المحـراب : منــاغـــاة

أيها الضارب في عمق الشجون
إغمس الفرشاة داعب كل لون
حرك الازميل وانحت لك كون

أو كما قيل . مقدمة برنامج محراب الفنون

أوحى لي بوست كتب في ذكرى صلاح أحمد إبراهيم أن أعود لديوان غابة الأبنوس ، وهو الأثر الوحيد الذي امتلكه لهذا الشاعر العظيم ، أكتب لكم هذه الأبيات من قصيدة فوزي ووزي

دبايوا
أوشيك من قبيلة الهدندوا
أوشيك دون أن يكلّ يرصد الآفاق
من دغش الصبح إلى انحباس الضوء في المساء
مفتشا عن غيمة فيها سلام الماء
يرفع ساقا ويحط ساق
كوقفة الكركي في المياه
مرتكز الظهر على عصاه
اهلكت المجاعة الشياه
ولم يعد أوشيك غير هذه النعال
صدره والثوب والسروال
والسيف والشوتال
وشعره المغوف الوديك والخلال
وعلبة التنباك
يراقب الزقوم والصبار والأراك
السل في ضلوعه يفح أفعوان
عيناه جمرتان
في وحدة الرهبان إلا أنه
يجب شرب البن يمقت الشفتة والحمران

يفتل من ساعاته الطوال
حال سمت تافه .. نعال
ويرقب السماء
لو أنها تعصر في لسان أرضه قطر ماء
لو أنها تبلل الرجاء
أهلكت المجاعة الشياه
لو يرحم الإله
زوجته ذات الزمام الضخم والملاءة الحمراء
قضى عليها الداء
فرفرت أحشاءها دماء
وفوق صدرها أوهاج مثل هرة صغيرة عمياء
يمد في غرغرة الدماء
يدين كالمحارتين للأثداء

تحية إلى من دلني على هذا البوست