معجزة تيقظ اهل الانقاذ من سباتهم العميق, تجعلهم يتخذون القرار السليم للتعامل مع الواقع الجديد قبل فوات الاوان, عندها سيكون لكل حادث حديث, وسيتمكن الناس من انقاذ البلاد من الانقاذ, ومن نفسها التى تستحق بلامنازع لقب (براقش) العصر الحديث.

(عدل بواسطة حيدر حماد on 01-21-2006, 03:06 AM)