... هكذا ينسرب العشق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2003, 08:58 AM

AlRa7mabi
<aAlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
... هكذا ينسرب العشق

    أقدم إعتذاري .. قبل أن استأذنكم .. كم كنت سعيداً عندما تفاعل معي بعض الأخوان والأخوات .. وشهدوا معي ( إنسراب ) هذا العشق .. والذي جاء على أجزاء .. ورأيت ربما من ( الأفضل ) أن ( أجمعه ) في سلة واحدة .. فاسمحوا لي بأن أنزله بهذه الصورة حتى لا يحدث الإجتزأ خلالا بهذا ( العشق ) .. مع عميق ودي ..

    هكذا ينسرب العشق ..
    الدهشة الأولى:

    لم يتجاوز عمرها خمسة عشر ربيعاً .. تميل الي النحافة ، لونها خمري مميّز كأنه مزيّج للونين مختلفين ، ضفيرتان وضعتا بكل عناية فوق الصدر الذي بدأ يثمر ، أكثر ما شدّ إنتباهه مشيتها الرشيقة ، خطوات ثابتة منتظمة لها رنين .. هذا كل ما رآه لم يتبين تفاصيل وجهها الدقيقة .. لما أفاق أيقن بأن هذه الصبية الساحرة لابد أن تكون ضمن المرشحات .. في تلك اللحظة تملكه فضول لمعرفة هذه الفاتنة ، سرعان ما بدأ يستعيد توازنه ، استعان بالله من الشيطان ؟

    كل الأيام إلا ذلك اليوم .. لن ينساه ما حيي ، وقبله كانت هناك أيام تحمل معها رياح التغيير ، التي تشكلت على إثرها حياته فيما بعد .. كان يسمع همساً يدور بين أصحابه وهم يقيّمون العشرة الأوائل من حسناوات الحي ، وللحق لم ير في حياته معظم صاحبات الأسماء المرشحة لنيل هذه الدرجة العالية ، وللحق كذلك لم يكن يعبأ بمعرفتهن.

    آوى الي فراشه آملاً في نومٍ عميقٍ كما هي العادة الرتيبة .. لم يطاوعه النوم إلا بعد جهد .. كانت تراوده أحلام وهواجس غير واضحة المعالم .. نوم قلق .. استيقظ باكراً على غير العادة .. استرجع لحظات البارحة مراتٍ ومرات .. يا إلهي اللهم أسألك اللطف ..

    لإول مرة يجد خطواته تجره جراً الي مجلسهم .. رغم تواجده المنتظم ، إلا أنه نادرا ما يشارك في الحديث ، يفضل الإستماع خصوصا حينما يتحول الحديث الي همسٍ .. جلس بعد تحية مقتضبةٍ بينما كان الحوار محتدماً .. ترددت نفس الأسماء .. لاحظ أن هناك إسماً يتكرر أكثر من غيره ، تمنى غريزياً – ولم يجد تفسيراً لذلك – تمنى أن لا ينطبق هذا الإسم على صاحبتنا ، رغم أن الإسم فيه جرس وموسيقى ، بل كان له وقع خاص لديه ، فدائما ما يحب الزهور وأسمائها .. إلا أنه غالبا ما يُذكر هذا الإسم بتحريف متعمد وتمويه مكشوف ؟؟

    كاد يفقد السيطرة على أعصابه المحترقة .. وصف أحد المشاغبين صاحبة الإسم ب –( ضابط عسكري ) كناية لمشيتها المتناسقة وخطواتها الثابتة ، بدأت الصورة تتضح نوعا ما .. غير انه لم يتيقن بعد ، نادراً ما يبوح لشخص آخر ما بدواخله ، ظل الأمر على هذا النحو ..

    قرر بعدها أن يقف كل يوم أمام منزلهم ، فهو تقاطع طرق ، هذا بجانب أنه المكان الذي وقعت فيه المصادفة الأولى التي هزّت كيانه .. إلا أنها لم تأت .. تمنى في قرارة نفسه أن ينتهى الأمر عند هذا الحد ، مرت أيام وأيام وهو مرابط دون رؤية هلال رمضان ..

    دلف الى منزل صديقه سامي .. تسمّر مكانه .. خارت قواه تماما .. كانت أمامه وجهاً لوجه لأول مرة ، وبحركة لا إرادية مد يمناه وهي تهتز كعصاه موسى بعد المعجزة .. همهم بكلمات غير مسموعة وغير مفهومة .. صافحته وكأنها مرغمة على ذلك .. لم تكد يدها تلامس كفه .. سحبتها بحياء ظاهر .. مصافحة فاترة ..

    تبين ملامحها بصورة تقريبية ، لم يكن بمقدوره أن يصمد أمام هذا الوجه المشرق .. حاجبان يلتقيان في عناق دائم .. أما رموشها الظليلة فأربكته تماماً .. كاد يتراجع الي الوراء وهي ترمقه بنظرة متسائلة .. تجمّع في عينيها سحر الدنيا وروعتها .. أنفها ينم عن تحدٍ مستتر .. أما الضفيرتان فوضعتا بهدوء على الصدر المتحفز ..

    وهو يحاول السيطرة على أعصابه ، إذا بصديقه يغالب الضحك ، وقبل أن يغادرا المنطقة منزوعة السلاح ، نبهه سامي بأنها المرة الأولى التي يراه يصافح فيها فتاه ... سأله بطريقة لا تخلو من سذاجة من تكون ؟ مارس سامي معه فظاعته المعهود – دي أمنا الغولة – ما بتعرفا .. بل زاده عيارا آخر حينما ألمح الى أنه معجب بها وربما تربطهما علاقة ما قريبا ، فأسقط في يده وأسرّها في نفسه ولم يبدها ..

    مضت أياماً خالها سنوات ، لم يخف مشاعره هذه المرة ، وإن كان قد باح بها بطريقة مغلفة ، ليلى بنت خالته ولا حرج في ذلك ، هكذا أقنع نفسه ، دون مقدمات طلب منها أن تمهد الطريق له .. بعد أن أفاقت من صدمتها ..تظاهر هو بالثبات والعزيمة .. وعدت خيراً ..

    طااال أنتظـاره …

    يكبرها بنحو خمس أو ست سنوات ، وسيماً أنيقاً ، خجولا يميل الى الإنطواء ، ينغمس في عالمه الخاص الذي تلفه رومانسية تعد في مجتمعه ضرباً من الهبل ، يمارس طقوسه ببرمجة مسبقة ، حين يأوي الى فراشه ، تمتد أصابعه بحركة محسوبة لتقزّم الإضاءة الى حد الخفوت .. لا يتعد مؤشر الصوت في جهاز التسجيل الخط الأول أو الثاني ، صوت خفيض يكاد يهمس همساً .. ينساب صوت أم كلثوم ليتمازج مع ذرات النور الخفيضة ..

    من أجل عينيك عشقت الهوى بعد زمانٍ كنت فيه الخلي
    وأصبحت عينيّ بعد الكـرى تقول للتسهيد لا ترحـل
    يا فاتناً لو لاهما ما هزني وجد .. ولا طعم الهوى طاب لي
    هذا فؤادي فأمتلك أمـره واظلمه إن أحببت أو فأعـدلِ

    هكذا كانت أيامه تنساب هادئة وآدعة ، يحمل جريد النخل حين يعانق المجذوب ، فيرى البنيات يتسترن فتنة وانبهارا من عيون تلفت الكحل فيهن هنيهة ثم طارا ، يضمر حنانا لكل أم – شلخوها – يجالس بائعة الكسرى ، يهيم في شلال لوسى .. شعرها العسجدي ينثال كالشلال ينصب في غرار النفوس ، فجاءة يقفز الي قطار الغرب ليرى أمة المكى في رحلة تبدو أمامه كفلم وثائقي ، ثم ما يلبث أن يشتم رحيق البرتقال والقرنفل فيسرح خياله في تلك الخلاسية مملوءة الساقين .. بعض عربية وبعض زنجية ..

    أفاق من غفوته على صوت أم كلثوم وهي تسائله:

    أهو الحب الذي خفت شجونه أم تخوفت من اللوم فآثرت السكنية

    الحب ؟؟؟ لا يدرى ولكنها المرة الأولى التي يخفق فيها خافقه بإحساس لم يدرك كنهه ، فكثيرٍ من الحسان مررن ببرجه فلم يدرن طرفه ولكن كما قال مطمئناً نفسه – لكل أجل كتاب - . ولكن ليلى كما يبدو نست الوصية

    # ليلى موضوعنا ما طووول
    - موضوعك ياتو
    # شوفي كلمتيها ولا لا
    - حصل وو ..
    # وبعدين
    - ولا قبلين .. بكلمك بعدين
    # ...
    - بكرى زي الوقت دا .. خليك جاهز عشان حا تقابلا
    # أنا ؟ أقابل منو
    - تقابل منو ؟؟ تقابلني أنا يا سيد جرسة .



    وصدقت الرؤيا ..

    كان لقاءنا بالأمس عابراً
    كان وهماً
    كان حلماً
    كان رمزاً عبقريا

    كان لو لا أنني أبصرته
    وتبين ارتعاشاً في يديّا
    بعض أحلام التي أنسجها في خافقي
    وأناجيها مليا

    وكانت لحظة الصفر ، نقطة اللاعوده .. مفترق الطرق .. دائرة تطوقها حواشي المجهول .. السير بين مأمن الألغام وتفجرها .. صدى المتوقع .. ما غض الطرف عنه ... الساقط سهواً .. قطعة المسرح التي أعدت .. كواليس كل منهما ودؤوب حركتهما ...

    تنظر للمرآه خلسة وبتوجس مكشوف ، كأنها ليست الأنثى ..

    محتار حد التشرد .. أيهما يناسبه ، هذا القميص الأخضر .. لون الزرع ، أليس الأزرق لون السماء .. لون البحر الحالم ..

    ربما من غير اللائق أن يكون – الروج – صارخاً ، دعته يلامس شفتيها مروراً .. نظرت للونه الوردي بنظرة – مقياسية - لتناسق لونه مع تلك الورود التي نثرت على بلوزتها ..

    كأنها المرة الأولى التي يتضمّخ فيها بعطره المحبب .. رشقة لكفه اليسرى .. يشتمّها بنفس طويلٍ .. يعيد الكره مرة .. ومرة

    ليلى واهتمامها بديكور المسرح ، تأكدت من وضع كل المأثرت .. تممت على الوضع بنظره ماسحة .. سرى بداخلها تيارٍ كاد يسقطها أرضاً .. لا تدرك كنهه .. ظلت منتظرة في حالة ترقب لظهور جميل وبثينة ..

    وصلت هى أولاً .. غاصت في طيَات حضن ليلى .. جلست .. والخوف بعينها !!

    سمعتا طرقاً خفيفاً على الباب ، نهضت ليلى ، جزبتها هي من يدها حتى كادت تسقطها أرضاً ، ثم حررتها بصورة صاروخية .. توترُ يتملكها حتى – منكير – أظافرها المشذبة بعناية ..هدّت ليلى من روعها ،

    رفعت مزلاج الباب بعناية حتى لا يحدث صوتاً .. وجدته كادت تقع من طولها .. ضحكت بكل أحشائها وبصوت حبيس .. وجدته بين واقفٍ وخائرٍ .. وجدته كجبل الرجاف ..

    أدخل .. أدخل يا عصام
    أسمعي .. جات ولا لسه
    لا لسه حا تجي بعد شوية .. بس أنت ادخل انتظر جوه
    سحبها من يدها أها
    ياخي ما تسيب يدي دي .. يا زول انت مالك ما على بعضك كده
    أنا آسف ما قصدي .. بس
    يا زول خت الرحمان في قلبك وخش .. وانتظر كلها دقائق وحا تجي .. أنا بجهز حاجة في المطبخ .

    جر خطاه جراً .. كمن يساق للموت

    دخل الغرفة – تووش – تسمّر مكانه ، قام بحركة لا يتقنها إلا مستجدو الجيش .. خطوتين للخلف دور..

    كانت ليلى بالمرصاد – قنصت ليهو – حدجته بنظرة إحتقار ، ثم دعمتها بدفعه رقيقة ولكنها كادت تطرحه أرضاً .. دخلت معه لتلطيف الجوف لدقائق .. ثم انسحبت ..


    وللنيل أسـرار ..

    اعتادا أن يأتيا مساء كل خميس ها هنا .. يأثره هيام النجوم وهي تغازل الثريات على صفحة موجة النيل الحالمة بألوانها السريالية الناعسة .. وتلك النسمات ترفرف هادئة حالمة وحيناً مشاغبة تلهو بخصلات شعرها التي تسللت خلسة ..

    كان وجهها البهيج البهي مشرقا .. وفي عينيها الضاحكتين بريقاً يضج فرحاً وجلالا ، كثيراً ما كان يلفها صمتٌ دخيل ، لكنها في لحظات صفائها تنساب هنهنات صوتها لحناً مسيقيا حالماً .. تود لو أن تلك السمفونية خرافية المدى ..

    قالت له ، وهي تصلح من جلستها معتمدة على يدها اليسرى ، وبيدها الأخرى تسحب في خفة فستانها إلى أسفل وقد انحسر قليلا .. وهو لا يزال في اتكاءته نصف راقد ، وقد تبلل قميصه بقطرات الندى الليلية ، بدأت زهرة البنفسج في يده منهكة بعد أن عبث بها طويلا ..

    قالت ، هناك أغنية تأثرني ، فقاطعها أريد سماعها .. ولن أسمح لك أن تلقيها عليً إلقاءاً .. ضحكت ضحكة هامسة فطمت على أحضان الخجل وأرتوت من ماء الحياء ..

    قالت كنت أكيدة من ذلك ، وهذا ما حجبني عن إبدأ إعجابي بهذه الأغنية وأغنيات أخر .. وعدها وعداً كان يوقن أنه لن يوفيه .. حدجته بنظرة حسبت أنها كافية لردعه ، ظل بصره عالقا برموشها الظليلة وحاجباها ينومان على أهدابها كخصر الجزيرة .. وذلك الفرح الطفولي يركض ويلهو بعينيها ، فما زاده ذلك إلا إصراراً .. فأنساب صوتها ناعماً هامساً ..

    (( بعيد عني
    خطاك ما لامست وجه الطريق
    ومشيتي .. ومشيتي …
    لا فوق غيمة .. لا ظني بعيد عني
    كأنكِ من وراء صفحة زجاج مبلول
    وراك الريح ..
    وقدامك مدى السكة ونِدا المجهول
    أنادي ليك .. وأنادي ليك
    وجيدة .. وجيدة .. ))

    لم ينبس ببنت شفة .. سألته ما بك ؟ قال لن أبرح مكاني حتى تسمعيني تحفة أخرى .. ذكًرته بوعده الذي أطلقه ولم يجف مداده بعد .. ولكنها رضخت أمام عناده الطفولي ، فتدفق صوتها حنانا دافقاً وعذوبة عصرت ماء النيل خمراً صبوحا ..

    (( …
    عينيك سفر مكتوب أعيش في غربتو
    واعشق عذابو وحرقتو وليلو الطويل
    واتخيلك يا حلوة زي نسمة سحر
    جيتي ومعاك حلمي المطول
    منتظر وعدو الجميل
    عشقك زمان جواي رحل
    واتناه في الأعماق أمل ))

    وكزته برفق ، أفاق من حلمه ، قالت مداعبة هيا يا أبا الطيب .. فالليل أرخى سدوله .. نهض واقفاً وشمًر عن ساعديه وصاح .. الليل والبيداء تعرفني .. تأبط ذراعها فتخللت أصابعه أناملها واستوقفها سائلا .. ماذا لو جلعنا جميع أيامنا – خميساً - .. فتبعثر صوتها ضاحكاً في فناء الليل المخملي …

    الإرتحـــال ..

    كان عصام حائراً .. كان يفكر في اختصار الطريق .. ليجعل اختلاس اللحظات عمراً مديداً .. ولكن كيف يصارح أزهار برغبته في السفر .. والهجرة لي بلاد الله البعيدة

    غريب والغربة أقسى نضال ..

    هاهي الأيام تمر رتيبة .. وقاسية ، على ورقٍ ورديٍ منمق ، تفوح منه رائحة العبق الشجي .. فتذكر سحر المكان .. – ولدانة – كم انطوى داخلها .. فكتب لها ، وكأنه يخاطب العالم أجمع ..

    من عصام لأزهار

    الي حبيبتي التي هناك .. هناك حيث أنتِ لا أنا ، أنا هنا أرقب رمق أمل ظامئٍ الي وعدٍ حاقنٍ تحمله أضرع سحاب ثقال والريح تجري به الي بلدٍ .. حيث لا أنا حيث لا أنتِ .. حيث الفراق ماثل ، حيث الصمت يفترش أضرحة المداخل ، وبهو الأمكنة خزفيً الطلاء تسيل دموعه نفطاً عبثياً لا يضئ كهوف الكآبة التي لا يسكنه فتية ، غير كلبٍ بوصيدٍ باسط ذراعيه .. وأنا هنا تعرت شجاعتي المفتعلة ويبست على غاباتي أوراق الشجر ، فليت يلفظني إليها جوف الكهف الي أسفل اليم .. حيث هناك ورق اليقتين ..

    هناك حبيبتي – حيث كنت – تنسرب زرافات الفرح فتمتلئ أزقة الطرقات بالعبث المنقى من هوجة الزيف والفعل المشين ، هناك تناديني مريمٌ بدعوات مليحات فتقوُم إعوجاج شغبي الطفولي المجنون ، وهناك أكون .. كيفما أحب أن أكون ، وعلى صدرها الحنون تعاتبني فيما التأخير ، فأتجاسر على أمي الحنون ، أعلن لها بأني أصبحت كبيراً ، فتضحك من جهلي أمي وتجاوبني بلطف – رغم فظاظتي – وأنا أيضاً شوقي وحبي إليك كبير ، لا تغاضب هناك أمي ولا أزقة الحوارى تمل مني ، وهناك في بعيد الزمان – حيث كنت – هناك بين أتراب الحسان – حيث أذكر – إنفلتت كاعب حسناء تضاحك طفلة .. كان لونها أذكر مثل لون الطفلة صافٍ ، وأذكر حينها إختلط عليً الأمر ، فلم أعد أفرًق هل كنتِ أنتِ الطفلة وكانت هى الحسناء الكاعب ، أم العكس هو الماثل .. حيث دنوت من طفلتي أقبلها أحسست – حينها – أن ذاك الخد ناضج ، لم أعاتب نفسي ولم أشعر بالحرج حينها ، فكنت أدخل البيوت دون استئذان ، لا اذكر أن هناك من قال لي عليك بطرق الباب قبل أن تلج .. فكنت أجهل أن طرق الباب والإستئذان واجب ، فكنت حينها طفلا صغيراً .. إلا على أمي فأنا رجل وطفل .. هادئ ومشاغب ...

    هل أنا أحببت فعلا وأنا ما زلت طفلا صغيرا لا يفهم معنى الحب ، أم تلك الصورة القديمة لا تمثل الواقع .. لكن كل ما أعرفه عن نفسي كنت صبورا ، كان صبري مثل الافق شاسع شاسع .. لا أذكر – مرة – أني مللت إنتظارك طرف الشارع ..

    ساعةً ..
    يوماً ..
    أو مجموع أيام ..

    فكنتِ تأتين وكنتِ لا تأتي ، وفي كل مرة كنت أبني لك عذراً ، حتى صار - بسبب غيابك – بناؤك شامخاً ،
    كان يماثل برج إيفل ..
    كان مثل خوفو وأبي الهول ..
    كان إنتظاري وغيابك يمثل كل حضارات الفراعنة ..
    وكل داعيات الفتوحات العربية ،
    كان يمثل تمدن الفرنج ويمثل بدائيات الزنج في أحراش الإستوائية ، وفي ( كيب تاون ) وفي ( الملايو ) ،

    وحين كنتِ معي وأنتِ لا تأتي كان يسكنني فدياسا وروحاً عبقريا ، فكنت أعبث بشعرك الشلال وبالمرمر ، وكنتِ أنت أعظم عندي من كيلوباترا ومن مريا ..

    أنت الآن هناك ، لم نلتق رغم أن الشمس تطرح كل يومٍ صباحاً جديدا ، ولكن لا نلتق لأنني أنا هنا ، وأنت هناك ، هنا عكس ما عندكم ، المرافئ هناك يا وعدي ، هنا المنافي ، هنا نسمع صدى الكلام ، هنا نرى كل يوم فقاعات الرجاء حيث يذهب الزبد جفاء ، أما ما ينفع حبيبتي فيبق هناك ، هناك حيث أنتِ يا ألقي ..

    وعدت نفسي – قبل أن أعدك – أن أكتب إليك كلما سنحت لي فرصة ، كي أبثك – بجانب شوقي – همي وحزني ، ولن أنسى بالطبع – كما أوصيتيني من قبل - أن أدون لك لحظات الفرح والألق التي تنسرب بين حين وحين من قبضة – الماكر – ذا الزمن ، وأذكًرك الآن حتى لا أنسى – كما فعلت في جميع رسائلي – عليك بالصبر ، فعندي يقين رغم قتامة الزمن الذي يبدو لي ولك ، يقيني أننا سنلتقي ، سيكون لقاءاً – مثل حبنا – قوياً ثائراً مذهلا ، وسنطفئ بوهج الشوق الذي يدفعنا دفعاً لظى الحرمان الذي كان ، وسنغسل بدمع الشوق الذي يمطرنا مطراً عباءة المآسي والأحزان التي لفت كطوقٍ حول الجسد فما وهن .. هذا حبيبتي ظني ويقيني ، مع خالص أمنياتي لك ولأمي ..

    الـــرد ..

    حبي عصام

    تعااااااااااال

    أزهار

    __

    الــرد ..

    الى أزهار

    قرييييييب

    بحبك

    عصام

    --

    وتدور عجلة الأيام ، لاح له طيف اللقيا .. وحرارة الأنفاس ، وصدرٍ لدن يدغدغ منابع حنانه .. كي يغوص مرة أخرى فيسافر في زمن سعادته السرمدية ..


    اللقـــاء الأبدي ..

    دنا منها .. كأن سنيً الغربة تبدلت بأيامها ولياليها الى حبال طوقت جسديهما .. أصاب لسان كل منهم عقم عرضي ، لا كلمات تولد .. لا عبارات ترحيب تخترق جدار صمتهما .. قبل أن تقبًل الطائرة شفاه الأرض ، كان يراقب بحنك القائد المنتصر رتل الكلمات وهي تتقاطر على مخيلته في نظام متناه ، لن يعطيها فرصة للتحدث .. سيفرغ كل ما في خزائنه من أحرف الهجاء .. سيحكي لها كم كانت الأيام رتيبة وجافة في بعدها .. لن يُسمعها كلمة واحدة ترمز للأشتياق .. لأنها تدرك ذلك جيداً .. و ..

    حمد لله بالسلامة .. قالتها بهمس مبحوحٍ .. غاصت مرة أخرى بين ذراعيه .. لا أدري هل حقاً أنت هنا .. وهي تمسح رافدين من دموعها سألته بتودد .. لماذا أخلفت الوعد ، كان وعدك أن لا تغيب عني .. عن بلدك أكثر من عام .. أربعـة سـنوات ولم أرك فيها ..

    الله يسلمك .. أنا ..

    قاطعته بحزم .. أرجوك لا تنطق بكلمة ، لن أعطيك فرصة للتحدث .. سأفرغ كل ما في خزائني من أحرف الهجاء .. سأحكي لك كم كانت الأيام رتيبة وجافة في بعدك .. لو تعرف شوقي إليك .. آه لن أحدثك عن إشتياقي لك لأنك تدرك ذلك جيداً .. ولكني عاتبة عليك .. قالت واللوعة تاسرها هل في السفر راحة لك ..

    عصام : الغربة شجن .. وحنين !
    أزهار : البعد عنك عقوبة مبرحة لا تعرف الرأفة
    عصام : أحبـك إسرافاً
    أزهار : حبي لك ينضح بالأشواق .. والبكاء .. والتنهيد ..
    عصام : وأنا لا أطالك كي أرتمي عليك ..
    أزهار : كي تحميني من نفسي التواقة إليك .
    عصام : كنت آتيك كل ليلة في منامي
    أزهار : وأنا لا أخلف موعداً ..
    عصام : حتماً أنك تذكري يومنا ذاك !.
    أزهار : وهل التواريخ ( التأريخ ) تُنسى ؟
    عصام : هل ما ينبع من القلب لينفذ الي القلب يُمحى
    أزهار : ألم تكن تلك الجموع شواهد ..
    عصام : ومن بعدها ألم تكن تلك الخلوة دليل يُعتد
    أزهار : وكل ما علمنا وجهلنا ماذا يكون بربك ، ألم يكن صفحة في دفتر الحياة الآتية لنا بالبشر
    عصام : هل حفنة الأيام التي إحتوتنا تستوعب ذلك الإستمتاع الهلامي .. وهو يغرس مفاتنه ومباهجه كجزور تغوص في باطن الأرض ..
    أزهار : وذلك العطر المخملي الشجي .. يتناثر في الآفاق فيعبُق المدى وأنفاس الجموع الشواهد
    عصام : كل ذلك تحقق وكان غير يسير
    أزهار : لأننا لا نعرف مستحيلا ..
    عصام : وها نحن التقينا كحلمٍ وجل الخطى سخي الدمع ..
    أزهار : لقد طارت خطانا كاشرعة المراكب كأجنة الطير ..
    أزهار : كي نتعانق بشوق ..

    بصوت واحد: فلا نفتــرق ..

    ----

    (عدل بواسطة AlRa7mabi on 06-13-2003, 03:44 PM)
    (عدل بواسطة AlRa7mabi on 06-13-2003, 03:48 PM)
    (عدل بواسطة AlRa7mabi on 06-13-2003, 03:52 PM)









                  

العنوان الكاتب Date
... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-08-03, 08:58 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-08-03, 10:05 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-08-03, 11:49 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق willeim andrea02-08-03, 12:56 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-08-03, 02:37 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق willeim andrea02-12-03, 03:37 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-12-03, 03:52 PM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-12-03, 04:03 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق willeim andrea02-12-03, 04:10 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-12-03, 04:38 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق willeim andrea02-12-03, 05:30 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-13-03, 02:25 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-15-03, 05:55 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-15-03, 06:00 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-15-03, 01:24 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-15-03, 01:28 PM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-15-03, 01:52 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-15-03, 01:40 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-15-03, 02:13 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق willeim andrea02-15-03, 02:06 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-15-03, 02:20 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق woroorrook02-15-03, 02:27 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق woroorrook02-18-03, 05:02 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-18-03, 05:51 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-18-03, 06:04 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق وجن02-18-03, 07:16 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق Ahlalawad02-18-03, 01:48 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق toona02-19-03, 04:23 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-19-03, 05:55 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق woroorrook02-19-03, 06:51 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-19-03, 08:45 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق willeim andrea02-19-03, 10:17 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-19-03, 10:55 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-19-03, 01:16 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-19-03, 01:18 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-19-03, 01:59 PM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-20-03, 05:16 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-20-03, 05:53 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-20-03, 08:01 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-20-03, 10:45 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-22-03, 06:21 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق Yassir7anna02-22-03, 10:29 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-22-03, 10:33 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-22-03, 02:50 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-22-03, 02:53 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق Yassir7anna02-23-03, 05:59 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-24-03, 09:43 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق toona02-24-03, 11:19 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-25-03, 02:46 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-25-03, 02:49 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق zomorrod02-25-03, 04:05 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق وجن02-25-03, 04:16 PM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-25-03, 07:20 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق woroorrook02-25-03, 08:24 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق toona02-25-03, 08:44 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق dreams02-25-03, 10:56 PM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق Tumadir02-26-03, 04:05 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق toona02-26-03, 03:05 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق Yassir7anna02-26-03, 05:07 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق الجندرية02-26-03, 07:16 PM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق zomorrod02-27-03, 00:10 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi02-27-03, 09:41 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق toona02-28-03, 02:59 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق woroorrook03-17-03, 10:45 AM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق نور الهدى04-05-03, 10:14 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق ابو فاطمه04-05-03, 02:23 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق أبكر آدم إسماعيل04-06-03, 07:11 PM
  ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi04-07-03, 01:50 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق Yassir Mahgoub04-07-03, 09:21 PM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi04-09-03, 02:42 PM
    Re: ... هكذا ينسرب العشق coolcom05-17-03, 03:05 AM
      Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi05-18-03, 06:18 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق بت قضيم05-18-03, 07:01 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi05-19-03, 05:42 AM
  Re: ... هكذا ينسرب العشق AlRa7mabi06-13-03, 03:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de