الكل ينتظر رجلاً... المهدي المنتظر، موجّه للصديقة لنا مهدي بالأصالة

Quote: Quote: دعنا سيد الصادق نبدأ بسؤال حول حديثك المنشور بصحيفة الوسط عام 1994م والذي تقول فيه إن ميلادك يوم الخميس سبقته إشارات غيبية غامضة مثل حديث عمك بأن مهاجراً سيأتي يوم الخميس وقصة طائر (القمرية) الذي استقر فوق عمامة جدك عند ميلادك ورؤيا جدتك أم سلمى بنت المهدي للحفيد وهو يقف على رأس مئذنة يقول (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر..الآية) اجتماع هذه البشارات مع دعاوى الأحياء هل تؤكد ظنك بأنك تجسد جديد للإمام المهدي؟ ج: أنا أعتقد أن كل إنسان عنده قصة غيبية كانت ومازالت تشكل نوعاً من الإلهام كل إنسان إما رأي رؤيا صادقة او حدثاً معيناً، والإمام عبد الرحمن نفسه يحكي رواية أنا أرويها دائماً وهي أن قبل موقعه كرري رأى الجيوش الغازية وهي تدخل المسجد - مسجد الخليفة من الجهة الغربية - وكيف كانت جيوش الأنصار منكسرة وهناك رجل اسمه جابر فقال لجابر هذا: يا جابر ارفع الراية، فكانت هذه بالنسبة له رؤيا في أنه بعد أن تسقط راية المهدي سيرفعها من جديد، وهذه الرؤية كانت ملهمة له وأنا اعتقد أنه في التاريخ الإنساني كثير من الناس الذين تحدثوا بصراحة عن أنفسهم وعن رؤى ذات وزن في حياتهم حتى ديكارت وهو مؤسس المذهب العقلاني في الفكر الأوروبي هو نفسه عزا ذلك لرؤية رآها كذلك الإمام الأشعري وهو أيضاً مؤسس لأهم مدرسة لعلوم الكلام الإسلامية عزا مذهبه لرؤيا رآها وهكذا.. أنا أريد أن أقول إن المؤثرات الغيبية في حياة الناس كبيرة وبالنسبة لي هنالك رؤى وأحداث أنت ذكرتها قد لعبت دوراً كبيراً ليست في الماضي فقط، فأنا مسجل عشرين رؤيا اعتقد أنها رؤى صالحة بمعنى أنها تخبر عما سيحدث. والرؤى أنواع، نوع منها ترى فيه رغباتك وأخرى ترى فيها مخاوفك ولكن هنالك نوع من الرؤى ترى فيها معلومات جديدة وهذه هي التي سماها الرسول (صلى الله عليه وسلم) البشارات وفيها معانٍ لما سيحدث نحن نشأنا وليس لدينا من أدبيات المهدية إلا منشوات الإمام المهدي وراثية لكن أي مهدية هذه؟ لأن كل الفرق الإسلامية عندها مهدية فأي مهدية هذه التي جاء بها المهدي في السودان وما هو معناها بالنسبة لي؟ الآن أنا انشغلت فكرياً بهذه القضية ولذلك كان همي أن أبين ما هية هذه الدعوة ووجدت ثلاث مدارس مهدوية شيعية وثلاث مدارس سنية ومدرستين صوفيتين ومدرسة مهدوية فلسفية وهي التي قام بها الفارابي عندما تكلم عن رؤية لأهل المدينة الفاضلة وجعل المهدي هو رئيساً لأهل المدينة - المهم أنا تطرقت لكل هذه الصور ووجدت حسب دراساتي في منشورات وخطابات وخطب الإمام المهدي أن مدرسته تختلف عن العشر مدارس الأخرى بارتكازها على أن المهدية هي وظيفة إحياء الدين، فركز على الناحية الوظيفية من المهدية عكس الرؤية الشيعية التي تربط المهدية بسلسلة شب معين واختلف المهدي أيضاً عن المدارس السنية الأربع لأنها جعلت المهدي إما إمام قرن أو إمام آخر الزمان ولم تكن دعوة الإمام المهدي مربوطة بهذه التوقيتات إذاً هي دعوة غير مرتبطة بنسب أو توقيت لكنها ارتبطت بوقت معين وبناء على ذلك بدأت أكتب بوضوح وأدعم هذه الرؤية بالعودة للمصادر حتى استطعت إثبات أنها مدرسة جديدة ولابد لها أن تستمر ولا تنتهي بوفاة صاحبها لأنه هو نفسه وضع مقاييس تحكم ما بعده، مثلاً القيادة ومعلوم في السودان أن كل تقاليد القيادة ترتبط بالوراثة لكنه فصلها عن الوراثة وقال في ذلك معنى واضحاً هو أن القيادة تكون لمن تقلد بقلائد الدين، وهذا شرط أساسي وله مقولة أخرى تؤكد أن قضية الأحكام الدينية متحركة وليست جامدة وهي (لكل وقت ومقام حال ولكل أوان وزمان رجال) ومن هذا المنطلق أنا تحدثت عن أنه وبعد الدعوة الأولى هناك مراحل قادمة والمرحلة الثانية كانت التجديد الذي أتى به الإمام عبد الرحمن الذي لم يكن مختاراً أو معيناً من قبل المهدي أو كيان المهدية بل جاء بمجهوده وعمله واستطاع أن يعيد إحياء المهدية وسار حسب ما أسميه في الطور الثاني ثم جئت أنا لأمثل الطور الثالث وهو الطور الحالي وهو ينطلق من الدعوة ولكن باجتهاد مختلف.