قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2002, 10:12 AM

بت قضيم
<aبت قضيم
تاريخ التسجيل: 07-05-2002
مجموع المشاركات: 2048

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة (Re: بت قضيم)

    أصاب والدتي هي أيضاً لوثة عقلية فرحية...فأخيراً ستستطيع أن تمارس حلمها القديم بأن (تنجعص) كما تردد هي دائماً وتقول لبعلها اللي هو والدي...وديني السوق، وديني بيت البكا، وديني الاوستبالية عفواً...اعني المستشفى...
    وأخيراً يمكنها أن تتفاخر لوالدتها اللي هي جدتي وأخواتها وجاراتها في البلد بأننا أصبحنا من أصحاب الجاه والنجاح ونمتلك سيارة.
    أمي تخاف العين والحسد، ومن منا يستطيع أن يلومها فكلنا حتماً نهابها، لذا تفتق ذهنها عن قرار أبت التراجع عنه ولم يثني عزمها أبى بكل اعتراضاته واستهجاناته... فسكت مبدياً هزيمة رعناء واستكانة تعود عليها خصوصاُ لما أقسمت قسمها الدستوري وقالت (وحاة جدي السمح وزين إلا اضبح الكرامة)
    لم يكن اعتراض أبى على الكرامة ككرامة...لكن وجه الخلاف كان في أنه لما سأل زملائه القدامى في العمل عن أصول (الضبيحة) في هذه النواحي ردوا له بأن (المسلخ) يقوم بتوضيب (الضبيحة) فتأتي بها مقطعة منعمة جاهزة عدل للطبخ...دون الحاجة للتعب و(الضباح) في البيت...لكن قناعات أمي المتوارثة الدفينة أبت أن تتنازل عن أهم طقس في (الكرامة السودانية) ألا وهي (نطيط الدم) و (طبيع الدم) في (حيط البيت) وكان هذا وجه اعتراض ابي.
    قال لها ابي يحاول إقناعها أن أولاً لا مجال لتعليق الخروف في باب البيت...لان هذا اساساً ليس ببيت أنه عمارة لا باب (بضلف) سودانية لها...فأين نعلق الخروف...حلول أمي جاهزة دوماً إذ قالت...لا مشاكل ، يمكننا تثبيت الخروف عرضياً في السور(التجميلي) المحيط بهذه العمارة لأنه اساساً في نظر أمي أن لا فائدة مرجوة منه إذا انه يسور بعض النباتات التي لا خوف عليها ولا هي تحزن لانها لم تشاهد ولااااا غنماية طايرة في هذه النواحي (يبدو أن غنم السودانيين طيار كأشياء كثيرة تطير) ، فكر ابي وقال...طيب ما في ضباح...لكنها حلت المشكلة بانه لا بأس...هناك جزار في السوبر ماركت الكبير الذي يلي دارنا ببضعة شوارع يمكنه مساعدتنا في الامر...ببضع نقود لا راحت ولا جات... ولما سألها أبي عن كيفية (طباعة) الدم في حيط ناس العمارة.. ردت بأن اصابع الدم شرف عربي لا مناص من الاعتراف بفضله..وأن سيد العمارة (يلحق يعترض إلا كان شيخها ابو طربوش اغبش يطيره في السما الحمرا دي)
    (كل أشيائنا قابلة للطيران)
    وكان خط دفاعه الأخير أن العربية اساساً اساساً لم تصبح ملكه بعد فردت أمي (هأ...يا ابوي بعد بلاد الخواجات دي برجع لي العربية الكركعوبة دي؟؟؟ العربيات هناك ذي البليلة... ما شفت الدقشي ده كيف في الأفلام الاجنبي ...وحاة الله العربية عندهم ذي كراكة الشفع البجروها بالحبل في السودان)
    امتثل ابي للأمر الواقع وقرر أن من الحكمة الفر عن المعركة حلماً بأن يستطيع يوماً أن يكر إن شاء الله كان يكر ذي الكديس.
    احد اصدقاء ابي في العمل افتى بأن الخروف يباع برخص التراب بعد الساعة التاسعة ليلاً...اعجبت الوالدة بذلك وقررت الانتظار...لكنهم عندما وصلوا الساعة الحادية عشر (مواعيد سودانية) وجدوا أن الخرفان واصحابها يغطون في سبات عظيم... فقرروا الانتظار لصبيحة اليوم التالي وما في داعي للعجلة
    الساعة خسمة صباحاً قررت والدتي النشيطة أن يستيقظ كل من في الدار حتى ديك الدار صحيناه احنا...خروف يا جماعة والتجهيزات تحتاج جهود إضافية.
    المهم أنهم احضروا الخروف منصوراً... ولكنه كان خروفاً قليل أدب حقيقي يشبه غنم السودان...حيث أنه ملأ الدنيا بعيعاً وصريخاً ورفرسة غير عادية وكأنه يحتج على ايقاظه في هذا الوقت المبكر..جيراننا (الخلايجة) انزعجوا للأمر على ما يبدو إذ ان صاحب الشقة المقابلة لشقتنا استيقظ وعيناه تناظرنا ستة في خمستاشر وسأل بدهشة بالغة...(وش في؟؟؟ عيد الحج؟؟؟) فردت عليه امي والتي كانت قد استعدت واقفه في (خشم الباب) حاملة بعض الصواني في يديها ارافقها أنا بالطشت البلاستيكي الذي لا يغني عن طشتنا المعدني رابطة شعري بأقرب (إيشارب) وجدته كما تقتضي عادة الضبيحة السودانية الأصيلة، واختي (بجردل) ماء ممتلئ للنصف تقريباً....ابتسمت له بأن لا..عندنا كرامة...(الرسول كان ما جبت مرتك وجيت الليلة تفطروا عندنا)..لم يرد الخليجي لكنه تثائب بملل واضح ودخل...إذ كان قد اعتاد على (هاذي الحركات العجيبة) بعد أن كادت والدتي يوماً أن تقيد في (البناية) جحيماً سعيراً شان (لون المنجة..يا الشايل المنجة).
    الساعة الثانية عشر...خرج جارنا (الخليجي) من منزله مرة أخرى ب(دشداشة) ناصعة البياض (حقيقي دي هي الجلابية التستحق يغنوا ليها...كان (صقيع) الشمس ضارباً في الاعماق...والرطوبة تفترس ذرة كل عرق يمكن أن ترطب الاجساد المرمية هنا وهناك...كنت انا في (بنبر) سفرته والدتي مخصوص من السودان لبلاد الغربة لأنه (فال) ولانها لا تستطع الجلوس إلا فيه فهو ككرسي العرش .. كنت اجلس في (البنبر) مولية ظهري للشارع...اخمج في طشت اللحمة اقطعها شي اربعات وشي خمسات وأختي من جهة أخرى كانت تعيث فساداً في كرشة الخروف وكل ما ينتمي لها من بطون وفشافيش ترمي ما ترمي من (زبالة) الخروف في (القمامة) القريبة من باب الدار... و (تطنبج) بقية هذه الزبالة في (جردل الموية) ..فتتسع الرائحة انتشاراً جميلاً فتزيد الجو بهاءاً ورغبة في الأكل...حقيقة يعني
    امي تشرف من هناك بتقطيع البصل إلى حلقات صغيرة صغيرة جداً منمنة (اكيدة أنا ان امي شاركت في اختراع الترانزستور) ونظراتها تنتقل بتفحص شديد لكمية اللحمة وعدد الضلوع التي من الممكن أن (الضباح) المصري قد (سرح) بعضها..صديقة امي تجلس في جهة مقابلة تذكر لنا العديد من قصص الكرامات والخرفان التي حضرتها وهي تمسك بكبد أو كلوة الخروف تسلخها من هنا وهناك بإجادة عجيبة وكأنها طبيب جراح..وتحكي قصصها الخرافية معجبة بنفسها ايما اعجاب...هذا المنظر خارج الشقة طبعاً فالشقة ضيقة وساحة العمارة براح...داخل المنزل اخواتي الأصغر سناً ينقلون من وإلى وهم يتجارون ويمنون نفسهم ب(اب دمام) (اخوتي ليسو بحناكيش اصليين انهم تقليد حناكيش سئ الصنع).... تساءل جارنا الخليجي وعيناه تقدحان دهشة وانف اخي الأخير يقدح (ماءاً لزجاً)...(ايش هاذا الذباب) ثم نظر إلى حوائط البناية التي كان لونها (ارونج) زاهي على حسب الموضة فزينتها اصابع ابي واصابع امي واصابع الشفع المعجبون بالحركة شديد وقال( يا حفيظ...ايش هاذا الدم؟؟؟)، ثم توالت الاسئلة دونما توقف (انتوا ويش تسون؟؟؟) (ايش هاذي الريحة؟؟؟) ( يا جماعة ما يصير هاذا؟؟؟) (دحين تصير مشكلة مرة كبيرة)...
    حمدت الله أن الله لم يكرمه برؤية ابي وهو (ينطط) في الدم ولا اجدع لاعب سلة حريف... ادار الخليجي سيارته الما خمج (اكيدة أن لو سيارة صديق ابي كانت كسيارة هذا الجار الخليجي لكان ابي ضبحني انا كرامة)
    لمحت ابن الخليجي وهو يدعك عيناه استغراباً وهو يتحدث مع اخي الصغير بنعومة (ايش تسووون)؟؟؟ رد أخي بخشونة (نضبح في الخروف..الليلة ابوي ساوي كرامة، داير حتة اب دمام؟؟؟) قال الطفل المسكين (مدري عنه) ومد يده لاخذ حتة هذه القطعة...

    هذا كل ما اذكره عن الحادث...بعد ذلك لا اذكر بوضوح...فما بين عربة الترحيل إلى الباخرة إلى الإحساس بالهلع..(انقطع قلبي) خوفاً وحسرة على الخروف الما اكلناه واتهنينا بيه..فكان يغمى عليا شوية وافوق شوية ...ولله الحمد...
    انا احدثكم الآن من منزلنا (البراح) العامر ب(أمبدة)...وذلك بعد أن من الله على صديق ابي بتمن ركشة من بلاد السندباد فقرر أن يوالي نشاطها (الركشة اعني) ابي..... بعد أن من الله عليه( ابي) ببراءة التهمتين العظمتين... تسميم البيئة...ومحاولة تسميم ود جارنا الخليجي باداة جريمة مستحدثة (كما جاء في حيثيات القضية) تدعى (أب دمام)
    ولله الحمد والفضل والمنة...








                  

العنوان الكاتب Date
قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-14-02, 10:53 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة رقم صفر09-14-02, 11:33 AM
    Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Tumadir09-14-02, 12:11 PM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-15-02, 05:13 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Yassir7anna09-15-02, 05:47 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة AlRa7mabi09-15-02, 05:58 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Yassir7anna09-15-02, 06:10 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-15-02, 08:40 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-17-02, 10:12 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Hisham Manssor09-17-02, 11:29 AM
    Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة ايهاب09-17-02, 11:37 AM
      Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة قرشـــو09-17-02, 01:08 PM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-17-02, 04:32 PM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة أخر الموانئ09-17-02, 06:56 PM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة willeim andrea09-17-02, 09:01 PM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-18-02, 06:35 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Abomihyar09-18-02, 06:55 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-18-02, 06:57 AM
    Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة rummana09-18-02, 07:10 AM
      Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة rummana09-18-02, 07:15 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Abomihyar09-18-02, 07:10 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-18-02, 07:14 AM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم09-18-02, 07:26 AM
    Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة قرنفل03-27-03, 09:54 PM
      Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة Abdel Aati03-27-03, 11:17 PM
  Re: قصة قصيرة طويلة جداً...يوم الضبيحة بت قضيم03-28-03, 08:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de