لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض! ...كمال الجزولي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2003, 10:38 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجزء الثاني (Re: أبنوسة)

    PM

    لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض (3)

    كمال الجزولى [email protected]

    (1)
    (1/1) عرضنا، فى ما تقدم ، لموقفين متقاطعين تماماً لرجلى دين مسيحيين ينطلق كلاهما من رؤية ثيولوجية خاصة للمدى الذى يتسق فيه تديُّن من يشنون الحرب الآن على العراق ، وبخاصة الأمريكان ، مع القيم الإنجيلية: رؤية الأب القمص فيلوثاوس فرج ، كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، الذى لا يخفى إعجابه برموز الادارة الأمريكية ، ويعتبر محفلهم -كنيسة مؤمنة- ، فيُصدِّق -مواعظهم- ، و-يصلى- لأجلهم ، و-يدعو- لهم (الأيام ، 16/3/2003م) ، ورؤية كاردينال كنيسة روما الذى لا تغرُّه القشرة الخارجية لشكلانية خطاب هؤلاء -الأنبياء الكَذَبَة- فيعتبرهم ،بالجملة ، خَوَنَة -للانجيل- (مونتى كارلو ، 20/3/ 2003م). وحاولنا أن نتلمس سبيلاً للوقوف على جليَّة هذا التعارض ، بالاستناد إلى المعطيات المتوفرة الآن حول تديُّن هذه الرموز ، وبوش الابن بالأخص ، ضمن بعض الكتابات والمواد التوثيقية المهمة فى الصحافة ومحطات الراديو والتلفزة ووسائط المعلومات الأمريكية والعالمية.
    (1/2) لاحظنا ، فى هذا الاطار ، أن نمط التديُّن التبسيطى المحدود والمتحمِّس ، الذى كان قد أنقذ بوش الابن من إدمان الكحول ، والذى يناسب تماماً اليمين المسيحى الصهيونى فى الولايات المتحدة ، هيَّأ أيضاً مداخل هذا اليمين لتوجيهه فى خدمة الطغم المالية والصناعية ، النفطية والحربية بالأخص ، بين أتباع الكنيسة المعمدانية أو المنهجية Bbtist/Methodist ، وقوى الضغط الصهيونية الطامحة لإعادة تقسيم المنطقتين العربية والاسلامية إلى كانتونات صغيرة فى محيط -الامبرطورية
    الإسرائيلية-.
    (1/3) وأشرنا لتأثير دون إيفانز الباكر فى حفز هذا النمط من التديُّن لدى صديقه بوش الابن، بإلحاقه ، عام 1975م ، بحلقة للتدراس الجماعى للانجيل كانت قد أسَّستها بواشنطن نسوة ريفيات (!) وبإكماله قراءة -إنجيل لوقا- ، فى التاسعة والعشرين من عمره ، كان بوش الابن ، فى الحقيقة ، قد أكمل ، لأول مرة فى حياته حسب هاوارد فاينمان ، قراءة كتاب من الغلاف للغلاف (!) فإذا أضفنا إلى ذلك حرصه اللاحق على أن يطالع كل ليلة قبل النوم ، كما قال ، صفحات من كتاب القس أوزوالد شامبرز الذي توفى بمصر فى نوفمبر عام 1917 وهو -يعظ- الجنود البريطانيين
    والأستراليين بالزحف على القدس (!) لأمكننا ، إذن ، أن نمسك بطرف الخيط المفضى إلى المؤثرات الأساسية على فكر الرئيس الأمريكى ، وما إذا كان الذين يصفونه بأنه -ثمرة حزام الانجيل- يعنون جوهراً دينياً حقيقياً أم محض رؤية
    شكلانية لعلاقة الانسان بالرب.
    (1/4) فى هذا السياق ، وبالاضافة إلى الظروف الموضوعية الداخلية والعالمية التى ظلت تحيط ، منذ أكثر من عقد من الزمن ، بعمليات التطور الاقتصادى السياسى والاجتماعى فى أمريكا ، وزحف اليمين الدينى ، حثيثاً ، إلى سدة الحكم ، فقد توقفنا أيضاً عند مؤثرات ذات أهمية خاصة بالنسبة لخيارات الادارة الأمريكية ورئيسها. من بينها الدور الاستثنائى الذى لعبه القس بيل غراهام ، أبرز وجوه اليمين الدينى الأمريكى الذى وصفه بوش بأنه -الرجل الذي قادني إلى الرب- ، والذى اشتهر ، هو وإبنه القس فرانكلين بالتعصب لإسرائيل والكراهية للعرب والمسلمين ، وذلك فى
    تقييد نمط التديُّن الشخصى للرئيس الأمريكى ، نهائياً ، بأقل مناهج التفكير الغربى عقلانية ، وأكثر مصطلحات الأصولية المسيحية الصهيونية تطرفاً. ومنها أيضاً
    إنتباهة بوش الابن ، لأول مرة ، إلى -الدين- من زاوية الطموحات -السياسية- ، من خلال توليه مسئولية تعبئة القساوسة للتصويت لوالده فى الانتخابات الرئاسية عام
    1988م، حيث تفتحت عيناه على ثقل اليمين الدينى الصاعد ، فبقى يراهن عليه ، منذ ذلك الوقت إلى أن سيطر هذا التيار ، بالفعل ، على مفاصل القيادة فى الحزب الجمهورى ، فرفعته أمواجه إلى منصب حاكم تكساس ، ثم ، بعد سنوات
    أخرى ، إلى رئاسة أمريكا كلها ، محاطاً برهط من أكثر ناشطى المسيحية الصهيونية تعصُّباً وارتباطاً بالمصالح النفطية ، كما بوش نفسه ، من شاكلة ديك تشينى الذى أثرى من تجارة النفط ومن علاقاته باليمين الدينى ، وكوندوليزا رايس ، عضو مجلس إدارة شيفرون ، وإبنة -الواعظ الكنسى- بألاباما ، ومستشارة الأمن القومى ، ودون جونز ، الادارى الكبير بشركة توم براون للنفط ، والمُحَفز الأول لبوش
    على قراءة -إنجيل لوقا الطبيب- ، ووزير التجارة الحالى.
    وإلى ذلك دونالد رامسفيلد وريتشارد بيرل وآرى فلايشر ، وحتى أندرو كارد مدير مكتب الرئيس!

    (1/5) وفى باب الاجابة على السؤال المهم عن الخلفيات الثقافية والفكرية لصعود هذا التحالف المسيحى الصهيونى فى السياسة الأمريكية تطرَّقنا للتراث الدينى للمهاجرين الأوربيين الأوائل ، من حيث هو تراث قدرى ، تبسيطى ، ملتبس ، فى جملته ، بذهنية المغامرة ، ومخاطر القفز فى المجهول ، ومشاق المجابهة لتحديات البقاء ، وقائم ، بالكلية ، فى التعصب للمعتقد ، والإيمان الأعمى بأن الموطن الجديد هو -صهيون- أو -الأرض الموعودة- ، حسب القس فريتس (واشنطن بوست ، 2/3/03م) ، وأن مستوطنيه الجدد محط -العناية الإلهية-. وقد جرت ، بموجب تلك
    -الحتمية الروحانية- إبادة ملايين الهنود الحمر ، وتأسيس -اللاهوت الأمريكى- الراهن الذى لا يأتيه الشك فى أن -الله معنا وحدنا-! كما أوردنا إفادة الصحفى البريطانى جستين ويب عن ملامسته الشخصية لأهمية الاعتقاد الدينى في الحياة الأمريكية الراهنة. وطبقا لاستطلاعات الرأي فإن 86 % من الأمريكيين يعتقدون في الله وفى الآخرة ، وأن ثلاثة من كل أربعة يعتقدون في وجود الشيطان والجحيم ،
    وأن الشيطان يتآمر على الإنسان ، وأن الشر موجود في العالم ويجب محاربته ، وأن الجزء الأكبر من محاربة الشر يكمن في الصلاة كأكثر الأمور بساطة وعادية في حياتهم (بى بى سى ، 17/3/2003م).

    (2)
    (2/1) ولئن كانت الأديان هى ملاذات الفطرة الانسانية النازعة إلى الحق والخير والجمال ، النافرة من الزيف والشرِّ والقبح ، وكان الإيمان بالغيب وأداء الصلاة
    أمرين مركزيين فى كل دين وفى كل تديُّن ، فإن الادراك العميق لهذه المعانى والعبادات هو وحده الذى يشكل ضمانة التديُّن المستقيم. أما التبسيط المُخل للقيم فيسخطها إلى معكوساتها تماماً فى العقل والوجدان ، وأما التسطيح الساذج للعبادة فيحيلها إلى مجرِّد طقوس شكلانية تمارس بوعى غائب وأفئدة مستلبة ، فتمسى إما دروشة تامة ، أو شيئاً ، فى أفضل الأحوال ، إلى الدروشة أقرب. وأكثر ما
    يتمظهر ذلك فى انكماش الوعى الدينى إلى محض ثنائيات لفظية غائمة تتقاصر الفهوم عن إدراك دلالاتها القطعية (الدنيا والآخرة ، الخير والشر ، الشيطان والملاك ،
    الصواب والخطأ، الثواب والعقاب ، الجنة والنار .. الخ).
    حينها ، ومن هذا الباب ، بالتحديد ، ينسرب ما يُصطلح عليه -بإساءة- استخدام الدين أو -المتاجرة- به ، مما تختزنه خبرة جميع الأمم ، وتحتشد بصوره ذاكرة التاريخ
    البشرى ، حيث يجرى استبدال الدجل بالدين ، وتقوم للشعوذة سوق تستثمر الفطرة فى عرصاتها لمصادمة الفطرة ، وتستغل أنبل المشاعر الدينية لتمرير كل ما تحرِّمه الأديان!
    (2/2) وكما فى الاسلام ، ففى المسيحية واليهودية أيضاً طبقات وفئات وشرائح إجتماعية ذات توجهات أيديولوجية محافظة بحكم مصالحها ضمن صراع السلطة والثروة ، ولكنها ليست كلها ناشطة ، بالضرورة ، فى استغلال الدين لتحقيق هذه المصالح. غير أن ثمة أقليات بين معتنقى الأديان الثلاثة تتحلق حول أصوليات ناشطة ، فتظهر التعصُّب للمعتقد ، والنزوع لتمكينه وتوسُّعه علي حساب الأديان الأخري ، باستخدام أساليب ووسائل غير مشروعة فى غالبها ، بينما تبطن ، بوعى أو بغيره ، خدمة مصالح طبقية محدَّدة. وتشكل المسيحية الصهيونية الحاكمة فى أمريكا الآن ،
    برئاسة بوش الابن ، نموذجاً لهذه الأقلية الأصولية الناشطة بين الأكثرية الانجيلية المحافظة ، تحت الدفع -الدينى- لقساوسة مثل فرانكلين غراهام وبات روبرتسون
    وجيري فالويل وغيرهم مِمَّن يعتنقون الأيديولوجية الصهيونية ، وعُرفوا بولائهم الصريح لإسرائيل في عقائدهم ومشاعرهم ، بل وانخرط بعضهم عضوياً فى تنظيمات الحركة الصهيونية نفسها. هؤلاء لم يتوانوا فى مظاهرة إسرائيل علناً ، وبحماس فائق ، منذ أيام مناحيم بيغن ، مثلما يظهرون الآن تأييدهم لشارون بذات القدر.
    (2/3) وفى الحقيقة فإن اليمين المسيحي ، الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكى ، يؤمن إيماناً قاطعاً بأن –الحرب المقدسة- هى وحدها التى سوف تفتح الطريق أمام عودة
    المسيح ليحكم العالم ألف عام ، وأن إسرائيل مشروع إلهى ، ومحطة تاريخية لازمة لهذه العودة. وفى حوار معه بمناسبة صدور كتابه (الحرب غير المقدسة ـ The Unholy War) ، يضئ البروفسور جون ايسبوزيتو ، مدير مركز التفاهم الاسلامي
    المسيحي في جامعة جورجتاون الامريكية في واشنطن ،والمسؤول عن كلية والش لتدريب الدبلوماسيين الامريكيين ،ورئيس تحرير قاموس أكسفورد للاسلام وموسوعة أكسفورد حول العالم الاسلامي الحديث ، وأحد أبرز المرجعيات الأمريكية الوثيقة عن الاسلام ومفهوم صراع الحضارات ، يضئ وجهاً مهماً من وجوه الدوافع وراء هذا التقارب المسيحى الصهيونى بإبراز النزعة الايديولوجية الرائجة وسط غالبية
    المحافظين المسيحيين لاستراد بيت المقدس وتوطين اليهود فى فلسطين ، ليس حباً فيهم ، وإنما تمهيداً لعودة المسيح وضمهم إلى المسيحية (!) علاوة ، بالطبع ، على
    كراهيتهم للمسلمين ، بل كراهيتهم حتى للمسيحيين الآخرين الذين لا يشاطرونهم هذه العقيدة الصهيونية (القدس العربى ، 3/8/2002م).

    (3)
    (3/1) ولو كان قد قدر لليمين المسيحى الصهيونى فى أمريكا أن -يخترع- وضعية دينية شعبية يسهل عليه -استثمارها- فى الصعود إلى سدة الحكم ، ومن ثمَّ تمرير سياساته الرامية لاستعادة السيطرة على أوربا واليابان ، بعد زوال -الخطر-
    السوفيتى ، ولتمكين عتاة ضوارى النفط ، بالقوَّة الحربية ، من مخزوناته الغنية فى الخليج والعراق وبحر قزوين وغيرها ، من جهة ، وإنعاش سوق السلاح ، من الجهة الأخرى ، بوضع العالم بأسره تحت الرعب الدائم من تهديدٍ مختلق وخطر متوهَّم ، إضافة إلى تحقيق الحلم القديم بإعادة هندسة المنطقتين العربية والاسلامية لصالح هيمنة -إسرائيل العظمى- ، لو قدر له ذلك لما أمكنه أن يخترع أفضل مما وجد فى الواقع. فليس أكثر ملائمة لهذا التيار من نمط التدين شديد الحماس ، على الطريقة الأمريكية السائدة ، بخصائصه القائمة فى الاستلهامات التبسيطية لثنائيات الخير والشر ، الصواب والخطأ .. الخ ، دون تعمق فى استكناه المدلولات الدينية الحقيقية ، لا المتوهَّمة ، لهذه الثنائيات ، الأمر الذى يسمح لأية سلطة أعلى ، سياسية كانت أو إعلامية أو غيرها ، بالتدخل لاجتراح تلك المدلولات ، حسب المصلحة التى تخدمها ، ولملء الحماسات -الشاغرة- بالمعتقدات -المناسبة- فى هذا المستوى الغالب
    من الوعى الدينى الجمعى!
    (3/2) ذلك هو ، بالتحديد ، ما سارع اليمين المسيحي الصهيونى لإنجازه ، بعد وقبل انتخاب جورج بوش الابن رئيساً ، حيث نشط فى إعادة تشكيل الحماسات الثيولوجيةالشائعة فى المجتمع الأمريكى بصورة سياسية عملية. وفى الحقيقة ، وبحسب القس فريتس ، فإن غاية ما كان يتطلع إليه أتباع هذا التيار ، وهم بعدُ فى مرحلة التهيؤ للصعود ، أن يعثروا على قائد يوحِّد بين طموحهم السياسى ورؤيتهم الدينية ، تماماً على قياسات شخصية -داود- الإنجيلية (!) والآن فإن الدلائل كلها تشير إلى أنهممقتنعون بعثورهم على هذا القائد فى شخص بوش الابن الذى يبدو هو نفسه مقتنعاً بذلك ، أو كما قال!
    (3/3) لكن ، وبصرف النظر عما يرى هذا التيار فى قائده -الانجيلى- ، أو ما يرى هو فى نفسه ، فمن المهم ، فى كل الأحوال ، مقاربة الأسلوب الذى يفكر به رئيس أقوى دولة فى العالم ، ويفكر به طاقمه بالضرورة ، مِمَّا يمكن إجماله فى التخليط الواضح بين النزوع للسياسة -العملية- من جهة ، وادعاء -التجليات الالهية- من جهة أخرى ، علاوة على القفز غير المنتظم من الفكرة إلى نقيضها ، فى التوِّ والحين ، والإيمان المطلق بأن أمريكا على حق وأن الله سينصرها ، وإلى ذلك -تهويم- الخطاب السياسى بين المطلقات والمتقابلات والثنائيات الدينية بلا معنى محدَّد أو
    دلالة قاطعة. وسنكتفى ، فى حيِّز هذه المقالة ، ببعض الشواهد والمجتزءات على النحو الآتى:
    أ/ يورد هاوارد فاينمان ، فى مقالته المار ذكرها ، خبر اجتماع عقده بوش الابن مع لفيف من كبار الأساقفة بمقره كحاكم لتكساس ، عام 1999م ، بينما كان يتهيأ لخوض
    المعركة الانتخابية ، وطلب منهم وضع أيديهم فى يده ، قائلاً ، بألفاظ منتقاة بعناية ، ما معناه أن -المُنادى- قد -ناداه- لأداء -رسالة- سامية ـ he’d been (called) to seek higher office ( نيوزويك ، 10/3/2003م).
    ب/ ويورد فاينمان أيضاً أن الرئيس تحدث ، ذات يوم من فبراير الماضى ، لمحطة إذاعة دينية فى ناشفيل قائلاً:
    -إن الارهابيين يكرهون حقيقة .. أن بمقدورنا عبادة الرب بالطريقة التى نراها ملائمة- ، وأن الولايات المتحدة مكلفة بجلب الحرية ، كهدية من الرب ، إلى -كل إنسان فى العالم- (المصدر). وكان بوش الابن قد تحدث ، قبل ذلك ببضعة أيام ، فى حفل -إفطار الصلاة- (الذى حضره الأب القمص فيلوثاوس وعاد منه ليكتب مقاله بالأيام منبهراً -بمواعظ- الرئيس ورهطه) ، فقال: -إن ثمة تفان وغاية قدَّرهما الرب العادل الرحيم من وراء كل حدث فى الحياة وفى التاريخ- ، وبما أن ذلك كذلك فإن أمريكا لن تهزم! (المصدر). وعقِبَ حديثه فى ناشفيل عقد الرئيس لقاءً خاصاً مع بعض رُعاة الكنائس أقسم فيه أنه لم يكن ليصبح رئيساً لولا إقلاعه عن شرب الخمر بفضل الله قبل سبعة عشر عاماً. وأقرَّ فى ذلك اللقاء بأن احتمال شن الحرب على
    العراق ثقيل على نفسه (!) وأنه يعلم أن كثيراً من الناس ، بمن فيهم بعض الحاضرين ، يرونها حرباً من أجل الاحتلال وغير عادلة. وبالفعل ، فقد علق أحد المشاركين ، تشارلس ستروبل ، عقب انفضاض اللقاء ، قائلاً: -لم أكن لأتخيَّل المسيح يلقى إعلان حرب أمام جمهور منفعل يلوِّح له ، كما فعل الرئيس للتو-! (المصدر). ولكن الرئيس أعلن أنه يتعيَّن على أمريكا أن تعلم أنها إنما - تجابه الشر- فى هيئة صدام حسين ، وأنه ما من خيار أمامها سوى أن تتصدَّى له ، إلى حدِّ الحرب إذا اقتضى الأمر. ثم أردف قائلاً:
    -إذا كان لأحد أن يشعر بالتصالح مع نفسه ، فأنا متصالح معها-! (المصدر).
    ج/ أما الصحفى البريطانى اللمَّاح جستين ويب فيرسم بالكلمات صورة للحياة اليومية فى البيت الأبيض ، حيث ،وبدلاً من تقديم النصح للرئيس فى الشئون السياسية ، يرهف الجميع آذانهم ترقباً لصوت يأتي دائما من أعلى ، وحيث التدين على الطريقة الأمريكية ، بما يحتويه من ثنائيات الخير والشر ، الصواب والخطأ .. الخ ، يبدو مناسبا أكثر لأجواء الحرب ، وحيث العاملون يتراكضون من مكتب لمكتب وبأيديهم الأناجيل ، وحيث الاجتماعات للصلاة تعقد آناء الليل وأطراف النهار ، وحيث الرئيس ، ومن خلفه الجميع ، كانوا ، بلا شك ، يصلون بحرارة لكي تدهس حافلة صدام حسين لكن إذا تعذر وجود حافلة فإنهم سيعتقدون أن لديهم الحق في فعل ما قرروه. وعموماً ، ولأنهم قرروا خوض معركة -الخير- ، فإن الشكوك والمخاوف العقلانية التي تتردد عالميا يمكن أن تنحى جانبا! (بى بى سى، 17/3/2003م).
    د/ وبإمكان المرء أن يضيف أيضاً إلى تقرير جستن ويب ما ظلت تتداوله الصحافة وأجهزة الاعلام العالمية من أحوال الادارة الأمريكية الحالية ، منذ جلوس بوش الابن على كرسىِّ المكتب البيضاوى. فالحرب أمر إلهى يستوجب طاعة المؤمنين للأنبياء الجُدُد (!) والأمم المتحدة لا تهم الرئيس فى شئ لأنه متوكل على الرب (!) والناطق الرسمى آرى فلايشر لا ينفكُّ يروِّج للصلة المفتوحة بين الرئيس والسماء (!) والرئيس يعلن بنفسه أنه يتلقى الوحى من الرب!
    (نواصل)








                  

العنوان الكاتب Date
لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض! ...كمال الجزولي أبنوسة03-24-03, 08:22 PM
  Re: لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض! ...كمال الجزولي ود شاموق03-25-03, 05:08 AM
    Re: الجزء الثاني أبنوسة04-02-03, 12:41 PM
      Re: الجزء الثاني أبنوسة04-13-03, 10:38 AM
        Re: الجزء الرابع nadus200004-25-03, 10:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de