لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض! ...كمال الجزولي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2003, 12:41 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجزء الثاني (Re: ود شاموق)

    لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض(2)

    كمال الجزولى [email protected]


    (1)
    (1/1) أشرنا ، فى الحلقة الماضية ، إلى التعارض الجوهرى بين رؤية الأب القمص فيلوثاوس فرج ، كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، الذى لا يكاد يحفل بالمحرقة المنصوبة لملايين البشر فى العراق ، فى لجة انبهاره بما أسماه "الخلفية اللاهوتية" لحفل "فطور الصلاة القومى" الذى حضره بواشنطن ، والذى تحوَّل ، كما قال ، إلى "كنيسة مؤمنة" بفضل "مواعظ" الرئيس الأمريكى وكبار أعضاء إدارته التى استندت إلى نصوص عن "الرحمة" فى إنجيل لوقا الطبيب (الأيام ، 16/3/2003م) ، وبين رؤية كاردينال كنيسة روما الذى لم تنطل عليه خديعة هؤلاء "الأنبياء الكَذَبَة" المتسترين وراء شكلانية الخطاب الدينى ، فأعلن أن هذه الحرب لا تعتبر ، فحسب ، خيانة لمبادئ الشرعية الدولية والسلام العالمى ، وإنما خيانة أيضاً .. "للانجيل" نفسه (راديو مونتى كارلو ، ظهر 20/3/ 2003م). وقلنا إن المأساة ، من هذه الزاوية التى انتبه إليها كاردينال روما على عكس كاهن كنيسة الشهيدين بالخرطوم ، لم تقع بغتة أو على حين غرة ، وذلك بالاستناد إلى قدر ضخم من الكتابات والمواد التوثيقية المهمة التى تتوفر ، منذ حين ، فى الصحافة ووسائط المعلومات الأمريكية وغيرها.
    (1/2) ولاحظنا ، من جملة هذه المعطيات ، أن التديُّن ، الذى أنقذ حياة بوش الابن الشخصية من الانهيار بإقلاعه عن إدمان الكحول صيف 1986م ، شكل أيضاً أحد أهم مداخل المحيطين به من ممثلى اليمين المسيحى الصهيونى فى الولايات المتحدة ، بغرض توجيه نمط تديُّنه الشخصى فى خدمة المصالح العليا لفئات وشرائح مكوَّنة ، أساساً ، من خليط من رجال المال والصناعة (النفط بالأخص) والدوائر البنكية ، من البروتستانت ، البيض فى الغالب ، أتباع الكنيسة المعمدانية أو المنهجية ، ودوائر وقوى الضغط الصهيونية النافذة فى ذات المجالات الاقتصادية ، والتى تضع فى رأس أولوياتها إعادة تقسيم المنطقتين العربية والاسلامية إلى كانتونات صغيرة فى محيط الامبرطورية الاسرائيلية المأمولة. أما أتباع الكنيسة الكاثوليكية فليس ثمة ما يقرِّب بينهم وبين هذا الحلف لعدة عوامل سياسية ودينية تاريخية.
    (1/3) وأوردنا أن بوش ، الذى يقف الآن على رأس هذا التحالف ، لم يكن يولى الجانب الدينى ، فى مقتبل عمره ، اهتماماً يذكر. ولعل دون إيفانز ، صديق عمره المقرب ووزير التجارة الحالى فى حكومته ، هو الذى لعب أول الأدوار المهمة فى حفز رؤيته الدينية المحدودة ، حين أقنعه بالانضمام معه إلى حلقة لتدراس الانجيل بواشنطن عام 1975م. وبعد عامين من ذلك أكمل بوش "إنجيل لوقا". وبحسب هاوارد فاينمان ، فقد كان ذلك أول كتاب يكمل بوش قراءته سطراً سطراً (!) وهكذا فقد منحه برنامج الدراسة الجماعية للانجيل أول رؤية فكرية تتيسَّر له فى حياته ، مقارنة بزملائه الذين ربما كانت قد أتيحت لهم مصادر معرفية أخرى فى السابق. ويشدِّد فاينمان ، من ثمَّ ، على الأثر الخاص لتلك الفترة على التكوين الثقافى لرئيس الولايات المتحدة القادم. فإذا أضفنا إلى الكتاب المقدس ، أنه قد اطلع ، لاحقاً ، على ما ظل يعتبره ، منذ ذلك الوقت ، كتابه المفضل الذى لا ينام ليلة دون أن يقرأ صفحات منه (!) وهو كتاب القسيس أوزوالد شامبرز الذي توفى بمصر فى نوفمبر عام 1917 بينما كان منكباً على "وعظ" الجنود البريطانيين والأستراليين بالزحف على القدس (!) لتكوَّنت لدينا ، إذن ، فكرة واضحة عن ثقافة وفكر جورج دبليو بوش ، وما يعنيه ، بالضبط ، من يصفونه بأنه "ثمرة حزام الانجيل". ويتبقى ، بعد ذلك ، أن نتدبر ما إذا كان هذا الوصف قائماً على جوهر حقيقى أم على محض رؤية شكلانية لعلاقة الانسان بالرب.

    (2)
    (2/1) بالاضافة إلى الظروف الموضوعية الداخلية والعالمية التى ظلت تحيط ، منذ أكثر من عقد من الزمن ، بعمليات التطور الاقتصادى السياسى والاجتماعى فى أمريكا ، وزحف اليمين الدينى ، حثيثاً ، إلى سدة الحكم فيها ، على خلفية التحوُّلات التاريخية الهائلة فى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق ، ودول ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكى ، والأجندات الجديدة فى أوربا الغربية ووسط وجنوب شرق آسيا والصين واليابان ، والحراك العنيف الجارى ، فكرياً وسياسياً ، فى المنطقتين العربية والاسلامية ، وبالأخص على ساحة الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ، فإنه ليس ، بالقطع ، من باب الصدفة البحتة أن يكون الرجل الذى لعب الدور الأكبر فى صياغة وتوجيه نمط التديُّن الشخصى للرئيس الأمريكى القادم من وسط كل هذه الأعاصير ، وتقييده ، نهائياً ، بالأصولية المسيحية الصهيونية ، هو ، بالذات ، القس بيل غراهام ، أبرز وجوه اليمين الدينى الأمريكى الذى اشتهر ، هو وإبنه القس فرانكلين ، بتعصبهما الشديد لإسرائيل ، ومقتهما لكل ما يمت للعرب وللاسلام والمسلمين بصلة. وحين يصف بوش بيل بقوله: "إنه الرجل الذي قادني إلى الرب" ، فإن ذلك لا يعنى ، فى الحقيقة ، وبرغم فخامة العبارة ، سوى القول بأنه الرجل الذى قذف ، فعلياً ، فى عقله ووجدانه وفمه بأقل مناهج التفكـير الغربى عقلانية ، وأكثر مصطلحات اليمين الدينى تطرفاً ، رغم أنه حَرصَ ، من خلال حملته الانتخابية ، على إرسال إشارات لفظية مُخاتِلة بأنه يعتبر السيد المسيح الفيلسوف السياسي المفضل لديه (!) مثلما حَرصَ ، فى وقت لاحق ، على اختيار صلاة دينية عن القوة الروحية للسيد المسيح ، ضمن الخطاب التقليدى الذى ألقاه عن حالة الاتحاد بصفته رئيساً للولايات المتحدة (!)
    (2/2) غير أن بوش لم يكف ، فى ذات الوقت ، قبل انتخابه وبعده ، عن التذكير ، دون كلل أو ملل ، بحكاية افتتاحه ليومه بتلاوة فقـرات من "الكتاب المقدس" الذى يشمل ، كما هو معلوم ، كلاً من الانجيل "العهد الجديد" والتوراة العبرانية "العهد القديم" (!) وكذلك مطالعته اليومية ، التى سلفت الاشارة إليها ، لصفحات من كتاب القس أوزوالد شامبرز الذى لا يكاد الرئيس يخفى إعجابه "بمأثرته" الدينية السياسية ، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو "يعِظ" المسيحيين بانتزاع القدس من المسلمين (!) بالاضافة إلى الدلالة التى تكتسيها ، فى هذا السياق أيضاً ، تلاوة فرانكلين غراهام ، دون سواه ، للصلاة الخاصة بحفل تنصيب سيِّد البيت الأبيض (!)
    (2/3) ورغم أن بعض الكتاب ، كما هاوارد فاينمان (نيوزويك ، 10/3/2003م) ، قد يميلون للعودة ببداية "تديُّن" بوش إلى صيف 1986م ، تاريخ إقلاعه عن معاقرة الخمر وهو فى الأربعين ، رافعاً ، كما صرَّح أحد أصدقاء تلك الأيام ، شعار "وداعاً جاك دانييل .. مرحباً بالمسيح" ، وجاك دانييل صِنفٌ من الويسكى ، إلا أن آخرين يتقدمون بذلك التاريخ سنتين إلى الأمام ، كالقس فريتس ريتشس الذى يؤكد ، فى مقالته المار ذكرها (واشنطن بوست ، 2/3/2003م) ، أن بداية اهتمام بوش بالدين من زاوية الطموح "السياسى" وقعت ، فى الحقيقة ، من خلال توليه مسئولية تعبئة القساوسة للتصويت لصالح والده فى معركة الانتخابات الرئاسية عام 1988م. لقد تفتحت عيناه ، وقتها ، ولأول مرة ، على ثقل اليمين الدينى الصاعد ، بخاصة فى الجنوب الأمريكى ، فاندفع يُبدى تجاهه حماساً تلتبس فيه سذاجة التبسيطات الدينية ببرودة الحسابات المنفعية ، حتى لقد سعى ، بحسب فاينمان ، لإنتاج أشرطة فيديو لمواعظ بيل غراهام بغرض استخدامها فى حملة والده الانتخابية ، لولا أن الوالد رفض ذلك!
    (2/4) ولكن الابن واصل رهانه على تيار اليمين الدينى الذى سرعان ما سيطر ، بالفعل ، على المفاصل الأساسية للحزب الجمهورى ، فكان أن رفعت أمواجه جورج دبليو بوش إلى مكتب الحاكم بولاية تكساس ، ثم ما لبثت أن وضعته ، بعد سنوات أخرى ، داخل المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض ، محاطاً برهط من أكثر ناشطى المسيحية الصهيونية حماساً ، وتعصُّباً ، وطموحاً ، وارتباطاً أيضاً ، كما الرئيس نفسه ، بالمصالح النفطية (نيوزويك ، 10/3/2003م). ولعل أول ما تلتقطه العين فى تركيبة هذا الرهط عوامل التقارب الوثيق بين توجهات أعضائه ومصالحهم ، من كوندوليزا رايس ، عضو مجلس إدارة شيفرون ، وإبنة أحد الوعاظ بكنائس آلاباما ، ومستشارة الرئيس للأمن القومى ، إلى دون جونز ، متسلق الهرم الادارى فى شركة توم براون للنفط قبل انهيارها الدراماتيكى ، والمُحَفز الأول لبوش على قراءة "إنجيل لوقا الطبيب" ، ووزير التجارة الحالى فى الادارة الأمريكية. ويمكنك أن تقيس على ذلك ديك تشينى الذى جمع ثروته من تجارة النفط وعلاقاته باليمين الدينى ، ودونالد رامسفيلد قسيس صلوات "أبرشية" الرعب فى البيت الأبيض ، وأندرو كارد مدير مكتب الرئيس المتزوِّج من قسيسة ، وريتشارد بيرل ، اليهودى الصهيونى المتعصب ، كبير مستشارى البنتاغون ، المنظر الأول لخطة سحق الفلسطينيين تمهيداً لفرض "سلام ميزان القوة" على أرض "الواقع" ، المخطط الأساسى وراء الحرب القذرة على العراق ، والذى اضطر للاستقالة ، الأسبوع الماضى ، تاركاً "حربه" على كفِّ عفريت ، فى واحدة من أندر الوقائع "الشكسبيرية" ، بعد الفضيحة المدوية حول علاقاته المريبة بشركة "قلوبال كروسينق" ، وهلمجرَّا!
    (2/5) وكما لو أن كل هذا الحشد غير كافٍ لزرع الثقة لدى اليمين الدينى بأن مشروعاته وبرامجه تمضى فى الطريق "الصحيح" ، فإن سيلاً من رسائل رموزه وجماعاته لا يكاد ينقطع عن المكتب البيضاوى ، منذ شغله بوش الابن. فخلال أشهر الصيف الماضي وحده تلقي الرئيس الأمريكى رسائل من أربعين شخصية إيفانجيليكية تطالبه بتبني سياسة خارجية صارمة فى شأن القضايا ذات الصلة بالصراع الفلسطينى الاسرائيلى. وكما هو متوقع فإنه لم يصعب على الصحافة ووسائط المعلومات العالمية تقصِّى علاقة معظم أصحاب تلك الرسائل المتحمسة برئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ، وضلوعهم في دعم النشاط الصهيونى داخل أمريكا (القدس العربى ، 18/3/2003م).

    (3)
    (3/1) فتح القس فريتس نافذة على التراث الدينى للمهاجرين الأوربيين الأوائل إلى قارة أمريكا. وبالاطلال منها يمكننا أن نرى أنه ، فى حقيقته ، تراث قدرى ، تبسيطى ، قائم فى التعصب للمعتقد ، وفى الإيمان الأعمى بأن الموطن الجديد هو عين "صهيون" أو "الأرض الموعودة" ، وبأن مستوطنيه الجدد هم ، قطعاً ، محط "العناية الإلهية" ، وأنه ملتبس ، فى جملته ، بذهنية المغامرة ، ومخاطر القفز فى المجهول ، ومشاق المجابهة لتحديات البقاء. هكذا ، وبموجب "حتمية" أولئك الأسلاف البيض ، "وروحانيتهم" الخاصة التى تسببت فى إبادة ملايين الهنود الحمر من أصحاب الأرض الأصليين ، جرى تأسيس "اللاهوت الأمريكى" الراهن من فوق دعائم الاقتناع ، الذى لا تشوبه شائبة ولا يتطرق إليه شك ، بأن "الله معنا وحدنا"!
    (3/2) ومن جهته سجل الصحفى البريطانى جستين ويب ، بعد فترة معقولة من المعايشة للمجتمع الأمريكى ، إفاداته من منظور شخصي عن أهمية الإيمان والاعتقاد الدينى في الحياة الأمريكية الراهنة ، حيث يشكل الترويج للمعتقدات الدينية ، بوضوح وبصوت عال ، جزءا من لحم هذه الحياة وشحمها. وطبقا لاستطلاعات الرأي فإن 86 % من الأمريكيين يعتقدون في الله وفى الآخرة. وأن ثلاثة من كل أربعة يعتقدون في وجود الشيطان والجحيم. وأن الشيطان يتآمر على الإنسان. وأن الشر موجود في العالم ويجب محاربته. وأن الجزء الأكبر من محاربة الشر إنما يكمن في الصلاة ، فيتحدث الأمريكيون عن الصلاة باعتبارها أكثر الأمور بساطة وعادية في حياتهم (بى بى سى ، 17/3/2003م).
    (3/3) وبرغم الفارق بين هتين الرؤيتين المقتضبتين ، إلا أنهما تمثلان ، حال الجمع بينهما ، نموذجاً للجدل الذى يمكن أن تثيره مقالة كالتى نحن بصددها هنا ، وتوفران ، من ثمَّ ، منطلقاً لطرح السؤال الذى ما ينفكُّ يهشُّ بإلحاح: هل من فراغ وقع صعود التحالف المسيحى الصهيونى فى الحياة السياسية الأمريكية؟!
    (نواصل)


    --------------------------------------------------------------------------------








                  

العنوان الكاتب Date
لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض! ...كمال الجزولي أبنوسة03-24-03, 08:22 PM
  Re: لاهوتُ البَيْتِ الأَبْيَض! ...كمال الجزولي ود شاموق03-25-03, 05:08 AM
    Re: الجزء الثاني أبنوسة04-02-03, 12:41 PM
      Re: الجزء الثاني أبنوسة04-13-03, 10:38 AM
        Re: الجزء الرابع nadus200004-25-03, 10:01 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de