الاخ المهندس للأسف لا املك نص بيروت ...وسأأبحث معك عنها لكن لماذا لا تمدنا بمديح الظل العالي ..
الاستاذة تماضر
تحياتي الحارة والاكيدة
لا أرى جسدي هناك ، ولا أحس بعنفوان الموت ، أو بحياتي الأولى كأني لستُ مني . من أنا ؟ أأنا الفقيد أم الوليد ؟ الوقت صفرٌ . لم أفكر بالولادة حين طار الموت بي نحو السديم فلم أكن حيًّا ولا ميتًّا ولا عدمٌ هناك ولا وجود تقول ممرضتي : أنت أحسنُ حالا وتحقنني بالمخدر : كن هادئًا وجديرًا بما سوف تحلم عما قليل رأيت طبيبي الفرنسي يفتح زنزانتي ويضربني بالعصا يعاونه اثنان من شرطة الضاحية رأيتُ أبي عائدًا من الحج مغمى عليه مصابًا بضربة شمسٍ حجازية يقول لرفّ ملائكةٍ حولهُ : أطفئوني رأيتُ شبابًا مغاربةً يلعبون الكرة ويرمونني بالحجارة : عد بالعبارة واترك لنا أمنّا يا ابانا الذي اخطأ المقبرة ! رأيت " ريني شار " يجلس مع "هيدغر" على بعد مترين مني رأيتهما يشربان النبيذ ولا يبحثان عن الشعر كان الحوار شعاعًا وغدٌ عابرٌ ينتظر رأيتُ رفاقي الثلاثة ينتحبون وهم يخيطون لي كفنًا بخيوطٍ من ذهب رأيت المعرّي يطرد نقّادهُ من قصيدته : لست أعمى لأبصر ما تبصرون فإن البصيرة نورٌ يؤدي الى عدمٍ أو جنون رأيتُ بلادًا تعانقني بأيدٍ صباحية : كن جديرًا برائحة الخبز . كن لائقًا بزهور الرصيف فمازال تنّورُ أمك مشتعلاُ والتحية ساخنةً كالرفيف !
خضراء أرض قصيدتي خضراء نهرٌ واحدٌ يكفي لأهمس للفراشة : آهـ ، يا أختي ، ونهر واحدٌ يكفي لإغواء الاساطير القديمة بالبقاء على جناح الصقر ، وهو يبدّل الرايات والقمم البعيدة ، حيث أنشأت الجيوش ممالك النسيان لي لا شعب أصغر من قصيدته . ولكن السلاح يوسّع الكلمات للموتى وللأحياء فيها ، والحروف تلمّع السيف المعلق في حزام الفجر ، والصحراء تنقُضُ بالاغاني أو تزيد
لا عمر يكفي كي أشد نهايتي لبدايتي أخذ َ الرُعاةُ حكايتي وتوغلوا في العشب فوق مفاتن الانقاض ، وانتصروا على النسيان بالابواق والسجع المشاع ، وأورثوني بُحّة الذكرى على حجر الوداع ولم يعودوا
رعويٌّةٌ أيامنا رعويَّـةٌ بين القبيلة والمدينة لم أجد ليلا خصوصيًا لهودجِك المكلل بالسراب ، وقلتِ لي : ما حاجتي لاسمي بدونك ؟ نادني ، فأنا خلقتك عندما سميتني ، وقتلتني حين امتلكت الاسم كيف قتلتني ؟ وأنا غريبةُ كل هذا الليل ، أدخلني الى غابات شهوتك ، احتضني ، واعتصرني و اسفك العسل الزفاقي النقّي على قفير النحل بعثرني بما ملكت يداك من الرياح ولمّني فالليل يُسلِمُ روحه لك يا غريب ، ولن تراني نجمةٌ الا وتعرف ان عائلتي ستقتلني بماء الازورد فهاتني ليكون لي – وأنا أحطّمُ جرتّي بيديّ – حاضري السعيد
- هل قلت لي شيئًا يغير لي سبيلي ؟ - لم أقل . كانت حياتي خارجي أنا من يحدثُ نفسه : وقعت معلقتي الاخيرة عن نخيلي وانا المسافر داخلي وانا المحاصر بالثنائياتِ لكن الحياة جديرةٌ بغموضها وبطائر الدوري لم اولد لأعرف انني سأموت ، بل لأحبَّ محتويات ظل الله يأخذني الجمال الى الجميل وأحب حبك ، هكذا متحررًا من ذاته وصفاته وأنا بديلي أنا من يحدّث نفسه : بين اصغر الاشياء تولد أكبر الافكار والايقاع لا يأتي من الكلمات بل من وحدة الجسدين في ليل طويل أنا من يحدث نفسه ويروض الذكرى أأنت أنا ؟ وثالثنا يرفرف بيننا " لا تنسياني دائمًا " يا موتنا ! خذنا اليك على طريقتنا فقد نتعلم الاشراق لا شمس ولا قمرٌ عليّ تركتُ ظلي علاقًا بغصون عوسجةٍ فخفّ بي المكان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة