حنتوب الجميلة

الحبيب والدفعة محمد سعيد شلى

انا تخرجت معك فى ذات العام ولابد انك تذكر معسكر الكشافة فى يوم الاباء الذى كان جنوب قاعة الموسيقى فقد كنت حينها مشرفا على الكشافة وكان تجمعا رائعا لشباب اكثر روعة من المنتسبين للكشافة وتلك من النقاط الراسخة فى الذهن خاصة للكشفيين حينها ..

طبعا اخى كان مشرفنا على الكشافة الراحل المقيم الاستاذ عبد الحميد العباسى ذلك العاشق المتيم بالمتنبىء والذى حدثنا عنه حتى عشقناه كذلك وهو من الاساتذة الاجلاء فى اللغة العربية وقد دخلت احدى كريماته يوما معنا هنا ولكنها سريعا انسحبت ولم تواصل وربما مشاغلها فهى صحفية مقيمة فى القاهرة على ما اعتقد..

حقا اخى حظينا بكوكبة اساتذة فى حنتوب كانوا علماء ولم يكونوا اساتذة عاديين وهذا كان سر تميز حنتوب فهم يعطوا بلا حدود والله وهم احرص على الطالب من نفسه..

لمن لم يعيش فى حنتوب

اقول لهم ان حنتوب كانت تستخدم نظام هو اقرب للعسكرى من المدنى فهو يقوم على الضبط والربط والالتزام التام بالمواعيد فى كل شىء فالزمن فى حنتوب مقدس ولذا تم تقسيم ساعات اليوم بدقة شديدة ومطلوب من كل طالب الالتزام بذلك .. فهنالك اجراس لكل شىء فمنذ الصحو وحتى الحصة الاولى ثم الفطور وحتى الغداء ثم فترة الراحة وهذه لا يسمح فيها بالحديث حتى فتجد الداخليات يسودها صمت رهيب ثم تأتى فترة الالعاب الرياضية ثم تأتى فترة المذاكرة المسائية وبعد ذلك العشاء ثم يدق جرس النوم وتطفأ الانوار ..

حقا تعلمنا الانضباط التا والاعتماد على النفس والالتزام الجماعى فكانت حنتوب مدرسة ليس لتعليم العلم فقط بل لتعليم الحياة بكل معانيها ..

الاستاذ الامين محمد كعورة كان فى الاسمبلى بتاع يوم السبت يشرح لنا امور الحياة بدء من كيف تستعمل فرشاة الاسنان وحتى الاهتمام بشعرك وحتى التعامل مع اخوانك وكل شىء ..

ما اجمل ايام حنتوب وما اقيمها ..